الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل أحداث جسر الشغور

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:16:14

مجزرة جسر الشغور أنا لم أكن في المجزرة، ولكن أبناء الجسر الذين كان التواصل بيننا وبينهم، تحدثوا لنا أنه حدث احتكاك، وهي كانت تخرج مدينة جسر الشغور؛ تخرج بأعداد كبيرة، وحصل احتكاك للمتظاهرين مع مفرزة الأمن الموجودة في الجسر، واقتحم المتظاهرون المفرزة، وأحد الأشخاص من عناصر النظام قُتل من كثرة ما ضربه المتظاهرون، لأن هذا الشخص يبدو أنه ارتكب فظائع بحق الناس، وثانيًا مدينة جسر الشغور لها خصوصية معينة في أحداث الثمانينات، الجسر دفعت ثمنًا باهظًا، وارتُكبت فيها مجزرة فظيعة في الثمانينات، لذلك عالق في ذهنية الناس أن لهم ثأر حقيقي مع النظام، وبالتالي النظام أراد في نفس الوقت أن يعيد الكرة مرة أخرى ويربي أهل جسر الشغور بشكل مباشر، وأطلق النار على المظاهرة وأسقط قتلى وجرحى كثيرين، وهذا ما أدى إلى ردة الفعل واقتحم المتظاهرون النقاط والمفارز والمخافر التابعة للجيش، وحصل ما عُرف بـ "مجزرة الأمن"، وقُتل 4 أو 5 عناصر من الأمن العسكري، أعتقد فقط (هذا الرقم) وكان هناك أسر لآخرين هربوا فيما بعد، [وما يقوله النظام] لا أعتقد أنَّه صحيح، وفي المفرزة كان هناك 40 أو 50 عنصرًا، والذي قُتل منهم لا يزيد عن 10 أشخاص، وهذا حسب رواية أهل الجسر، وهذه أول مرة يُقتل وأعقبها في 10 حزيران/ يونيو حين أرادوا اقتحام جسر الشغور بالكامل، حصلت مقتلة بقوات النظام.

صار هناك قتل، وهي ردة فعل وحالة انتقامية، وهذه المفرزة لها تاريخ أسود في جسر الشغور، والناس لها ثار كبير، وكان قبل ذلك عملية قتل متظاهرين، والناس هناك حالة فورة شعبية كبيرة بعد إطلاق الرصاص، والناس يعرفون من هو غريمهم. 

سمعت بذلك، ولكن لم يهدموا المفرزة فوق العناصر، ولكن استخدموا الجرافات لإزالة الحواجز قبل الوصول إلى المفرزة، لأن قوات النظام -وخاصة الأفرع الأمنية- الشوارع التي تتواجد فيها تكون مغلقةً بالكامل ومحصنةً بشكل لا يمكن الدخول إليها إلا مشاة، وعندما أرادوا الوصول إلى هذه المفارز، استخدموا الجرافات لفتح الطرقات والوصول إليها، وتم حرق المفرزة، ولا أعتقد أنها هُدمت. 

بعد ما حصل، النظام صعّد لأبعد الحدود، وبدأ يهدد ويتوعد، ويعرف الناس ماذا يعني أن النظام يهدد ويتوعد في تلك الفترة، فتواصل أهالي جسر الشغور مع كل أهالي المنطقة أننا على وشك أن يُرتكب بنا مجزرة يمكن أن تكون الأفظع، وهذا الأمر تأكدت منه الناس من خلال إطلاق النار على المتظاهرين في المعرة والمسطومة والمجازر التي تحدث في دوما، وحمص وإلى ما هنالك… فهذا الكلام أدى إلى مواجهة الناس للنظام لأن الناس بات عندها قناعة مطلقة أنَّ النظام إذا وصل إلى جسر الشغور سيرتكب مجزرة بالمعنى الحرفي للكلمة. كان هناك تواصل مع المناطق بشكل كامل أنَّ العملية لا تحتمل أن نحمل أغصان زيتون وننتظر النظام ليقتلنا، والمفروض بمن يمتلك سلاح وقادر على المقاومة أن يقاتل، وخاصةً أنَّنا نواجه قوات الأمن التي تحمل السلاح الفردي، وبالتالي يوجد إمكانية، خاصة أن القتال كان كمائن لم يكن قتال مباشر، وكان هناك شيء يغذي هذه الفكرة وهو أن النظام عندما يصل سيقتل لأنه قتل وشاهدناه، وبالتالي يجب ان ننتهي من حالة "الصدور العارية" لان هذا الموضوع سيقتلنا.

وهذا الأمر دفع النظام لإرسال رتلين خرج أحدهما من إدلب المدينة باتجاه الغرب من سهل الغاب باتجاه الجسر، والرتل الآخر من أريحا عبر أورم الجوز باتجاه الجسر، والذي حصل أن شباب جبل الزاوية من يملك منهم السلاح توجهوا إلى أورم الجوز، قالوا أن النظام سيمر من هذا الاتجاه، وكان الهدف منع وإعاقة قوات النظام من الوصول إلى جسر الشغور، ولم يكن هناك وارد أن ندخل في اشتباك.

 بعض العوائل الذين عاشوا تجارب سابقة مع النظام، نزحوا باتجاه أقرباءهم في القرى والمناطق المجاورة، ولكن بعد هذه العملية حدثت حالة نزوح كاملة، تقريبًا فرغت جسر الشغور حين استطاع النظام احتضان المشهد والسيطرة على الوضع، وفي أورم الجوز خرج بين 20 أو 25 شابًّا مسلحين كان معهم 14 بارودة كلاشنكوف، والباقي بومبكشين (أسلحة صيد) ونصبوا كمين، والاتفاق كان أنَّهم سيناورون، وكلما حاولوا أن يتقدموا نمنعهم أن يتقدموا متجاوزين أورم الجوز باتجاه جسر الشغور، ولكن للأسف بسبب عنجهية النظام وتجبره، خاصة عنصر الأمن [لسان حالهم يقول:] من يستطيع أن يرفع رأسه؟ وعنصر الأمن يبيد الشعب ولا أحد يرفع رأسه. وحين وصلوا إلى منطقة الكمين كان هناك حالة لا مبالاة، نزل العناصر وحاولوا التقدم باتجاه الشباب العاملين بالكمين، وبدأوا بإطلاق النار، وحين رأوا أنَّهم في ساحة معركة، حصل إطلاق رصاص على تلك الحافلات، التي كان فيها عناصر أمن، وكانت 6 حافلات كبيرة، 5 أو 6 سيارات أخرى، ولم يكن هناك دبابات في تلك الفترة.

 وحين بدأت المعركة كان عناصر النظام في الوسط، وإطلاق النار من الأطراف، وهذا السبب الذي مكَّن أن تحصل فيهم مقتلة كبيرة، ولولا خروج طائرة هيلكوبتر (طائرة مروحية) من معسكر المسطومة، وعليها رشاشات أبعدت الناس عن مكان الكمين أعتقد أنه لن يستطيع أن يخرج منهم أي عنصر حي، لأن الاشتباك كان قريبًا، الكمين لا يزيد عن 50 مترًا وهذه المسافة كانت ضمن المدى المجدي لأسلحة البومبكشن (بندقية صيد) وهذا ما جعل مقتلة كبيرة في قوات النظام، وهم تفاجئوا! لم يكونوا ليتخيلوا ان هناك في كل سورية من يتجرأ ويرفع رأسه في وجه قوات النظام فما بالك أن يطلق النار عليه، بالتالي وقعوا في هذا الكمين بتلك الطريقة نتيجة العنجهية والتجبر، وبعد هذا الاشتباك تجرأت الناس الذين لديهم سلاح أصبحوا يحملونه، واستشهد 3 أشخاص من الثوار؛ مصعب الشيخ وداوود الشيخ ومحمد الشيخ، اثنان من قرية السرجة وواحد من قرية الرامي، وعناصر النظام أعتقد القتلى أكثر من 150 عنصرًا تقريبًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/06

الموضوع الرئیس

أحداث جسر الشغور

كود الشهادة

SMI/OH/40-05/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

6/2011

updatedAt

2024/07/16

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة جسر الشغور

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور

مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور

الشهادات المرتبطة