الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحقيق في فرع الأمن السياسي بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:41:00

أخبرني أحدهم، وقال لي: صدرت في حقك مذكرة اعتقال ومنع من السفر. والذي أخبرني هو أحد الضباط الكبار، أخبرني بأنني مطلوب للأمن السياسي، وحصل تعميم على المطارات والحدود بمنع سفري، وقال لي الضابط: قرأت القائمة، واستغربت أن جميع الأسماء من درعا ولا يوجد أحد غيرك من ريف دمشق. وكانت القائمة كلها من درعا؛ لأن هذا الأمر حصل باكرًا، وقال: أنا استغربت لماذا وضعوا اسمك، وكان يعتبر أن فيها ظلمًا لي، وهو أحد الضباط الكبار في البلد، وهو كان يجب عليه أن يوقع على القائمة، فأرسل لي خبرًا ألا أذهب إلى المستشفيات، وأنه يجب عليك إيجاد حل. وطبعًا كان أمرًا طبيعيًا، حتى إنه كان عندي منزل في دمشق، ولم أستطع النوم فيه ولا الذهاب إلى المستشفى، وأصبحت متنقلًا، وكل يوم أصبحت أنام في منزل حتى أجد حلًا بسبب مذكرة الاعتقال، وبعدها أخذت ضمانات بالتحقيق معي والخروج في نفس اليوم. وذهبت إلى فرع الأمن السياسي الموجود بجانب مستشفى أمية، وكانت الضمانات أنهم لن يعتدوا عليّ، ولا يتم إدخالي من الباب الأمامي الذي يحصل فيه تفييش(التأكد من الاسم) ويضربون الشخص، واتفقنا أن أدخل من الباب الثاني الأكثر رحمة، في البداية، يقومون بوضعك في الصالون لفترة، ثم يدخلك ضابط صغير إلى التحقيق بطريقة جلفة ومستفزة، ثم يتركونك، ثم يحقق معك ضابط أخر، ويتركك، وأعتقد أن هذه هي طريقة التحقيق، وكانت مع التوصيات، وبعدها يأتي ضابط برتبة أعلى، ثم تذهب إلى رئيس الفرع، قضيت كل النهار من أوله إلى آخره في التحقيق، ولم يقدموا لي شيئًا إلا الماء، وأنا شخص عندي قناعة أنني لن أخرج، وسيكون هناك اعتقال في النهاية؛ لأنه لا يوجد ثقة.

في البداية، كان السؤال وهو أول سؤال عن اعتصام مستشفى المواساة، وقلت لهم: أنا كنت في العمليات، وبإمكانكم الاتصال واسم المريض كذا، وأنا دخلت إلى العمليات في الساعة الفلانية، وخرجت الساعة الفلانية. وفعلًا هم في هذه الفترة اتصلوا أمامي بالإدارة، وأخذوا اسم المريض، وسألوني: كيف تعرف اسم المريض؟ فقلت لهم: لأنني أفتح له قلبه ومن الطبيعي أن أحفظ اسمه. وبصراحة، موضوع الاسم كان فيه ضعف، وعندما ذهبت إليهم كنت أتوقع أن يسألوني عن هذا الموضوع؛ لأن الشباب عندما كانوا يتحدثون من أجل إقامة الاعتصام كنت أشك بإحدى الممرضات أنها سمعت الحديث في الممر أو في غرفة تبديل الملابس، وسمعت طرف الحديث، وكان عندي شك بأن أحدًا ما سمع هذا الحديث. وحتى إنني أكدت للشباب أن هناك شخصًا خلف الباب وسمع الكلام؛ لذلك كنت أتوقع أن يسألوني هذا السؤال، وبصراحة أنا كنت أحفظ التفاصيل، ويبدو أن هذا الأمر كان خطأ، بمعنى أن تعطي التفاصيل أكثر من اللازم. والأمر الثاني: أنهم سألوني عن المظاهرات وعن رأيي، وأنني تحدثت أكثر من مرة في العناية المركزة، وبدؤوا يسألونني أسئلة عن أحاديث تكلمت بها، وكنت دائمًا لا أنكرها، ولكن أقول لهم: لقد اقتطعوا منه ذلك.  فالإنسان دائمًا يستطيع أن يجد مخرجًا للحديث، وأنا بطبيعتي، حتى لو اختلفت مع أي شخص يبقى حديثي في إطار محدد، ولا يخرج عن الإطار العام، وكنت أستطيع الدفاع عن أغلب أحاديثي، وحتى إنه هناك حديث- للأسف- تكلمت به مع أحد الأصدقاء المقربين، وسئلت عنه، وهذا دليل جعلني أكسر الثقة مع الكثير من الناس.

بصراحة [بخصوص موضوع] المظاهرات، قلت لهم: يجب أن تسيروا إلى الناس، وقلت لهم: العنف لا يستطيع تغيير رأي الناس، واليوم الناس يشعرون بالظلم، ومن فقد أرضه سيقول: فقدت أرضي. والشاب الذي لا يجد اليوم فرصة عمل ماذا سوف تفعل معه؟! وهذا الأمر كنت أتحدث به بشكل علني، واليوم ليس من المعقول أن يكون نصف سكان سورية لا يملكون منازلًا، وكيف يمكنني أن أقول لهذا الشخص: هذا وطنك وهذه سورية وهو لا يملك فيها منزلًا؟!  أنت تريده أن يضحي بدمه، وهو لا يستطيع أن يسكن، ولا يملك منزلًا يأوي إليه، أو لا يوجد لديه دخل حتى يعيش أولاده، واليوم دخل الناس لا يكفي شيئًا، وضربت لهم هذا المثال، وقلت لهم: لو أن السفارة الكندية قالت لهم: اليوم يوجد سفر إلى كندا، ستجدون أن ملايين الناس يرغبون بالسفر، وسألتهم: لماذا؟ وقلت لهم: هل تعلمون لماذا يريدون السفر إلى كندا؟ قلت لهم: حتى يصبح لديهم منزل وعمل ويعيشون بكرامة. ولماذا لا تقومون بتأمين هذه الأمور أنتم؟! وهل يعقل أن تكون دولة أجنبية حريصة على أن تجلب مواطنًا من مكان ثان أكثر منكم؟! وكان حديثي معهم بهذا الإطار، وبعدها أحضروا لي الكثير من الأوراق حتى أوقع عليها بعدم الكلام وعدم الخروج إلى المظاهرات وتأييد المتظاهرين، ووقعت عليها، ثم جاء رئيس الفرع، وقال لي: نصيحتي لك ألا تقرأ، وأن توقع.

هم دائمًا كانوا يقولون على المظاهرات: إنها مؤامرة، وهذا تحريض، وبلدنا مستهدف. فقلت لهم: اليوم بلدنا مستهدف، ومن المفترض تحصين بيتنا الداخلي بإراحة الناس، فيجب علينا القيام بعكس ذلك تمامًا، وإذا كنا اليوم مستهدفين فحتمًا يجب علينا تحصين الوضع الداخلي، وأن نكسب الناس، فتأمين فرص العمل اليوم ليس بالأمر الصعب، وفتح البلد اقتصاديًا ليس بالأمر الصعب، واليوم نستطيع، ويوجد الكثير من الطرق، ولو جلسنا مع بعضنا وتناقشنا من أجل حلها فأنا أعتقد أنه سيتم حل الأمر، ومشكلة درعا لا يوجد أسهل من حلها، يعني لو كُلفنا بالخروج من الجامعة وريف دمشق إلى درعا من أجل حلها باسم الدولة فكان يمكننا حلها، ولماذا أنتم اليوم أخذتم عدم احترام الناس، وتريدون إسكاتهم بالغصب. وقلت لهم: أنتم اليوم تفعلون مثل الشخص الذي يريد إطفاء النار بالضرب، وأنت تضرب النار وبدلًا من إطفائها فأنت تنشرها، وكلما ضربتها أكثر تنشرها، وحتى إن أحد المحققين كان موجودًا مع رئيس الفرع قال لي: هل تتفلسف علينا؟ فقلت له: لا، وهذا واقع. وقلت له: اليوم عليك إطفاء النار بالماء وليس بالضرب، فعندما تضربها فإنك تنشرها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/19

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/80-13/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن السياسي في دمشق

فرع الأمن السياسي في دمشق

الشهادات المرتبطة