الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية والأوضاع قبل الثورة في مدينة دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:17:18

أنا اسمي بهجت حجار من مواليد دمشق 1976 درست في مدارس دمشق الرسمية الحكومية ومن ثم درست إدارة الأعمال واشتغلت في عمل العائلة وهو العمل التجاري وهي تجارة الألبسة والأقمشة حتى 2013، حيث اضطررت لمغادرة دمشق أو الهروب من مدينة دمشق باتجاه دول الجوار، ومن ثم بدأت العمل في مجال المجتمع المدني ودعم الحوكمة في سورية.

فعليًا أنا وعيت على الدنيا في عام 1976 في مرحلة الثمانينات، في بداية مرحلة الوعي كانت دمشق تعيش مثل بقية سورية مرحلة استقرار قلِق وسببه هو أحداث الثمانينات في مدينة حماة وعدة مدن سورية مثل حلب وجسر الشغور وحمص، وبالنسبة لي لم أع هذه المرحلة ولكنني وعيت تداعياتها ووعيت الخوف الموجود في عيون الناس وعيون أهلي، وبالنسبة لي كان الحديث ضمن العائلة عن الأمور السياسية أمرًا صعبًا، وأمر من ضمن المحرمات أن تتحدث بأمر سياسي.

الحالة السياسية أو الأمنية ارتبطت بالنسبة لي بقصة صديق الطفولة الذي عشت معه في عمر متقارب، ووالدتي هي صديقة والدته ونحن بنفس العمر وكنا في نفس المدرسة ووالده كان معتقلًا في الثمانينات، وأنا بالنسبة لي كان دائمًا السؤال: لماذا معتقل؟ ووالده كان مدرسًا واعتقل في مرحلة يسمونها مرحلة اعتقال احترازي وبقي 15 سنة، فهذا الصديق حتى عمر 15 سنة هو لا يعرف أين والده، وبالنسبة لي فتح عندي أسئلة مرتبطة بالحريات والاعتقال والظلم الذي كان موجودًا.

البيئة التي عشت بها هي بيئة طبقة الوسط أو فوق الوسط التي هي الطبقة المرتاحة نسبيًا، وبالعادة يكون لديها علاقات مع النظام، وكعائلة لم يكن لدينا علاقات مباشرة ولكن بحكم السكن نحن كنا نسكن في منطقة قريبة من دوائر السلطة في منطقة المالكي أو المهاجرين، ودائما كطفل موجود في هذه المنطقة يوجد لديك أحياء مغلقة بالكامل وفي حالة الحرس الجمهوري وأنا يوميًا عندما أذهب إلى مدرستي التي كانت في منطقة المالكي أنا عندي 15 دقيقة أمر من أمام الحرس الجمهوري وأمام القاعة الدمشقية وأرى الحالة الأمنية العالية،  فتربينا على هذا الجو وأنا في البناء المقابل كان هو بناء عائلة مخلوف وكانوا موجودين في مدرستي وكانت مدرستي تضم نخبة أبناء السلطة وأبناء رئيس الوزراء الزعبي وأبناء رئيس البرلمان وضباط الأمن وأغلب أبنائهم كانوا موجودين في هذه المدرسة، وكنا نشعر دائمًا بأن لديهم إضافة فوقية علينا.

مدير مدرستنا في الإعدادي والثانوي عبد الوهاب خيربك كان فعليا رئيس فرع أمن قبل أن يصبح رئيس مدرسة، و قد تكسرت مراتبه بسبب عنفه في فرع الأمن الذي كان يخدم به فحولوه إلى مدير مدرسة إعدادية، فكان يعاملنا كموجودين عنده أو معتقلين ونحن فعليًا كنا نعتقل من الساعة 7:30 حتى الساعة 1:20 التي هي فترة الدوام، وأنا ضمن الجو الاجتماعي موضوع الشتم لم يكن واردًا كثيرًا، ولكن إذا تعلمتها فأنا قد تعلمتها من مدير مدرستي فعليًا، عندما كان أثناء ترداد الشعار الصباحي كان يوجه لنا هذه الشتائم لأنه نحن لا نقول من قلبنا شعارنا "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" لم نقلها من كل قلبنا و[شعارات] "هدفنا أن نقضي على الإمبريالية والصهيونية والرجعية وأداتها المجرمة عصابة الإخوان المسلمين العميلة.." فبالنسبة لنا هذا جزء من مرحلة الطفولة.

طبعا مرحلة الطفولة التي ارتدينا فيها اللباس العسكري ونحن لا نعرف لماذا، ونحن نستعد لمواجهة الإمبريالية والصهيونية والرجعية وبنفس الوقت كانت تزرع بنا ونحن لسنا مقتنعين فيها، ولأجل ذلك كانت مرحلة اكتشاف الهوية في وقت حتى أهلك لا يستطيعون أن يقولوا لك الحقيقة، وأنت مضطر لأن تلتقطها من هنا وهناك وتحاول أن تقرأ.

بالنسبة لي الروح الثورية جاءت مرتبطة أكثر بموضوع فلسطين وموضوع الانتفاضة في فلسطين وهذا بالنسبة لنا وكانت تجربة حماس، وإذا سألتني عن طفولتي والرمز الذي كان بالنسبة لي فأول من يخطر على بالي هو يحيى عياش وليس أي شخص سوري أو القسام مثلًا وهذا بالنسبة لنا كانت هذه هي الرموز فكان المسموح أو المقبول بأن يكون لديك مثلًا، يعني إذا كان لديك أي فكر له علاقة بالسياسة أو التغيير أو الثورة فهو مرتبط بقضية فلسطين وليس بقضية سورية لأن الشعارات كانت مثقلة.

طبعًا مثل أي طفل ينتقل إلى مرحلة الشباب هذا بالنسبة لنا كانت الأنشطة، وأنا أتيح لي أن انضم إلى كشافة دمشق، التي هي في مرحلة بين 10 سنوات إلى 14 [سنة]، وفعلًا زُرِعتْ بي قيمٌ معينة لها علاقة بالتطوع ولها علاقة بالشأن العام أو مساعدة الآخرين، وطبعًا أنا كنت شاهدًا على إغلاق مركز الكشافة أو الفرقة 29 الذي كان في الجسر الأبيض في دمشق باقتحام من قبل شبيبة الثورة، وفي هذه المرحلة أنا لا أذكر التاريخ تحديدًا ولكن كنا تقريبًا بعد 3 سنوات وأنا اليوم عندما أتذكر طفولتي كانت هي من الأجمل، كنا نخرج برحلات ومسير ويوجد مخيمات وكانت نهاية هذه المرحلة هي احتلال مباشر من قبل شبيبة الثورة لمراكز الكشافة ومنع أي نشاط للكشافة، وبعدها كانت الأنشطة هي أن أذهب مع والدي في الصيف أو بعد المدرسة إلى العمل وهذا الأمر كان تقليدًا لأبناء العوائل الدمشقية الذين يعملون بالتجارة، بحيث يقوم الشاب أو الطفل في مرحلة المراهقة وأفضل مكان أن ينشغل به هو أن يتعلم مصلحة أهله، وبنفس الوقت يشغل وقته حتى لا ينشغل بأشياء أخرى، فكان بالنسبة لي وأنا لا أريد أن أقول عن رغبة مطلقة ولكن هي كانت بالنسبة لي أيضًا أنه مجال حتى أتعرف على ثقافة السوق، فكان دائمًا عندي في الصيف أن أنزل إلى العمل، وفعليًا هي مرحلة عمل صعب ونحن كان عندنا محل تجاري في وسط دمشق، وفعليًا استطعت أن أرى جميع شرائح الناس وحتى السياح أو شرائح مختلفة من الناس وأن أتفهم السوق فعليًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/06/25

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورةسيرة ذاتية

كود الشهادة

SMI/OH/45-1/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-المهاجرينمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة