الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المعتقل وليد أوسي يهتف بفرع الأمن السياسي "الشعب يريد.. اسقاط النظام"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:56:20

كان من أبرز المشاهدات التي عشناها بعض المواقف البطولية التي كنا نراها من بعض الشباب، أذكر أن الشهيد وليد أوسي كان داخل المنفردة يردد شعار الثورة السورية: "الشعب يريد إسقاط النظام" بالرغم من أن هذا الشيء كان يكلفه الكثير من التعذيب والضرب والشتم، ولكن كنا نلمس هذه المواقف البطولية من بعض الشباب، وهنا أيضًا بدأنا نفهم كيف أدار الأمن ملف موضوع السلاح والتسليح الذي حصل في الرمل الجنوبي من بعض الشباب المعتقلين الذين كانوا موجودين معنا، وكنا نسمعهم، ويتكلمون عن تفاصيل، لم تدخل قطعة سلاح إلى هذه المناطق إلا من خلال الأمن، والأمن بطبيعة الحال لديه علاقات مع بعض المهربين؛ وبالتالي كان يُحدِث ارتباطًا ما بين بعض الخلايا التابعة له وبعض الأشخاص والعملاء الذين يعملون لصالحه داخل الحراك والمظاهرات وما بين المهربين الذين كانوا قادرين على الوصول إلى تركيا أو لبنان من أجل استقدام السلاح. وبعد أن يتم إلقاء القبض على الشباب الذين أدخلوا السلاح أو الشباب المسلحين، تجد أنه عندما يتم التحقيق معه فإن الشخص بطبيعة الحال سوف ينكر، وبالتالي الضابط وكان على رأسهم [الرائد] لطفي مروة تحديدًا فهو من أدار هذا الملف، فعندما يتهمك الضابط، ويقول لك: أنت ساهمت في إدخال سلاح إلى المنطقة، وأنت تقول له: لا [لست أنا]، وهو يعطيك اسم الذي نقل لك السلاح، وكل من قام بعملية السلاح فيما بعد فهمنا أن الذي أدار هذا الملف هم ضباط الأمن، بمعنى أنه دفع باتجاه تسليح هؤلاء الناس من خلال العميل الموجود داخل الحراك الذي يقترح فكرة التسليح، مع العميل الذي يجلب السلاح وهو المهرب نفسه، والذي سهل مرورها ووصولها...، حتى إن أحد الأشخاص كان السلاح في سيارته [وهو ذاهب] باتجاه المنطقة، فعندما أوقفه حاجز فرع الأمن السياسي وهو بطبيعة الحال أنكر وجود أي سلاح في السيارة، فمباشرة ذهب العناصر باتجاهه حتى يقوموا بتفكيك أبواب السيارة وإخراج السلاح، وعندما حاول الشباب أن ينكروا معرفتهم بوجود السلاح في السيارة فإن الرائد لطفي مروة تحديدًا هو الذي قال لهم: انتظروا. وقال الذي أحضر لك السلاح هو فلان، ورقم هاتفه موجود على هاتفك. وبالتالي تشعر بأن الذي أدار هذا الملف والذي رتبه كله ودفع الناس باتجاه حمل السلاح ووصول السلاح لها هو فرع الأمن، وهذا الشيء كان واضحًا من خلال شهادات بعض الشباب الذين اعتقلوا معنا في فرع الأمن السياسي، فلم يخرج أي ملف من إطار الأمن، وحتى في الاجتهادات الفردية، كان المحرض يتبع للأمن والميسر والذي سهل وصول السلاح يتبع للأمن من أجل أن يقوم فرع الأمن بعد عدة أيام بإخراج مقطع فيديو على الإعلام على قناة الدنيا، ويقول: انظروا إلى المسلحين، وهذا السلاح استقدموه. صحيح أنه كان هناك سلاح، ولكن الذي حرض على حمل السلاح؟ هم عملاء النظام الموجودون داخل الحراك، والذي يسهل وصول السلاح أيضًا؟ هم عملاء النظام، وهو دفعك وورطك بحمل السلاح بهذا الشكل، وهذا من ضمن المشاهدات التي رأيناها داخل فرع الأمن السياسي؛ لأنه لم ينج أي شخص من الذين تم إلقاء القبض عليهم. لأنهم كانوا يقدمون له معلومات كاملة ويضعونها أمامه على الطاولة، وأنت لا تستطيع أن تنكر أي شيء؛ لأن كل الذين كانوا يعملون مع هذا الشخص المتورط في حمل السلاح تابعون للنظام، وكنا نفهم أن النظام دفع الجميع باتجاه هذه المرحلة؛ حتى يقمعها، وينهيها، ويستثمرها بهذا الشكل، ويسوّق لروايته أيضًا بأن الذي يحصل في سورية هو حراك يقوم عليه مجموعة من الإرهابيين، وهذه السلمية أكذوبة كبيرة، وهذا الذي سعى له النظام.

باقي عناصر المجموعة غير موجودين، هناك عنصر من المجموعة غير موجود، هو عميل للنظام نفسه، فلا يكون موجودًا؛ لأنهم في النهاية يضعونك في مكان الاحتجاز نفسه، وهذا أيضًا يعتمد على أنك عندما تدخل المعتقل فأنت تراجع كل شيء حصل معك من اللحظة التي قررت فيها فرضًا أن تقوم بعملية شراء السلاح حتى اللحظة التي تم فيها اعتقالك، وهذه المراجعة دائمًا كانت تفضي من خلال سمعناه من هؤلاء الشباب، إلى أن الحلقة المفقودة كانت دائمًا موجودة لدى النظام، وهذا بحكم المشاهدات. ونحن نتحدث عن المرحلة التي دخل فيها السلاح إلى داخل محافظة اللاذقية، فلا أعتقد أن مجموعة تسلحت إلا من خلال النظام، وهي ليست محاولة لتبرئة الشباب، بل على العكس تمامًا، وحتى فيما بعد اكتشفت بأنه كان يجب أن يكون قرار التسليح مبكرًا أكثر من ذلك، وكان يمكننا أن نفعل شيئًا.

بعد فترة الاعتقال، كنا نتوقع أن إلغاء قانون الطوارئ كان من الممكن أن يفضي إلى شيء من الأريحية، أو يكون له ارتدادات إيجابية، ولكنه على العكس تمامًا وعندما يصدر عفو فإنه لا يتم إخلاء سبيلك بشكل مباشر من فروع الأمن، وإنما يتم تحويلك إلى القاضي، وهو الذي يتخذ الإجراء، وفعلًا أخذونا بجنزير طويل، وكنا تقريبًا 50 شخصًا، ورحلونا باتجاه القضاء، وكما كان يحدث في كل مرة، فإن القاضي وبمجرد أن يدخل عليه شخص يسأله سؤالين بشكل سريع، ويقول له: تم إيقافك (احتجازك)، ويعود هذا الشخص إلى النظارة (مكان التوقيف) حيث نحن موجودون، ويقول لنا: لقد تم إيقافي. 

عندما دخلت إلى القاضي وهذا كان أيضًا من الأمور المهمة، قال القاضي مباشرة والكاتبة كانت تكتب: من المؤكد أنك لم تفعل شيئًا، ولم تقم بشيء، وأنا أوقفتك. قال هكذا باختصار شديد، فقاطعته، وطبعًا هو كان يقرأ من ضبط الأمن السياسي فقلت له: لا، أنا قدت المظاهرات والاعتصام، وأنا لا أنكر هذا الشيء، ولكن هذا التوقيف لا أعرف أسبابه. ولكنني لا أنفي مشاركتي في الثورة السورية، فتفاجأ القاضي، وقال: إذًا أنت تعترف. فقلت له: أنا أعترف بأنني شاركت في الثورة السورية، ولكنني لا أعرف ما هو سبب هذا التوقيف الآن. فقال: اقترب مني، وكانت هناك مقولة لسيدنا عمر بن الخطاب نسيتها، ولكنه قرأها لي، وأنا لم أفهمها، وسألته: ما هي الفكرة؟ وكانت الفكرة هي أنه حاول أن يقول لي: نحن نشبهكم. وهو يرى أن كل هؤلاء الشباب هم من الشباب المتدينين الملتزمين، وهو يقرأ، وعمر بن الخطاب قدوته. وكانت هناك مقولة له على الطاولة، وقال لي: في كل الأحوال، لأنك كنت صادقًا معي -لا يمكنني عدم إيقافك- ولكنك عندما تصل إلى السجن المدني فهناك توجد حصالات هاتف في الساحة، اتصل بأحد من أهلك حتى يقدم لك إخلاء سبيل حتى أقوم بإخراجك، وأنا ارتحت قليلًا. 

وفعلًا، وضعونا في السيارات، وطبعًا بعد الضرب من الفرع إلى المحكمة ومن المحكمة إلى السجن المدني، وهذه أول مرة أدخل فيها إلى السجن المدني، وأنا لا أعرف شكله، ولا أعرف الحياة داخله، وهنا بدأنا حقبة ومرحلة جديدة تمامًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/27

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/61-25/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب - أيلول 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

قناة الدنيا الفضائية

قناة الدنيا الفضائية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

الشهادات المرتبطة