الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخدمات وارتباطها بالفساد في جنوب شرق حلب والأثر السلبي للكلية الجوية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:28:36:20

أريد أن أسلط الضوء على موضوع الخدمات المستحقة أو أبسط الخدمات التي كان يجب أن تكون متوفرة في المنطقة ولم تتوفر، يعني المنطقة فيها أكثر من مرفق حيوي أو منشأة أو مكان مركز والكلية الجوية موجودة في كويرس وهي عمليًا كويرس تبعد عن قريتنا تل أحمر حوالي 5 كيلو متر وتبعد عن مركز دير حافر حوالي 20 كيلو متر وتبعد عن حلب تقريبًا حوالي 40 كيلو متر أو 45 كيلو متر ، ويعني عمليًا ضاحية من ضواحي حلب، ومع ذلك لا توجد لا طرقات ولا خدمات بالمعنى [الحقيقي]، وأنا أذكر وصل التيار الكهربائي إلى قريتنا في عام 1994 وأنا كنت في الجامعة يعني أنا لست رجلًا مسنًا حتى أقول: إنني أخذت البكالوريا (الثالث الثانوي) على [ضوء] الكاز وهذا ظلم في الحقيقة وهو [الظلم] بعينه ولاحقًا كل هذا الظلم الذي عشناه يعني أنا كنت طالب جامعة وأذكر تمامًا كيف قاموا بالقرية بشيء اسمه العمل الشعبي وجمعوا المال وبعدها ذهبوا إلى وسيط يعرف المتعهد ويعرف اللجنة في الوزارة وشخص يعرف الوزير وجمعوا له رشوة والمشكلة والغريب كانت تُطرح هكذا القصة بدون أي خجل بالعكس كانت شطارة.

فأنت أمام مفارقة عجيبة جدًا وأنت في قرية تبعد 50 كيلو متر عن حلب يعني حلب: الصناعة حلب والتجارة حلب والتاريخ حلب والقِدَم حلب والعراقة حلب ولا يوجد فيها كهرباء ولا يوجد فيها تيار كهربائي وكان طبعًا بشكل أوتوماتيكي الناس لا يفكرون بمسألة أنه يوجد هاتف وهذا رفاهية وطريق لا يوجد. يعني أنا أذكر من الحوادث الغريبة قليلًا والتي فيما بعد استخدمت العبارة -وأريد أن أقفز مرحلة قليلًا- أنا عندما تخرجت من الجامعة في عام 1998| 1999 أنا أقمت وليمة في القرية للأهل والأصدقاء ودعوت أساتذتي أيضًا باعتبار أنني تقدمت للدراسات العليا وأساسًا كان عندي علاقات جيدة من خلال أنني كنت أعمل أيضًا في الحزب (حزب البعث) والنشاط الحزبي وعندما جاؤوا إلى الدعوة والغداء أذكر تمامًا نزل الدكتور محمد الحسين آنذاك وهو كان أستاذي في الدبلوم والدكتور مصطفى الجادر الذي كان مدير المعهد الزراعي وهو من جرابلس ومجموعة من الأصدقاء وكان آنذاك من بين المدعوين ابن عمي -رحمه الله- الأستاذ أحمد العبيد وهو كان موظفًا في بلدية حلب في أملاك البلدية وكان عضو مجلس محافظة وأذكر تمامًا الدكتور محمد حرفيًا قال له: يا أستاذ أحمد أنت في البلدية وكيف طريق حلب كله أخذ معنا 25 دقيقة وتقريبًا 35 دقيقة حتى وصلنا في هذه الكيلومترات الستة من الحجر والضج وفتحت سيرة قبل الغداء على الطريق والخدمات وهذه القصص.

بالمقابل من خلال اختلاطنا مع زملائنا في الجامعة من كل سورية أو من خلال حتى ذهابنا أو الزيارات أو الرحلات نرى أنه يوجد تباين في مسألة الخدمات يعني أصبحنا ندرك أن هذه التنمية غير المتوازنة والخطط وهذا اللعب الذي يحصل هو غير طبيعي يعني ليس عاديًا، يوجد شيء وهذه المنطقة تمامًا جنوب شرق حلب يبدو أنه مخطط لها أن تبقى منطقة فريسة للتخلف والجهل بحيث يكون هؤلاء الناس أقصى أمنياتهم أن يحصلوا على لقمة العيش وهذه كانت علمًا أنه لا وجود للكلية الجوية يعني كان شفيعًا للمنطقة وكان يوجد مساكن الضباط مخدمة وكأنها في بقعة أخرى من الأرض مخدمة بكل أنواع الخدمات من الماء والكهرباء وغيره وكان جزء منهم -وليس الجميع طبعًا التعميم أكيد مسألة خطأ وليست من قناعاتي ولا من طريقتي في التفكير وعلى العكس تمامًا كانت لنا علاقات مع أصدقاء جيدين ومهذبين في الحقيقة واستطاعوا أن يبنوا علاقات جيدة مع الجوار- ولكن يوجد جزء منهم كان ولا أذكر كان يوجد مساعد لا أذكر اسمه كان رذيلًا (سيء الخلق والمعشر) جدًا ومستلمًا الباب الرئيسي ويأخذ إتاوات من الناس يعني كان عندما يأتي موسم الحنطة والشعير كان يدور على الناس بالسيارات ويأخذ منهم بالخجل والحياء أو يستلمهم بتقارير للأمن الجوي فالناس بدؤوا يتقون شره. فكانت هذه المنطقة أو هذه الكلية كانت في الحقيقة وبالًا على المنطقة وحتى من المفارقات حتى البيئة لم تسلم يعني يوجد عندنا في منطقه الجبول في مملحة الجبول فيها ملح طبيعي وهي شبه محمية طبيعية فيها ملح والكثير من الخبراء أكدوا أنه من أجود أنواع الملح في العالم يعني مملحة ضمن منطقة محمية والكارثة والمفارقة أن المطار والمساكن وجهوا الصرف الصحي عبر مصارف هي أصلًا يعني قناة صرف هي أصلًا لاستصلاح الأراضي واستصلاح الأراضي ينشئ قنوات صرف من أجل تنقية المياه من الملوحة نسميها المصرف، ولكن هذا المصرف للماء يعني لتنقية الماء من الملوحة وليس لأجل الصرف الصحي ومخلفات الناس، وكانوا طبعًا وأنت عندما تكون ضابطًا في الكلية الجوية وعسكريًا أنت الحاكم بأمر الله ولا يوجد أحد في المنطقة أو أحد قادر وحتى مديريات الخدمات أو استصلاح الأراضي أو مديرية التشغيل والصيانة التي كانت في دير حافر المديرية لم يكن أحد قادر أن يعترض، وبعد فترة من الزمن حتى وقعت الواقعة وتم اكتشاف أن بحيرة الجبول المملحة قد تلوثت وحتى نداءات أعتقد -إذا لم أكن مخطئًا- حتى يوجد جهة أممية أو جهة عالمية تدخلت في الموضوع فحجزوا الجزء الذي لم يتلوث وأصبحت حتى الآن الجبول هي عبارة عن قسمين: المملحة ثلث وأنا لست متأكدًا من المساحات، ولكن بحسب ما يروى ثلث لا يزال نقيًا وحافظوا عليه وثلثين تخرب، وتركوا الصرف الصحي وأصبح عبارة عن نهايات صرف صحي، يعني أنت تتخيل عندما تكون في منشأة حكومية في ريف يعني في مدرسة في جامعة في كلية في غيره المفروض هذا أن ينمي الريف وينمي المنطقة وكانت هي حقيقة وبالًا على الناس يعني تخيل أنت ممكن أن تأتي دورية شرطة عسكرية من الكلية الجوية من المطار وتأخذ شخصًا وتحقق معه وتقتله وتوقفه يومين وثلاثة، هذا حكى كلمة على السيد الرئيس أو حكى كلمة على فلان أو حكى كلمة عن الفساد ولكن أنت لماذا موجود هنا؟! وأنت كلية جوية وليس لك علاقة ويوجد ناحية ويوجد أمن ولا يوجد زاوية إلا ويوجد فيها وإذا لم يوجد فيها عنصر أمن يوجد فيها مخبر يعني عندنا نشروا شبكة واسعة جدًا يعني استخدم ضعاف النفوس وأعطوهم بعض المزايا في كل قرية وكانوا معروفين وحتى الناس لو أنت لم تكن تشعر بهم، ولكنهم معروفون فلان وفلان، هذا تابع للأمن السياسي وهذا تابع للأمن الجوي ومع ذلك كانت المنطقة لديها بعبعًا آخر وهو الكلية الجوية ولديها مركز إرهاب آخر إرهاب الناس وهي الكلية الجوية.

يعني عمليًا مؤخرًا أصبحت المحطة الحرارية أيضًا في وقت متأخر على الطريق أيضًا وأيضًا وفرت القليل من فرص العمل لبعض أبناء المنطقة ولكن بنسبة قليلة جدًا لا تقارن مع العاملين الذين جاؤوا من الساحل وطرطوس واللاذقية وأنا لا أتحدث بصيغة طائفية أبدًا وهم أهلنا أكيد ولا يوجد مجال ولكنني أتحدث عن سياسة التوظيف يعني أنت في منشأة أصبحت في هذه المنطقة وهذه المنطقة فقيرة والناس أحوج فيها لفرصة العمل ما هو المبرر حتى ترحل ناسًا من محافظة أخرى وتحضرهم وتسكنهم هنا وتترك هؤلاء الناس بدون عمل يعني أنا درّست سنتين في دير الزور فيما بعد بعد الدكتوراه فكانت تحصل هكذا نقاشات أن دير الزور التي فيها شركات نفط والتنقيب والغاز وغيره وشبابهم يعانون من عطالة وبطالة كبيرة جدًا وقوافل الموظفين تأتي من محافظات أخرى يعني نحن نتحدث عن سياسة هذه الدولة في التوظيف وليس الغرض أبدًا يعني ليست تسمية لا مدنية ولا مناطقية ولا طائفية على الإطلاق وأكيد أنا لا أقصد هذا الشيء، ولكن أقصد أنه قد استبشرنا الخير بالمحطة الحرارية فكانت الكارثة الثانية كارثة بيئية يعني كنا صباحًا أهلنا وناسنا يستيقظون ويرون أنه يوجد شيء أسود مثل الرماد الأسود الخفيف على سطوح المنازل وإذا كان يوجد غسيل منشور في الخارج يتسخ وأصبحت توجد تساؤلات: من أين؟ فأصبح الناس يشتكون من هذا الشيء فقالوا: إن هذا من المحطة الحرارية، ولكن كيف محطة حرارية وأساسًا هي هدية من اليابان والدولة لم تعمل فيها شيئًا ولماذا هذا الأمر ليس مدروسًا؟ ولماذا حتى تضعوها؟ يعني نفس خطأ مصفاة حمص مثلًا أو بانياس ولماذا حتى تضعها في الغرب؟ ولماذا لا تختار مكانًا؟ فأصبحت توجد أسئلة واستفسارات وبعض الناس من أبناء المنطقة الموظفون أصبحوا يقولون للناس: إن القصة هي بالأصل كتصميم فيها فلاتر وعالية بدرجة أنها لا تضر ولكن لجان الاستلام وبالتنفيذ وغيره اختصروا بعض الفلاتر وبعض القصص لغايات الفساد يعني لك أن تتخيل هذه العقلية التي لا ترى أبدًا أنه هنا يوجد 100 ألف نسمة يعيشون في هذه المنطقة وقد يتضررون بيئيًا والحقيقة انتشرت أمراض فيما بعد أنا لا يمكنني أن أثبت وأقول إنها مرتبطة بشكل مباشر ولكن أصبح يوجد... وهذا الشيء أصبح واضحًا يعني أنت عندما ترى آثارًا ملموسة وأيضًا هذه من المنشآت التي كان يجب أن يكون فيها خير للمنطقة فأصبحت وبالًا على المنطقة.

الخدمات عمومًا كانت أبدًا ليست في أولويات النظام في تلك المنطقة وحتى عندما كان يحصل تقديم خدمة مثل طريق أو تليفون (هاتف) أو غيره كانت تأتي بصيغة إما فساد ورشوة أو بصيغة تخدم تنافس أنه الحديديين لأن عندهم مسؤول فلان في الأمن أحضروا الطريق الفلاني وبني جميل لأن فلان يعرف أشخاصًا، يعني أنا شخصيًا في عام 2003 أعتقد قلت للدكتور محمد الحسين في مكتبه حين كان عضو قيادة قطرية وكان نائب رئيس وزراء قلت له وذكرته بكلامه الذي قاله عندما جاء إلينا إلى القرية وقلت له: هذا الطريق هو أمانة في رقبتك، وبالفعل تواصل مع حلب وتم تعبيد الطريق بهذه الطريقة بتوصية من عضو قيادة قطرية ووزير ونائب وزير كان آنذاك ولولا هذه المصادفة من الصعب أن تحصل على 5 كيلو متر من الزفت وبالمقابل هذه الأشياء يمكن أن تقدم لشخص واحد في منطقة أخرى وممكن أنت أن تعبد طريق أخ اللواء في ريف معين ببساطة تكلف الدولة تلك الحسبة.

هذا الأمر كان محبطًا لأبناء المنطقة يعني مسألة أن تربط الخدمات بالولاء والاستكانة وهو حقك يعني هذا حقك الطبيعي وأنت ماذا تعطيني؟ وأنا أصدر أطنانًا من القطن الرائع والقطن ذو الجودة العالية للمؤسسة العامة للحلج وتسويق الأقطان وأنا أصدر حبوب محاصيل استراتيجية هائلة جدًا من هذه الزاوية التي أنت تظلمها بالخدمات وتظلمها بكل شيء وهي عمليًا سلة غذاء يعني ترفد سلة غذاء الدولة وترفد سلة غذاء حلب ناهيك عن الأغنام وتربية الأغنام والأجبان والحليب وكل المنتجات الغذائية الطبيعية النقية ولم يكن يوجد في الحقيقة أي نوع من أنواع العدالة في هذا التعامل.

حتى مؤخرًا أصبح يوجد مصرف زراعي في دير حافر بعد أن أحدثوا المنطقة أصبحت دير حافر منطقة واستقلت عن الباب إداريًا وأصبح يوجد فيها ثلاثة نواح التي هي ناحية كويرس وناحية رسم الحرمل الإمام وناحية المركز في دير حافر، بحكم التنظيم الإداري للمنطقة يجب أن يكون فيها مصرف ويكون فيها مديريات على مستوى معين.

المصرف الزراعي أيضًا أدخلوا فيه مسألة بالتعيينات وبالتشكيل يعني من هو المدير؟ من أي عشيرة يجب أن يكون؟ من أي جهة؟ وكيف يتم منح القروض والمساعدات وتوزيع السماد؟ فأنت مرتبط بلقمة عيشك بهذا النظام المحبط أنه دائمًا أنت بالثقافة العامة يجب أن تعرف أشخاصًا في الحزب والأمن والمصرف وغيره حتى تمشي أمورك، وأما بشكل طبيعي هذا الأمر تنساه. وأصبح من ثقافة الناس وثقافة الناس هي ثقافة الواسطة وثقافة المعرفة وثقافة الرشوة يعني لا أريد أن أتكلم بأشياء لست متأكدًا منها من حيث التاريخ ولكنني أعرف أنه كان كل شخص أو كل جهة لها شخص مفتاح، يعني المصرف الزراعي يذهب فلان ويذهب ويحل أي قضية فيه والناحية يذهب فلان والمحكمة يذهب فلان وهذه حياة متعبة أنه أنت تعيش فيها وهذا طبيعي قد أثر لاحقًا أثر على تنامي الوعي لدى الناس، وهنا انتشر التعليم ليس بفعل تشجيع الدولة على الإطلاق وإنما بفعل التنافس العشائري والعائلي بين الناس أننا أصبحنا نسمع نحن لماذا مثلًا أولاد فلان في الجامعة ويدرسون ولماذا أنتم أيضًا أولاد لا تصبحون [في الجامعة؟] فبعض الناس كانوا مدفوعين بهذه الطريقة وهو شيء جيد وأيًا كان الدافع دع الناس تتعلم يعني يوجد الكثير من العائلات والعشائر دفعوا أبناءهم للتعليم بهذا الدافع ومع ذلك هو دافع جيد ودافع التنافس على الشيء الإيجابي هو شيء جيد ودع الناس تتعلم مهما كان الدافع ومهما كان التصور.

بعض الأشخاص الذين أحوالهم المادية مقبولة قليلًا بدؤوا يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج إلى بعض الدول وطبعًا الخيار دائمًا خيار اجتماعي ويجب أن أدرس ابني الطب، طب الأسنان، الصيدلة، هذه تدر الكثير من الأموال وتحقق وجودًا اجتماعيًا أكثر.

بالعموم أنا بعد أن دخلت الجامعة أدركت بدقة أنه كيف أن الدولة لم تكن تهتم بشيء اسمه علوم إنسانية وعلوم اجتماعية على الإطلاق ولم تكن تشجع على هذا الأمر أبدًا يعني لدرجة أن الناس لم تكن تؤمن بهذه الاختصاصات يعني أنا أذكر كان في فترة الدراسات العليا في فترة عندما شخص ينجح ابنه في البكالوريا ويريد أن يسجل جامعة وبحكم أنك موجود في الجامعة فلا بد أن يستشيرك ويأخذ رأيك وتأتي وتقول له مثلًا: أدبي ومجموعه ليس عاليًا سجله تاريخ فيقول: ماذا تاريخ؟ وسوف يصبح ابني أستاذ تاريخ! ولكن تربية وعلم نفس ويقول: هل تريد أن تهبل لي الولد؟ ولكن هذه علوم إنسانية راقية جدًا، ولكن لا يوجد مجال وأنت لا يمكن أن تلوم هذا الحجي (الحاج) لأنه غير متعلم، توجد ثقافة حول هذه التخصصات وحول هذه الفروع، يعني ثقافة خاطئة ويوجد حجب للثقافة الحقيقية عن العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، وحتى الاقتصاد كانوا أول ما دخلنا كانوا يخوفونك أن الاقتصاد أنت ماذا سوف تدرس [في] الاقتصاد؟! هل ستصبح محاسبًا؟! والاقتصاد أوسع وهو علم الحياة وهو أساس وكانت هكذا النظرة أن الناس بدأت تتوجه للتعليم بدوافع مختلفة دون تشجيع الدولة على ذلك ولا يوجد طبعًا والأمر لا يحتاج إلى دليل عندما [يكون] بلد لديك فيه 25 أو 22 مليون نسمة ويوجد أربع جامعات فهذا بحد ذاته... فخارطة التعليم دائمًا خارطة سياسية في كل دول العالم خارطة تنمية أنت عندما توزع الجامعات والكليات هذا قرار سياسي في النهاية فعمليًا القرار السياسي مأخوذ أنه لا يجب أن يكون هناك جامعات ولا توزع لخارطة التعليم في هذه المنطقة.

أنا دخلت إلى الجامعة وشعرت باغتراب شديد وأنت أمام خيار وكان قد سبقني أخي بسنتين وباعتبار أنه يدرس اللغة العربية لم يكن الدوام بالنسبة له مهمًا ويوجد ابن عمي كان أعتقد حينها سنة أخيرة أو تخرج أيضًا لغة عربية لا يحتاج إلى دوام وأنا كلية الاقتصاد تحتاج إلى دوام، وأنا كنمط شخصية كان عندي نزوع لأن أخرج من القرية وأنا أريد أن أدخل إلى الحياة إلى الجامعة إلى المدينة وأبحث عن نفسي هناك وأبحث عن نفسي في منطقة أخرى فالعقبة كانت أن والدي لم يكن يستطيع أن يؤمن لي أن استأجر منزلًا في حلب وكان هذا الأمر صعبًا والحل أن تسكن في المدينة الجامعية والمدينة الجامعية لم تكن متاحة لكل الناس ونظريًا أن تذهب وتقدم طلبًا ولكن عمليًا ليس بالضرورة أن تحصل عليه ويمكن أن يتقدم 25 ألف طالب أو 30 ألف طالب، فجامعة حلب لا أعرف في أيامها كان عدد طلابها حوالي 65 ألف طالب في تلك الأيام ولا يوجد إمكانية إلا أن تحتاج إلى واسطة ودعم فكان الفصل الأول كله بالنسبة لي عبارة عن محاولات تأمين سكن ولا يمكنك الدوام ووساطات وشخص يرسلنا إلى شخص حتى وصلنا إلى يوجد [شخص] قريب إلي يعمل ومن أحد السائقين عند المحافظ عن طريق أخيه وجيه العشيرة وإلى ما هنالك قال: يوجد شخص من مكتب المحافظ من "نبل" وأصل ويمكن أن يساعدنا في الحصول على سكن وعمي تواصل معهم وذهبنا وقال: بعدها سنأخذ له هدية وطبيعي وهذا تقريبًا ليس جدًا مستنكرًا عندنا في الريف ومعروف على الأقل عرفانًا بالجميل وهو حقك وفعلًا ذهبنا إلى هذا الشخص فأعطاني ورقة مع عمي وقال: اذهب إلى فرع الحزب في الجامعة ويوجد شخص اسمه محمد قصاب عضو قيادة فرع من بلده من نبل فتعطيه هذه الورقة وهو يؤمن لك السكن. وبالنسبة لي أنا شخص قادم من الريف والقرية وأن تصل إلى الفرع وتدخل إلى الفرع كان هذا بحد ذاته تحد وتذهب وتسأل أمام الباب واليوم لم يستطع أن يقابلك الرفيق وبعد يومين أو ثلاثة استطعت الدخول إلى الفرع، [وكنت] أشعثًا أغبرًا هيئة القرية كلها علي، ولا أنسى هذه اللحظة إطلاقًا لأنه نظر إلي في الحقيقة بازدراء شديد ونظر لي بطريقة لم أفهمها في حينها بشكل جيد ولكن كان ينظر إلي من قدمي إلى رأسي وقال لي: ماذا تريد من الدوام في الجامعة علمًا أنه لاحقًا أصبحنا أصدقاء وأصحابًا وحتى الآن هو معي على حسابات "السوشيال ميديا" رغم أنه في ضفة وأنا في ضفة، فقلت له: أنا أريد أن أكمل الجامعة وإذا لم أسكن في المدينة الجامعية لا يمكنني أن أكمل الدراسة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/02

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/185-03/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-دير حافرمحافظة حلب-كويرس شرقي

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

الكلية الجوية

الكلية الجوية

الشهادات المرتبطة