الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

"الأربعاء الدامي" في المدينة الجامعية في حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:26:10

نحن في الجلسة السابقة كنا نمضي في خط تنظيم تنسيقية الجامعة وما تلاها من أحداث وتجاوزنا حدثًا مهمًّا في أحداث الجامعة وهو "الأربعاء الدامي" في المدينة الجامعية، والمدينة الجامعية في حلب هي مكونة من 20 وحدة سكنية وتتسع لما يقارب 16 ألف طالب وكل المدينة موجودة في حرم واحد وهو آخر الحرم الأوسط أو الاتجاه الغربي من الحرم الأوسط في جامعة حلب، وهذا يتميز عن جامعات أخرى في سورية بحيث إنها ليست مشتتة وهي في قلب حرم الجامعة وهذا الشيء يجعل كثافة الحركة في هذه المدينة الجامعية صباحًا ضخمًا جدًّا يعني لا يقتصر فقط على طلاب هذه المدينة لأنه أنت لديك الكثير من الناس يتحركون من الحرم الأوسط إلى الحرم الغربي مرورًا بالمدينة الجامعية والمدينة الجامعية في ذلك الوقت أو جامعة حلب في ذلك الوقت عدد طلابها الأكبر كان من مدينة إدلب ثم ريف حلب وهو ريف ضخم جدًّا؛ يعني منبج وعفرين والريف الشرقي [مثل] الباب والريف الشمالي مثل مارع واعزاز، وهذا العدد الضخم في البدايات في المدينة الجامعية لم يجعل لها زخمًا وخصوصًا أن إدلب في البداية أو طلاب محافظة إدلب في الأشهر الأولى للحراك يعني بعد آذار (مارس) عام 2011 لم ينخرطوا في كلياتهم في الحراك، وكان الحراك في ذلك الوقت حتى شهر أيار (مايو) عام 2011 كان الحراك مقصورًا على الطلاب المتحمسين لفكرة الثورة وهم لم يكونوا العموم، وكان العموم من طلاب لديها من نوع من حالة الانتظار أو الترقب بمعنى أنهم لا يفضلون المبادرة إلى فعل شيء.

بالنسبة لطلاب إدلب كان الحدث المفصلي هو عملية جسر الشغور حيث قام النظام بتطويق المدينة وإفراغها من سكانها وأعتقد [أن] هذه أول حالة تهجير حصلت في الثورة السورية، وجزء من أهالي المدينة عبروا الحدود وكانوا أول لاجئين بشكل رسمي في دولة مجاورة، هذا الحدث هو الذي أشعل المدينة الجامعية على اعتبار أن كثافتها من طلاب إدلب وطلاب إدلب، أعتقد [أنهم] انحازوا إلى لثورة في كلياتهم أو كسروا ترددهم وانضموا وهنا أصبحت المدينة الجامعية يخرج منها مظاهرات ضخمة جدًّا وبزخم كبير واستمر هذا الشيء طوال عام 2011. 

وفي عام 2012 كان النظام يركز كثيرًا في خطته الأمنية بعد أن بدأت الأحياء في المدينة تخرج عن سيطرته وتصبح أشبه مثلًا بباب قبلي (حماة) وغيره في محافظات أخرى أو دوار المدلجي في دير الزور وأصبحت أشبه بهذا الشيء مثل حي صلاح الدين وحي الصاخور والشعار وحي بستان القصر وإلى حد ما هو خارج سيطرة النظام، أو حالة الضبط الأمني التي قام بها النظام وأصبح بإمكانك الخروج في مظاهرة في حي بستان القصر وتستمر هذه المظاهرة مدة من الزمن ويحتشد فيها الناس ويسووا الصفوف بدون تدخل الأمن وتنتهي المظاهرة في وقت معين بدون أن يأتي الأمن، وأنا فهمت لاحقًا أنه كان يوجد نوع من التنسيق بينهم وبين مخفر حي بستان القصر في ذلك الوقت.

النظام ركز في خطته الأمنية في عام 2012 على الأحياء الغربية يعني الفرقان والموكامبو والسبيل والمحافظة وحلب الجديدة وكان يحاول كثيرًا أن هذه المنطقة لا تخرج عن سيطرته ولا تشهد شيئًا شبيهًا بما يحدث في الأحياء الشعبية، والمشكلة الوحيدة في هذه الخطة الأمنية كانت المدينة الجامعية والمدينة الجامعية وحرم الجامعة ككل، كانت الأحياء في محيطه أرقى أحياء مدينة حلب مثل الفرقان والشهباء والموكامبو وهذه الأحياء هي ملاصقة أو مجاورة بشكل مباشر لحرم الجامعة والمدينة الجامعية تحديدًا تطل على طرفين؛ طرف على حي الفرقان والطرف الآخر على حي الشهباء، وأنت هناك تتكلم عن مكان يستطيع أهالي الحيين أن يسمعوا أي أصوات كانت سواء في مظاهرات أو غيرها، وفي داخل هذه المنطقة النظام حاول ضبطها أمنيًّا وكان يوجد مشكلة لدى النظام في موضوع المظاهرات. 

ومن بداية عام 2012 وبعد أيام بسيطة على انطلاق الدوام بدأت مظاهرات المدينة الجامعية والمظاهرات لم تكن بالضرورة تخرج بشكل دائم في الشارع -في شارع المدينة الجامعية- وليس بالضرورة أن تكون كذلك، وكان كل يوم في المدينة الجامعية ليلًا الساعة الـ 10:00 يتم إغلاق وحدات البنات -وحدات الشباب لم تكن تغلق- وهذا الشيء يجعل الشباب يخرجون من النوافذ ومن غرفهم وعلى أدراج الوحدة ويكبرون وترد عليهم الوحدة الأخرى بالتكبير وكذلك الوحدة الأخرى بالهتافات وتصبح المدينة الجامعية وتبقى لمدة ساعتين أو 3 ساعات تطلق هتافات متواصلة.

النظام في ذلك الوقت أيضًا وأنا هنا سوف أذكر شهادة شخصية أنا عشتها، وأنا في أحد الأيام وأنا لم أكن من سكان المدينة الجامعية ولكن في أحد الأيام نمت في أحد الغرف عند أصدقائي في المدينة الجامعية وفي أحد الأيام في بدايات عام 2012 في الشهر الثاني في شهر شباط/ (فبراير) أو آذار/ (مارس) في هذه الفترة بدأ النظام يخرج مسيرات متحركة مؤيدة بالسيارات في مدينة حلب وأصبح هذا الشيء يوميًّا، والمسيرات أغلب من يخرج فيها الشبيحة المحسوبون على النظام؛ يعني بشكل أساسي عائلة بري في ذلك الوقت ونحن كان واضحًا لنا عائلة بري وكانوا معروفين جدًّا أنهم من يخرج بالسيارات لنا وكان لديهم في كل مسيرة تقريبًا 10 سيارات لعائلة بري تسير في المقدمة، وهذه المسيرة المؤيدة التي تتحرك بالسيارات كانوا يحملون فيها الأعلام وصور بشار ويهتفون ويطلقون أبواق السيارات في الشوارع، وكان لها محطة وقوف يوميًّا في الشارع الذي يفصل الحرم الأوسط عن الحرم الغربي من جامعة حلب، وبالتالي يفصل المدينة الجامعية يعني الوحدات المطلة آخر الحرم الأوسط من الطرف الغربي يفصلها عن كليات مثل العمارة والآداب في الحرم الغربي والوحدات ليست بعيدة كثيرًا عن السور يعني تقريبا 20 أو 30 مترًا، وكانت تقف السيارات في هذا الشارع والشباب من الوحدات ويحدث تراشق، وهذا التراشق في البدايات كان بالهتافات وبعدها تحول إلى تراشق بالشتائم ولاحقًا أصبح بالضرب يعني كان الذين موجودون في السيارات يرمون الحجارة على الوحدات والموجودون في الوحدات كان مشهورًا أنهم يرمون كؤوس الشاي على هذه السيارات؛ كؤوس الشاي في المدينة الجامعية المعروفة بادريق (نوع من أنواع كؤوس الشاي).

وفي أحد الأيام كنت موجودًا هناك وأتذكر أنهم توقفوا مثل العادة وفي وقتها كان يوجد مجزرة حصلت، ولكنني لا أذكر أية مجزرة أو حصار أو قصف يعني شيء كان الجميع يتحدث به وتوقفت هذه السيارات في الشارع مثل العادة ويفتحون الأبواب وينزلون منها ويبدؤون بالهتاف بشكل مستفز، ونحن بدأنا بالهتاف للثورة والآخرون يهتفون للنظام وبشار الأسد، وبعدها بدأ تبادل الشتائم وهم كانوا يهددون ويقولون: سوف ندخل ونحرق المدينة الجامعية بمن فيها ونحن نقول لهم: "إذا أنتم رجال ادخلوا" بهذا المعنى.

 ونحن كنا نستقوي لأننا في داخل السور وأننا جمعًا مع بعض فقط لا غير؛ يعني نحن داخل حرم المدينة الجامعية وأمن الجامعة لم يتدخل أبدًا يعني حتى عندما تحصل مظاهرات في المدينة الجامعية كان يوجد باص (حافلة) حفظ نظام ولكن بعد الساعة الـ 10:00 ليلًا هذا الباص كان يتجول بين الوحدات ولكنه لا يقتحم الوحدات السكنية وحصلت عدة مرات حوادث في الصباح أنهم كانوا يحاولون اعتقال طالب من غرفته أو اعتقلوا طالبًا بهذا المعنى، ولكن أعتقد أنهم كانوا أذكياء في مرحلة معينة ولا يريدون تفجير الأوضاع في المدينة الجامعية وطبعًا هذا كله أدى في النهاية إلى الوصول إلى يوم الأربعاء الدامي.

ونحن نعرف أننا داخل الحرم الجامعة ومن الصعب دخولهم وهم دخلوا إلى الكليات سابقًا ولكن الكليات شيء والمدينة الجامعية التي يوجد فيها وحدات البنات شيء آخر. وخصوصًا وحدات البنات كانت تشارك في الهتافات وكانوا يزغردون وخصوصًا الوحدات القريبة من وحدات البنات كانت بالنسبة لبعض الشباب هي وسيلة تعارف، وكان يوجد هتافات متبادلة وأنا أذكر في هذا اليوم التراشق الذي حصل وأذكر أننا بدأنا نشتمهم ويشتموننا وبعدها بفترة وتحديدًا في يوم الأربعاء الدامي بتاريخ 2 أيار/ (مايو) أنا لم أكن موجودًا داخل المدينة الجامعية في هذا اليوم ونحن كنا في منزل أصدقائي في حي المارتيني يعني ليس في منزل أبي عروة (عبد الله الموسى) ويوسف (يوسف الموسى) وإنما في منزل شباب من كلية العمارة والذي هو أصبح تقريبًا أشبه بمقر لتنسيقية العمارة داخل تنسيقية جامعة الثورة وكان يستأجر هذا المنزل عدة شباب من طلاب العمارة وشباب من أصدقائنا وفي وقتها جاءنا الخبر أنه يوجد إطلاق رصاص ونحن كنا نجلس في الصالون وفتحنا النوافذ والمارتيني ليست بعيدة وفعلًا سمعنا أصوات رصاص وبدأنا نتحدث مع الشباب في داخل المدينة الجامعية وأحدهم أرسل لي وقال: نحتاج إلى دواء، وأنا جدًّا استغربت وهذا الطلب لم يكن يصلنا إلا من مناطق محاصرة، ونحن سبق وذكرنا أننا أخرجنا شحنة الدواء باتجاه إدلب وشحنة إغاثة باتجاه حماة ولكن إحضار الدواء لهم وهم في المدينة الجامعية استغربنا من الذي يحصل.

 وذهبنا في وقتها بسيارة تاكسي (أجرة) أنا وشابان من الموجودين وكانت الشوارع حول المدينة الجامعية مغلقة تقريبًا ولكن يوجد تجمع للناس عند الأبواب يعني ليس على أبواب المدينة ولكن على الأرصفة المقابلة لها يعني من أهالي الأحياء في محيطهم أو من طلاب جاؤوا حتى يعرفوا ماذا يجري والأبواب مغلقة أمامهم وممنوع الدخول.

 وفي محيط المدينة الجامعية كان يوجد عدة فتحات في السور معروفة يدخل منها الطلاب بمعنى أنك إذا لم تشاء الدخول من الباب الرئيسي فإنه يمكنك الدخول من هذه الفتحة وهذه الفتحات لم تكن من أجل التجاوز يعني تجاوز الأمن على الباب الرئيسي ولكن لتقصير المسافة لأن الأبواب كانت مفتوحة على الطرفين الشمالي والجنوبي ومن أحد هذه الفتحات أدخلنا معنا كيس دواء وجاء شخص وأخذه ودخل، وكان يوجد أصوات إطلاق رصاص واشتد فترة ونحن أخذنا معنا الشاش ونحن أخذنا هذا الدواء من حقيبة إسعافية في التنسيقية يوجد حقائب إسعافية والحقيبة تضم مقصًّا سريعًا وبلاستر وشاشًا ومعقمًا وقطنًا؛ يعني عدة إسعافات أولية بسيطة، والذي قرر ماذا يجب أن يكون في داخل الحقيبة الإسعافية في ذلك الوقت هو المكتب الطبي الدكتور حمزة الخطيب يعني هو الذي قرر مع عدة أشخاص أنه يجب أن تكون هذه هي العدة الأساسية ومنها اللصقات لأجل الجروح الكبيرة.

نحن كنا نرى ما يجري وكنا نسمع صوت إطلاق الرصاص بشكل كبير ولكن لا نعلم ماذا يجري، وفي الليلة نفسها كل المعلومات التي عرفناها أنه يوجد شبيحة اقتحموا الوحدات وحصل إطلاق رصاص ويوجد وحدات اعتصم الشباب في داخلها، ويوجد إشاعة أنا سمعتها من تجمع الناس الموجودين مقابل باب قصر الضيافة من طرف حي الفرقان يعني عند مكتبة زيزان تقريبًا هنا كان الناس الموجودون يقولون: إنه يوجد في الداخل طلاب يحملون سلاحًا ويقاومون، وهذه هي الإشاعة التي كانت موجودة على الباب وأنا بصراحة لم أستبعد هذا الأمر يعني ليس لأنه شيء نعرفه أو خططنا له وأيضًا لم أستبعده لأننا كنا نريد لهذا الشيء أن يحصل -رغم أنه يعزز رواية النظام- ولكنني لم أستبعده لأنه في تلك الفترة في بداية عام 2012 بدأت حمى التسلح أو الرغبة بالتسلح، وأصبح يوجد شعار في كل المظاهرات التي تخرج إما "الشعب يريد إعلان الجهاد" أو "تحيات للجيش الحر" أو "الشعب يريد الجيش الحر" وكل هذه الهتافات كانت حاضرة داخل الجامعة وخارجها، وفي تلك الفترة بدأت معارك التحرير في عدة أماكن.

أنا في اليوم الثاني عرفت الرواية الصحيحة التي وثقتها مجلة جامعة الثورة ولكنني أتحدث عن الشيء الذي سمعته عندما كنت موجودًا في محيطها في محيط المكان واستمر إطلاق الرصاص وأثناء وقوفنا في الخارج، كان يوجد شخص يقول لي: دعنا نمشي لأنه قد يأتي من يسأل عن الهويات ونحن طلاب من الخارج ويمكن أن يتم اعتقالنا وأنا رأيت بعيني طلابًا يتم اعتقالهم ووضعهم في سيارة، هذا [كان] ليلًا من عند باب قصر الضيافة أو باب الوحدة 13.

كل الذي حاولنا نشره على تنسيقية "الفيسبوك" هو الترويج الإعلامي أنه يحصل كذا ونشر الأخبار العاجلة التي تأتينا بالإضافة إلى إدخال هذه الحقائب الإسعافية وأكثر من ذلك لم نكن نستطيع أن نفعل شيئًا.

نحن بدأنا نتحدث مع تنسيقيات الأحياء الأخرى لأجل الخروج في مظاهرات وفعلًا خرجوا في بستان القصر والصاخور خرجوا في مظاهرتين ليليتان وفي وقت متأخر من الليل نصرة للمدينة الجامعية، ولكن هذا الأمر لم يكن سوف يغني شيئًا، ونحن كنا نريد من هذه المظاهرات أن تسبب حالة ضغط في البداية وبصراحة لم تكن بتوجيه للخروج بمظاهرات، وكان يوجد شباب طلاب جامعة من الصاخور هم الذين بدأوا يتحدثون في أحيائهم وخرجت هذه المظاهرات نصرة للمدينة الجامعية، ولكنها لم تغن من الأمر شيئًا وبقيت حالة الاقتحام.

هنا يوجد أمران جدًّا مهمان؛ الشيء الأول: أنه نحن في التنسيقية وخصوصًا عندما تأسست كان يوجد الكثير من الجدال على تأسيس تنسيقية للمدينة الجامعية أو لا، وأنا كنت من التيار الذي يرفض التنسيقية في المدينة الجامعية، وهذا هو الذي حصل في النهاية لأن المدينة الجامعية أنت لا تحتاج أن تنظم فيها عملًا لأن الطلاب كثيرون وجميعهم شجعان، ويكفي أن تمشي في سوق المدينة وتصرخ: "تكبير" ويجتمع حولك 100 شخص، وهذا في أول 10 ثوان وآلية التنظيم التي كانت تحصل هي موجودة بالأساس، وأنت ما هو دورك هنا في المدينة الجامعية يعني تنسيقية الجامعة كان هدفها الأساسي هو تنظيم الحراك وإخراجه خارج الجامعة محليًّا إلى الأحياء الخارجية وربطه مع التنسيقية وهذا نحن فعلناه.

على اعتبار لا يوجد عندنا بنية داخل المدينة الجامعية بمعنى بنية منظمة داخل المدينة الجامعية يعني نحن في حالات سابقة كان يحصل اعتصام لكلية الكهرباء أو الميكانيك وأثناء الاعتصام يتم محاصرتهم، ونحن كان عندنا خطة جاهزة -خطة فك الاعتصام- على غرار الذي حصل عندنا في العمارة سابقًا؛ يعني أي اعتصام يحصل ونحن قبل يوم نقوم بتجهيز مظاهرتين طيارتين حتى إذا تم تطويق الكلية تخرج هاتان المظاهرتان في شارعين قريبين منها حتى يتركهم الأمن ويخرج الطلاب، وهذه كانت خطة جاهزة بشكل دائم عندنا، يعني عندما يطوق الشبيحة أية كلية من الكليات أيضًا كان عندنا خطة تعامل سريعة، وهي أحد الطلاب في الداخل يبدأ البث المباشر أو يقوم بإخراج مقاطع فيديو سريعة أنه يوجد شبيحة حولنا لأجل تحميل المسؤولية للنظام وهذه الخطوة الأولى، والخطوة الثانية: أن المظاهرات تخرج في مناطق قريبة يعني في كليات قريبة، والخطوة الثالثة: كانت الإشاعة التي كنا نتعمد إيصالها إلى بعض الأشخاص الذين نعرف أنهم على صلة مع الأمن أو أشخاص من الأمن سواء طلاب من الجامعة أو من الفرق الحزبية؛ بمعنى في إحدى المرات حصل في كلية الميكانيك أنه تمت محاصرتها ونحن بدأنا نتحدث على التنسيقية أنه يجب يخافوا وأنا في وقتها يعني شباب كليتنا يعني تنسيقيتنا أوصلوا إلى كمال صديق الذي هو من طلاب العمارة أنه إذا الميكانيك استمرت أكثر من ذلك فإنه كل الكليات سوف تخرج وتتوجه بشكل هجومي إلى كلية الميكانيك، وفي وقتها تم إنهاء القصة وهذا النوع من الخطط أصبحت كليشات (مكررة) ولكننا لم نكن نتوقع بصراحة اقتحامًا بهذه الطريقة بالسلاح على المدينة الجامعية.

عندنا في الجامعة في حلب من قبل لم يحصل اقتحام بالسلاح وكان كل شيء يحدث -وخصوصًا أن المدينة الجامعية من السنة الأولى في عام 2011 والسنة الثانية عام 2012- كان الأمن يدخل إلى المظاهرة ويدخل الشباب إلى وحداتهم ويهتفون قليلًا ثم تنتهي، وهذا هو الذي كان يحصل دائمًا ونحن لم نكن نتوقع أبدًا وأعتقد لأنه نحن لا يوجد عندنا مكتب أو لا يوجد عندنا تنسيقية مخصصة في المدينة الجامعية ولم ندرس كثيرًا ماذا يمكن أن يحصل؛ يعني هذا الأمر ممكن ولكن أكثر من هذا الأمر في بدايته لم نكن نستطيع أن نفعل.

وفكرة حشد الطلاب أمام أبواب المدينة الجامعية من الخارج كانت صعبة وأقرب إلى المستحيلة لأنه أولًا الأحياء القريبة هي أحياء ليست موالية ولكن الثورة بشكل عام أصبحت نشيطة في الأحياء الشعبية، لأنه يوجد كثافة سكنية عالية ويوجد كم من الشباب لا يوجد عندهم أو أنهم معتادون على المشاكل والاشتباك وهذا شيء أعتقد أنه مدروس في علم الاجتماع.

بالنسبة لحي الفرقان إذا استطعت جمعه كله لن يكون لديك عدد مظاهرة [كما] في حي صلاح الدين أو بستان القصر لأنه لا يوجد هذه الكثافة السكنية، ولا يوجد نفس عدد الطلاب يعني لا يوجد طلاب مستأجرون فأقرب مكان يستأجر فيه الطلاب قريب من المدينة الجامعية هو الميرديان والمارتيني، ومع ذلك هؤلاء الموجودين في المرديان والمارتيني كان عددهم بسيطًا جدًّا يعني إذا أردت الحديث عن مظاهرة من منطقة قريبة يمكن أن تحصل عند هذا السور فأنت تتكلم عن صلاح الدين، وأهل صلاح الدين من المستحيل أن يتظاهروا في الفرقان لأن الشوارع هنا عريضة، وإذا دخلت إلى منزل يمكن أن يتم تسليمك إلى الأمن ونحن في صلاح الدين إذا دخلت إلى أي منزل يعني 90% أو 99% سوف يساعدك، ولكن هنا لا تعرف لأننا لم نجرب من قبل، وهذا كان شيئًا صعبًا، ومستحيل أن نخرج مظاهرات عند الأبواب الجامعية. 

نحن ذهبنا متأخرين تقريبًا الساعة 12:00 ليلًا. 

المشاهد الأهم التي رأيتها هي حالات اعتقال وكانوا يقومون بعصب أعين الطلاب بواسطة قمصانهم ومقيدي اليدين إلى الخلف ويأخذونهم إلى السيارات ويضربونهم بالعصي، وكان يوجد إطلاق رصاص ولكنني لم أره لأننا في الليل، وأنت ترى أول وحدتين أمامك وهم دار الضيافة وكذا… والضغط الذي حصل كان في الوحدات الداخلية وأنا لم أر إطلاق رصاص مباشر بعيني أنه يحمل السلاح ويطلق، ولكنني رأيت السلاح كله، يعني رأيت جميع الذين نزلوا كانوا مسلحين، كانت وحدات الشباب والبنات في المدينة الجامعية قريبة من بعضها البعض، ولم تقتحم وحدات البنات في تلك الليلة فقط وحدات الشباب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/19

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في جامعة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/44-23/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/07/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-جامعة حلبمحافظة حلب-الصاخورمحافظة حلب-بستان القصرمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

كتيبة حفظ النظام - حلب

كتيبة حفظ النظام - حلب

الشهادات المرتبطة