كان شهر تموز/ يوليو مختلفًا، أو قبل شهر تموز/ يوليو أريد أن أذكر نقطة مهمة جدًا، في شهر حزيران/ يونيو كان يوجد اقتحام لقوات النظام لمنطقة جسر الشغور وبلدة الزيارة في سهل الغاب، نحن نعتبر منطقة واحدة بحكم تماس الأراضي والمعارف والعادات والتقاليد التي تجعلنا قريبين من بعضنا كجيران وأبناء ثورة وهذا أهم من كل ما ذكرت. 

وفي يوم من أيام شهر حزيران/ يونيو وأعتقد وربما في 10 أو 12 حزيران/ يونيو حصل شيء اسمه اشتباكات في جسر الشغور (أحداث جسر الشغور بدأت في 4 حزيران/ يونيو 2011 - المحرر)، قبلها بأيام قبل هذا التاريخ وكما نعرف أن النظام حاول أن يرد على المتظاهرين بالقتل، ومن قبلها حاول أن يفرض هيمنته في جسر الشغور، ولكن الجيش الحر الذي تشكل آنذاك والثوار اشتبكوا مع الأمن العسكري، وسقط قتلى من الأمن العسكري والنظام رد بطريقة وحشية جدًا، مباشرة أحضر الشبيحة والأمن حتى يحاول أن يدخل إلى مدينة جسر الشغور، فحدثت هنا معركة والمعركة يتذكرها كل أبناء المنطقة، وأعتقد هي كانت المعركة الأولى كما أعتقد بالشكل الفعلي، شارك فيها أبناء جبل الزاوية وأبناء سهل الغاب وأبناء جبل شحشبو وجسر الشغور وأبناء الجبل الوسطاني وأبناء محمبل، كل الدائرة المحيطة بالمكان الذي يسمونه المنطار ما قبل مدينة جسر الشغور أو مدخل مدينة جسر الشغور من الجهة الجنوبية الشرقية، طريق أريحا، وهنا حصلت المعركة، كان الثوار كانوا في تلك الأيام سلاحهم هو سلاح فقير وبسيط جدًا، وقد يكون أقوى سلاح كان هو الكلاشنكوف والأغلب يحمل سلاح صيد، ويوجد أشخاص قلة يملكون القناصة البولونية القديمة، ويومها عندما حدثت المعركة حصلت فزعة فأُبيد الرتل في يومها بشكل فعلي، كانت مجزرة بقوات الأسد، والشيء المفرح جدًا وحتى في يومها كان أول طائرة مروحية تكون في سماء المنطقة، وكان يضرب من الطائرة المروحية عنصر بالرشاش، وطبعًا هذه التفاصيل أذكرها أنا وهي مذكورة من شخص وشخصين وثلاثة وأربعة وأنا ابن المنطقة، هذا الشخص الذي كان يضرب بالرشاش تمكن شخص من الثوار -وأعتقد هو من قرية تل واسط في سهل الغاب الشمالي- من قنص هذا العنصر، ورماه من الطائرة تمامًا رماه من الطائرة وسقط من الطائرة على الأرض وقتله، الذي كان يحاول أن يقتل الثوار، وهي لا تعتبر كجريمة قتل هي عبارة عن دفاع عن النفس، فأنت اليوم جئت حتى تقتلني وتقتحم المنطقة وتستبيح مدينة جسر الشغور فمن الطبيعي جدًا أن أجابهك بهذا الأمر، أنت اليوم جئت بطائرة مروحية حتى تقتلني، فانتهت الحملة بالفشل وبعدها بأيام دخل رتل عسكري من بلدة جورين باتجاه مدينة جسر الشغور وكان يوجد فيه آليات عسكرية وعربات بي أم بي ودبابات وأسلحة خفيفة ومتوسطة وعناصر وشبيحة وضباط، فوصلوا إلى مدينة جسر الشغور واقتحموا سهل الغاب الشمالي المتمثل ببلدة الزيارة وقرية تل واسط وقرية القرقور والمشيك، يومها الحقيقة كان شيء اسمه يوم رعب بصراحة وأعتقد كان ذلك اليوم هو يوم جمعة، كان يومًا مخيفًا على حياة الناس، واليوم يوجد قوات معروفة ماهي، فالأمن استباح كل شيء، فما بالك بجيشه، ونحن لدينا تجربة سابقة بهذا الموضوع، ووصل إلى هذه المنطقة واستباحها، وبعدها ربما بأيام أو أسابيع، طبعًا هنا الحراك الثوري لا يزال موجودًا مظاهرات مسائية ومظاهرات في الجمعة، كتجمعات كانت تتجمع في مدينة قلعة المضيق وكانت تعتبر أكبر تجمع سكاني في القرى الموجودة في منطقة سهل الغاب أو قرية شهرناز في جبل شحشبو كمظاهرات مسائية.