الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مدينة الحسكة والتنوع السكاني فيها والحالة السياسية قبل الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:46:05

أنا زكريا زكريا، أنا صحفي من الحسكة أعطي شهادتي لمشروع الذاكرة السورية.

أنا من مواليد 1985 درست أساسًا أدبًا انكليزيًّا في جامعة الفرات في دير الزور وبعدها درست ماجستير (دراسات عليا) في الصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر وتخرجت العام الماضي وأخذت الماستر (أول مراحل الدراسات العليا) ولكن قبل [ذلك] كنت أعمل في عدة وسائل إعلام أجنبية كصحفي ومترجم بدوام كامل في "واشنطن بوست" (صحيفة) لمدة تقريبًا 3 سنوات ونصف أو أكثر، وقبلها اشتغلت في مؤسسة صحف أمريكية اسمها "مكلاتشي" واشتغلت صحفيًّا مستقلًّا مع عدة وسائل إعلام غربية والعربية بدرجة أقل ولكن أكثر شيء مع وسائل الإعلام الغربية والناطقة بالإنجليزية بشكل خاص، وحاليًّا أنا مدير الإعلام في مركز حرمون للدراسات المعاصرة وتقريبًا منذ 3 شهور بدأت عملي مع المركز في إسطنبول.

طبعًا الحسكة هي إحدى محافظات سورية وهي الـثالثة بالمساحة والـسادسة بعدد السكان والمساحة.

الحسكة مطلة على ومجاورة لدولتين: العراق وتركيا، والحسكة ما يميزها أن سكانها يوجد فيها خليط وفيها تنوع وغنًى ثقافي وفيها عرب وأكراد وسريان وآشوريون وأرمن وشيشان وفيها مسلمون ومسيحيون، وسكان الحسكة قبل الثورة وصلوا تقريبًا إلى مليون ونصف على ما أذكر والغالبية منهم عرب، والأكراد يتوزعون أو يتركزون في شمال محافظة الحسكة تقريبًا مع شريط إلى حد ما موازٍ للحدود التركية يبدأ من شرق رأس العين بـ 15 أو 20 كم ويمتد على طول الحدود إلى المثلث السوري العراقي التركي عند نهر دجلة، وهذا العمق وعلى طول هذا الخط بعمق 15 أو 20 كم يوجد تداخل أكيد؛ قرى عربية كردية ولكن هذا هو التركز للوجود الكردي في شمال المحافظة.

الريف الشرقي والغربي والجنوبي في الحسكة هو عربي صرف وكما ذكرنا أن الخليط أو المزيج هو يتركز شمال مدينة الحسكة باتجاه شمال المحافظة.

مدينة الحسكة هي إلى حد ما انعكاس لهذا التنوع، ومدينة الحسكة هي مدينة حديثة النشأة نسبيًّا يعني هي في آخر العهد العثماني كان فيها ثكنة عثمانية صغيرة، وكانت للناس المارين من نصيبين وماردين باتجاه الفرات ودير الزور وما إلى ذلك يمرون فيها، ولكن في أواخر العهد العثماني بدأ فيها استقرار من بعض شيوخ العشائر العربية مثل: الجبور والبكارة وبنوا بيوتًا في مركز المدينة والمهاجرون السريان من تركيا أو من شمال الجزيرة العليا بدأوا بالاستقرار في مدينة الحسكة، وبعدها بعد ترسيم الحدود ونشوء دولة سورية أصبح هناك موجات هجرة أكبر لسورية ومحافظة الحسكة وقسم منهم استقر في مدينة الحسكة.

مدينة الحسكة مع الانتداب الفرنسي أصبحت هي مركزًا لمحافظة (منطقة) الجزيرة فيما بعد وأُريد آنذاك أن تكون الحسكة نظيرة لماردين، والقامشلي تكون نظيرة لنصيبين، كحواضر بديلة لحواضر السريان ومن ثم الأكراد القادمين من تركيا، وبنفس الوقت الحسكة شهدت انتقال عدد كبير من أبناء ريف المحافظة من الأرياف إلى المدينة وخاصة من عشيرتي الجبور والبكارة، وقسم أيضًا من امتداد أبناء الحسكة هو في ريف دير الزور، يعني أنا عائلتي تقريبًا منذ أكثر من 70 سنة جاؤوا من ريف دير الزور إلى ريف الحسكة إلى منطقة الشدادي، وقسم كبير من أبناء الحسكة أصولهم من دير الزور، وبالاستقرار بالمدينة مع تطور الخدمات والتعليم والتجارة أصبح هناك هجرة من الريف إلى المدينة.

من أول الأحياء التي نشأت في الحسكة الجديدة هو حي غويران الذي أنتمي إليه، وحي غويران هو قريب جدًّا من مركز المدينة، يعني هو السرايا أو مبنى المحافظة ويفصله عن امتداد حي غويران منطقة الجسرين فقط، النهر والجسر يعني عدة مئات من الأمتار، والحي أساسًا أول من بدأ يسكن فيه هم أبناء دير الزور المجاورة للحسكة الذين انتقلوا إلى الحسكة سواء كانوا كموظفين إداريين في فترة الانتداب الفرنسي أو الذين كانوا يعملون في التجارة والصناعة، وكان يوجد بعض العوائل المسيحية التي بقيت موجودة في الحي تقريبًا حتى الثمانينات، ولكن انتقلوا للسكن إلى أماكن أخرى -ويوجد عدة عوائل كردية- ولكن الحي بنسبة أكثر من 99% منه من العرب من أبناء العشائر العربية الذين استقروا بالإضافة إلى أبناء دير الزور الذين هم عرب أساسًا الذين استقروا في مدينة الحسكة.

حي غويران هو المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة من مدخل المدينة إلى تقريبًا مركز المدينة هذا كله يُعتبر امتدادًا لحي غويران والطريق العام الذي نحن نسميه طريق دير الزور سابقًا نسميه الطريق العام، يفصل الحي إلى قسمين شرقي وغربي ويوجد تنوع كبير في غويران، يعني غويران مدينة لوحدها يعني سكانه تقريبًا 40 ألفًا قبل الثورة أو 30 ألفًا، فيوجد فيه تنوع ويوجد فيه تدرج إلى حد ما يعني الأماكن التي كانت أقرب إلى الطريق العام كانت مستوى الخدمات فيها أفضل وشوارعها أكثر تنظيمًا لأنهم الناس الأقدم في مركز المدينة وكان لديهم حتى المستوى التعليمي أعلى، يعني الوضع الاقتصادي يُعتبر أفضل من الحارات الطرفية التي نشأت فيما بعد وهي كانت أساسًا أراضي زراعية، ولكن مع نمو السكان توسع الحي باتجاه المناطق التي كانت زراعية، فهذه المناطق كانت أقل حظُّا من الخدمات وعمومًا الحسكة كمحافظة كلها مهمشة ومدينة الحسكة كانت أيضًا مهمشة رغم غناها بالموارد؛ النفط والزراعة وغويران إلى حد ما انعكاس لهذا الأمر.

الحسكة كما ذكرت مسبقًا هي مدينة حديثة النشأة يعني لا يوجد فيها هذا الإرث المديني الذي يُعتمد عليه، يعني أبناء الحسكة عرب وأكراد ومسيحيون هم لا يوجد أحد منهم قبل مئة سنة كان جده يعيش في الحسكة، وهم هذا الخليط الغني والمتنوع الذي جاء حتى يعيش في المدينة، فكل شخص منهم إلى حد ما أحضر ثقافته المحلية وأحضروها إلى مدينة الحسكة، والحسكة فيها الأحياء التي يتركز فيها الأكراد الذين هم في مناطق شمال الحسكة والتي هي امتداد لريف الحسكة الشمالي الذي يتركز فيه الأكراد أساسًا، والتي هي أحياء الصالحية والمفتي وتل حجر والكلاسة، والأحياء الشرقية والغربية والجنوبية التي هي الأحياء العربية مثل العزيزية وغويران والليلية والنشوة، هي أحياء تقريبًا عربية صرفة والتي هي انعكاس لأرياف المحافظة وإلى حد ما تقريبًا مثلًا في الريف مثل النشوة والنشوة الغربية هي امتداد للريف الغربي تقريبًا الذي سكانه أكثرهم من عشيرة البكارة الذي امتدادهم في قرى تل تمر وجبل عبد العزيز وريف الحسكة الغربي، حي غويران سكانه خليط وأعتقد القسم الأكبر منهم من عشيرة الجبور التي امتدادها من تل براك إلى ريف الحسكة الجنوبي ويوجد البعض من أبناء البكارة الذين كانوا يسكنون في الريف الجنوبي والغربي يعني إلى حد ما كل شخص يسكن في امتداده.

إلى حد ما هذا الكلام صحيح يعني في الحسكة لا يوجد شخص هو ابن الحسكة وفقط، كل الناس أصولهم ريفية وهذا الأمر يعود للعرب والأكراد والمسيحيين وهم جاؤوا من الأرياف إلى المدينة وبعدها الحسكة بدأت تتشكل، يعني أذكر حتى الثمانينات كان معظم الناس يذهبون في العيد إلى قراهم ويقضون العيد في قراهم، ولكن بعدها كبر الناس ودفنوا موتاهم في المدينة فأصبحت إلى حد ما وطنًا ومستقرًّا لهم فأصبحت تتشكل فيها روح مدنية.

الحسكة مثلها مثل كل سورية كان فيها هذه السلطة الأمنية المطلقة وتدخل سلطة النظام الأمنية بكل مظاهر الحياة، ولكن كان يوجد أشياء مميزة في الحسكة أن رغم غناها جدًّا بالموارد كانت جدًّا مهمشة في موضوع الخدمات والوظائف الجيدة التي كانت في المنطقة مثل وظائف النفط، كانت إلى حد ما محتكرة ليس من أبناء المحافظة وإنما للناس المحسوبين على النظام من المناطق الغربية في سورية، ولم يكن هناك مجال للعمل السياسي في الحسكة وهي أساسًا محافظة طرفية من المحافظات الهوامش، والحراك الوحيد الذي كان النظام إلى حد ما يغض النظر عنه هو الحركة السياسية الكردية التي كانت إلى حد ما مزدهرة لأن النظام كان يرى أن الأكراد لا يشكلون تهديدًا للنظام، بالإضافة لاستخدامهم في اللعبة الإقليمية مع العراق وتركيا، ولكن أبناء الحسكة العرب لم يكن لديهم هذا الأمر أبدًا وكان المجال السياسي الوحيد لهم الذي يمكن أن تعمل فيه هو "حزب البعث" الفرقة الحزبية الموجودة في الحارة أو القرية ولم يكن يوجد هذا المجال العام.

كان يوجد تجارب مريرة لأبناء الحسكة في أول الثمانينات أو من أواخر السبعينات عندما كانت تهمة "البعث اليمين" اُعتقل مئات من أبناء الحسكة ومعظمهم من عشيرة واحدة ونحن نسميهم ولد الشيخ الأشراف واعتقل منهم المئات من الناس نتيجة اتهام النظام لهم بأنهم بعثيون يمينيون موالون للعراق (البعث العراقي-المحرر)، وهذا الأمر بعدها أصبح تهمة لكل العرب في الحسكة أنه أي شخص من عرب الحسكة لا يسير على هوى النظام تصبح تهمته جاهزة أنه بعثي يميني أو صدّامي [نسبة إلى صدام حسين - المحرر] باختصار وهذا الأمر كان دائمًا يخيف الناس، والمنطقة لا يوجد فيها مستوى تعليم أبدًا ويوجد فيها تهميش جدًّا، يعني منطقة ريف الحسكة الجنوبي الريف العربي من مدينة الحسكة حتى حدود دير الزور إلى ناحية مركدة تقريبًا وطول هذه المنطقة تقريبًا 110 كيلو متر هذه المنطقة حتى 2004 أعتقد لم يكن يوجد فيها إلا ثانوية واحدة في الشدادي وهي "ثانوية التحرير"، فتصور هذه المنطقة طولها 100 كيلو متر لا يوجد فيها إلا ثانوية واحدة.

كان جزءًا من سياسة النظام في هذه المنطقة أن العرب يجب أن يبقوا جاهلين ولا يجب أن يكون لهم أي نوع من أنواع الدعم، رغم أن المحافظة محكومة باسم "البعث" ولكن هذا الأمر من فوق الطاولة ومن تحتها، يعني المناطق العربية [مثلًا] الشدادي قبل الثورة لم يكن فيها مستشفًى والشدادي هي مدينة فيها حقول نفط وحقول غاز ولم يكن يوجد فيها مستشفًى وفيها ثانوية واحدة، ومركدة فيما بعد حتى أصبح يوجد فيها ثانوية في العريشة، وهي مراكز نواحي فكان يوجد هذا التهميش في سياسة النظام العام، تهميش باتجاه الحسكة.

عمومًا أبناء العشائر العربية هم غير متدينين تاريخيًّا يعني هم لديهم سرديات عامة من الدين، ولكن هذا التدين الطقوسي هو شيء جديد على أبناء هذه المنطقة، يعني نحن دائمًا نقول أن أول جيل بدأ يصلي هو جيل آبائنا والناس السابقون لم يكن لديهم هذا الالتزام لأنهم لا يعرفون وليس لأنهم كانوا متنورين أو ليبراليين ولكن لأنهم لا يعرفون، وكان هناك جهل واضح ومنتشر كثيرًا في منطقتنا، فلم يكن الناس لديهم هذا الالتزام، وبعدها من منتصف القرن الماضي وبعد[ذلك] بدأ يدخل تيار التدين مع انتشار التعليم ومع أبناء الداخل القادمين من المدن الذين سكنوا في المنطقة، ويوجد نوع من أنواع التدين وبدأت تكبر هذه الظاهرة، ولكن في الحسكة بلغت ذروتها مع طريقة صوفية منسوبة لعائلة كردية جاءت من تركيا في الأربعينات أو الخمسينات، وهي عائلة الخزنوي وعائلة الخزنوي هي طريقة صوفية مثلها مثل باقي الطرق الصوفية وفروع من النقشبندية، وهم أكراد ولكن ادعوا النسب الشريف النسب الحسيني ولكنهم بنفس الوقت كانوا أشرافًا وأكرادًا وكان الأمر ناجحًا معهم، فعلى مدى عشرات السنوات أصبح لهم آلاف المريدين من أبناء المنطقة.

هم أساسًا -الصوفيون بالمصطلح المعاصر أو الراجح- هم ليسوا متشددين، ولكن بالنسبة للناس آنذاك أصبحوا يُعتبرون متشددين، لأنهم أصبحوا يدعون مثلًا أن الأعراس لا يجب أن تكون مختلطة، وهذا الأمر كان جدًّا غريبًا على بيئتنا لأن أعراسنا مختلطة والناس يجلسون مع بعضهم، ولكنهم إذا أرادوا أن يستهزئوا بأحد يسمونه الصوفي، ولماذا هذا جاء حتى يغيرنا، ولكن هذا التيار الخزنوي الشيء الذي أعطاه هذا المد هو موالاته للسلطة أيًّا كانت السلطة، فكونهم لم يكن لديهم مشكلات مع النظام أخذوا ضوءًا أخضر بالنسق الديني الذي يعطونه للناس، وطالما أنت لا تقترب من السلطة ولا تشكل أي تهديد فأنت لديك هذا المجال فالنظام أعطاهم هذه الفرصة.

إذا تكلمنا عن موضوع العراق أتصور أنه لم يكن له علاقة بالسلفية، والأمر كان هو هذه الحمية العربية، الغيرة العربية، أنه لماذا حتى يأتوا ويحتلون العراق؟ والعراق له مكانة خاصة في وجدان الناس عندنا ونحن نعتبر أنفسنا امتدادًا للعراق ثقافيًّا وسكانيًّا، والعراق أقرب لنا من مركز دمشق وحلب ونحن هكذا نرى كأبناء منطقة، وأنا أتذكر عندما بدأت حرب العراق حرب احتلال العراق في 2003 من غويران ذهب عشرات الشباب ومن الحسكة أعتقد ذهب المئات، والناس الذين ذهبوا أكثرهم ليسوا ملتزمين ولا سلفيين وكان قسم كبير منهم من شجعان الحارات بالمفهوم الشامي، الذي نحن نسميهم أهل المراجل، الذين لديهم قيم المرجلة والرجولة والشجاعة والغيرة والقيم الإيجابية بمجتمعنا، هؤلاء هم الذين ذهبوا وقسم كبير منهم استُشهد أو في الفترة التي تلت الاجتياح ذهبوا، ولكن حركة انتشار الفكر السلفي هي بعد أن أصبح يوجد حركة تدين عام لدى الناس في المنطقة، بعد الثمانينات يوجد أشخاص يريدون معارضة النظام أساسًا -بعض المثقفين آنذاك- وهم من المحافظين ورأوا أن الصوفية أو الخزنوية لم تكن تريد معارضة النظام، فذهب باتجاه السلفية، وفي التسعينات الأمر ازداد أكثر ولكن بقي انتشاره محدودًا، وبعد عام 2000 أصبح يوجد انتشار واضح وخاصة بين الشباب، الشباب الجامعي الذين كانوا يتبادلون مع بعضهم السيديات (الأقراص الليزرية لحفظ الملفات) والكتب والذي أتذكره أن قسمًا كبيرًا من هؤلاء الشباب الذين أصبحوا سلفيين هم أساسا كانوا صوفيين وخزنويين بالذات، ولكن لأنه لم يعد يجد في الخزنوية المنهج الذي يكون له موقف من النظام وهذا الأمر كان جدًّا واضحًا قبل الثورة فأصبحوا سلفيين.

موضوع التشيّع، إيران كانت ناشطة في المنطقة مثل كل مناطق سورية ولكن كان دورها جدًّا محدود وإيران أرادت أن تدخل على عشيرة البكارة مثلًا لأن نسبهم من الأشراف وهذا كان أحد مداخلها عليهم وفي دير الزور كانوا فاعلين أكثر.

يوجد عوائل من الجبور والجحيش والبكارة ولكنهم لا يتجاوزون 50 عائلة ولا أعتقد أكثر من 100 عائلة من محافظة سكانها مليون ونصف ويشكل العرب منهم مليون أو أكثر فكان التأثير محدودًا.

في 2004 الأحداث كانت جزءًا من السياق، يعني بعد 2003 تأتي أمريكا وتحتل بلدًا عربيًّا وليس أي بلد عربي وهذه العراق التي نحن نرى أنفسنا ننتمي إليها أكثر من سورية، وتُسقط نظام حكم صدام حسين الذي له شعبية كبيرة لدى أبناء الجزيرة السورية والحسكة منها، فكان يوجد هذه حالة الاحتقان العربي العام والحسكة كجزء من هذا الأمر، وآنذاك كان يوجد دعوات أن أمريكا ربما تأتي وتحتل سورية، وكان يوجد هذا المناخ السلبي تجاه أمريكا، والأكراد أو الحركة السياسية الكردية كان هذا الأمر يوافق هواها والأمر وصل في أحداث 2004 بمباراة كرة قدم بين نادي الجهاد وبين نادي الفتوة وهي الحادثة المعروفة ووصلت إلى الحسكة. 

الحسكة مدينة لم يكن يوجد فيها نظام ولا جيش والحسكة لا يوجد فيها أي قطعة للجيش، وأذكر أن الناس خافت على نفسها يعني أحد شيوخ العشائر العربية كان منزله بجانب المحافظة بجانب بناء السرايا، والناس لا تعرف ماذا تفعل، والأكراد يبدو أنهم يريدون قيام دولة كما انتشرت القصة في ذلك الوقت، وهذا الرجل كان منزله بجانب المحافظة وهذا الشخص نادى على أهله وأقاربه وكان بجانب منزله يوجد رجال واقفون وأكثرهم بجانب المحافظة، والناس كان لديها ردة فعل ليس لأن الأمر ضد الأكراد بقدر ما هو كان حماية لنفسها، وكان جزءًا من هذا السياق أن أمريكا واحتلال العراق وصدام [حسين] ذهب (رحل) وهذا الأمر يجب أن يُفهم ضمن هذا السياق.

الناس في غويران في ذلك الوقت أنا أذكر شبابًا من غويران بالعشرات أو المئات منهم نزلوا إلى مركز المدينة وحموا مؤسسات الدولة، الناس لم يكونوا يدافعون عن النظام بقدر ما كانوا يحمون أنفسهم وهذا الأمر استمر بعدها في بداية الثورة، مناطق شمال الحسكة كان دائمًا فيها هذا الخوف والهاجس من الموضوع الكردي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/04

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالتركيبة الاجتماعية

كود الشهادة

SMI/OH/26-01/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-غويرانمحافظة الحسكة-محافظة الحسكةمحافظة الحسكة-مدينة الحسكة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العراقي

حزب البعث العراقي

معهد الدوحة للدراسات العليا

معهد الدوحة للدراسات العليا

الشهادات المرتبطة