إغاثة النازحين واعتصام جامعة حلب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:31:14:01
مع حالة النزوح الكبيرة التي جاءت إلى مدينة حلب وخصوصًا من محافظة حماة وارتفاع أسعار الإيجارات والتي هي كانت حالة طبيعية تحدث دائمًا [فقد] حصل نفس الأمر أثناء نزوح العراقيين إلى سورية، ولاحقًا مع حملات التهجير إلى الشمال السوري في مدن مثل سرمدا والدانا والباب واعزاز أيضًا حدثت، ولكن كانت هي المرة الأولى التي تحدث خلال الثورة في الشمال وهذا الشيء جعل حالة من أهالي المناطق الوافدة إلى حلب نزوحًا وخصوصًا من حماة، أصبح لديهم ردة فعل بأنه يتم استغلالهم في هذه المدينة ولكن هذه لم تكن هي الصورة الوحيدة، كانت المدينة التي يوجد فيها أصحاب منازل يرفعون الإيجارات ويستثمرون هذا الوضع وكان أيضًا موجودًا فيها عدد كبير من التجار حتى من أصحاب التنسيقيات أو من شباب التنسيقيات يصلون ليلهم مع نهارهم لتغطية الحاجة المتفاقمة، وفي تلك الفترة كان العمل الثوري هو عمل واحد ولم يكن يوجد نوع تخصيص كما وُجد لاحقًا بأنه أنا مكتب إغاثي أو كذا أو إعلامي فقد كنت أنت ثائرًا فأنت تفعل كل شيء؛ يعني تخرج للتظاهر والتصوير وتساعد العوائل النازحة إلى آخره.
في رمضان كان الكثير من أهالي المدينة.. والمجتمع الحلبي هو مجتمع محافظ بطبيعته وكان للمشايخ دور وأثر كبير فيه وهم نفسهم المشايخ الذين بعضهم أو بعض مشاهيرهم في مدينة حلب استثمرهم النظام حتى يكونوا حلقة وسيطة بينهم وبين الناس؛ نفسهم كانوا يعملون في ملف الإغاثة فلم يكن ملف الإغاثة في مدينة حلب عام 2011 مقصورًا على الثوار وإنما على العكس وحتى أصبح أغلب أهالي أو عوائل المدينة الميسورين ماديًّا يشاركون في عمليات الإغاثة هذه وبدأ يخرج في حلب لأول مرة مفهوم السلة الإغاثية؛ يعني أصبح لديك أشخاص يقدمون المال ويشترون المواد الإغاثية ويتم جمعها في أكياس ويوزعوها على العوائل النازحة التي كانت تأتي إلى المدينة، وكان يوجد جمعيات مؤسسة ومرخصة من قبل الثورة بدأت تأخذ دورًا فعليًّا في إغاثة النازحين إلى المدينة وكانت فعلًا تتم عمليات الإغاثة هذه بعيدًا عن الانتماء أو التوجه سواء مع الثورة أو ضد الثورة، وتحديدًا بعد ضربة رمضان للتنسيقيات (اعتقال ناشطي التنسيقيات) الكثير من الشباب أخذوا خطوة إلى الوراء في حالة المظاهرات، وأصبح لديهم جهد أكبر تجاه ملف الإغاثة وخصوصًا أنه كانت الفروع الأمنية في المدينة تحاول ملاحقة النازحين الموجودين من خلال بعض الجمعيات أو من خلال بعض أعضاء هذه الجمعيات، فإذا هذه العائلة الفلانية مثلًا كانت عائلة ناشط معروف أو شخص مطلوب للأمن فكان دور التنسيقيات بتأمين إغاثتهم أكبر من دور غيرهم، لأنه كان يوجد خشية على أهلهم، فأصبحوا لا يتوجهون باتجاه الجمعيات الرسمية وإنما التنسيقيات نفسها التي كانت موجودة كانت تؤمن لهم المنزل والمصروف، وأصبح يوجد حالة من التنافسية على الملف الإغاثي بين شباب التنسيقيات الثورية في المدينة وبين التنسيقيات المرخصة رسميًّا والتي يوجد فيها -أنا هنا لا أقول أن التنسيقيات نفسها تابعة للأمن أو مشكّلة من قبل أفرع الأمن- ولكن كان يوجد فيها عناصر من هذه الأفرع الأمنية يقدمون معلومات يحتاجها الأمن عن المطلوبين.
حالة الإغاثة هذه استمرت في شهر رمضان وبعد شهر رمضان وكانت بدايتها وهي كانت حالة التخبط وفعلًا تم جمع أموال كبيرة في تلك الفترة من قبل الطلاب وأنا أكثر من مرة شاب صديقي يدرس معنا في كلية العمارة وهو من حلب ويأخذ مبلغًا من أهله ويُعتبر مبلغًا كبيرًا في تلك الفترة ويحضره لي لأجل عائلة أو حتى نشتري إغاثة، وبنفس الوقت أنا أذكر أحد العوائل كانت من حماة جاءت إلى المدينة عن طريق تواصل عن طريق بعض شباب حلب كان يوجد شخص في حلب الجديدة لديه منزله الخاص ملكه والذي يسكنه وكان يريد السفر فسلمنا مفتاح المنزل حتى تسكن فيه عائلة نازحة بما فيه وأقفل غرفة واحدة فقط وترك باقي المنزل حتى يجلس فيه النازحون مجانًا وهذه الحالة تكررت عده مرات وطبعًا هذه صورة إيجابية ويوجد أيضا صور سلبية كثيرة كانت موجودة.
في هذه الحالة من انشغال المدينة بشكل عام بالملف الإغاثي بدأ العام الدراسي الثاني في الثورة الذي هو عام 2011 - 2012 يعني في هذه الفترة أعتقد بدأ الفصل الدراسي في شهر أيلول/سبتمبر عام 2011، مع العلم أنني لم أكن أضع في بالي أنني سوف أكمل الدراسة أو سوف أدرس في هذه السنة لأنه سوف يسقط النظام وسوف أنتظر حتى يسقط، ولكن كانت الجامعة هي المكان الذي بدأ فيه الحراك الثوري بالنسبة لي وهي المكان الذي بنيت فيه العلاقات وأصبحت أداوم من أجل هذا الشيء ومن أجل التشبيك مع الشباب.
في بداية هذا العام الدراسي حصلت عدة مظاهرات في الجامعة ولكن كانت مظاهرات محلية بالنسبة للكليات أي الكلية الفلانية مثل الميكانيك أو العلوم تخرج في مظاهرة وتنتهي بسرعة وبهذه الطريقة.
الحدث المفصلي في حراك الجامعة في هذا العام في أواخر 2011-2012 هو أيضًا الحدث التأسيسي هو مظاهرة آخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 وهذه المظاهرة لأول مرة في ساحة الجامعة باتجاه نزلة أدونيس يعني خارج سور حرم الجامعة أو في أحد أهم ساحات مدينة حلب وعُقدها أيضًا وهي ساحة الجامعة، أنا لم أكن أعرف في ذلك الوقت أن هذه المظاهرة في مجموعة جامعة الثورة وهي التي نسقتها لاحقًا وعرفت أن هذه المظاهرة [هي] إعلان تأسيس تنسيقية جامعة الثورة، وبعد هذه المظاهرة التي حصلت في آخر تشرين الثاني/ نوفمبر تكررت هذه المظاهرة عدة مرات والتي هي مظاهرة يُحشد فيها الطلاب من عدة كليات يعني مجموعات وتنطلق من ساحة الجامعة وتتجه نحو نزلة أدونيس يعني حي المريديان أو باتجاه الجميلية، وتقريبًا قبل أن تصل السكة التي تفصل بين حي الجميلية والميرديان هنا تنتهي المظاهرة ويتفرقون بين السبيل باتجاه المحافظة مثلًا على يسار الطريق أو باتجاه المريديان والمارتيني على يمين الطريق، وخصوصًا أن هذا الشارع كان شارع يتواجد فيه الطلبة بكثرة على اعتبار أنه يوجد ساحة الجامعة تفصل بين حرمين: بين حرم الجامعة الأوسط وبين الحرم الشرقي للجامعة.
في فترة بدايات الحراك كان الحراك محليًّا أكثر وكانت بداية العام والناس يتعرفون على بعضهم ونحن حصل عندنا حدث في كلية العمارة وهو حدث مفصلي وهو الاعتصام، ومن بعده انضممت إلى التنسيقية.
والاعتصام حصل بتاريخ 14 كانون الثاني/ يناير 2012 [14 كانون الأول/ ديسمبر 2011 - المحرر] والقصة حصلت أنه كان يوجد شاب اسمه أنس سليمان وهو طالب من كلية العمارة وفي تلك الفترة في بداية العام الدراسي أصبح لديك حراك من قبل رئاسة الجامعة من قبل الفرقة الحزبية في الجامعة فرع الحزب الرئيسي في الجامعة، بدأت تنتشر في هذه الفترة سيارات حفظ النظام الموجودة، وبدأت في هذه الفترة أيضًا تنتشر حالة كتابة التقارير أو تفعيل دور الفرق الحزبية في الجامعة من بداية هذا العام وليس فقط الفرق الحزبية وإنما حتى دكاترة الجامعات المؤيدون فمثلًا نحن لدينا في كلية العمارة الدكتور عطا الله الشيخ هو أصله من نبل أو الزهراء كان مؤيدًا بشراسة للنظام.
هذا الطالب اُتهم أنه رفع علم الثورة على كلية العمارة وكُتب به تقرير، ليس اعتقاله هو الذي سبب الاعتصام، لأنه نحن في هذه الفترة من شهر أيلول/ سبتمبر حتى بداية عام 2012 كان حراك الجامعة كان يمكن أن يحصل رفع علم هنا أو مظاهرة طيارة هناك يعني بهذه الطريقة كانت الأمور منظمة محليًّا، ولم يكن قد قُطع حاجز أن يكون الحراك على مستوى الجامعة ككل، الطالب كان اسمه أنس سليمان اتُهم بتقرير كتب عنه، والذي سبب الاعتصام أنه اعتقل من كلية العمارة بنفس الطريقة التي اعتُقل فيها سابقًا قبل الثورة شاب صديقنا اسمه أكرم سعود وهو أيضًا طالب عمارة اعتُقل من داخل كلية العمارة، اعتُقل أنس سليمان بهذه الطريقة حيث كلمه الدكتور عطا الله وقال: إنه يريد أن يراه في مكتبه وذهب إلى مكتبه ووجد أمامه عناصر من أحد الفروع الأمنية -أعتقد فرع الأمن العسكري- واعتقلوه أخرجوه في وقتها من باب كلية الفنون؛ يعني نحن في كلية العمارة لدينا باب كلية العمارة الرئيسي ويوجد باب داخلي باتجاه كلية الفنون إلى باب الفنون الخارجي، وهنا نحن عرفنا وهذا الأمر حصل صباحًا.
هنا كنا نريد القيام باعتصام ولكن حصل تواصل مع عميدة الكلية في وقتها الدكتورة لميس حربلي وأكثر من شخص من دكاترة الكلية وقالت: سنتكلم معهم وسوف يُفرج عنه ونحن أجلنا الاعتصام وأيضًا ذهب وفد من طلاب الكلية إلى فرع حزب البعث في الجامعة وهو بالقرب من كلية الطب ذهب وفد حتى يقابل جمال نسلة الذي هو كان رئيس الفرع في ذلك الوقت حتى يخرج الطالب، وهددوه أنه حتى الساعة 1:00 ظهرا إذا لم يخرج فإن كلية العمارة سوف يخرج فيها اعتصام.
نحن أكثر دفعة في العمارة كانت تشارك عددًا كانت هي دفعتنا ولكن الدفعة الأكبر منا -أنا على اعتبار أنني رسبت سنة فإنني أنتمي إلى دفعتين- والدفعة الأكبر منا هي أيضًا مشاركة عدديًّا بشكل جيد والدفعة التي كانت سنة خامسة عام 2011 لم يعد أغلبهم موجودًا، ولكن الذين كانوا سنة رابعة وأصبحوا في السنة الخامسة في هذا العام في عام 2012 هم الذين قادوا هذا الحراك أو الذين أصبحوا في السنة الرابعة.
أنا لم أكن موجودًا في الوفد ونحن في ذلك الوقت طلاب دفعتنا لم يكونوا هم من يقود الحراك داخل الكلية أنا من دفعتي أكثر الأشخاص المعروفين هو أنا ومعي شابان آخران، والدفعة الأكبر منا هي التي كان منها الوفد الذين قابلوا الفرقة الحزبية، وأعتقد كان في الوفد عبد الفتاح الرومي وردوا عليهم أنه لن يخرج وهنا أخبرونا وهم لا يزالون في الفرقة الحزبية أخبروا شابًّا معنا أنه لن يخرجوا فلنبدأ بالاعتصام والذي نسق بشكل أساسي لأجل الاعتصام وكانت فكرته أن يكون الاعتصام صامتًا هو شاب اسمه رودي قرجوي وهو شاب كردي وهو حاليًّا متواجد في إسطنبول وأتذكر أنه كان يقف ونحن كنا نجلس على الدرج وهو كان يقف ويوجد شاب أراد الهتاف فقال له: يجب أن يبقى الاعتصام صامتًا، وأنا على هذا الأساس أتذكر أنه كان من الذين نسقوا فكرة أن يكون الاعتصام صامتًا.
الاعتصام كان أمام باب الكلية وأنت عندما تدخل إلى كلية العمارة يوجد أمامك ساحة رئيسية ومقابلها تمامًا يوجد بناء يقابل المدينة الجامعية ونحن في الشارع الذي يفصل بين الحرم الأوسط والحرم الغربي الذي هو حرم كليات العمارة والميكانيك، وكلية العمارة يمكنك الدخول إليها من هذا الشارع وهنا واجهتها الرئيسية ونحن على الدرج الرئيسي الذي تصعد منه إلى باب الكلية كنا نجلس على هذا الدرج اعتصامًا صامتًا.
والملاحظ هنا أن الذين شاركوا في هذا الاعتصام ليس فقط الطلاب الثوريون في الكلية وإنما شارك في هذا الاعتصام أيضًا طلاب كانوا معروفين بموقف "الله يطفئها بنوره أو ليس لنا علاقة" (رماديين)، وكان المُستفز بالنسبة لهم أن يُعتقل طالب من داخل الكلية وهذا كان جدًّا مستفزًّا بالنسبة لهم، وخصوصًا أنه سوف يكون اعتصام صامت ولا يُطلق فيه أي هتاف وترفع فيه لافتة واحدة وهي "الحرية للطالب أنس سليمان".
تقديري عدد الأشخاص الذين كانوا في الاعتصام أكثر من 150 شخصًا أو 100 شخص، ولكن الفكرة أنه عندما تفتح الفيديو ترى عددًا كبيرًا يجلسون على الدرج وحوله جميعهم واقفون وحتى في الاعتصام كان يوجد شاب جدًّا مشهور بكتابة التقارير كان يقف معنا، والفكرة كانت أنها موقف للكلية ككل أكثر من أن يكون موقفًا ثوريًّا؛ أنه لماذا يعتقل من داخل الكلية؟
نحن كنا نجلس في هذا الاعتصام ومرفوعة هذه اللافتة الوحيدة يحملها أحد الشباب خلفنا وأنا كنت في الصف الثالث وفي الصف الأول يوجد شباب أصدقائي، وأذكر منهم محمد باقر لأنه سوف تحصل معه قصة وفجأة اقتحمت الكلية من قبل الشبيحة وأشخاص يرتدون الثياب العسكرية لونها زيتي سادة -لا أعرف إذا كانوا من حفظ النظام في ذلك الوقت لأنه حفظ النظام لاحقًا أصبح لباسهم مختلفًا- ولكن هؤلاء اقتحموا علينا لم يكونوا يرتدون الخوذ ويحملون فقط الهروات في يدهم، ويوجد أشخاص معهم يرتدون الثياب المدنية ودخلوا علينا من الباب الرئيسي وتوجهوا نحونا.
وأحدهم كان يقترب منا وهو يمسك عصًا في يده ويلفها وسألنا: أنتم ماذا تريدون؟ أو لماذا تجلسون هنا؟ فمحمد باقر في الصف الأول وقف حتى يقول له: نحن هنا معتصمون وقبل أن يكمل كلمة معتصمين ضربه هذا الشخص على رأسه، وهنا توتر الأمر وهم بدأوا بالضرب ونحن بدأنا نهرب باتجاه الكلية خلفنا وكان باب الكلية من الزجاج ولكن المفتوح منه باب ضيق وعلى هذا الباب كان يوجد اكتظاظ شديد كعنق الزجاجة، كانت الناس تدخل منه فوق بعضها وأذكر أنا عندما دخلت من باب الكلية هاربًا إلى الداخل أذكر أنني دعست فوق شخصًا شعرت بجسم وأنا كنت أود أن أقف وأسحب هذا الشاب ولكنني لم أفعل هذا الشيء، وكل شيء فعلته أنني هربت ويوجد بنت وقعت وسحبتها من يدها وأكملت لم يواجه أحد.
دخلنا ساحة الكلية وبدأنا نتفرق وأنا بالنسبة لي صعدت إلى الطابق الأول إلى مرسمنا لأن الدفعة في الكلية مقسمة إلى مراسم وفي كل مرسم مقسمة بحسب الأبجدية ومرسمنا أغلبه حرف الألف وأنا دخلت إلى المرسم الأول في الطابق الأول تصعد الدرج باتجاه اليمين هذا المرسم، وعندما دخلت وجدت إسماعيل المحمود وهو شاب من طلاب دفعتي وعدة شباب آخرين وبنات، وعندما دخلنا وبدأنا نسمع أنهم يصعدون إلى الطوابق قمنا بإغلاق باب المرسم وقمنا بسند الباب بمقاعد المراسم حتى لا يدخل إلينا أحد وكُسر الزجاج الذي على المرسم بهذه المرحلة، ولكن هناك الكثير من الزجاج الذي حطموه هم، وهنا أصبح الأمن في الخارج أو الشبيحة الذين اقتحموا الكلية وبدأوا يدفعون الباب حتى يدخلوا إلينا ونحن من الداخل كنا نشتمهم وهم يشتموننا، ونحن نمسك بالمقاعد ولم يستطيعوا الدخول إلينا.
وأذكر أن إسماعيل كان يحمل عصًا خشبية كبيرة كانت موجودة خلف الباب وهو كان ينتظر حتى إذا تم فتح الباب يبدأ بالضرب.
حتى هذه اللحظة لم يتدخل أحد من أمن الجامعة أو الدكاترة ولاحقًا أنا عرفت أنه بعد أن دخلوا وانتشروا في الكلية وبدأوا يضربون كل شخص يرونه وقاموا بتكسير الزجاج؛ يعني قاموا بتدمير الكلية حرفيًّا وتسببوا بأضرار جدًّا كبيرة وكان يوجد طلاب موجودون بقوا موجودين في الساحة في البهو الداخلي لكلية العمارة المقابلة للباب تمامًا، وهؤلاء الطلاب بدأوا يهتفون ضد الشبيحة أمامهم بعد أن انتشر الشبيحة في الكلية بين المراسم بدأوا يهتفون ضدهم وأيضًا هذا له مقاطع فيديو، والقصد من الهتاف أن اخرجوا، لعند هذه اللحظة الدكاترة وغيرهم لا يوجد أحد.
لم تطل الاستجابة، نحن كلنا محظوظون في الكلية بالعميد والدكاترة الجيدين يعني المرسم الذي كنا معتصمين فيه ولم نخرج منه، جاءنا الدكتور صفوت إبراهيم باشا وهو من حلب وهو دكتور في مادة التصميم عندنا ووقف أمام الباب، وقال: اخرجوا، وقلنا له: نحن لن نخرج، وقال: اخرجوا بضمانتي، ففتحنا باب المرسم وخرجنا وهنا كانت العميدة لميس حربلي في البهو والدكاترة أيضًا في البهو وأجبروا الشبيحة على الخروج من باب الكلية والطلاب أصبحوا موجودين في البهو، والشبيحة أصبحوا موجودين على الباب الخارجي للكلية؛ يعني عند شارع الجامعة الذين اقتحموا الكلية وقفوا هناك، وهنا الدكاترة والعميدة لميس حربلي موجودين وهؤلاء بقوا عند الباب الخارجي.
في ساحة الكلية وقفت الدكتورة لميس ووقف معها الكثير من الدكاترة الموجودين وهم الذين طردوا الشبيحة خارج الكلية تحت تهديد أنه هذا حرم جامعي وأنتم غير مسموح لكم التواجد في هذا الحرم أو القيام بأي عمليات داخل هذا الحرم والطلاب استقووا بالعميدة وبالدكتور والطلاب وهنا بدأت الهتافات التي تكلمت عنها ونحن لم نخرج من المرسم حتى الدكتور إبراهيم صفوت باشا قال: اخرجوا على ضمانتي وهو جاء لوحده، بعدما طردوهم ونحن لم نخرج من المرسم في البداية لم نكن مطمئنين للخروج لأنني كنت أراقب من النافذة وكانت الشبيحة لا يزالون موجودين في الساحة الخارجية فلم نكن نريد فتح الباب وخصوصًا أنه أصبح بيننا وبينهم تبادل شتائم فأنا أحسب أن نشتبك فلم يكن عندنا حل كنا محصورين في هذا المرسم وكان يوجد معنا بنت كانت تبكي كثيرًا داخل المرسم
خرجنا من المرسم بعد حديث الدكتور معنا وعندما خرجنا رأينا الطلاب مجتمعين في البهو الداخلي والدكاترة موجودون ثم هتفوا ثم قالت العميدة: سوف نخرج المعتقل ومن غير المقبول أبدًا الاعتداء على أي طالب وموقفها لا يُنسى بصراحة
هنا مضى ساعة أو ساعتان ونحن موجودين في الداخل والشبيحة موجودون على الباب الخارجي والطلاب بدأت تريد الذهاب إلى منازلهم والكلية لها بابان الباب الخارجي للعمارة وباب الفنون الجميلة وكان الشبيحة والأمنيين يقفون على البابين وأتذكر أن عدد الذين هجموا علينا كانوا 20 شخصًا وهذا شيء غريب أنه كيف يمكن ل 20 شخصًا أن يفرقونا وكان يمكننا مواجهتهم ولكن بسبب الخوف لم يُحسب حساب المواجهة.
عندما بدأت الطلاب يخرجون من الكلية أصبح ملاحظ أنه بدأ يدقَّق على الهويات قبل خروج الطلاب ويتركون والبنات لا يتكلمون معهن، ونحن هنا انتبهنا أن هناك تدقيق على الهويات يعني وجد مطلوبون ونحن نعرف أنه في داخل كلية العمارة كل الكلية تعرف من يخرج في المظاهرات والذين ينسقون المظاهرات وخصوصًا أن رئيس الفرقة الحزبية التابعة لحزب البعث في الكلية هو كمال الصديق وهو يعرفنا بالاسم وكنا نشرب القهوة والسجائر مع بعضنا قبل أن يكمل مهامه التشبيحية ونحن نكمل مهامنا الثورية يعني هذا كان موجودًا في الكلية وجميعنا نعرف بعضنا وبما أنه يوجد تدقيق على الهويات فإنه بالتأكيد سوف تحصل حالات اعتقال، الكلية بدأت تفرغ شيئًا فشيئًا من الشباب أو من الشباب الغير مطلوبين ومن البنات وبقي مجموعة من الشباب الذين يخافون على أنفسهم ونحن لم نكن نعرف الأسماء المطلوبة لديهم ولكن كل شخص كان يعرف أنه معروف أو في داخل الكلية معروف بتوجهه الثوري كان يخاف على نفسه ففرغت الكلية إلا منا، لا أذكر عدد الذين بقوا داخل الكلية ليسوا جميعًا ثوريين -لأن هناك ناس تتأخر- ولكن الذين أعرفهم من الذين كانوا يخرجون في المظاهرات تقريبا 50 شخصًا وكانوا يقفون على شكل مجموعات ويناقشون هذه الفكرة أنه كيف يمكننا الخروج؟ وبعض الدكاترة انصرفوا وأيضا العميدة والدكاترة لا يستطيعون وليس لهم صلاحية خارج حدود الكلية فإذا أنت خرجت خارج حرم الجامعة إلى الشارع فإنه ليس لديهم صلاحية وسوف تعتقل الشخص المطلوب حتى لو كانت معك العميد، هنا أحد الشباب وهو إسماعيل المحمود خرج ليتكلم مع اثنين من الدكاترة وبهذه الطريقة نفد خارج الكلية.
وهنا أصبحت الساعة تقريبُا 04:00 عصرًا ونحن لا نزال داخل الكلية ولا نعرف كيف يمكننا الخروج والكلية بدأت تفرغ بقي فقط الأشخاص الخائفون من الاعتقال، وهنا بدأنا نتصل مع الشباب الذين نعرفهم الثوريين من باقي الكليات حتى يفعلوا شيئًا حتى نستطيع الخروج والذين انتخوا في وقتها هم شباب من كلية الميكانيك خرجوا في مظاهرة طيارة وهذه المظاهرة الطيارة التي خرجوا فيها في حرم كلية الميكانيك يعني خلف كلية العمارة على مسافة هذا الأمر جعل عددًا من العناصر يذهبون لقمعها، والذي ساهم أيضًا أن إسماعيل المحمود من داخل المدينة الجامعية والذي يفصلها شارع عن كلية العمارة بدأ يرمي الحجارة على عناصر حفظ النظام الموجودين على الباب وبدأوا يشتمونه وهو أيضًا بدأ يشتمهم وهو كان يستفزهم بطريقة جدًا سيئة فلحقوا به وقفزوا خلفه من سور المدينة الجامعية حتى يمسكوا به وهنا كانت الفرصة واستطعنا الخروج يعني المظاهرة الطيارة وحركة إسماعيل هي التي أنقذتنا.
وخرجنا من الكلية وتوجهنا نحو ساحة الجامعة كنت أقول لشاب صديقي قلت له: إن الحركة التي حصلت اليوم والتي فكّتنا من الاعتصام يجب أن نستعد لها دائمًا وفي الجامعة وأي اعتصام يجب أن يكون هكذا يجب أن يكون هناك تنسيقية فقال لي: يوجد شباب يعملون على هذا الأمر فقلت له: لماذا لم تعرفني عليهم وقال لي: هل تريد؟ فقلت نعم أكيد أريد، فقال: أنشأ حساب "فيسبوك" باسم وهمي -هنا كان ينادوني أحمد ومع التنسيقيات التي كنا نجتمع بهم كنت أقول لهم أنا أبو فلان- هنا عندما قال لي أنشأ حساب فيس باسم وهمي، فقلت له: لماذا على "فيسبوك" وفي ذلك الوقت كان البرنامج المشهور الذي يتم تنسيق المظاهرات عليه هو السكايب نسخة بيتا على الموبايل فقال: إن أسلوبهم هو بهذه الطريقة ويجب أن يكون لديك حساب "فيسبوك" وحصرًا اسم حركي أو وهمي، في الليل أنشأت حسابي وأسميته "ورد فراتي" لأنني كنت أحب اسم ورد كثيرًا وأنا أحب الأسماء الـ 3 ساكنة الوسط بشكل الكبير وساكنة النهاية وأيضًا ساكنة الوسط بدون حرف علة، ثم أضافني إلى مجموعة اسمها الهيئة العامة أو لم يكن اسمها في ذلك الوقت الهيئة العامة ولم يكن اسمها جامعة الثورة ولكن كان اسمها أعتقد اسم له علاقة بأحرار الجامعة فأضافني إلى هذا الجروب ورأيت أن جميع الأسماء هي حركية والأسماء كانت غريبة يعني بعض الأسماء كانت مناطقية مثل: أبي عدي المشارقجي وأبي مصعب الإدلبي وسعد الحلبي وكان يوجد أسماء لها انتماء ديني مثل شعلة الإسلام ويوجد أسماء فيها أرقام مثل 78 وكان يوجد أسماء مضحكة مثل فخري الحاج بكار الذي أصبح مدير بصمة فيما بعد وحتى اليوم الناس تعرفه باسم فخري وحسن بهلوس وهناك أسماء ليس لها علاقة غير معروف ما هي وكان يوجد شباب وبنات.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/02/05
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في جامعة حلبكود الشهادة
SMI/OH/44-13/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
14/12/2011
updatedAt
2024/07/11
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-السبيلمحافظة حلب-المريديانمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-جامعة حلبشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
تنسيقية جامعة الثورة (حلب)
جامعة حلب (نظام)
حزب البعث العربي الاشتراكي
فرع الأمن العسكري في حلب 290
كتيبة حفظ النظام - حلب