الاعتقال الثاني في فرع أمن الدولة باللاذقية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:08:10
بعد شهر من الاعتقال الأول تقريبًا، كنا نقوم بهذا الحراك (التظاهر) بشكل يومي، ولكنه لم يؤد إلى اعتصام، لم نسع إلى أن نقوم باعتصام في مركز المدينة؛ لأننا قلنا [في أنفسنا] أن هذا الاعتصام سيكون له تكلفة من الدماء، وبالتالي يجب أن يقتصر الأمر على المظاهرات، و بانتهائها كل شخص يذهب إلى مكان ما -ليس إلى منزله بل إلى مكان يستطيع أن يحمي نفسه فيه- وبعدها مباشرة استطاع فرع أمن الدولة تحديد مكان وجودي واعتقلت للمرة الثانية.
فيما بعد فهمت من الحي الذي كنت موجودًا فيه -وهو حيي نفسه ولكنني غيرت المنزل- ففهمت أن أحد المخبرين (الواشين) الذين يتبعون للنظام رآني عندما دخلت، وأخبر الأمن بأنني موجود هنا، وتمت مداهمة المنزل بخمس سيارات تقريبًا مدججة بالسلاح والعناصر، وكانت عملية اقتحام كاملة واعتقلت، [الأمر] الإيجابي الذي حصل معي في هذا الاعتقال الثاني، أنه في تلك الفترة كان هناك تقسيم للمنطقة، بمعنى أن أفرع الأمن اختلفت فيما بينها، فقد كانوا دائمًا -قبل هذا التقسيم- يتجمعون في مكان واحد، وبالتالي المهام كانت تتضارب بين بعضها، ومهام الأمن السياسي تتضارب مع مهام أمن الدولة، والأمن العسكري، والمخابرات الجوية، وهم حسموا (سلموا) قطاع مشروع الصليبة للأمن السياسي، بمعنى أنه تم تحديد مشروع الصليبة للأمن السياسي، وبالتالي هذا المخبر (الواشي) كان يعمل لصالح أمن الدولة، وهو تواصل مع فرعه، [وبالتالي] اقتحم أمن الدولة منطقة تابعة للأمن السياسي.
وعندما اعتقلني وأثناء التحقيق فإنك تمر بنفس السيناريو الذي تمر فيه في أي اعتقال ( ضرب وشتم) بمعنى أنك ترى ما لم تره في حياتك، وعندما تم وضعي في المنفردة بدأ التحقيق معي، شعرت أنهم لا يمتلكون دليلًا إلا ما حصل قبل الاعتقال الأول الذي هو اعتصام العلبي، ومن خلال الأسئلة التي طُرحت عليّ فهمت أن المعلومات الموجودة لديهم ضدي تخص اعتصام العلبي، وفعلًا بعد اعتصام العلبي، حصل هذا التقسيم، وحتى الصور التي رأيتها في التحقيق كانت صوري في الاعتصام، ولكن بعد الاعتصام لا يوجد شيء، و استغللت هذا الأمر، وقلت لهم: خرجت على الشيء الذي اعتقلوني عليه. اعتقلت في فرع الأمن السياسي، وبعدها خرجت بالعفو، ولم يحصل شيء بعدها (لم أقم بأي نشاط أو إخلال بالتعهد بعدم التظاهر) فكانت وهذه هي الرواية التي ثبَّتها في فرع أمن الدولة، وطبعًا بقيت لمدة شهر تقريبًا، وفعلًا لا يوجد دليل [ضدي] من بعد إصدار العفو، ولكن كانت هناك تحقيقات، ثم أرسل خلفي العميد خضر خضر رئيس فرع أمن الدولة، وطلبني في الساعة 1:00 ليلًا تقريبًا وقال لي: يا مصطفى، أنت الآن سوف تخرج إلى منزلك، ونحن تواصلنا مع الأمن السياسي، وفعلًا أنت كنت معتقل، وخرجت بالعفو، وأنت الآن ستخرج من هنا، وقال: حتى تثق أكثر مع من تريد أن نتحدث من أهلك حتى يأتي ويأخذك؟ فأعطيته اسمًا ورقم هاتف فاتصل به، وقال له: معك فلان تفضل إلى فرع أمن الدولة حتى تأخذ مصطفى، وفي الفترة التي سبقت وصوله لم أكن معصوب العينين، وكنت أجلس أمامه على المكتب، وكان واضحًا أن هناك تغييرًا في المعاملة، وقال لي جملة حتى الآن لا أستطيع نسيانها: يا مصطفى، لا السكين تنفعكم، ولا المسدس، ولا سلاح الصيد ،ولا البندقية الروسية، لا يوجد أي نوع سلاح سوف ينفعكم، قسمًا بالله بالدبابات وبالمدفعية والطيران نقصف الصليبة والعوينة -وهي مراكز الأحياء السنية في اللاذقية- وطبعًا كان يتحدث معي بكل هدوء، ولم يكن منفعلًا، وقال: أخبر جماعتك بهذا الشيء. فابتسمت، وقلت له: لا توجد عندي جماعة. وقال: كما قلت لك قسمًا بالله، بالمدفعية والدبابة والطيران، سوف يتم قصف الصليبة والعوينة، وعليك أخبار جماعتك، أنت الآن ستخرج، وهذه الكلمات يجب أن لاتنساها. وطبعًا في بداية الحديث كان يتحدث عن نفسه، وأخبرني كم هو مخضرم في العمل الأمني، وكان يخدم في الحسكة، ومن يخدم في الحسكة في فترة الثورة الكردية -إن صح التعبير- (أحداث القامشلي 2004) فهو كان يمهد لأعلم بأنني أجلس أمام شخص ليس عاديًا، وذكر أيضًا، وقال: إنني ابن عائلة لها وزنها وثقلها وعلاقتها مع الدولة، ولاتكن سببًا في الإساءة إلى عائلتك، وما يشبه هذا الكلام.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/27
الموضوع الرئیس
الاعتقال خلال الثورةكود الشهادة
SMI/OH/61-22/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيار 2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
فرع أمن الدولة في اللاذقية 325
فرع الأمن السياسي في اللاذقية