الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام الثوّار لمفرزة الأمن العسكري في مدينة جسر الشغور

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:30:20

وبنفس اليوم أخبرني شباب جسر الشغور وقالوا: يا أبو محمود نحن يجب علينا مداهمة مفرزة جسر الشغور (مفرزة الأمن العسكري)، فسألتهم: لماذا؟ وقلتُ لهم: دعونا بكل الأحوال نجتمع ونتحدث، فقالوا بأنهم قد قتلوا باسل المصري وهو من شباب الثورة في يوم الجمعة (أطفال الحرية 3 حزيران/ يونيو 2011) وسألتهم: من الذي قتله؟ فقالوا نقطة للجيش الشعبي في جسر الشغور قامت بقتله، فقلت لهم: نحن لا نقوم بعملية من أجل مقتل شخص، وعليكم الانتظار، وأعطونا فرصة 24 ساعة حتى نعرف ماذا سنفعل، واجتمعت أنا والشباب في الليل، وتحدثنا أن الموضوع ليس الآن وعليكم الانتظار، ودعوا النظام يبادر بخطوة أكبر، واتفقنا على هذا الموضوع وعلى عدم مداهمة جسر الشغور. 

وفي الصباح كان علينا تشييع الشهيد في جسر الشغور، وأنا بقيت في خربة الجوز ولم أرجع، ولكنني أخبرت إخوتي وأبناء عمي أنه يجب أن تتواجدوا في الصباح على [مدينة] الجسر، ونلتقي في الجسر، وجاء أخي إليّ في الليل وأعطاني سيارته وذهب، وقلت له: يجب عليك مراقبة الوضع وهناك احتمال أن يحصل عمل عسكري، فقال: يوجد ثلاثة منازل تم تجهيزها ويمكننا أن نصعد عليهم ونقتل القناصين الموجودين على ظهر مفرزة الأمن العسكري، وقال إن الأمور جاهزة، وإذا قررتم فلا تحملوا همًّا إن شاء الله، ويوجد منزله ومنزل أخت زوجته ومنزل شخص كان معتقلًا سابقًا من الإخوان المسلمين، وقال: يوجد هذه المنازل الثلاثة وأنا تكلمت مع جاري والأمور جيدة، وأنا نمت واستيقظت وذهبت تقريبًا الساعة التاسعة إلى جسر الشغور، وتفاجأت في بداية جسر الشغور بأن الطريق مقطوع ويوجد حجارة على الطريق، والذي وضعها هم أهالي جسر الشغور، وسألت: لماذا فعلتم هذا الأمر؟ وأنا أعرف الشباب واتصلت على الشباب القياديين في جسر الشغور، وقلت لهم: لماذا فعلتم ذلك؟ فقالوا: حتى لا يحصل اختراق أمني، ومن أجل ألّا يدخل أحد إلى الجسر ويقوم بتفجير أو يقتل شخصًا، هذه إجراءات أمنية، فقلت لهم: لا مشكلة، ثم دخلت إلى جسر الشغور وذهبنا إلى منزل الشهيد المصري وكان قريبًا جدًا من المربع الأمني في جسر الشغور، يعني قريب من المفارز، وذهبنا لتشييع الشهيد ودفنّا الشهيد وعدنا من أجل القيام بمظاهرة، وفي هذه الأثناء يوجد أشخاص يقولون إنه يجب علينا أن نهجم ويجب علينا أن نفعل شيئًا، وأنا كان رأيي بأننا اتفقنا في الليل ولا يوجد شيء، [قالوا]: لا يجب أن نهجم، فتكلم أحد الأشخاص وقال إنه يوجد إيرانيون، فقلت له: لا أحد يقول إنه يوجد إيرانيون، ونحن يجب علينا ألّا نهجم، وإذا لم يبادر النظام فنحن لن نهجم، وكانت كلمة الفصل لي والناس يسمعونني، ونسبة المسلحين معي أكثر، يعني كل شخص يأتي من الريف وسهل الغاب وريف حماة إلى المظاهرة ومعه سلاح فإنه بشكل تلقائي يقف خلفي مع جماعتي حتى لو أنه لا يعرفني، فقط يعرف اسمي أو من أنا، وكانت الصفوف متمايزة، نحن معروفون أبناء الريف. 

وقالوا: يوجد إيرانيون في [مبنى] البريد، وطبعًا نحن هنا في المظاهرة وهنا بناء البريد بجانبنا، وهنا بناء الأمن السياسي، وهنا الشرطة العسكرية، وهنا الأمن الجنائي، وتبعد عنا مفرزة الأمن العسكري 500 متر، وهذه أبعد نقطة عنا، فحصل إطلاق نار من قبل النظام، وهنا يوجد حديقة في الساحة ودخلنا إلى هذه الحديقة والشباب الذين معي كانوا يأخذون حذرهم حتى لا تتم إصابتي، وأنا كنت لامعًا في تلك الفترة في الثورة، وكان معي شاب من قرية القرقور فأصابته طلقة (رصاصة) في القلب، اسمه حسن حسون من قرية القرقور، وهو أول شهيد بعمل عسكري في منطقة الغاب، وهذا الكلام بتاريخ 4 حزيران/ يونيو 2011، فقال الشباب إنه يجب علينا الهجوم على المفارز الأمنية، فقلت لهم: حسنًا سنهجم، ولكن يجب علينا توحيد لباسنا حتى نعرف بعضنا ولا نقتل بعضنا، وكانت جسر الشغور مغلقة كلها، فأحضر الشباب ربطات حمراء وربطناها، ولكن هنا أصبح إطلاق النار كثيفًا من قبل النظام، وبدأ الشباب يقعون (يُقتلون ويُصابون)، ولكن أول شخص وقع بجانبي هو حسن حسون من قرية القرقور، وعندما وقع وهو كان يحمل في يده مسدسًا لونه أبيض، فأعطاني المسدس كأمانة، [وكأنه يقول]: استمرّوا بالثورة، ثم قمنا باقتحام البريد في البداية لأنه كان أقرب نقطة ويبعد عنا 20 مترًا، ولكنهم كانوا في الطوابق العلوية ونحن في الأرض تحت البريد، واستمرّ هجومنا على البريد حتى سيطرنا عليه وقتلنا من قتلنا واستشهد من استشهد من عندنا، وسيطرنا على بناء البريد، وبعدها سُلّمت مفرزة الأمن الجنائي ولم تقاتل.

[حول] مبنى البريد، نحن كنا تقريبًا تحت بناء البريد، والبناء عالٍ ومكوّن من عدة طوابق، ونحن كنا نتظاهر في الساحة، والساحة بجانب البناء، وعندما استُشهد حسن حسون كنا نبعد عن بناء البريد تقريبًا 20 مترًا وبيننا شارع فقط لا غير، وعناصر النظام فوق البريد، ونحن اقتحمنا من الداخل ولكن العناصر كانوا مُحصّنين ومُجهّزين، وقاتلوا حتى آخر طلقة، فاقتحمنا، ناس اقتحموا من هنا (من البوابة في الأسفل)، وشباب دخلوا من البنايات الملاصقة وصعدوا إلى الطابق الثالث والرابع بشكل مباشر من شباب جسر الشغور، لأنهم كانوا يعرفون المباني، واستمرت العملية العسكرية تقريبًا من العاشرة صباحًا حتى تقريبًا أواخر ساعات النهار حتى استطعنا السيطرة على بناء البريد، وبعدها كان هناك شباب يطلقون النار باتجاه المفارز [الأمنيّة]، وأيضًا المفارز تُبادلُنا إطلاق النار، وهنا قسم الأمن الجنائي استسلموا وأيضًا الأمن السياسي والشرطة العسكرية، وأنه نحن ليس لنا علاقة وهذا هو سلاحنا ونحن لم نطلق النار، [وأيضًا] استسلمت قيادة المنطقة، ولم يبقَ يقاتل ويدافع إلا الأمن العسكري، وحلّ الظلام، فقلت للشباب: يجب علينا تطويقهم حتى لا يخرج أحد منهم، والصباح رباح (لنؤجّلها للصباح)، وهنا نكون قد نظّمنا صفوفنا أكثر، وفي الصباح سنقتحم عليهم.

انتهت الليلة الأولى ولم يبقَ عندنا إلا مفرزة الأمن العسكري، فاجتمعنا نحن أصحاب الخطة الرئيسية، وقال لي شباب جسر الشغور إنه أنت أبلغتنا بخطة وإنك خلال نصف ساعة ستسيطر على المفرزة، وقالوا: يبدو أنه لا يوجد خطة، فقلت لهم إن الخطة التي وضعناها أول عنصر فيها هو المفاجأة، ولكن هنا لا يوجد مفاجأة، ولكن في الصباح سنضع خطتنا إن شاء الله، فقالوا: نحن جاهزون، وقلت لهم: ما أحتاجه منكم -وهنا الكازيات (محطات الوقود) كانت قد أُغلقت- ما أحتاجه هو تأمين تقريبًا 50 لترًا من البنزين، ويجب وضعها في علب كوكاكولا كبيرة لترين أو لترين ونصف، فقالوا: نحن جاهزون. 

وفي اليوم الثاني صباحًا بدأنا بالاقتحام ونحن كنا رأس حربة (في المقدمة) تقريبًا عشرة شباب، ونحن كنا أصحاب الخطة ونحن وضعنا خطة من أجل اقتحام المفرزة قبل شهر، وقلت لجماعتي: نحن الآن يجب علينا تنفيذ خطتنا حتى لو كانت متأخرة، ولكن ليس عندنا حلّ إلا تنفيذ الخطة، فذهب خمسة شباب مع أخي إلى منزل أخي وصعدوا إلى السطح وبدؤوا بإطلاق النار نحو القنّاصين، ثم أخبرني أخي أنه تم القضاء على القناصين ويمكنكم الاقتحام، ونحن توجّهنا إلى باب المفرزة ولم يتمّ بعد اقتحام السور الخارجي ولا يوجد أحد حول المفرزة  أبدًا، ومن هو قريب عليها ويبعد مسافة 100 متر قد تحصّن جيدًا، ثم دخلنا إلى المفرزة تقريبًا خمسة أشخاص وأحضرنا حاوية القمامة وقمنا بدفعها واحتمينا خلفها حتى وصلنا إلى الباب، وفتحنا باب المفرزة ونحن نحتمي خلف حاوية القمامة، ودخلنا وأصبحنا في داخل المفرزة، وبدأنا بإطلاق النيران، ولكن كان يوجد إطلاق نار يخرج من المفرزة من جميع الغرف، وبناء المفرزة على شكل مثلّث باتجاه اليمين أربع أو خمس غرف، وباتجاه اليسار أربع أو خمس غرف، وفي نهاية الجناح اليمين يوجد قبو، وكان الوصول إليه صعبًا، ثم قلت لشبابنا: هيّا من أجل تنفيذ الخطة التي وضعناها وخطّتنا باقتحام المفرزة التي أعددناها أن المفرزة لم تأخذ احتياطاتها بهذا الشكل، ونحن نكون مستعدّين تقريبًا 50 شابًا لنقتحم، ويجب أن يستعدّ 12 شابًا لضرب القناصين الثمانية على السطح، ثم نحن الخمسون [شخصًا] نقوم بالاقتحام، ويبقى عندنا العناصر الموجودون في الداخل، ونحن يجب علينا تجهيز قنابل مولوتوف (قنابل حارقة مُصنّعة يدويًّا) ورميها باتجاه العناصر من مداخل المدفئة، وعندما تشتعل النار فإن هذا العنصر سوف يخرج ولا يوجد له مجال إلا الاستسلام أو إنه سيحترق، وهذه هي خطتنا البدائية التي وضعناها من أجل اقتحام مفرزة جسر الشغور، فقلت لهم: هيا حتى نبدأ بتنفيذ الخطة، وكان يوجد الكثير من الأشخاص بجانبي وإخوتي بجانبي، أخي عبد الكريم وهو بطل تايكوندو (رياضة قتالية) وحسين وهو بطل رياضي، فقمنا برفعه حتى تسلّق إلى السطح وبدأنا نعطيه علب المولوتوف، وفي هذه الأثناء ظهر له قناص فاستسلم القناص -وقال: ليس لي علاقة- ثم قال أخي إنه يوجد عنصر ثانٍ فقلت له: أحضره، وطبعًا لا أحد يعرف الخطة إلا نحن والمقربون مني والذين قتلوا القناصين، وأما الأشخاص الآخرون فلا يعرفون [الخطة]، وكان يوجد إطلاق نار كثيف، وحتى إنه حصل إطلاق نار باتجاه أخي لأنهم لا يعرفونه، وأبلغنا الذين خلفنا بعدم إطلاق النار علينا، ثم ذهب أخي حتى يحضر العنصر الثاني، وفي هذه الأثناء خرج عنصر وبدأ إطلاق النار علينا، وأصاب عنصرًا من جماعتي اسمه إبراهيم السعيد من قرية الزيارة من سهل الغاب، أبو سعيد، وأصيب أبو سعيد، فذهبت إلى أبو سعيد حتى أحمله، ثم خرج عنصر ثانٍ وأطلق علينا النار، وأنا احتميت جانب الجدار حتى انتهى من إطلاق النار، وبعدها حملت أبو سعيد وقفزنا من الشرفة خارج سور المفرزة، وسلّمته للشباب ثم عدتُ واقتحمتُ، وأيضا يوجد شاب من عندنا من قريتنا قام بقتل أحد العناصر، ثم قالوا إن هذه الغرف انتهت (لم يعد فيها عناصر)، وهنا قام أخي بتسليمنا القناص الثاني، وهنا أنا أمسكت القناصين وأصرخ: الله أكبر، وأتّجه بهم خارج بناء المفرزة، وهنا أصابتني طلقة قناص في يدي وكُسرت يدي والتوت، والكسر واضح، وعندما كُسرت يدي قمتُ بشدّ يدي وصرختُ على أحد أبناء عمي -أيضًا استُشهد اسمه معن حمادي أبو يزن- وقلت له: لفّ يدي وضمّدها، ثم انسحبت من المعركة، لكن المفرزة لم يبقَ فيها أحد، وهذه الأحداث استمرت معنا من الصباح تقريبًا حتى الساعة 04:00 عصرًا أو أكثر، وهذا بتاريخ 5 حزيران/ يونيو، وحاول الشباب أخذي إلى المستشفى، ولكن لم يكن يوجد مجال، فأخذوني إلى الحدود التركية إلى خربة الجوز، ثم دخلنا إلى تركيا نحن المصابين، وكنا تقريبًا خمسة مصابين.

معركة جسر الشغور كانت في نهايتها ولم تكن مشتعلة، ولم يبقَ أحد من العناصر فوق الأرض على قيد الحياة، ومن بقي على قيد الحياة في المفرزة كانوا تحت الأرض في القبو هم ورئيس المفرزة، وكانوا يقاومون قليلًا ويعودون إلى القبو، ولم يكن هناك شيء في الجسر، وأنا اتجهت نحو الحدود ولم يكن يوجد أي عنصر أو أي شيء يزعجك بخصوص النظام أبدًا، لأن جميع المعارك انتهت، وكان يوجد فقط مجموعة لا يتجاوز عددها 20 شخصًا من الأمن العسكري كانوا موجودين في القبو، ولكن أنا عندما أُصبت وخرجت من المفرزة، والعنصر الذي أصابني خرج من القبو وأطلق النار نحوي ثم عاد إلى القبو ولم يكن يوجد شيء أبدًا، والمعارك شبه منتهية.

أنا أصبت في 05 حزيران/ يونيو وهذا الرتل جاء مؤازرة لأنه كما ذكرت أنه قد بقي تقريبًا 20 عنصر متمركزين في القبو في جسر الشغور (في مفرزة الأمن العسكري) وجاءتهم المؤازرة من مدينة إدلب وعندما وصلت المؤازرة إلى قرية المنطار وطبعًا هذا الكلام نقله لي إخوتي وأبناء عمي والشباب جميعهم الذين كانوا في هذا المكان أو في هذا الكمين الذي أقاموه وأكثر شخص نقل لي هذا الكلام هو الأستاذ علي هليّل وسامر حمادي أحد أبناء عمي، جاء الرتل وقاموا بقطع الطريق على الرتل ومهاجمة الرتل بشكل كامل ومات الكثير من العناصر ولم تستطع أن تصل المؤازرة وهنا لأول مرة يستخدم النظام الطيران بتاريخ 06 حزيران/ يونيو 2011 وقُتل الكثير من العناصر وأصيب الكثير منهم ولم يستطع رتل المؤازرة الوصول إلى جسر الشغور، وهنا الشباب في جسر الشغور أعدوا برميل من البنزين والديناميت والسماد وحملوه بواسطة تريكس (جرّافة) ووضعوه بجانب المفرزة وفجروه، وعندما فجروه استسلم العناصر الموجودين في الداخل لأنه أصبح لديهم نزيف في الأذن والعيون والأنف واستسلم العناصر وقسم منهم مات في التفجير وهذه قصة جسر الشغور.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/12

الموضوع الرئیس

اقتحام المفارز الأمنيةأحداث جسر الشغور

كود الشهادة

SMI/OH/74-10/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

04 حزيران/ يونيو - 05 حزيران/ يونيو 2011

updatedAt

2024/06/20

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة جسر الشغور

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور

مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور

مبنى البريد في مدينة جسر الشغور

مبنى البريد في مدينة جسر الشغور

الشهادات المرتبطة