الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام جيش النظام لجبل الزاوية وجبل شحشبو والانسحاب من المنطقة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:22:19

تطوّرت الأحداث، والنظام قرّر اقتحام جبل الزاوية، واقتحم جبل الزاوية وتصدّى له في تلك الأثناء ثوار جبل الزاوية، وعلى رأسهم جمال معروف ومجموعته، وفي تلك الأثناء تم انتخاب جمال معروف أو تم ترشيحه يعني لا أعرف كيف أصف ولكن هو أصبح مثل القائد العسكري للثوار في جبل الزاوية في قسم، والقسم الثاني موجود عند نضال حاج علي بقيادة المقدم أحمد القناطري وأبو عيسى الشيخ، وتصدى للنظام جماعة جمال معروف من جهة دير سنبل وبديتا وعدة قرى أخرى، وحصلت معارك طاحنة في تلك الأثناء، وفي هذه الفترة انشقّ الكثير من الضباط، ولكن الجيش رغم خسائره تقدّم، وتقريبًا سيطر على جبل الزاوية ووصل إلى قرية كنصفرة، ونحن كنا في كنصفرة والشباب قاموا بتجهيز الألغام لأجل التصدّي للنظام، وقاموا بتفجير الألغام، ولكن الجيش سيطر على كنصفرة وخرجنا منها، وطبعًا الجيش اقتحم من عدة محاور، وقبلها حاول النظام مرّتين الاقتحام من جهة كفرنبل على طريق الفطيرة، وتصدّينا له عند الفطيرة، وقاومناه قبل عدة أيام، ولكن في المرة الثانية اقتحم من جميع المحاور في آن واحد ونجح في الاقتحام، ونحن عندما انسحبنا في النهاية من كنصفرة لم ننسحب إلى طريق كفرعويد وإنما انسحبنا إلى طريق فرعي ثانٍ يؤدي مباشرة إلى قرية الفطيرة، وذهبنا من هذا الطريق، وعندما مررنا بقرية الفطيرة نحن مررنا من بين الدبابات، يعني كان يوجد رتل من الدبابات يمشي ونحن مررنا من بينهم ولم يعُد يوجد مجال إلا ذلك، والدبابات بينها تقريبًا 200 إلى 300 متر، وقطعنا وذهبنا باتجاه جبل شحشبو وتفاجأنا أيضًا بقرية اسمها فليفل كدنا نتصادم مع الجيش، واستطاع الجيش السيطرة على كل جبل الزاوية في تلك الأثناء، وقسم من جبل شحشبو، وثوار جبل الزاوية اتّجهوا إلى شرق المعرة إلى جرجناز وقراها، ونحن قسم منا بقي موجودًا في جبل شحشبو، وتحديدًا في قرية نمير (أم نير - المحرر)، وهي كانت معقل أبو ريان (ناجح عزيز)، وبقينا فيها عدة أيام، والجيش كان يتقدم، وأيضًا نحن كان عندنا ألغام، وأنا ذكرت أنه هنا يوجد ضباط انشقّوا وأصبح يوجد عدد جيد من الضباط، وفي كل مجموعة تقريبًا يوجد ضابط، وبدؤوا يعملون على تصنيع الألغام، والجيش كان يريد اقتحام جبل شحشبو وأيضًا قاومناه، ولكن نحن لدينا بندقية والجيش لديه دبابة، والبندقية لا تفعل شيئًا، وعندما ينفجر اللغم فإنه لا يؤثّر بالدبابة لأن النظام اقتحم بالدبابات والمجنزرات، وأيضًا سيطر الجيش على النمير (أم نير) وكل جبل شحشبو، وانسحبنا إلى قمة جبل شحشبو وهي فوق شهرناز، وهي منطقة جبلية وتحصنّا فيها، وعندما تحصنّا في الجبل لم يبقَ إلا هذا الجبل، وكل المناطق سيطر عليها الجيش. 

وهنا قلت لمجموعتي إنه يجب علينا التفرق، وكل شخصين يذهبان في طريق، ولم يعُد يوجد مجال لركوب السيارة أبدًا، وتفرّق الشباب وبقي معي 15 شابًا، وطبعًا الجيش كان منتشرًا في سهل الغاب ويوجد عدة قرى لا يوجد فيها جيش بشكل مباشر، مثل جسر بيت الراس وخربة الناقوس، وهذه القرى يمكنك المرور منها ولا يوجد فيها جيش وحواجز، وطبعًا نحن نعرف أماكن الحواجز، وفي منزل أهلي كان يوجد حاجز وبعد 2 كيلومتر يوجد حاجز، وعلى مفرق الزيارة يوجد حاجز، وعلى المفرق الثاني يوجد حاجز، ويوجد الكثير من الحواجز، وفي قسطون الجيش موجود، وفي الدقباق يوجد جيش، ونحن لم يبقَ عندنا مجال ونحن محاصرون في هذا الجبل ولم يبقَ غيره أبدًا، فقررنا أنا والمجموعة التي معي، وقلت لهم: نحن يجب أن نذهب إلى سهل الغاب، وطبعًا نحن لدينا معلومات أنه على مفرق الحويز يوجد حاجز للأمن وليس للجيش، وقلت لهم الحل الوحيد، وفي الحويز لا يوجد جيش والجيش موجود بين الحويز والرصيف، يعني هكذا هي المعلومات التي وصلتنا، يعني يمكنك إذا استهدفتَ هذا الحاجز أو مررت منه فيمكنك المرور إلى الحويز وجسر بيت الراس والذهاب إلى خربة الناقوس، ويمكنك الوصول إلى قرية تل واسط، والجيش انتشر ولا يمكنك الاحتماء عند أحد أو الاختباء أبدًا، فقلت لهم: من الأفضل عندما يحلّ الظلام أن ننزل بشكل طبيعي إلى الحاجز بسيارة، وعندما نصل إلى الحاجز ونصبح بينهم نطلق النار عليهم، ولا يوجد عندنا حلّ إلا ذلك، فقالوا: نحن جاهزون، وفعلًا عندما حلّ الليل ركب الشباب في السيارة، ونحن يوجد معنا سيارة نوع فان (عربة ذات عدد إضافي من المقاعد) ونزلنا من جبل شحشبو، من الجبل الذي يعلو قرية شهرناز، ونزلنا باتجاه سهل الغاب إلى مفرق شهرناز أو مفرق الجبل واتجهنا إلى الشمال إلى مفرق الحويز، ونحن كنا مستعدّين لأنه يوجد حاجز أمني وسوف نقتحم الحاجز الأمني ولا يوجد عندنا حلّ ثانٍ، وطبعًا الجيش كان موجودًا في الحواش والعامقية والعنكاوي، منتشر بشكل كامل. 

وعندما وصلنا إلى النقطة وجدنا أن الأمن قد انسحب من هذه النقطة قبل عشر دقائق أو ربع ساعة، وفي هذه الفترة التغطية (شبكة الهواتف) كانت ضعيفة، ولا يمكنك الاتصال في كل وقت حتى تأخذ المعلومات، وعندما وصلنا إلى هذه النقطة على مفرق الحويز كان يوجد سواتر ترابية، ولكن عندما مررنا في هذا الحاجز لم يكن يوجد أحد، فأكملنا طريقنا وتفاجأنا أننا أصبحنا في منتصف [منطقة] الجيش، يوجد حاجز للجيش قد أقاموه قبل نصف ساعة ويوجد فيه دبابات وبجانبي أحد الشباب من أبناء عمي فقال لي: انظر يوجد دبابات وأصبحنا في منتصف الدبابات، ولم يعد يوجد مجال للعودة أو التقدم، ويوجد دبابة من هنا ومن هناك بالإضافة إلى العساكر على بعد 50 مترًا أو 100 متر، ولا يوجد مجال للهروب باتجاه اليمين واليسار يوجد مدرسة، ويوجد دبابات على كلا الجانين، والعساكر أراهم أمامي على ضوء السيارة وكان عددهم تقريبًا 30 عسكريًا ويشيرون لي حتى أتوقّف، ونحن لا يمكننا اقتحامهم، ونحن فعليًّا أصبحنا في منتصف الجيش، لا مجال [للهروب]، وأنا كنت أقود السيارة فقلت للشباب: لا تطلقوا النار، وأشرت لهم بالضوء وكأننا سيارة مدنية عادية، وقبل أن أصل إلى الحاجز الذي يتواجد عليه عناصر الجيش بعشرة أمتار يوجد مدخل أو مفرق طرق على اليمين واليسار، ويوجد حارة باتجاه اليسار، وأنا كنت أعرف هذه القرية جيدًا، فدخلت بالسيارة إلى هذه الحارة، وقلت للشباب: أطلقوا النار وبدأنا بإطلاق النار عليهم وفاجأناهم، لم يكونوا مستعدّين واستطعنا الهروب. 

ودخلنا في هذه القرية، وطبعًا قرية الحويز يوجد فيها الكثير من المسامك (مزارع السمك) فدخلنا بسيارتنا إلى أحد المسامك في الماء وتركنا السيارة ونزلنا منها، وبدأ إطلاق نار كثيف جدًا وبدأنا [نسبح] في الماء ومشينا مسافة، ولم نذهب باتجاه الخلف باتجاه مناطقنا (مناطق المعارضة)، وإنما اتجهت أنا باتجاه الجبل الغربي والشباب يلحقون بي، ووصلنا إلى منزل في الحويز وظنّ أهل المنطقة أننا عساكر منشقّون من الحاجز، وطبعًا أهل المنطقة كلهم يعرفوني، فقال لنا أهل المنزل: أهلًا وسهلًا بكم تعالوا حتى نُخفيكم أنتم منشقّون، وعندما وصلنا إليهم رأوني وعرفوني فورًا، وكان من بينهم أشخاص من ثوار الحويز فعرفوني، ونحن تابعنا المسير وذهبنا باتجاه الجبل الغربي حتى خرجنا خارج الحويز، ثم اتجهنا نحو الشمال 02 كيلومتر، وهناك يوجد فرع لنهر العاصي قطعناه سباحةً أنا والشباب الذين معي، ثم ذهبنا إلى قرية جسر بيت الراس، وطبعًا كان لا يزال إطلاق النار مستمرًا من قبل الجيش، ثم طرقنا الباب على شخص يعمل في [صناعة] الجبن، ففتح الباب وقلنا له: لا تتفوّه بأي كلمة، تعال وأوصلنا، وهو كان يرفض الخروج، ولكن نحن أجبرناه على الخروج بقوة السلاح، وقلنا له: يجب عليك إيصالنا إلى الحاج محمد الديري، وهو كان من الثوار من قرية جسر بيت الراس، فأخذنا إلى الحاج محمد، والحاج محمد كان معنا في الثورة، وهو من فريق عملنا، ونحن بنفس الليلة رفضنا البقاء عند الحاج محمد، وقلنا له: نريد منك إيصالنا إلى قرية تل واسط، فانطلقنا وذهبنا عن طريق خربة الناقوس ومشينا في الأراضي ودخلنا إلى قريتنا وأصبحنا في قريتنا، واتصلت على أحد أبناء عمي وهو يبدو كأنه كان ينتظرنا ونحن هنا أصبحنا في الساعة الثانية ليلًا، فوجدت ابن عمي لا يزال مستيقظًا وكأنه ينتظرنا، فأشعل لنا المدفأة -الجو كان شتاءً- وأيقظ النائمين وأحضروا لنا الثياب، وقام الشباب بتنشيف الثياب والذخيرة، ونمنا في تل واسط، وطبعًا كان من المستحيل في تلك الأثناء أن يتوقع أحد أننا كنا نائمين في تل واسط، لأنه لا يمكنك التحرك ويوجد أكثر من حاجز للجيش من حولك، فنمنا في تل واسط وكل القرية من أقاربنا ولا يوجد أحد غريب، ونمنا فيها عدة أيام، ثم قررنا الاتجاه باتجاه الشمال إلى ريف جسر الشغور الشمالي، وبدأ أقاربنا بإيصالنا على دفعات، واجتمعنا في الشمال في ريف جسر الشغور الشمالي، وهناك كان لنا علاقاتنا وهناك التقينا مع الثوار المشاركين في تحرير جسر الشغور، وكان لدينا علاقات شخصية معهم [تم بناؤها أثناء] عملية جسر الشغور، وحتى إن الشاب الذي أدخلني إلى سورية بعد أن أصبت في أول مرة ودخلت إلى جبل الزاوية، كان الشاب من تلك المنطقة، وأعتقد أن هذا الشاب حتى الآن لا يزال معتقلًا وأهله هناك بالثورة وهناك وجدنا حاضنتنا الشعبية، وهنا أصبح يوجد مجال للتحرك، والجيش كان موجودًا على الحدود ولكن لا يوجد كثافة للجيش، واستقرّينا في هذه المنطقة، وبنفس الوقت لا يزال لدينا هناك رجلنا أبو سعيد الغاب، والذي كانت مهمته في تلك الأثناء إيصال الجرحى والضباط إلى الحدود، ومعه تقريبًا 15 شابًا، فتمركزنا هناك وأصبحنا نقوم بعمليات هناك مع بقية المقاتلين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/13

الموضوع الرئیس

اقتحام جبل الزاوية

كود الشهادة

SMI/OH/74-20/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

أيلول/ سبتمبر 2011

updatedAt

2024/06/20

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-تل واسطمحافظة إدلب-كفر عويدمحافظة إدلب-دير سنبلمحافظة إدلب-كفر نبلمحافظة إدلب-كنصفرةمحافظة إدلب-جبل شحشبومحافظة إدلب-الفطيرةمحافظة إدلب-جبل الزاوية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة