الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التجمع حول مستشفى الحوراني في حماة لحماية مصابي الرستن

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:57:04

قبل "جمعة أطفال الحرية" سنذكر حدثاً خلال الأسبوع، ربما حدث في وقتها هجوم على الرستن، وأحضروا جرحى ومصابين من مدينة الرستن ليتعالجوا في مستشفى الحوراني بمدينة حماة، طبعاً، من أشخاص كانوا على تواصل مع الرستن، نسيت اليوم بالتحديد، قبل المظاهرة المسائية التي تخرج بعد صلاة العشاء، أتانا خبر بأنَّ هناك جرحى في مستشفى الحوراني وبحاجة لحماية؛ لأنَّ الأمن علم بهم، وسيأتي ليعتقلهم، وبحاجة لحماية يعني بحاجة لمجموعة من الناس تلتف حول المستشفى لمنع رجال الأمن من اقتحام المستشفى ريثما يعالجون الجرحى، ويخرجونهم إلى أماكن أخرى سرية للاستطباب وليكملوا العلاج. فقالوا في وقتها أنهم بحاجة إلى 200 شاب تقريباً حول المستشفى للحماية، هذا الشيء حصل قبل عدة مرات في حمص وعدة مناطق، كان الأهالي والناس يتجمهرون حول المستشفى فيستطيعون أن يمنعوا الأمن من اقتحام المستشفى واعتقال الناس، فأتى [وقت المظاهرة] المسائية، وفي المسائية، كانت عدة نقاط تخرج، وتتجمع في ساحة العاصي، كان منها نقطة تجمع أشخاصاً كثيرين من منطقة الجراجمة وباب قبلي والشيخ عنبر والجلاء وتلك المناطق، كانوا يخرجون من جامع السرجاوي النواة الأولى للمظاهرة، وتتوجه إلى دوار المحطة، يتجمعون هناك، وينتظرون باقي الأحياء حتى تتجمع، وينزلون من نزلة الجزدان شارع 8 آذار إلى شارع المرابط فساحة العاصي، وهذا خط سير المظاهرة المسائية من جهة السوق، من جهة الحاضر، تخرج من الحميدية وتلك المناطق وشارع سعيد العاص، وتنزل إلى ساحة العاصي، وهنا بلغنا شاب اسمه** أيمن لبنية**، هو معتقل من 2011 تقريباً، هذا الشاب كان يهتف، ويخرج على رأس المظاهرة، ويهتف، وهو شاب من الشباب الثوار والمتظاهرين الأوائل في مدينة حماة -فك الله أسره- وليست أخباره معروفة نهائياً، وأخبرناه أننا بحاجة لشباب حول مستشفى الحوراني، ولن ننزل اليوم إلى ساحة العاصي، ولنتوجه إلى مستشفى الحوراني، ونتجمع حوله من أجل أن نحمي المستشفى والجرحى الموجودين داخله. قال لنا: نعم. ولكن بعد ذلك لا أعرف ما الذي استجد، برأيي أنهم كانوا سينزلون إلى ساحة العاصي كالعادة دون أي انقطاع، وكانت هناك ضرورة ومناشدة من الناس خوفاً على الجرحى الذين في داخل المستشفى، وهنا كان تدخلنا لأول مرة في مسيرة مظاهرة ضخمة جداً، كانت الأعداد حوالي 7000 أو 8000، كيف نستطيع أن نوجههم باتجاه مستشفى الحوراني ونحن أعدادنا قليلة، كنا 4أو 5 شباب في هذه الجهة، وتقدمت المظاهرة على غير ما اتُفق عليه، وستمشي باتجاه ساحة العاصي، فنحن نأتي أولاً بينما كانت تنزل، الطريق قصير نوعاً ما من المحطة، و المفروض أن تتوجه باتجاه شارع الجلاء، وتنزل إلى مستشفى الحوراني، فتوجهت باتجاه نزلة الجزدان وباتجاه ساحة العاصي، وقفنا بأجسادنا، ونقول للمتظاهرين: إلى مستشفى الحوراني. لم نستطع فهناك جموع متدفقة، و[بالنسبة] لكيفية تقدم المظاهرة فلا يوجد تنظيم، حتى الذي يكون على رأس المظاهرة عملياً لا يكون على رأسها في البداية هو يكون في المنتصف من أجل أن يصل صوته من البداية لنهاية الجموع التي تتدفق، ولكن حسب العادة تمشي في الطرقات المعروفة، ولم نعد نستطع...، فنزلوا، وتوجهوا، وصرنا المداخل التي تؤدي إلى ساحة العاصي...، اتفقنا أن يمشي مع المظاهرة وأمامها ما نسميه عادة فوج الكشافة الذين هم سائقو الدراجات النارية "الموتورات"، يمشون من الأمام؛ لأنَّ حركتهم كانت أسرع، بحيث إذا كان هناك أمن سيواجهنا أو يرجعون ليخبروا الناس مباشرة لتحتمي، أو تغير طريقها، أو تتخذ احتياطاتها اللازمة. ونحن اتفقنا مع هؤلاء أن يمشوا بدراجاتهم عند مداخل ساحة العاصي، أن يتوقفوا، ويغلقونها بالدراجات لتتوجه المظاهرة باتجاه مستشفى الحوراني، نجحت إلى حد ما عند نهاية شارع 8 آذار وهي عبارة عن تقاطع طرق، ما حصل هنا، هو إما أنهم سيتوجهون باتجاه الشرق من شارع المرابط إلى ساحة العاصي أو باتجاه الغرب الجنوبي تقريباً إلى منطقة الكراجات ومستشفى الحوراني، وهنا انقسمت المظاهرة: قسم ذهب باتجاه ساحة العاصي، وقسم ذهب باتجاه مستشفى الحوراني، وذهبنا إلى مستشفى الحوراني، وتجمعنا التجمعات الأولى، ووصل الخبر بعد ذلك إلى ساحة العاصي للمجموعة التي تنزل من الحاضر وغيرها، وتتجمع عند ساحة العاصي، وقفوا في ساحة العاصي، هتفوا نوعاً ما قرابة 10دقائق أو ربع ساعة، وذهبوا باتجاه مستشفى الحوراني، وبحسب الذين في المستشفى، وكانوا متفاجئين؛ لأنهم طلبوا 200 شاب ليحموا المظاهرة [المشفى]، كان عندهم حوالي 20 ألف إنسان حول المستشفى، والمستشفى أمامه ساحة كبيرة والشارع عريض جداً وهناك دوار اسمه "الوطن العربي" أو هناك مجسم لخريطة الوطن العربي (دوار الكرة الأرضية)، له عدة تسميات عند الكراجات، كان ممتلئاً بالكامل نساء ورجالاً من كل الأصناف لحماية المصابين الذين جاؤوا من مدينة الرستن، كان المظهر من مظاهر التضامن بين المحافظات، وهو جميل جداً، وكانت الهتافات لمدينة الرستن وحمص وكل المناطق السورية، و[وبالنسبة] للأغاني غنينا معاً أغنية: "سوف نبقى هنا كي يزول الألم. بكل ما كانت تعني هذه الأغنية من واقع، فنحن سنبقى هنا ليزول الألم عن هؤلاء المصابين، وكانت لحظات عاطفية كبيرة جداً، والكثير من الناس صاروا يبكون، وكان مظهراً جميلاً ومسائية وسهرة جميلة، بعض المطاعم أو الجهات [ أحضروا طعامًا] للناس الذين جلسوا فترة طويلة من بعد صلاة العشاء -في ذلك الوقت لا أعرف متى تنتهي صلاة العشاء- إلى الساعة 3 ليلاً ، بعض المطاعم والجهات أحضروا "سندويش" للناس و"كولا" لدعم وجود الناس واعتصامها هنا من أجل الانتهاء من معالجة الجرحى، وأول مرة يظهر على مسرح الأحداث بشكل واضح للناس الذين حوله عبد الرحمن فرهود المعروف برحماني الذي سيصبح مشهور لاحقاً تحت اسم القاشوش نتيجة استشهاد إبراهيم القاشوش، وأخطأ الناس بين القاشوش الذي استشهد وهو أحد الشباب الذين كانوا بين المجموعة وبين عبد الرحمن فرهود صاحب الأغاني المعروفة، مثل: "يلا أرحل يا بشار" و"سورية بدها حرية". وكان في تلك الفترة البعض يتلثمون وهكذا، وكانت قد اشتهرت أغنية جميلة في حمص، وكان كل المتظاهرين يرددونها في أغلب المحافظات السورية والتي هي: "يا وطنا ويا غالي سورية بدا حرية وردوا عليا". الأغنية معروفة، وكان هذا الشاب رحماني قد حفظها كلها ولديه صوت وكاريزما (شخصية تجذب الآخرين) معينة ووقع وجميل، فكنا متجمعين، ونهتف هتافات شتى وجالسين على الأرض على الأرصفة والطريق معبد فقال أحد أصدقائه: يا رحماني، تعال تعال. وهو ملثم، فقال له: "يخرب بيتك فضحتني وأنا متلثم كي لا أحد يعرفني أنت تصيح اسمي". صرنا نضحك، ووقف، وغنى، وهنا عرفته، والكثير من الناس عرفوه، والصوت انطبع في الذاكرة، وبعد ذلك لاحقاً شكل بأغانيه أحد أيقونات ساحة العاصي الجميلة التي إلى الآن نرددها، وفي الساعة 2:30-3 تقريباً، خرج كادر مستشفى الحوراني، وأخبر المتظاهرين وهناك باب آخر للمستشفى، أخرجوا الجرحى عبره بشكل سري، ووزعوه على بيوت سرية؛ كي لا يعرف الأمن أين هم، ليتابعوا علاجهم بعد أن خضعوا لعمليات، وتم إسعافهم، أخبروهم بأنه لم يبق أي مصاب من مدينة الرستن والأمور جيدة بإمكانكم الذهاب إلى بيوتكم. وفعلاً، انفض الجمع وبوجود هذا العدد لا يمكن للأمن أن يقتحم، ويدخل، وكانت مطوقة بالكامل، وقلت لك: كانوا بحدود 20 ألف إنسان تقريباً وفي الساحة رجال ونساء نزلوا إلى هناك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/02

الموضوع الرئیس

محافظة حماة

كود الشهادة

SMI/OH/35-13/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار 2011

updatedAt

2024/06/18

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماةمحافظة حماة-ساحة العاصي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة