الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حصار النظام لدمشق بمستوطنات أمنية وعزلها اجتماعيًا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:38:03

اليوم عندما نتحدث عن دمشق كان دائمًا يوجد شعور لدى أهالي دمشق بأن السلطة تخنق هذه المدينة حتى تسيطر عليها، وأساسًا عمرانيًا دمشق لم يُتَح لها التوسع مثل المدن الأخرى، مثل بيروت ودبي وإسطنبول عندما كان التوسع الأفقي متاحًا، وكنت تسمع دائمًا من أهالي دمشق بأن سببه هو حصارها بما يسمى مستوطنات أمنية، مثل مساكن الحرس في حرستا أو قدسيا أو في المزة 86 أو السومرية التي كانت تحاصر دمشق وتفصلها عن التطور الطبيعي لأي مدينة وامتدادها، حتى تصبح دمشق الكبرى أو العاصمة الكبرى باندماجها بريفها، وفعليًا كان دائمًا يوجد شعور لدى أهالي دمشق بأنهم مضطرون أن يذهبوا إلى أرياف دمشق حتى يعيشوا في قدسيا وفي أرياف دمشق، وهذا الفصل كان فصلًا عمرانيًا وأيضًا اجتماعي، وأنا آسف اليوم كابن دمشق بأنني تعرفت على سورية وأحسست أنني أنتمي إلى سورية الأكبر من دمشق بعد الثورة السورية، وقد أتيح لي أن أزور وأتعرف على مناطق وثقافات وطبيعة محيط دمشق ومن ثم المحافظات الأخرى بعد الثورة السورية، بسبب أنني شاركت في الثورة وبدأت أشعر بها ولكن سابقًا كان في الحقيقة يوجد هذا الشرخ العمراني الذي أدى إلى شرخ اجتماعي موجود، فكنت أحس بنظرة التنافس وربما الخصومة بين أبناء دمشق وأبناء حلب وبين أبناء دمشق وأرياف دمشق أو درعا، وجزء منها بسبب الشعور بالمظلومية من قبل والذي هو محق من قبل أبناء الأرياف، وأيضا شعور أبناء دمشق بأنهم يفقدون هويتهم بسبب الهجرة الموجودة إلى دمشق والتنوع الموجود فيها والذي اضطر أبناءها أصلًا أن يخرجوا خارج دمشق؛ إما إلى دول أخرى أو إلى مناطق أخرى موجودة، وأنا في الحقيقة اليوم في الثورة السورية بدأت أحيانًا أنتقد دمشقيتي وأشعر بانتمائي الأكبر إلى سورية، وأنا اليوم علاقاتي ومجال عملي خارج دمشق ولذلك اليوم عندما تحصل تشكيلات أو لقاءات لأهالي دمشق فأنا لا أشعر كثيرًا، وأنا فعليًا عملي مع أهالي إدلب ودرعا والمنطقة الشرقية في سورية وهذا أعطاني مساحة أكبر من هذا الانتماء بالرغم من افتخاري واعتزازي بمدينتي، ولكن هذه المدينة ظُلمت قبل الثورة وظُلمت حتى من أبناء الثورة لأنه عندما سوف نتحدث لاحقًا سوف نرى بأنها لأسباب كثيرة لم يُتَح لها ما أُتيح لبقية المناطق في مجال العمل فيها.

بسبب موضوع الشكل العمراني لمدينة دمشق وعدم قدرتها على التوسع بسبب وجود [جبل] قاسيون شمال دمشق الذي هو أساسًا محاط بقطع عسكرية من الجانب الآخر، وأيضًا محيط دمشق المحاط بالتجمعات المرتبطة بالفئات الأمنية وأيضًا العسكرية المتاح لها فقط بأن تسكن في هذه المناطق، وهذا اضطُر أبناء دمشق للسكن خارج مدينة دمشق، وهذا الشيء الذي خلق أو كان يوجد شعور بتفريغ المدينة من فئة الشباب أو من أبنائها لانتقالهم إلى مناطق أخرى والذي في وقت معين كان حجة لبعض المدافعين عن موضوع مشاركة دمشق في الثورة وأنا بالنسبة لي لا أشكك بأهمية مشاركة دمشق في الثورة والزخم الذي كان موجودًا فيها، ولكن بشكل مختلف عن بقية المحافظات وجزء منها بسبب وجود أيضًا أبناء دمشق في أرياف دمشق، يعني سكنهم في الأرياف ومشاركتهم في تلك المناطق بسبب هامش الحرية أو القبضة الأمنية الأقل قوة من أحياء دمشق الأساسية الموجودة، فلا يمكنك أن تنفي مثلًا ارتباط مناطق المهاجرين بالحراك الموجود في داريا أو في كفرسوسة بسبب القرب أو بسبب وجود شباب موجودين في هذه المناطق أو حتى في قدسيا أو في الغوطة الشرقية بارتباط أبناء دمشق الموجودين في هذه المناطق بسبب المساحة الموجودة فيها.

اليوم عندما نتحدث مع الفئات التي هي إما موالية أو تندرج تحت الفئة الرمادية التي كانت تقول بأن العصر الذهبي لسورية هو ما قبل ثورتكم، بمعنى أن الوضع كان في تحسن مطّرد اقتصاديًا واجتماعيًا، وانفتاح وتعليم ويذكرون أمثلة أنه كان يوجد جامعات وإنترنت واتصالات في وقت كنا ننسى بأن أقبية سجون النظام (تعجّ) بمعتقلي الرأي الموجودين منذ عشرات السنين ولا نعرف بهم. وفعليًا كان يوجد حالة انفصام أنه إذا كان الوضع الاقتصادي يتحسن فأنت لديك فرص اليوم وهذا يعني يجب أن تسكت عن الأمور الأساسية الموجودة، وأريد أن أقول قبل الربيع العربي لم يكن يوجد أي مؤشر بأنه يمكن اليوم لا أمنيًا ولا كاحتياج؛ [أي] أننا نحتاج إلى ثورة، لأن الأمور تتحسن شيئًا فشيئًا، ويوجد وعود وجزء منها يتحقق، ولكن نحن ننسى بأن الشيء الأساسي المفقود هو مشاركة الناس وهذه الثقافة التي كان يتم بناؤها شيئًا فشيئًا، توحي أنه يجب أن يكون هناك مشاركة في يوم من الأيام، وسوف يخلق هذا الصدام بين السلطة والمجتمع بما فيه مجتمع دمشق أو فئة الشباب من أهالي دمشق الذين كان لديهم شعور، ويسكتون عنه ولكن لم يكن يوجد شعور بأنه ستأتي هذه اللحظة وكان التغيير المطلوب أو المأمول هو تغيير متدرج باتجاه مزيد من الحريات ولكن بدأ الأمل في الحقيقة بعد انطلاق شرارة الربيع العربي في تونس، ومن ثم الدومينو الذي حصل باتجاه ليبيا ومصر واليمن فكان فعليًا السؤال الأبرز عند الكثير من الشباب في دمشق وبقية المحافظات هو أنه: هل ستحصل ثورة في سورية أم لا؟

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/06/25

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/45-8/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة ريف دمشق-السومريةمحافظة ريف دمشق-مدينة حرستامحافظة دمشق-مزة 86محافظة ريف دمشق-ناحية قدسيامحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة