الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الواقع التعليمي والاجتماعي والديني في ظل سلطة البعث والأجهزة الأمنية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:04:00

الحقيقة أنا أجد أن ملف التعليم ملف يجب التركيز عليه باستمرار بكل أنواع الفعاليات لأنه أنا على صعيدي الشخصي بدأت الشرارة الأولى لتشكل الوعي في مرحلة الإعدادي وفي المرحلة الأولى من الثانوي وبعد هذه الحادثة التي حصلت في ثانوية دير حافر وكنا أنا وأخي مقيمين في منزل عمي ونحن من تل أحمر والثانوية إذا أردت أن تدرس يجب أن تسكن في دير حافر التي تبعد 15 كيلو متر والأحوال لم تكن تسمح أن نستأجر أو نفتح منزلًا وعمليًا نحن كعائلة الحمد لله يوجد تماسك فكان عمي لا يقبل إلا أن نسكن عنده فأنا بدأت أتساءل أحيانًا وهو شخصيته قوية وحازم وشديد ومن الصعب أن تقيم معه حوارًا بموقعك: ابن أخيه الصغير، صعب قليلًا، ولكن نتيجة الظرف الذي ساد في البيت يعني التحقيق يأخذونه ويحضرونه وأسئلة وتعاقب ومرض آنذاك وتعرض لوعكة صحية فهذا الأمر أصبح يعتمل في عقلي وذهني أنه لماذا؟ وأنا لم أكن أستوعب أنه لماذا أنتم تحزنون يا حكومة؟ وإذا هو قبل هؤلاء الناس (في الثانوية) ولكن لماذا لم تحزنوا إذا قبل هذا الشخص؟ وحزنتم إذا قبل هؤلاء الناس؟! يعني هنا أنا بدأت أفكر وأعجبتني فكرة التمرد وللأمانة هو لم يكن موافقًا أبدًا على أن أدخل أنا في صدام ودخلت في صدام مع وحدة الشبيبة (اتحاد شببية الثورة) ومع الناس الذين كانوا موجودين. وطبعًا أصبحت في الصف الحادي عشر وفي الحادي عشر بشكل أوتوماتيكي كل الطلاب السوريين يعرفون أنه يوجد طلبات انتساب للحزب (حزب البعث) مثلها مثل أي وثيقة وأنا أبدًا لست ضد هذا الموضوع لأنه في الحقيقة أنت كشاب لا يوجد لديك وعاء سياسي تمارس فيه إذا كان لديك طموح سياسي أو إذا كان لديك نشاط مواز لنشاطك الدراسي ولا يوجد أمامك إلا الحزب ولا يوجد غير الشبيبة أو الحزب يعني لا يوجد تعددية لدرجة أننا كنا نظن كل الدنيا هكذا يعني أنا أفكر أن كل العالم كل المدارس في العالم في الكون كله لديهم شبيبة وهكذا كنت أعتقد ولديهم حزب واحد.

 فأول تجربة كانت فيها صدمة ونحن كنا تابعين للباب وكتنظيم شبيبة أيضًا تابعون للباب فجاؤوا وأخذونا وكان عندنا أمين وحدة شبيبة يحضِّرنا ويقول: اليوم كذا سوف نذهب إلى الباب لأنه يوجد انتخابات الرفيق أمين الرابطة، ولكن نحن انتخابات الرفيق أمين الرابطة كيف انتخابات "الرفيق" أمين الرابطة؟ وأصبحنا نأخذ ونعطي معه (نتحدث) وهو كان ساذجًا وكان يمكن أن يقدم لنا الموضوع بطريقة أخرى وكان يمكن أن يقدم لنا التمثيلية بطريقة أفضل فذهبنا مجموعة شباب ونحن مراهقون في الحادي عشر في أول البكالوريا (الثالث الثانوي) إلى رابطة أبي فراس الحمداني في الباب وكان أمين الرابطة سليمان الجاسم يعني شخص متوسط العمر أصلع ويحاول أن يفرض علينا سلطة في المدرج وأصبحوا يشرحون لنا أنه توجد انتخابات وسوف يتم انتخاب أمين وأعضاء الرابطة ويوجد عدد من المرشحين، ولكن القصة كانت واضحة كل وحدة شبيبة أمين الوحدة أحضر معه فريقًا ويلقنه ويقول له فأنا خطر على بالي في تلك الفترة أن أفعل شيئًا وأعجبتني فكرة التمرد فكنت أقول لزملائي الذين حولي: دعونا نختار بعض الأسماء فذكرت عبارة: صلعان لا نريد. حتى لا نقول لا نريد سليمان الجاسم حتى اسمه سليمان الجاسم من ريف الباب بالضبط أو من الباب فتصل هذه الكلمات وتصل إلى أمين الوحدة الشبيبية وتصل إلى أمينة الرابطة، وبعد فترة عدنا إلى دير حافر وإذا بهم يستدعونني إلى التحقيق أنه أنت كنت... وطبعًا نجح أمين الرابطة، ولكن يبدو أنه لم يحصل على هذه الأصوات أو خسر أربعة أو خمسة أصوات وأنا هنا بدأت أشعر أن هذه الحالة ليست كما نتخيل حالة مثالية.

التحقيق حصل في المدرسة في الوحدة الشبيبية وانتقل للأسف إلى موضوع آخر ومساء عدت إلى المنزل وإذا بعمي منزعج وقال لي: [هل] أنت جئت حتى تدرس أم جئت حتى تفتعل المشاكل هنا؟! فقلت له: لا، بالتأكيد حتى أدرس ولماذا حتى أفتعل المشاكل؟! فقال لي: وكيف في الباب عندما ذهبتم إلى الشبيبة تقول: لا نريد الصلعان وهذا أمين رابطة وأخبر الحزب وأخبرني أنا وقال لي: هذا ابن أخيك… يعني الأمور ليست كما تتخيل وتستوعب والأمر أكبر منك.

أنا على (بحسب) عمري ووعي في تلك المرحلة وضعت في بالي يعني أعجبتني فكرة الاختلاف أنه أنت مختلف وبالغت في الحقيقة في بعض ردود الأفعال مع أمين وحدة الشبيبة لدرجة أنه انتقم مني انتقامًا سيئًا في الاجتماع الصباحي وطبعًا كان اللباس العسكري في الثانوي معروفًا وكان اسمه عبد الرزاق المرندي وهو معه ثانوية، ولكنه متعاقد مع الشبيبة لصالح التدريب العسكري فسحبني إلى غرفة الشبيبة بحجة أن اللباس العسكري والفتوة كان مقدسًا بحجة أنه أنت مخالف ولكنه كان يضربني بطريقة ليست طريقة مخالف يعني وكأنه ينتقم لما حدث في الباب في الرابطة آنذاك. والحقيقة أنا أعتبر هذه الحادثة من الحوادث المفصلية في حياتي وفي تشكل الوعي عندي لأنه تعرضنا لعقوبات من أساتذة سابقًا وأنت تتعرض لتأنيب وكان عندنا مدرس تربية دينية -رحمه الله- الأستاذ محمد سعيد الشاوي أستاذ نبيل جدًا وكان يعاقبنا ويضربنا على أيدينا ولكن العقوبة عندما تأتي من مدرس على تقصير يفهمها الطالب ولا يشعر بالإهانة ولا يشعر بكسر الشخصية لأنه مذنب وعمليًا يتلقى عقابًا في تلك اللحظات كنت أشعر بانني أعاقب لأمر آخر يعني كنت أشعر بانتقام من قبل يعني ضربني ضربًا مبرحًا لدرجة أنني أسندت يده وقلت له: تركت لك المدرسة، وخرج مني كلام ليس جيدًا وهربت وتركت منزل عمي ولم أعد أنام في المنزل نهائيًا وكان عمي مرتاحًا لهذا القرار حتى يؤدبني فترة من الزمن وذهبت إلى أصدقائي العزابية (عزّاب) الذين يسكنون في دير حافر وتركت أخي يسكن عند عمي أنا ذهبت وسكنت مع الأصدقاء.

أذكر تلك الحادثة تركت أثرًا كبيرًا يعني أصبحت توجد أسئلة حتى في العائلة وحتى والدي كان هو الأكبر وعمي الأصغر فأعتقد [أنه] وجه له لومًا أنه ويوجد عبارة شهيرة وحتى اليوم عندما نجتمع يرددونها ويقول: هل تريدون أن يجن الولد يعني من هذا الكلام.

أنا بدأت أدخل في مرحلة في الحقيقة أعي ما يحصل حولي وبدأت أقرأ وأطلع وتقرب مني مدرس آنذاك كان أمين الفرقة الحزبية وأنا تقربت منه وهو في الحقيقة كان مستقبلًا جيدًا وهو مدرس لغة عربية الأستاذ أحمد الحسين ويؤسفني جدًا أنه اختار أن يبقى مع النظام مع وعيه وعمره ومع تجربته وعمومًا هذا ليس موضوعي الآن، ولكن كان يحاول أن يستقطبني ويحاول أن يفهمني عن الحزب والدولة وأنه يوجد فيها أشياء إيجابية و[يقول لي:] أنت يمكن أن تحقق طموحك من خلال انتمائك وتدرجك في مناصبه وهذا سليمان لا يمثل الحزب وعمك بعقليته هذه.. [وكان يحدثني] بهدوء وبنعومة وتقريبًا وجدت مكافئًا نفسيًا لموقفي.

انتهت المرحلة الثانوية بصعوبة، ولكن لم تنته إلا وأنا كنت تقريبًا بدأ يصبح عندي شغف لأن أفهم ماذا يحصل وما هذا الحزب وما هي الشبيبة وكيف الناس تفكر.

قبل أن أنتقل للحديث عن الجامعة أريد الحديث قليلًا عن طبيعة المنطقة، الطبيعة الاجتماعية وأيضًا هذه كان يوجد [فيها] تجاذبات عشائرية في المنطقة تحكم الكثير من قرارات العائلات أو قرارات الأفراد، دير حافر فيها تقريبًا أربع قبائل رئيسية موجودة فيها أو عشائر: عشيرة الحديديين وهي العشيرة الأكبر وبعدها عشيرة الخرَّاج وبعدها عشيرة بني جميل وهي عشيرتنا ويوجد بني سعيد الذين هم بالأساس مع الخراج يعتبرون عشيرة واحدة أو قبيلة واحدة، ولكنهم موجودون في مسميين بني سعيد والخراج ويوجد المجادمة الأقل ويوجد بعض العشائر تواجدهم قليل أعدادهم قليلة جدًا الدمالخة والويسات ويوجد بيوت أكراد في دير حافر عائلات عددهم ليس كبيرًا، مندمجون مع المجتمع باللباس وبالعادات وحتى جزء منهم لا يعرف أن يتحدث اللغة الكردية. ويوجد قرية أيضًا رسم الحرمل الإمام يوجد فيها عدة منازل أيضًا من الأكراد والغريب أو شيء الذي أصبحنا نفهمه مؤخرًا أنه صحيح هذه المنطقة عشائرية تحكمها العلاقات العشائرية بشكل أساسي، ولكن الدولة أو النظام من خلال التنظيم الحزبي الذي انتشر في المنطقة سمم هذه العلاقات، وكان يبدو أنه يوجد عمل متقن على استبدال بعض القيم، يعني مثلًا كانت تتعمد قيادات الحزب أن تهمش دور وجهاء العشائر الحقيقيين وتعطي دورًا لأشخاص مهمشين أساسًا اجتماعيًا وغير محمودي السيرة في العشيرة الواحدة وهذا طبعًا يحدث شرخًا في العلاقات العشائرية بشكل واضح يعني عندما يذهب شيخ العشيرة أو ابن شيخ العشيرة لأجل موضوع إلى مدير الناحية أو إلى أمين الشعبة ويخجله ولا يعامله معاملة جيدة وبعدها يأتي شخص بالأصل ليس له أي حيثية اجتماعية وربما سمعته حتى ليست جيدة وينفذ هذا الأمر عبر [عناصر] الأمن فهذا يخلق شرخًا في العلاقات، فحصلت حوادث من هذا النوع كثيرة يعني الحديديون بالذات في تجربتهم مع الحزب كانت القيادات الحزبية لا تقبل بتنسيب الحديديين للحزب بتهمة العشائرية وبنفس الوقت كانت القيادات الأمنية والعسكرية تعطي دعمًا كبيرًا جدًا للحديدي يعني كانت مشهورة هذه الحوادث ويقولون: علي حيدر وعلي دوبا ويوجد ضابط آخر لا أعرف اسمه من الشعب الأمنية في الشام (دمشق) يأتون بالطائرة المروحية ويذهبون إلى الشيخ خليل الحاجم الصفوك في ريف حلب الشرقي حول مسكنة ينزلون بمروحية ويتغدون أو يسهرون ويبقون ساعات ثم يغادرون، ولكن أنت عمليًا ماذا تفعل؟ وفي المجتمع وفي الحزب وفي الدراسة وفي التعليم لا تقبلهم لأنهم عشائريون تصنيفهم وتأتي أنت كقيادات أمنية وتعطيهم رخص سلاح وتسلحهم تحت اسم حرس البادية وكانوا يوزعون السلاح على شيخ عشيرة الحديديين والرجال الذين معه ويعطونهم رخص سلاح تحت اسم حرس البادية ومثلًا سيارة يقولون لها: الحصنية يعني شاحنة غير مسجلة وهذه المساحة البادية لك سيارات وسلاح، ولكن لا تدخل فيها إلى حد معين إلى دير حافر أو إلى السوق وطبعًا هذه يحصل فيها اختراقات.

في تلك الفترة بدأ تقريبًا الوعي بشكل عام ولو ببطء بدأ يتنامى يعني في المنطقة ويوجد أشخاص توجهوا إلى التعليم ويوجد أشخاص ذهبوا باتجاه كليات الشرطة وطبعًا الجيش لا يقبلون لدرجة أن الناس في منطقتنا لا يمكنك أن تذكر وتقول: هذا ضابط وأما أنا الآن إذا أردت أن أعود بذاكرتي من عندنا [أشخاص] في الكلية الحربية أو الكلية الجوية لا يوجد أبدًا وحتى مساعدون وحتى على مستوى صف ضباط اعتقد يوجد شخصان أو ثلاثة أحدهم في شعبة التجنيد وأحدهم في المستشفى العسكري ممرض ويوجد ابن عمي كان في الكلية الجوية في كتيبة إنشاء مطارات.

مفارقة أننا نحن لدينا الكلية الجوية في المنطقة والتي يوجد فيها ثلاثة معاهد: معهد فني وملاحي ومعهد طيران ولا يوجد ولا طيار من المنطقة أو ملاحي أبدًا على الإطلاق لأن المعايير معروفة معايير القبول في تلك…

يوجد بعض الشباب ذهبوا إلى كلية الشرطة مثلًا من الحديديين في منطقة منبج وليس في دير حافر يعني ليست منطقتنا، ولكن العلاقات وباعتباره كان معروف شخصيًا في المنطقة وأخواله كانوا في دير حافر من شخصيات الحديديين كان يوجد صف ضابط وهو ناصر العلي وبعدها أخذ الحقوق وهو صف ضابط والتحق بدورة الشرطة وعدل وضعه إلى ضابط شرطة ومن بداياته كان في الأمن السياسي وتدرج طبعًا في مراحل الخدمة من مكان إلى مكان: حلب ودير الزور ودرعا وحلب مرتين، فكان ناصر العلي هو الشخصية يعني صلة الوصل الأساسية في تلك المنطقة بين عشيرة الحديديين وبين النظام وتطور طبعًا بالعمل ناصر العلي حتى وصل إلى مرحلة أصبح لواءً وأصبح رئيس شعبة الأمن السياسي في سورية وفي 2021 في شهر آذار/ مارس حتى وصل إلى التقاعد.

هذا الأمر لعب دورًا جدًا كبيرًا في خلق اصطفافات في المنطقة أن هؤلاء جماعة الحزب وهؤلاء جماعة الأمن وهؤلاء جماعة الرابطة وخاصة [أن] المنطقة لا توجد فيها فرص عمل كثيرة ولا يوجد فرص إنجاز على كل الصعد فكان أنك أنت تحتمي بجهة كان هذا إنجاز بحد ذاته أن تكون أنت محسوبًا على الحزب أو محسوبًا على الأمن.

من الأشياء التي أيضًا كانت تترك أثرًا اجتماعيًا سيئًا أن شعبة الحزب بالتحديد كانت في الباب قبل أن تصبح دير حافر منطقة وكان أمين الشعبة أحمد حاج نعسان أبو ياسر وأحمد كان قد قسم العرب إلى عربين، وفي الشعبة يوجد تياران متصارعان دائمًا؛ تيار يقوده شخص اسمه أحمد غباش الذي هو ابن عم وزير الزراعة السابق وهذا يمثل تيار المدينة الباب وبدأ يصبح له مناصرين وأشخاص من نفس الخط من الريف والناس الذين نوعًا ما يذهبون باتجاه الوسطية ويبحثون عن الخدمات والتعليم وغيره، وأبو ياسر كان يأخذ منحى آخر مختلفًا زعامة داخل الحزب فأنت لك أن تتخيل أن العائلة الواحدة أصبح فيها مثلًا شخصان عضوين عاملين أحدهما مع أبي ياسر والآخر مع أحمد غباش فكان الأمر في الحقيقة متعبًا للناس متعبًا جدًا يعني بدلًا من أن يكون التركيز على القضايا التنموية والتعليم والصحة والزراعة كان الناس يركزون على الانقسامات والعلاقات.

الجانب الآخر الذي كان يحكم العلاقات والمنطقة تعتبر منطقه نوعًا ما متدينة نسبيًا ويمكننا أن نقول: إن المنطقة متدينة ولكن متدينة بطرق صوفية، ولا يوجد على حد علمي في تلك الفترة لا توجد بذرة لفكر سلفي وكان الاتجاه السائد هو العكس تمامًا الطرق النقشبندية والصوفية وهذه الطرق لا تخاف منها الدولة ولا تحسب لها حسابًا على العكس تمامًا كانت تشجعها وتشجع.. وأنا أتذكر يعني نحن عشيرتنا بني جميل نوصف أو توصف العشيرة بأنها عشيرة هادئة مسالمة متدينة فيها الكثير من البهاليل والدراويش والحقيقة كان لدينا الكثير من البهاليل والدراويش يؤمنون وكان لدينا ظاهرة اسمها ظاهرة العلامات في تل أيوب وهي قرية تعتبر عاصمة بني جميل يعني أنا كنت عندما أطرح هذا السؤال يعني أكاد أواجه بصد بشع جدًا أنه ماذا يعني العلامات والعلامات هو شخص يحمل راية بعمود يربطها على ظهره عمود عال جدًا والراية جدًا كبيرة والراية خضراء فقط مكتوب عليها الجيلاني وأسماء شيوخ قدماء ويمشي وطبعًا يمشي ويهرول ونتيجة الهواء يسرع غصبًا عنه، الأمر فيزيائي والناس المحيطون والبهاليل الذين يحملون الدفوف يقولون: طار الشيخ طار الشيخ. وهو لا يطير وكانت مثلًا هذه الظاهرة لم تكن تحارب من [قبل] الدولة أو الأمن أبدًا على الإطلاق وعلى العكس تمامًا كان يُنظر إليها بعين أن هذه شعائر دينية علمًا بأنها مسألة في الحقيقة فيها جهل واضح وتخلف وليس لها علاقة بالدين يعني هي عبارة عن شعيرة أو عادة تم نقلها يوجد أشخاص يؤمنون بها فكانوا يعززون هذا الشيء.

هي ليس لها طريقة الطريقة النقشبندية أكثر شيء وبعدها تذهب بالاتجاه وأنا لست مجتهدًا في هذا الموضوع، ولكن أعرف أنهم كانوا ينتخون بالجيلاني وعز الدين باعتبار أنهم يعتبرون عشيرتنا.

الدين كان حاكمًا جيدًا للقيم والعلاقات والخلافات والتسامح وغيره، ولكن كان بعيدًا جدًا عن الدين السياسي يعني حتى في الثمانينات كل الشخصيات التي تبين بأن لها اسم بالمشاركة مع الإخوان المسلمين وأحداث الإخوان أو سجنوا هم من الباب يعني في مدينة الباب وقريبون إلى منطقة الباب وفي منطقتنا لا أذكر على الإطلاق سوى أنه يوجد شخص في قرية القبول أعتقد أنه سُجن سنتين ويُقال: إنه عمليًا ليس منتميًا إلى الإخوان وإنما أيد (أيّدهم) في إحدى الجلسات.

الناس في الحقيقة محكومون بالخوف ومحكومون بالخوف تمامًا يعني إذا أردت ضمنيًا وقلبيًا كانوا متعاطفين جدًا ولكن على صعيد المبادرة وصعيد اتخاذ أي تصرف هذا لم يكن متاحًا إطلاقًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/02

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/185-02/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-دير حافرمحافظة حلب-منطقة الباب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

شعبة الأمن السياسي

شعبة الأمن السياسي

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

الكلية الجوية

الكلية الجوية

الشهادات المرتبطة