الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتصام كلية الكهرباء في حلب واحتفالية الإفراج عن معتقلتين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:18:12

بتاريخ 30 نيسان/ أبريل [2012] تقريبًا كان يوجد مظاهرة في سيف الدولة، ومن المشاركات في المظاهرة المسائية طالبتان من الحرائر إحداهن من كلية الكهرباء والأخرى من كلية المعلوماتية أو العمارة، وبعد فض المظاهرة وكانت المظاهرة في الشارع الرئيسي في حي سيف الدولة فجاء الأمن وهرب الناس وتفرقت المظاهرة، وهاتان الطالبتان دخلتا إلى أحد المحلات التجارية وللأسف كان صاحب المحل أو جاره أحد الشبيحة، فجاءت الدورية وأبلغهم عن وجود البنات، والبنات بنفس الوقت كانتا تحملان أعلامًا وهواتف، يعني كانتا تقومان بالتصوير، فتم اعتقالهما وتفتيشهما فوجدوا علم الثورة وتم اعتقالهما وأخذهما إلى فرع الأنصاري (قسم شرطة الأنصاري)، وبعد اعتقالهما انتشر على جميع المجموعات وخصوصًا مجموعات الجامعة أنه تم اعتقال الطالبة الفلانية والطالبة الفلانية، وهنا للمرة الأولى يتم اعتقال حرائر، فكان يوجد غضب كبير من الطلاب وفي وقتها قام أحد الطلاب، وقال: أنا سوف أتدخل، يعني في ذلك الوقت إذا دفعت 5000 ليرة سورية للأفرع الأمنية يمكنك أن تفعل ما تريده فقال أحد الطلاب أنا لدي معارف في هذا الفرع، وسوف أتكلم معهم وأحاول إخراجهم وهذا الشخص هو أحد الثوار في كلية الكهرباء فتواصل مع الفرع وحاول التواصل مع رئيس الفرع مباشرة يعني عرض عليه المال مباشرة ولكن رئيس الفرع رفض ذلك وقال له بما أن الوقاحة وصلت معك أن تعرض المال علي بشكل علني فأنا سوف أكتب بهما ضبطًا، ومعروف أنه عندما يتم كتابة ضبط فسوف يكون هناك محكمة وسوف يطول الأمر، وإذا تم الضغط والإسراع فإن الأمر سوف يستمر أيامًا حتى يتم عرضهما على القاضي حتى يحكم بهما القاضي، فهذا الأمر زاد الطين بلة، فتم إعادة التعميم على المجموعات أنه سوف يحصل اعتصام وتجمع أمام مبنى الأنصاري وطبعًا كان الوقت متأخرًا الساعة 11:00 أو 12:00 ليلًا، فذهبنا إلى أمام الفرع وكان التجمع بالعشرات لأن الوقت متأخر والخبر لم يصل إلى عدد كبير من الطلاب والثائرين، فوصلنا إلى أمام فرع الأنصاري، وأنا لا زلت أذكر أن سائق التكسي عندما وصل رأى التجمع وقال: ما هي المشكلة فقلنا له: إنه تم اعتقال طالبات والطالبات من خارج حلب إحداهن من حماة والأخرى من ريف دمشق، وليس لهما أحد في حلب حتى يتابع وضعهما، وأنا لا زلت أذكر نخوته فأوقف السيارة على اليمين ونزل، وقال يا حيف على الرجال إذا اعتُقِلت نساؤنا ونحن نبقى ساكتين يعني هذا الشخص شجع الطلاب أكثر.

أصبح يوجد تجمع وهنا فرع الأنصاري (قسم شرطة الأنصاري) كان يرى ويشاهد هذا التجمع ويحاول الحراس حثنا على المغادرة بالحسنى، ولكن الطلاب كانوا يرفضون، حتى تخرج الطالبات، وهنا طلب الفرع مؤازرة وبنفس الوقت كان الفرع يستعد في حرم الفرع، كان يجهز دورية للهجوم على الطلاب، وبعد قليل تم الهجوم على الطلاب وفي وقتها اعتدوا علينا وهرب من هرب وتم اعتقال تسعة أو عشرة طلاب في تلك الليلة وهنا ازداد الاحتقان بشكل كبير لدى الطلاب.

بعد أن عدنا إلى منازلنا تم التنسيق، وتلك الليلة كانت ليلة عصيبة بسبب اعتقال الطالبات ونومهن في السجن بالإضافة إلى اعتقال الطلاب، فتم التنسيق مع كلية العمارة والكهرباء وأغلب الكليات؛ كلية المدني (الهندسة المدنية) والآداب، وكان التنسيق قويًا وأنه سوف يحصل حراك قوي في اليوم الثاني في الجامعة وفي اليوم الثاني يجب على كل الطلاب التواجد في الجامعة، ونحن في البداية جهزنا عدة أشخاص كوفد وذهبنا إلى عميد الكلية وأنا من بين الوفد، وتكلمنا معه من أجل الطالبات، وفي النهاية هن طالبات وليس لهن أحد ونحن نعتبرهن أخواتنا أو بناتنا، يعني يجب علينا التحرك حتى يخرجوا، وأنا لا زلت أذكر كلام أحد الشباب الذي كان موجودًا معنا وكان اسمه يوسف، وفي وقتها هدد نائب العميد وقال له معك نصف ساعة وإذا لم تخرج الطالبات فسوف أحرق الكلية وهنا حاول العميد تهدئته، ولكن هنا قالوا للعميد إما أن يخرجوا الطالبات أو أنتم من سوف يتحمل ما سوف يحصل.

نحن نعرف وبناء على التواصل الذي حصل أنه كُتِب فيهما ضبط، ومن الصعب أن يتم إخراجهما، يعني [كأنهم يقولون] افعلوا ما تريدون، وهنا اجتمع الطلاب وتم التنسيق لاعتصام مفتوح داخل الكلية وتم التوافق على موعد محدد تقريبًا، كان الساعة 11:00 وفي هذا الوقت يدخل ويخرج الطلاب من المحاضرة وفي ذلك اليوم لم يصل لجميع الطلاب خبر اعتقال الطالبات وبنفس الوقت شباب التنسيقية ذهبوا إلى السوق واشتروا الجنازير والأقفال يعني كان يوجد تحضير لاعتصام قوي وكان يمكن أن يحصل فيه كل شيء وكانت الجنازير لإقفال باب الكلية من الداخل، وفي الساعة المحددة انقسمنا إلى مجموعتين: مجموعة سوف تقف عند الباب لإغلاق الباب ومجموعة تعتصم داخل الكلية على الأدراج، وبعد أن بدأ الاعتصام وتم إقفال باب الكلية، وهنا تم توزيع مفاتيح الأقفال على الطلاب حتى لا يتم فتح الباب، وبدأ الاعتصام وكان الاعتصام بالمئات وكان الطلاب يسألون: ماذا يحصل؟ فنقول: تم اعتقال طالبات، فيجلس معنا في الاعتصام وبنفس الوقت كان يوجد حراك في كلية العمارة، وهنا الأفرع الأمنية والشبيحة بدأوا بالتوافد إلى الكليات يعني نحن بالنسبة لكلية الكهرباء بدأوا بالتوافد [إلينا] وأيضًا بدأوا بالتوافد إلى الكليات الأخرى وهنا جاء العميد (عميد الكلية) وحاول التدخل فتم طرده من الاعتصام، وقلنا له نحن تواصلنا معك صباحًا ولم تتم الاستجابة، وهنا حاولت العصابات الأمنية الاقتحام ولم تستطيع يعني كان يوجد حماية بعد الباب بالإضافة إلى إقفال الأبواب بالجنازير، وأثناء محاولة الاقتحام تحول الاعتصام إلى مظاهرة كبيرة واستمرت المظاهرة إلى وقت طويل، وتشتت الشبيحة والأمن وحصل حراك بنفس الوقت في كلية الهندسة المدنية على ما أعتقد وكلية الطالبة [المعتقلة] الثانية، وكانت الأخبار ومقاطع الفيديو تنتشر بأنه يوجد حراك قوي ومفتوح يعني كانت الخطة أن يكون الاعتصام مفتوح حتى يتم الإفراج عن الطالبات، وبقينا لوقت طويل وهنا حاولت العصابات الأمنية الدخول ولم تستطع، وهددونا بإطلاق الرصاص، ولكن لم يأبه الطلاب، وكان القرار واضحًا أنه إذا أردتم فض الاعتصام فإنه لن يحصل ذلك إلا بالقوة أو يتم إخراج الطالبات، وبعدها بوقت قصير تدخل أحد رؤساء الأقسام في كليتنا وتحدث معنا، وطبعًا هذا بعد طرد عميد الكلية وعدم الاستماع له وأيضا حاول بعض الشبيحة فتح الباب، ولكن الباب كان مقفلًا، يعني العميد طلب من الآذن (المستخدم) فتح الباب فقال له: إن الباب مقفل بجنازير وأقفال والمفاتيح لدى الطلاب، وبعدها تدخل أحد رؤساء الأقسام وكانت علاقته جيدة مع الطلاب وخلفيته ليست خلفية تشبيحية، فقال إن هذا الموضوع يهمنا جميعًا والموضوع مرفوض واعتقال الطالبات هو أمر مرفوض بالنسبة لنا كأبناء جامعة، فقال: أنا سوف أتدخل بالموضوع ولكن نريد أن نخفف الاحتقان وأتمنى أن يتم فض الاعتصام وتبقوا داخل الكلية وإذا لم تتم الاستجابة فنحن نؤيدكم بالاعتصام ونكون نحن معكم في الاعتصام والمطالبة فيهم وطلب في وقتها وفدًا من الطلاب للذهاب معه إلى مكتبه وسماع ما يحدث من مكالمات، وهو في وقتها تكلم مع رؤساء الأفرع الأمنية ووعدوه أنه خلال ساعة سوف يتم إغلاق الضبط ويتم إخراج الطالبات، وهنا استجاب الطلاب للدكتور لأن علاقتهم كانت جيدة مع الدكتور ولكن أعطوه مهلة أنه خلال ساعة إذا لم تتم الاستجابة فإن جميع الطلاب موجودون ولن نفض الاعتصام، وسوف نعتصم ونزيد الزخم، ونحن طبعًا لم نفتح الأبواب، ورفضنا فتح الأبواب إلا إذا خرجت العصابات الأمنية والشبيحة، أن تخرج خارج حرم الكلية، يعني كانت العصابات موجودة على الباب، وحاولت أن تدخل بكل قوتها، وحاولت كسر الباب ولكن الباب كان من حديد ومقفل بجنازير كبيرة، ونحن رفضنا إلا أن يتم إخراجهم خارج حرم الكلية، وفي البداية رفضت العصابات الأمنية والشبيحة ونحن رفضنا كذلك، ولكن تقريبًا تم التوافق مع رئيس القسم على فض الاعتصام ولكن يبقى التجمع ضمن الكلية تحسبًا لأن لا تتم الاستجابة، فعادوا وتكلموا مع الأفرع الأمنية من أجل سحب شبيحتهم وعناصرهم خارج الكلية، ولن يتم فتح باب الكلية إلا بإخراجهم ، وبالفعل تم إخراجهم ويعتبر ذلك اليوم من الانتصارات الكبيرة للثوار وأحرار الكلية بإخراج العصابات الأمنية، وفي وقتها بقي فقط باص حفظ النظام داخل حرم الكلية وباقي العصابات الأمنية والشبيحة تم إخراجهم خارج حرم الجامعة وخارج الجامعة، وهنا فتحنا الأبواب وبدأنا ننتظر، وبعد تقريبًا نصف ساعة جاءنا اتصال من إحدى الطالبات أنه نحن أصبحنا في منازلنا، وهنا احتفل الطلاب والطالبات بالانتصار على العصابات الأمنية، وهنا توجه نحونا عناصر حفظ النظام وكانوا يعتقدون أنها مظاهرة، فوجدوا أن البنات يزغردن والطلاب كانوا يحتفلون وفي وقتها كان احتفالًا كبيرًا وانتصارًا على العصابات الأمنية في ذلك اليوم وهو من الأيام التي لا تنسى ومسجل في تاريخ كلية الكهرباء.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/31

الموضوع الرئیس

الحراك في جامعة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/132-10/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان/ أبريل 2012

updatedAt

2024/07/16

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-الأنصاريمحافظة حلب-سيف الدولةمحافظة حلب-جامعة حلبمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

الشهادات المرتبطة