الحالة السياسية في تل أبيض ما قبل الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:52:13
الوضع السياسي في تل أبيض حاله كحال كافة المدن في سورية، موجود حزب البعث، وكافة الجهات الأمنية موجودة في تل أبيض، من أمن سياسي إلى أمن عسكري إلى أمن جوي، جميعها موجودة على شكل مفارز، ومتحكّمون بالحياة بشكل كامل في المدينة، وشخص واحد من الأمن العسكري تحت سيطرته شرقي تل أبيض كاملًا، والشخص الآخر غرب تل أبيض كاملًا، والكل يُدلي بمعلومات لهم، ويشكّلون حالة رعب للشعب، بمجرد أن يأتي أي عنصر أمن فالكل يخاف منه، كان هناك رعب غير طبيعي، وعنصر الأمن هو المتسلّط، وهو الذي يقف على دور الخبز، ودائمًا له الأولوية ويبتزّ الشعب، وحتى أنا أكثر من مرة رأيت في عيني عند الفرن، الذي يريد خبزًا بـ 50 ليرة يأخذ منه 100 ليرة، يعطيه بـ 50 ويضع الثانية في جيبه، كان يتحكم بطريقة فظيعة، لذلك كانت الثورة ضرورة.
منطقة تل أبيض ليست كحلب وإدلب، شيء لا يذكر للإخوان المسلمين، لا يوجد نشاط للإخوان المسلمين، عندنا أكثر التحرك السياسي كان لحزب البعث اليميني (بعث العراق- المحرر)، وكان تهديدنا من النظام، أي شخص يريدون ابتزازه يطلقون عليه كلمة يميني أو صدّامي، وأذكر في 1980 حين نشبت الحرب العراقية الإيرانية، وأنا كنت طالبًا بالصف الثامن، فالتلفزيون كان لا يسحب (لا يلتقط) البث العراقي، وأصبحنا نقوم بزيادة طول الهوائي ووضع مقوّيات للإشارة، فقط لمجرد أن نشاهد التلفزيون العراقي، وتصوَّر نضع حارسًا ليلًا ليحرس من أجل ألّا يرانا عنصر الأمن ويرى الهوائي متّجهًا باتجاه الشرق، وهذه جريمة تعاقَب عليها وقد تُقتَل، وأنا كان لديّ سيارة في 1990، في الطريق كنت أشغّل الراديو على العراق والأغاني العراقية، لأن لهجتهم تشبه لهجتنا، وقبل أن أصل الأمن العسكري أضرب إصبعي على الراديو لتذهب المحطة إلى إسرائيل أو أمريكا، المهم ألّا تبقى على العراق، وكانت تهمة حقيقةً، وكانوا يبتزوننا ويعتبرون العرب الموجودين صدّاميين وبعثيين عراقيين، وفي الحقيقة تم اعتقال عدد كبير من مدينة تل أبيض، وأذكر شخصًا من قريتي -رحمه الله - فارس الطحري، اعتُقل في الثمانينات وقُتل في تدمر وتم تصفيته هناك، وكان قائد جناح الطيران لحزب اليمين في سورية، وقُتل في مجزرة سجن تدمر، وبعده اعتُقل أخوه -رحمه الله- وتُوفّي هو أيضًا، واعتقلوا من نفس القرية أربعة أو خمسة أشخاص، ومن قرية التركمان أيضًا، وذهب لنا 25 معتقلًا من حزب اليمين، ولكن الأحزاب الأخرى لم يتمّ اعتقال أحد، ولكن هناك نشاط، والحزب الشيوعي كان موجودًا في تل أبيض، ولكن إسلاميون وإخوان لم يكن موجودًا، وكان اتجاهنا إلى اليمين (حزب البعث اليميني)، بعدها تطوّر نحو التوجهات الإسلامية.
ليس في [بلدة] سلوك فقط، المذهب السلفي انتشر بعد الحرب العراقية، وصار الشعب لديه ردّة فعل من الأمريكان ومن الشيعة الإيرانيين، وأنت ملتَ وحدك إلى التيار السلفي بسبب الظلم الذي كان موجودًا. انتشر المذهب السلفي بعد التسعينات، وانتشر لدينا في تل أبيض غربي تل أبيض في منطقة الصخيرات، وانتشر في سلوك، سلوك تُعتبر حاضنة -ولا أعرف مدى دقّة ذلك تاريخيًا- لأن الشيخ ابن تيمية يقال إنَّه وُلد في قرية باجدة، وهي تعني نفسها مدينة سلوك -وهو غني عن التعريف، شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنا لا أستطيع أن أقيّمه- وهذا ما دفعهم، أنَّ الشيخ ابن تيمية من هنا وانتشر المبدأ، وقسم منهم (أبناء مدينة سلوك) عمل في الخليج، وقسم صار دراسة شيعة، واعتُقل عدد منهم في [سجن] صيدنايا، وخرجوا من صيدنايا، وبعد ذلك رأينا كيف هم من أسّسوا "داعش"، ونحن لسنا ضد السلفية، وأنا أحبّ المذهب السلفي، السلف يتبعون القرآن والسنّة، ونحن جميعنا نحب القرآن والسنّة، ولكن هم حوّلوه لإسلام سياسي، وحوّلوه لمصالحهم الشخصية، وتحوّل كما حصل مع جبهة النصرة و"داعش" من شرعنة القتل باسم الدين، وطبعًا نحن ضد القتل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/05/24
الموضوع الرئیس
أوضاع ما قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/41-02/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة تل أبيضمحافظة الرقة-سلوكشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
سجن صيدنايا العسكري
شعبة الأمن السياسي
الحزب الشيوعي السوري
سجن تدمر
حزب البعث العراقي
مفرزة الأمن العسكري في تل أبيض