الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بداية الحراك الثوري في جامعة حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:02:21

أنا ملهم العكيدي من مواليد 1989 من ريف حلب الجنوبي من قرية زيتان، في الثورة كنت قائدًا عسكريًا في مدينة حلب نائب قائد تجمع "فاستقم كما أمرت" وهذه الشهادة أقدمها إلى برنامج توثيق الثورة السورية في المركز العربي، وفي بداية الثورة أنا كنت طالبًا في كلية الهندسة المعمارية في جامعة حلب، وعندما بدأت الثورة أنا كنت طالبًا في السنة الرابعة، وقبل الثورة فعليًا لم يكن عندي أي نشاط سياسي، ومثلي مثل أي شاب سوري وأنا فكرتي عن الحياة السياسية في سورية كانت معدومة، والدي مهندس كهرباء، وكان والدي ناشطًا في حزب البعث، و كان مع بداية الثورة مرشحًا إلى القيادة القطرية، وهو كان سابقًا عضو قيادة شعبة حزب، وحتى موضوع انتساب والدي إلى الحزب كان هو من مبدأ أننا أبناء بيئة اجتماعية في قريتنا وكان لنا فيها مكانة اجتماعية معينة، وكان يوجد ضغط من جدي أنه يجب عليك يا عبد الكريم (أي والدي) أن تلتحق في الحزب ولا يأتي فلان الفلاني ويصبح علينا أمين شعبة أو رئيس فرقة أو إلى آخره، وما قبل الثورة السورية كان حزب البعث هو المجال الوحيد لأي أحد يريد التحرك أو أي أحد يريد الحصول على سطوة أو يحمي نفسه من السطوة التي يمكن أن يتعرض لها وأن ينتسب إلى هذا الحزب.

نحن قبل الثورة لم يكن موضوع الحياة السياسية مكان نقاش في العائلة، ونحن حياتنا هي عبارة عن عمل ودراسة وأنا طالب هندسة وأخي الكبير كان طالبًا في كلية الترجمة وجميع إخوتي طلاب في الجامعة ووالدي مهندس وأمرنا ميسر، ونحن لسنا مضطرين للدخول في هذه النقاشات.

عندما بدأت ثورات الربيع العربي في تونس، ونحن لم نكن نتخيل أصلًا أنه يوجد شيء اسمه ثورة في تونس، وكنا نراها احتجاجات وستنتهي، وعندما أعلن الرئيس التونسي التنحي تغيرت نظرتنا للشيء الذي حصل، وتبعه موضوع مصر ولاحقًا موضوع اليمن وموضوع ليبيا، وهذا الحراك الذي حصل في العالم العربي جعل موضوع الحياة السياسية والعائلة الحاكمة الموجودة في سورية جعله موضوع نقاش في كل السهرات سواء كانت سهرات عائلية أو سهرات أصدقاء، وكنا نجلس ونتكلم عن احتمالية حدوث هذا الحراك في سورية وما هي الأسباب التي قد تدعو إلى هكذا شيء، وأخذ كل شخص يعطي رأيه وأنا لأول مرة أصبحت أسمع الناس بهذه الجرأة تعطي رأيها عن عائلة الأسد والطريقة التي وصلوا فيها إلى الحكم وطريقتهم بالتعامل، وطبعًا من قبل كنا نسمع حكايات بسيطة جدًا عن هكذا قصص، ولكن لم تكن مجال نقاش مفتوح.

يعني أصبحنا نتكلم بعد أن فتح النقاش عن احتمالية حدوث حراك في سورية أصبحت تتبلور لدينا آراء أنه نحن فعلًا نعيش تحت سطوة حكم دكتاتوري وحكم عائلي يتعامل مع سورية على أنها مزرعة، وسابقًا هذا النقاش لم يكن موجودًا عندنا في العائلة لأنه نحن على المستوى الشخصي بالنسبة لي شخصيًا في العائلة نحن لم يسبق أن تعرضنا للظلم أو المضايقة ولم نستطع الحصول على حقوقنا فيها، يعني أنا ابن بيئة وقرية قبلية لنا مكانتنا فيها ولنا سطوتنا فيها ووالدي كما ذكرت هو ناشط في الحزب وأيضًا له علاقاته وكان في فرع نقابة المهندسين وكان عضوَ مجلس قيادة في فرع نقابة المهندسين وكان له علاقات كبيرة، ومن الناحية المادية مرتاحين، ومن الناحية الاجتماعية أمورنا جيدة ومن الناحية المادية أمورنا جيدة، وكنا نستطيع الحصول على حقوقنا بسهولة، وعندما يتطلب الموضوع دخول وساطة أو دفع أموال نحن لم نكن نعاني بهذا الاتجاه لذلك لا أذكر أننا تعرضنا إلى أي موقف شخصي لا أنا ولا عائلتي قبل الثورة السورية، ولكن بدأت تتبلور عندنا هذه الآراء والصورة أصبحت واضحة بالنسبة لنا أن هذا النظام يجب أن يحصل ضده حراك على الأقل لتحسين ظروف الحكم التي نحن نعيش تحتها.

في آذار/ مارس عام 2011 أو قبل آذار؛ في شهر شباط/ فبراير كانت أول دعوة على "الفيسبوك" كانت بتاريخ 5 شباط/ فبراير 2011 دعوة إلى يوم الغضب السوري، وهذه الدعوة لم ينجم عنها شيء نهائيًا ولم يحصل حراك، وكان أول حراك فعليًا وأول مظاهرة تحصل هي في آذار (في شباط - المحرر) عام 2011 في دمشق عندما جاء المسؤول (اللواء سعيد سمور وزير الداخلية - المحرر) وبدأ يصرخ أنه هذا معيب يا شباب هذه مظاهرة، وحتى تاريخ 15 آذار لم يكن بالنسبة لنا انطلاق الثورة ولكن الشيء الذي حصل في درعا في 18 آذار وموضوع اعتقال الأطفال وتعذيبهم من قبل عاطف نجيب يعني كان بالنسبة لنا هو موقف مفصلي جدًا، وأنا أصبحت أفكر أنه نحن لا نعيش تحت حكم وأنا كنت أتصور بشكل شخصي أن مكانتي الاجتماعية ووضعي المادي يردعان أي أحد أن يتجاوز علي، والشيء الذي حصل في درعا عندما ذهب أهل المكانة الاجتماعية وأهل الأموال وأهل الوجاهة في درعا، عندما ذهبوا إلى المسؤول عند النظام قام بإهانتهم بطريقة سيئة جدًا، وقال "إذا لا تستطيعون إنجاب الأولاد أرسلوا نساءكم ونحن سوف نجعلهن ينجبن الأطفال" وأنا هنا جاءتني صدمة أن الشيء الذي كنت أظن أنه يحميني فعليًا لا يحميني لأنه لم يحم غيري، وهذا الموقف الذي تعرض له هؤلاء الأشخاص أنا يمكن أن أتعرض له في أية لحظة، وكانت هذه الانطلاقة الفعلية بالنسبة لي على الصعيد الشخصي أنه هنا نحن يجب أن نأخذ موقفًا، ويجب أن يتغير شيء في هذا البلد لو مهما حصل، ويجب أن تبدأ ثورة في هذا البلد بعد هذا الموقف يجب أن تبدأ الثورة.

ولكن الصورة كانت جدًا ضبابية بالنسبة لنا، وفي موضوع درعا لم يكن يوجد شيء واضح على الإعلام والكلام جدًا ضعيف ولم يكن يصلنا شيء، ودرعا أصبح يوجد فيها انقطاع لوسائل التواصل [سواء] كان الإنترنت أو الاتصالات، وكان عندي صديق يدرس معي في كلية الهندسة المعمارية كان معي بنفس الدفعة اسمه مالك العيسى من درعا تقبله الله استشهد لاحقًا، وكان مالك العيسى صديقي ومقربًا، وأنا كنت أنتظر خبرًا من مالك العيسى وكنت أحاول التواصل معه على مدى أسبوع وكان هاتفه مغلقًا ولم يكن يوجد تواصل أبدًا، وأذكر أنني استطعت الوصول له أول مرة عندما كنت في الملعب ألعب كرة القدم، وجربت الاتصال معه وقام بالرد علي وسألته: ما هو وضعكم، وقال لي: الوضع جدًا صعب، وأنا كانت لا تزال الصورة عندي غير واضحة، وتكلمنا وكان أخي الكبير رحمه الله –استشهد- أيهم؛ كنا نتناقش وننتظر خبرًا من مالك العيسى حتى يتكلم ماذا حصل في درعا باعتبار أنه صديقنا الوحيد الذي نعرفه من درعا، وتقريبًا في نهاية شهر آذار بعد بداية الثورة بعشرة أيام يعني أعتقد في 24 أو 25 آذار/ مارس عاد مالك إلى حلب، وعندما وصل إلى حلب تكلم معي وقال أنا وصلت إلى حلب، وقال أنا انتظرك في المكان الفلاني وذهبت إليه ولم نتكلم أية كلمة في الطريق، وأخذته إلى منزلي في جمعية الزهراء في حلب ودخلنا إلى المنزل أنا وأيهم رحمه الله ووالدي، وعندما عرف والدي أن صديقي من درعا أيضًا كان والدي مهتمًا حتى يسمع التفاصيل، ودخلنا وتحدث مالك بالتفصيل عن الشيء الذي حصل وموضوع عاطف نجيب وموضوع الوجهاء وهذه الرواية لم تصلنا في البداية بعد بالتفاصيل عنها، وشاهدنا بعض الصور والأحداث التي حصلت وتكلم عن المظاهرة التي حصلت. 

وبعد هذه الجلسة التي استمرت ساعتين تقريبًا كان والدي يجلس معنا، وتركنا لإكمال حوارنا وذهب، ثم ذهب مالك وجلسنا أنا وأخي أيهم وتكلمنا مع بعضنا قليلًا، وبعدها دخل والدي إلينا وقلنا لوالدي الموضوع تكلمنا به من قبل، والآن الموضوع أصبح عندنا واضحًا، وقلت له أنا وأيهم الذي يكبرني بسنة فقط، اتخذنا قرارًا بالمضي في هذه الثورة ومهما كلفتنا نحن جاهزون حتى ندفع الثمن، وكان كلام والدي أن يا أبنائي وأنا أذكر هذه الجلسة بكل تفاصيلها أن الموقف الذي اتخذتموه هو حق مطلق ولا يقبل النقاش وأنا عندما ربيتكم أنا ربيتكم على المبادئ وإذا اليوم قلت لكم لا تخرجوا في الثورة فأنا كل الذي ربيتكم عليه كان كذبًا في موضوع النخوة والشهامة والمروءة والكرم والمرجلة، يعني هذا الشيء الذي ربيتكم عليه وأنتم صغار إذا اليوم قلت لكم اجلسوا في المنزل فأنا أكون أخون الشيء الذي ربيتكم عليه، الله يحميكم هذه أفضل كلمة يمكنني قولها، ولا تفكروا أن الثمن الذي ستدفعونه سوف يكون سهلًا، لا عليكم ولا علينا نحن كعائلة ونحن نتعامل مع نظام فاجر، وأي شيء يحصل وإذا كشفت اسماءكم أو حصلت مشكلة فأنت لست لوحدك، وأنت مرتبط مع عائلة وإذا أردت العمل عليك العمل بحذر.

أيهم استشهد بتاريخ 8 آب/ أغسطس عام 2012 وأنا سوف أتكلم عن تفاصيل علاقتي به كأخ لأنه كان قائدي في موضوع الثورة السورية، يعني عندما اتخذنا قرار المشاركة في الثورة هو كان صاحب المبادرة وأنا الذي لحقته وليس فقط في هذا الموضوع وإنما في مجمل حياتي، وأخي أيهم كان أكبر مني بسنة واحدة، وعندما دخلنا إلى المدرسة هو كان في الصف الثاني، وأنا دخلت إلى المدرسة بعد اختبار سبر المعلومات فأصبحت في الصف الثاني مثله، وأصبحنا مع بعضنا في نفس المقعد من الصف الثاني حتى البكالوريا، وبعد البكالوريا أنا دخلت إلى هندسة العمارة وهو دخل الترجمة في جامعة إيبلا، وحتى في الجامعة التي افترقنا فيها فعليًا نحن لم نفترق، لأن كل أصدقائي الذين كانوا معي في كلية العمارة كلهم على علاقة وثيقة جدًا مع أيهم، لأن سهرتنا ومشوارنا كان سوية، يعني أخوة وبنفس العمر ونعيش حياتنا كلها مع بعضنا، وكانت علاقتي مع أيهم وهو كان أكبر مني بالعمر وبنيته الجسمية كان طوله 195 وهو كان بالنسبة لي أخي الكبير، وإذا كان بجانبي لا أخاف من شيء في الدنيا أبدًا وهكذا فعليًا كانت علاقتي معه وفعلًا أيهم من الأشخاص الذين لا يخافون من شيء في الدنيا رحمه الله. 

وأنا تكلمت هذا التفصيل لأن أخي أيهم هو الذي كان صاحب المبادرة الأكثر في كل حياتنا، يعني أنا كنت رقم اثنين في العائلة وأنا أصغر منه، وفي كل حياتنا هو كان صاحب المبادرة رحمه الله، وعندما بدأت الثورة هو كان أجرأ مني في اتخاذ القرار والأوضح في اتخاذ القرار، وبدأت الثورة بالنسبة لنا في ذلك اليوم بدأت ثورتنا وتحدثنا مع مالك أنه ماذا يمكننا أن نفعل، ونحن أعلنا بيننا وبين أنفسنا أننا بدأنا الثورة ضد هذا النظام وماذا يمكننا أن نفعل، وكيف يمكننا تحريك المظاهرات وما هو الشيء الذي يجب أن يحصل حتى يسقط هذا النظام أو نغيره على الأقل أو نغير فيه شيئًا أو نجعله يتنازل، وكان موضوع المظاهرات وكيف يمكنك دعوة الناس إلى المظاهرات في مدينة حلب، وبدأنا نتكلم لمالك عن تاريخ مدينة حلب وعن المجازر التي حصلت في الثمانينات ومجزرة المشارقة والأراضي التي استولى عليها النظام في منطقة الليرمون، وحتى إنني أذكر أول نقاش خضناه كان: إذا نحن خرجنا في مظاهرة في الخالدية يمكن أن نجد تجاوبًا لأنه هذه المنطقة يوجد فيها الكثير من الناس من الريف الشمالي الذي استولى النظام على الكثير من أراضيهم يعني دخلنا في هذه النقاشات ولم نقم بشيء عملي وبدأنا نتكلم في هذه الأفكار. 

وأول خطوة عملية أخذناها أنه نحن كيف يمكن أن نستقطب حولنا الناس، وفي النهاية أنا وأيهم ومالك لا يمكننا القيام بالثورة لوحدنا في مدينة عدد سكانها ثلاثة ملايين ونصف، حلب في تلك الفترة، وبدأنا نتكلم في هذا الموضوع، وفي البداية بدأنا في موضوع جامعة حلب، أنه نحن في الجامعة يوجد لدينا أصدقاء مقربين ونريد أن نفتح معهم هذه النقاشات ونحاول استشفاف آرائهم، وأي شخص نجد عنده احتمالية التجاوب نحاول جره إلى طرفنا، وفعلًا بدأنا نتناقش مع الشباب ونتكلم معهم وأحد الشباب الذي تكلمت معهم ورأيت عنده تجاوبًا كبيرًا، كان أحمد الحاج حميد (ورد الفراتي)، ونحن وصلنا إلى بعضنا وفتحنا النقاش ورأينا أن الرأي واحد وطريقة التفكير واحدة وكان يوجد شاب اسمه إسماعيل المحمود أيضًا من الشباب الذي كانوا معنا في الجلسة الأولى في الجامعة، وجلسنا وتحدثنا عما يمكننا فعله وأذكر أننا حاولنا بعد ثلاثة أيام أنه في الجمعة القادمة سوف نذهب إلى الجامع الفلاني للتنسيق مع مجموعة للخروج في مظاهرة أعتقد كان مسجد الروضة، وهذا المسجد نفسه هو الذي يخطب فيه مفتي حلب أحمد حسون، وذهبنا ولم يحصل الشيء الذي كنا موعودين به، وهنا بدأنا نتحرك في هذا المجال، وأيهم رحمه الله كما ذكرت كان أنشط مني بكثير في موضوع الحراك، وكان يحاول التشبيك مع الكثير من الناس وليس فقط على مستوى الجامعة، وإنما على مستوى المدينة بشكل عام، ويحاول الارتباط مع أشخاص ويلتقي مع الأشخاص.

في الجمعة الأولى لم نستطع فعل شيء، وفي الجمعة الثانية التي كانت في أول شهر نيسان/ أبريل وقبل يوم الجمعة تكلمنا من أجل خروج مظاهرة في جامعة حلب، وفعلا قمنا بالتجهيز وأخبرنا الشباب وتكلمنا مع الشباب، وكان من المفترض أن تخرج المظاهرة عند كلية الآداب، واجتمعنا وفعلًا كان يوجد عدد كثير من الناس الذين تكلمت معهم من أجل الخروج في المظاهرة وفعلًا كانوا موجودين، وكان يوجد عدد كبير ولكن قبل أن تبدأ المظاهرة بدأ الأمن باعتقال الناس، يعني أي شخص يشتبه به أنه يمكن أن يكون له دور في المظاهرة أخذ يعتقله واعتُقل لنا في ذلك اليوم حوالي 40 شابًا وكان نصفهم من طلاب [كلية] العمارة، وقسم كبير منهم من طلاب العمارة والقسم الثاني كثير منهم من طلاب الطب، والباقي من الكليات المتفرقة، وعناصر الأمن تعاملوا مع القضية بغباء يعني لم يكونوا يسألوننا ماذا تدرس وإنما كانوا يسألوننا من أين أنت يعني يحاولون إيجاد الرابط بيننا عن طريق الانتماء الجغرافي، وفعليًا نحن لم يكن يوجد بيننا انتماء جغرافي بأنه يوجد أشخاص من دير الزور ومن حلب ومن درعا ومن إدلب ولم نكن قريبين من بعضنا، ولكن لم يخطر على بالهم سؤالنا ماذا تدرسون يعني لو في تلك اللحظة سألونا ماذا تدرسون كان تبين معهم أنه يوجد 15 طالبًا من هندسة العمارة ويوجد 15 طالبًا من كلية الطب وكان ظهر معهم الرابط ولكن تعاملوا مع القضية بشيء من الغباء في ذلك اليوم، وتم اعتقالنا في الأمن العسكري وكان من الأشخاص الموجودين ورد الفراتي وشاب من الرقة اسمه عبد الفتاح الرومي تقبله الله استشهد وهو كان شابًا صغير القامة طوله لا يتجاوز 170 سنتيمتر وزنه تقريبا 60 كيلو ولكنه من أرجل (أشجع) الشباب الذين رأيتهم في حياتي، يعني رجل بكل معنى الكلمة، وفي ذلك اليوم كنا جميعًا أمام الضباط، قلنا إننا جئنا إلى هذا المكان بالغلط وشخص يقول أنا ذهبت لأجل تصوير الأوراق وشخص يقول أنا ذهبت لرؤية صديقي وصديقتي، وهذا كان كلامنا كطلاب عندما اعتقلنا لأنه لم تحصل مظاهرة، ولا يستطيع عنصر الأمن أن يتأكد أنني كنت في المظاهرة لأنها لم تحصل بالأصل، وفي ذلك اليوم جاء إلينا الضباط يقولون: أنتم طلاب جامعة وبدلًا من التفكير بهكذا قصص، كل شخص يذهب لمصاحبة بنت ويمشي معها، ولماذا تفكرون بالبلد وهل تفكرون في تغيير النظام، وأنا لا أعرف كيف يفكر هذا النظام، ويقولون إذا أردتم الحرية اذهبوا واخرجوا مع النساء والبنات وهذه هي الحرية وماذا تريدون أكثر من ذلك.

جميعًا هكذا كان جوابنا كما ذكرت، وقال لهم عبد الفتاح الرومي أنا جئت حتى أخرج في مظاهرة لأنكم تظلمون أهل درعا، يعني في تلك اللحظة نحن استغربنا من هذا التصرف وما هي غايته أو فكرته من طريقة الرد هذه، وما هي الجرأة التي كانت عنده، وما هي الرسالة التي كان يريد إيصالها لنا أو إلى الأمن أنه ليس خائفًا وهذه هي الرسالة التي يريد إيصالها إلى الأمن، وفعلًا عندما أتكلم نحن كنا 40 شخصًا وجميعا سكتنا، الضباط والعناصر والجميع سكت لأنه كيف عندك هذه الجرأة حتى تقول هذا الكلام وأنت معتقل تحت الأرض، ولكنه قالها ولم يخف وفي اليوم الثاني خرجنا جميعًا أو ربما في نفس اليوم واجتمع معنا العميد رئيس الفرع لا أذكر اسمه، وأعطانا محاضرة أبوية أنه أنتم طلاب جامعة ولديكم مستقبل ولا يجب عليكم الدخول في هذه الأمور.

عبد الفتاح الرومي بقي حتى اليوم الثاني وهو الوحيد الذي لم يخرج معنا بنفس الإفراج وخرج في اليوم الثاني، وفي تلك الفترة كان الأمن يحاول التعامل مع حلب أنها مدينة نائمة ويجب تركها نائمة ولم يكن يحاول أن يستفز الناس الموجودين في المدينة ويتعامل بطريقة سلمية أكثر ويحاول ضبط الأمور بشكل أفضل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/09/14

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالحراك في جامعة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/5-01/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-جامعة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تجمع فاستقم كما أمرت

تجمع فاستقم كما أمرت

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

فرع الأمن العسكري في حلب 290

فرع الأمن العسكري في حلب 290

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

الشهادات المرتبطة