الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقال الرابع في فرع الأمن السياسي باللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:54:01

قضيت كل هذه المدة ما بين الاعتقال الثالث والرابع بالمظاهرات الطيارة والتنسيقيات، حتى ظهر الشيخ عدنان العرعور وتحدث عن ضرورة التكبير، وهي نوع من العصيان فكيف ستمارسه؟ وتكلمت مع مجموعة العمل، وقلت: يجب علينا المشاركة، وأن يكون لنا دور فاعل في التكبير. وأعتقد أن حلقة الشيخ عدنان كانت في يوم الأربعاء، بمعنى أنها كانت قبل يومين من التكبير، بدأنا بالتجهيز للتكبير، وتم تحديد الموعد مسبقًا، ونحن تحدثنا بين بعضنا قائلين: كم هو العدد الذي يسمع للشيخ عدنان العرعور؟ ونحن لا يوجد عندنا رقم، ولا نعرف نسبة الناس الذين يستمعون له، وربما سمعوا عن شيء من هذا القبيل، وقررنا أن نأخذ على عاتقنا التبليغ، وقمنا بطباعة وتجهيز أوراق فيها المحتوى الذي قاله الشيخ عدنان العرعور، طبعًا بدون تنسيق وباجتهاد منا، قررنا صياغته على ورقة ونشرها على الجدران من أجل تبليغ الناس، وجهزنا أنفسنا لهذا اليوم. 

كانت ليلة خميس، وعندما أصبحت الساعة 12:00 تمامًا، في اللحظة التي سنكبر فيها، بدأنا نسمع التكبير قادمًا من حي الطابيات الذي هو حي مرتفع عن حي مشروع الصليبة، ولكن في مشروع الصليبة (في منطقتي) لم يكبر أحد، وأنا خرجت مع صديقي في الليل، وأخذنا نمشي في الشارع، وكنا فرحين بسبب التكبير الذي يحصل، ووزعنا الأوراق في معظم الأحياء وليس في مشروع الصليبة فقط. وكنا سعداء لأن هناك تكبيرًا في الأحياء الأخرى، ويصل الصدى باتجاهنا، ولكن في حينا لا يوجد تكبير، وأخذنا على عاتقنا أن نصرخ: "تكبير.. الله أكبر". والناس كانوا ينتظرون المبادرة، وظهر هذا التكبير بشكل مرعب، وهز أركان النظام في هذه الليلة، والنظام لم يكن يتوقع هذا الشيء، وإذا سألتني كيف عرفت أنه هز أركان النظام؟ فالجواب هو بسبب حجم الضرب الذي تعرضت له في اليوم التالي في فرع الأمن السياسي [لدرجة أن] كل عناصر فرع الأمن السياسي بدؤوا يضربونني بسبب الرعب الذي أصابهم، والمكان الذي كنت موجودًا فيه عندما كنت أكبر، كان فيه امرأة، وبكل أسف كانت تصورني ليلًا، ومن خلال مقطع الفيديو والصور، تم توثيق المكان الذي كنت موجودًا فيه، وتم إرساله إلى فرع الأمن، والذي جاء وأخذني من هذا المكان هو الرائد لطفي مروة.

عرفت فيما بعد أن هذه المرأة كانت تعمل لصالح الأمن، وكانت من الطائفة العلوية ومتزوجة من رجل سني، وهذا يعطي مؤشرات ودلائل رغم أنها تعيش معنا في مشروع الصليبة ولها سنوات وزوجها من جماعتنا، ولكن هذا الشيء لم يمنعها أو أنها لم تعط نفسها فرصة، ولديها أطفال، وأنا أعرفها بشكل شخصي، وهي لم تعطِ لنفسها الفرصة حتى تتفهم مطالب الشعب السوري، وبالتالي انحيازها باتجاه النظام كان على خلفية طائفية. 

وعندما اعتقلوني للمرة الرابعة باتجاه الأمن، في السيارة سألني الرائد لطفي مروة وقال لي: يا مصطفى، هل أنت قمت بالتكبير البارحة؟ فقلت له: نعم. وأخذوني، وشاهدت مقطع الفيديو، وأنا لا أعرف ما هو السبب، ولكن قد تكون رسالة أننا نرى كل شيء، ولا تظن أنه يخفى عنا شيء، ولكنني استفدت من ذلك فقد عرفت من هو صاحب التصوير يعني من خلال الزاوية التي تم تصويري منها، استطعت تحديد الشخص الذي صورني ومن أي منزل تم التصوير، وبالتالي عشت مسلسلًا جديدًا من التعذيب والضرب، والمدة التي قضيتها هي 63 يومًا بالضبط؛ لأنه بعد 63 يومًا يتم تحويلك باتجاه السجن المدني.

الفترة التي يأخذونك فيها إلى الجماعيات هي فقط عندما يضطرون لإخراجي من المنفردات، حتى يضعوا فيها شخصًا، وهم مضطرون لوضعه فيها، وبعد أن تفرغ إحدى المنفردات يعيدونني إلى المنفردة رقم 7.

يوجد سببين من وجهة نظري، السبب الأول: تعاطي(تعامل) النظام مع الملف في الساحل له خصوصية وحساسية معينة، وأريد التأكيد على أن النظام لم يدفع باتجاه التصعيد المطلق، وهو دفع باتجاه الاحتواء والقضاء، ولكنه لم يصعد معنا بشكل كبير، وأنا لم ألمسه على المستوى الشخصي. والسبب الثاني هو: وضع العائلة، وأنا ذكرت في تسجيل الحلقة الأولى أن وجودك كشخص من أبناء اللاذقية فأنت بشكل أو بآخر سترتبط بالنظام، مهما كان مجال عملك سترتبط بالنظام، والعائلة كان عندها ارتباطات كبيرة مع النظام، والوساطات التي كانت تتحرك في فترة الاعتقال كانت كبيرة، وكانت تحصل تواصلات كثيرة من أجل إنهاء هذا الملف بشكل أو بآخر. وبعض الشخصيات التي كانت مرتبطة مع النظام والتي كانت تحاول- وهي من عائلتي- أن تلعب دورًا بحيث يخرجونني من المعتقل، وفي المقابل يخدمون النظام، وأذكر أنه في إحدى المرات، جاء إلي شخص باتجاه المنفردة، ودخل، وقال لي حرفيًا: هل أنت مقتنع بالذي تفعله؟ فقلت له: نعم. فقال لي إذًا ابق هنا. وبالتالي العائلة ووضعها لعب دورًا، وهذا من جانب، ومن الجانب الثاني النظام لم يدفع باتجاه التصعيد.

في الاعتقال الرابع، لا يوجد سيناريو جديد، ونفس السيناريو كان يتكرر باستثناء موضوع التعذيب فقط الذي يتعرض له الناس، وهذه المشاهدات اليومية التي تعيشها، وفي النهاية، كان الملف الأهم في هذه الحقبة هو ملف السلاح الذي ظهر في الرمل الجنوبي، والمشاهدات التي نحن شاهدناها داخل المعتقل في النهاية كان ذلك مرتبطًا مع النظام بشكل أو بآخر، وهو من أجل محاولة الاحتواء بشكل أو بآخر. وهذه الفترة التي عشتها 63 يومًا، وأنت تشعر أن النظام في النهاية أصابه الملل من موضوع التحقيق، فلا يوجد شيء جديد يتحدث فيه معك، ولا يوجد شيء جديد أنا سأسمعه من جماعة الأمن.

الذي يؤكد عندي موضوع العائلة وثقل العائلة الذي لعب دورًا، في يوم من الأيام كان واضحًا أن الضابط يتململ ولديه حالة من الضجر، فقال: أحضروا السيجري، وأخذوني إلى التعذيب والدولاب والضرب، وبدأ ضابط رائد يلقي عليّ محاضرة، وأعتقد أنه برتبة رائد، وأنا نسيت اسمه، ولكنه رائد علوي، وبدأ يعطيني محاضرة أثناء الضرب، ويتحدث عن الحريات في سورية، وأن السيد الرئيس يقدم إصلاحات. فقلت له: نعم. عندما يزداد الضرب تشعر وكأنه لم يعد هناك شيء تخشاه، وقلت له: أنا الآن أرى الديمقراطية والحرية بأجمل صورها، وأنا في الدولاب، وبدأ يشتم أكثر، وفي هذه اللحظات، قال لي: من ستشبه أنت؟! أنت سوف تشبه عمك فلان، وكان شقيق الوالد ضابط برتبة رائد طيار، سعى للانشقاق قبل الثورة بسنوات، وكان معتقلًا في تدمر، وأمضى في السجن 12 سنة تقريبًا، ولاحظت أنه بعد كل هذه السنوات ضابط الأمن استحضر هذا الأمر، وقال لي: أنت مثل عمك الخائن.

عمي وباقي الأعمام في فترة من الفترات أصبح لديهم هذا الارتباط مع الدولة بحكم التجارة والعمل، وبعد أن قال هذه الكلمة، وبدأ يشتمني ويشتم عمي انتبهت إلى أن هناك من ناداه، وأوقف التعذيب، وذهب، وبعد دقائق، عاد إلي، كان قد تغير 180 درجة، وهو في البداية كان يقول لي: أنت خائن مثل عمك، وعندما عاد قال: أنت لا تستحي، أنت ابن عائلة عريقة وعائلة وطنية وعائلة إلى جانب السيد الرئيس، وأعمامك: الأستاذ محمد، والأستاذ الفنان نضال سيجري رمز وطني، وتغير كل شيء، وبالتالي أنا لا أعرف ما هو السبب الحقيقي في لحظتها، وطبعًا الجميع مرتش، وجميع ضباط الأمن مرتشون، وهذا الفساد نحن نعرفه في اللاذقية، وفي محافظة اللاذقية، لا يمر شيء بدون رشوة، وبالتالي هذا الشيء كان حاضرًا، ولعب دورًا، وأنا بقيت في محافظة اللاذقية فترة الاعتقالات الأربعة، و بعد أن تم تحويلي من فرع الأمن السياسي باتجاه السجن المدني، كان لدينا أيضًا وقفة في الجنائية، وكان يومًا صعبًا علي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/27

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورةالحراك السلمي في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/61-28/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب - كانون الأول 2011

updatedAt

2024/08/24

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-مشروع الصليبةمحافظة اللاذقية-الطابيات

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

سجن اللاذقية المركزي

سجن اللاذقية المركزي

الشهادات المرتبطة