الفساد والمحسوبيات في بوابة تل أبيض الحدودية ما قبل الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:20:07
عملت مديرًا لمصرف تسليف شعبي في مدينة تل أبيض عام 1996، وكنت مديرًا حتى نهاية 1998، وبعد ذلك طوّقني الأمن العسكري وسحبني إلى الجيش، وخدمت [في التجنيد] الإجباري (خدمة إلزامية)، وكان نظام العمل في المصارف في تل أبيض -وقد تكون شهادتي مجروحة كوني كنت مديرًا للتسليف- أمور التسليف كانت جيدة جدًا إلى حد ما، كون أنّ التعامل كان مع الطبقة المثقفة والتعامل يختلف مع المثقف عن الفلاح، لسهولة التعامل وليس نقصًا من الأخ الفلاح، ولكن سهولة التعامل تبقى غير (مختلفة)، والزبائن كلهم من ذوي الدخل المحدود، الموظفين والشرطة، أما المصرف الزراعي فلا، كان الفساد يتركز -ومنطقة تل أبيض زراعية و90 بالمئة من الشعب يعمل في الزراعة- فالفساد يكون في الزراعة، وموظفو المصرف الزراعي كانوا في تل أبيض، وتصوّر [أنّ] المصرف الزراعي في تل أبيض كان يُدار من قبل مُستخدم، وتُوفي منذ قرابة سنة، مستخدم لا [يعرف] لا قراءة ولا كتابة، يذهب إلى المدير العام إلى دمشق ويأخذ تنكتَين (وعاء من الصفيح) من الجُبن وتنكة سمن، ويوظّف الموظفين، والمستخدم هو الذي يوظّف الموظف ويأخذ منه تنكات سمن وجبن، ويذهب إلى نعيم جمعة المدير العام، ويوظف الموظفين، فكيف سيكون الموظف تحت إمرة المستخدم؟، سيكون فاسدًا حتمًا، من عُيّن بفساد سيكون فاسدًا، والمستخدم هو الذي يتحكم بكل شيء، والموظفون الموجودون لم يكونوا أصحاب شهادات، كانوا على شهادة سادس وتاسع، ولم يكن هناك سوى شهادة جامعية واحدة، البقية جميعهم شهادات تاسع، والذي يستلم قسم التحصيل وقسم التمويل والذين يخرجون حجوزات أغلبهم شهادات سادس وتاسع، والنظام خبيث لم يعيّن الجامعيين، والإنسان السوي -هذا إنسان شاذ- ليس له مصلحة بذلك، ومنطقة تل أبيض عشائرية وتبعد عن مركز الدولة (دمشق) 700 كيلومتر، وعن اللاذقية وطرطوس [أكثر من] 100 كيلومتر، [من] الموظفين أذكر مروان الجرزي من اللاذقية، أبو محمد نذير من اللاذقية، مصرفنا الزراعي نحن أبناء تل أبيض الموظفون الموجودون به [الذين] كان يُحضرهم [علويّون] من اللاذقية، من أبناء جلدته، ويأتي بهم من أجل السرقة، والموظف الموجود لا يستطيع أحد أن يتكلم معه، لا مدير مصرف ولا غيره، بمجرد أن يتكلم باللهجة العلوية، ويجب أن تدفع له أموالًا ليسيّر عملك، تأخذ قرضًا بـ 50 ألف ليرة سورية يجب أن تعطيه منه 10 آلاف لتُخرج القرض، عصابة اللاذقية وطرطوس كانوا موجودين في المصرف الزراعي عندنا، وفساد، وسرقة، وعلّموا الشعب على الفساد، ومنبع الفساد هو المقبور حافظ الأسد وابنه [بشار الأسد]، وأسسوا الفساد على مستوى العالم، وخرّجوا أجيالًا للفساد، لكل دول العالم صدّروا الفساد.
بعد إدارة مصرف التسليف سُحبتُ للخدمة العسكرية في مدينة حمص، وعدت وتعيّنت في المصرف التجاري في البوابة الحدودية (بوابة تل أبيض مع تركيا)، وبحكم عملي هناك والبوابة الحدودية وكل بوابات الحدود في العالم [هناك] جمارك وأمن وهجرة وجوازات، والجمارك جميعهم من الطائفة العلوية، ولم أرَ سنّيًا أبدًا، قليلون جدًا، وأمين الجمارك حكمًا من الطائفة [العلوية]، وعدد أمناء الجمارك في سورية جميعهم 25 شخصًا، منذ عام 1974 إلى 2008 لم تُقَم أي مسابقة تخليص جمركي، وكان رئيس مفرزة الجمارك يتقاعد في الخمسين [من عمره] ويُعطى شهادة تخليص جمركي، ويصبح هو مخلّص جمركي، وهي محصورة فقط بهم، وبعد 2008 فتحوا مسابقة التخليص الجمركي. البوابة منبع الفساد فيها، فساد كامل وليس فقط بوابة تل أبيض، والفساد في الجمارك عامّ وليس في سورية فقط، في أمريكا وتركيا وروسيا وكل دول العالم الحدودية هناك فساد، ومستحيل [موظّفو] الجمارك ألّا يكونوا فاسدين، وحتى في السعودية والدول الإسلامية حكمًا هناك فساد، والذي كان موجودًا في البوابة، ونحن طبعًا بنك تجاري مطّلعون على كل شيء، ولكن ليس لدينا صلاحية، نحن لا يحق لنا لا تفتيش ولا مصادرة ولا شيء، نحن [عملُنا] عبارة عن تبديل أموال وقطع فيز (تأشيرات)، وكان لدينا مركز للتفييز للأجانب الداخلين، يدفعون رسومًا، وهي تختلف من دولة لدولة حسب التعامل بالمثل، وتصريف العملة الأجنبية إلى العملة السورية، والمواطن السوري نعطيه طوابع للخروج، يعني نحن المركز المالي، والفساد الذي رأيناه في أعيننا (التهرب الضريبي والجمركي) في البوابة، وتصوّر تدخل بيانات مئة سيارة يسجّل منها 20 سيارة أو 50 سيارة، والباقي تُعفى من الرسوم، ويسجلون في البيان غير الواقع، وهذه كلها خسائر على الدولة، والتاجر التركي أو الأجنبي أو السوري عمليًا سيدفعها، لن يعفيه أحد من الرسوم، ولكن تُسجل خمسون [سيارة] للدولة وخمسون لصالح القائمين على العمل في البوابة، وهم أمن سياسي وجوي عسكري، وكلهم يتقاسمون الحصص مع الجمارك، وهذا أحد أسباب نقص الأموال في الدولة، واقتصاد الدولة يذهب إلى جيب أشخاص وليس لميزانية الدولة، والذي لا يدخل ميزانية الدولة كأنه لم يؤخذ، والفساد كان فظيعًا في البوابة الحدودية.
أنا بقيت في البوابة منذ 2004 لتاريخ تحرير تل أبيض 2012 شهر أيلول/ سبتمبر، وعاصرت البوابة القديمة والحديثة، وأكثر القصص اللافتة قصص التهريب والبيانات والإبراءات الوهمية، هذا باللغة الجمركية يفهمها الجمركيون، كان هناك إبراءات وهمية كثيرة، والرسوم ذكرت لك، بيان 1000 طن يرسّمون 100 و900 لا يرسّمونها، والفساد كان قاتلًا، تهريب الشاي تهريب السكر وكله خسارة للدولة، كله يعود لجيوب الأشخاص المنتفعين هم والسلسلة (سلسلة الفساد)، وتذكرون حين ظهر مخلوف في الغرفة المليئة بالأموال من بوابة تل أبيض وبوابة البوكمال وبوابة التنف، اسمه العميد حسن مخلوف، ولم يُمسك، وهي أكيد تصفية حسابات بينه وبين النظام، وهم غير مهتمّين بالأصل، هم من يدرّبونه على الفساد، ورأينا الغرفة بأعيننا، تلك الأموال من أين أتت؟ إنها جمع أموال من الدولة بالتالي تنقص من أموال الدولة
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/05/24
الموضوع الرئیس
أوضاع ما قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/41-04/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة تل أبيضمحافظة الرقة-معبر تل أبيض / معبر أقجه قلعةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
معبر تل أبيض