"جمعة العشائر" في حماة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:10:19
خرجنا في المظاهرات بداية الحراك الذي حصل في سورية، ونعرف أنه لا رجعة وسيسقط شهداء وسيكون هناك ضحايا، وهناك ثمنٌ سيُدفع لننال حريتنا وكرامتنا في هذا البلد، وجمعة "أطفال الحرية" الشيء الذي حصل فيها رسخ هذا المفهوم بشكل أكبر بالنسبة لنا بأن الشيء الذي نطلبه غالٍ كثيرًا، حريتنا وكرامتنا غاليةٌ ونحن مستعدون لنُضحي بدماءٍ أكثر لأجل أن ننال هذا الأمر.
بعد "أطفال الحرية" دخلت حماة في حالة حزن كبيرة وإصرار الناس زاد، فأنا اليوم كان عندي أخ أو أب أو ابن عم استُشهدوا في 1982، واليوم ثأري تجدد واليوم لدي غاية أنَّ أهلي وأقاربي ماتوا من أجل إسقاط النظام ولم يستطيعوا أن يُسقطوا النظام واليوم مات أمام عيني ابن عمي وأخي وصديقي لنفس الغاية، فالدافع الذي بات لدي لكي أصل إلى هذا الهدف صار أكبر، وهذا لكل أهالي مدينة حماة لأنه في كل مدينة حماة لا يوجد منزل ليس فيه معتقل أو شهيد قضى على يد نظام الأسد المجرم.
وبعد "أطفال الحرية" دخلت المدينة في حالة إضرابٍ عام كامل فالمدينة قدمت من 200 إلى 300 شهيدًا حسب بعض الروايات، وهناك 160-170 شهيدًا (غالب الإحصاءات بين 70 إلى 80 - المحرر) في داخل مدينة حماة وهناك شهداء من الأرياف لم نستطع أن نصل إليهم أو نُوثقهم، وهناك شهداء لم نستطع أن نصل إليهم بالتالي لم نستطع أن نعرف هويتهم، فالمدينة في اليوم التالي خرجت في أكبر عملية تشييع في سورية على مدار الثورة السورية وإلى اليوم لم ترَ عيني تشييعًا للشهداء بهذا الكم الهائل والأعداد الكبيرة.
الناس خرجت تبكي أحبابها أصحابها وأقاربها، وبنفس الوقت الإصرار والعزيمة التي لديها وصلت لذروتها، لم يعد هناك عودة والجمعة القادمة سنقوم بمليونيات كبيرة ومظاهرة كبيرة، ولم يكن هدفنا المليونيات بقدر ما كنا بصدد أننا لدينا غاية إسقاط هذا النظام مهما كلف الثمن وبالسلمية المطلقة وبدون رفع السلاح. وبعد جمعة "أطفال الحرية" بدأ حراك النشطاء بشكل أكبر وأهل الريف صار لديهم دافع ليكونوا مع إخوانهم في المدينة ليشاركوا في تلك المظاهرات، والعمل كان على أعلى مستوى، نحن كمجموعة لم نكن ننام وفي أول المظاهرات نذهب يومًا ويومًا لا نذهب ،على الهاتف أولًا كان الوضع الأمني الخطير يصعب حركتنا، وفيما بعد " أطفال الحرية" الموضوع انتهى إما أن نُسقط هذا النظام أو نموت ولم يعد هناك شيء يُخيفنا، فعليًا جدار الخوف دُمِّر في نفس أضعف شخصٍ في مدينة حماة، فعمليات التنسيق والحركة والترتيب للجمعة القادمة كانت على أعلى مستوى، أذكر كنا ننام ساعة أو ساعتين في الـ 24 ساعة يعني لا ننام جميعنا في نفس الوقت، كان كل منا له وظيفة يجب أن يقوم بها والأمر الآخر كنا نشعر بأننا يجب أن نخرج بشعاراٍت قوية تعكس الغضب داخل كل شخصٍ فينا.
وفي جمعة "العشائر" (10 حزيران/ يونيو 2011) ظهرت شخصية عبد الرحمن فرهود (القاشوش)، وكان فيما بعد بلبل الثورة السورية والشهيد الحي الذي هتف ضد النظام وردد وراءه أهالي مدينة حماة، وصرنا نبحث عن كلمات مناسبة تُوصل طلبات الشعب للناس وتُوصل صوتنا وما نفعله للعالم كله حتى لا يكون هناك عذر لمجلس الأمن أو المجتمع الدولي أو حتى للأمم سواء العربية أو غير العربية والإسلامية أو غير الإسلامية تجاه الشعب السوري، أن تقول: نحن ليس لدينا علم بما يحدث، لأنه هناك إعلام بديل والنشاط على الإنترنت كان جدًا عالي، قليل منا من كان عنده حساب على "الفيسبوك" فقمنا بإنشاء حسابات على "الفيسبوك" أكثر ونُشجع الناس أن يقوموا بحسابات ويدعموا القضية التي نحن فيها، [وفيما يخص] المعدات كنا نستدين وما نعمل به (رواتبنا) كنا نقدمه كله أنا والأخوة معي في سبيل تطوير عملنا من أجل المظاهرات.
والعمل كان على مدار الساعة وعلى مدار الأسبوع أنهينا التشييع وكان مهيبًا بشكلٍ كبير والشهداء الذين توزعوا على مقابر حماة سواء في الحاضر أو السوق، والمظاهرات (التشييع) تحولت لمظاهراتٍ كبيرة وغاضبة، وللأمانة عناصر الأمن والأفرع الأمنية خافت وارتعبت من ردة فعل الناس لأنَّه في اليوم السابق ارتكبوا مجازر، فالتزموا بثكناتهم العسكرية ولم نر أي تحركٍ للنظام بعد مجزرة "أطفال الحرية" وهناك نقطة مهمة وهي وقوف أهلنا في الريف معنا كمتظاهرين من أهل المدينة سواءً من تبرع الدم للمستشفيات أو إيصال الأدوية الطبية إلى المستشفيات التي تعمل على الجرحى ومشاركتهم الفعالة والبارزة في جمعة "العشائر" أو في الجمعات التي بعدها وأتكلم عن إخوتنا في السلمية ومورك والطيبة وفي صوران ومصياف وقمحانة، طبعًا ريف حماة كبير ومشاركتهم كانت فاعلةً وفيما بعد كانوا هم الملاذ الآمن لثوار مدينة حماة، وحتى لا نبخس الناس أشياءهم وأنا أذكرهم وأذكر العمل الجليل الذي قاموا به.
وفي جمعة "العشائر" بعد هذا العمل الجبار نزلنا إلى جمعة "العشائر" ونحن نحمل الإصرار للوصول الى ساحة العاصي وبنفس الوقت معنا الحذر الذي أهملناه في جمعة "أطفال الحرية" نحن اليوم مستعدون ننزل لنتظاهر سيكون أمامنا أفرع أمنية ستواجهوننا بالسلاح سنكون جاهزين أو يواجهونا بالغازات المسيلة للدموع جاهزون وإذا فتحوا لنا الطريق نحن جاهزون، لا رجعة اليوم نحن متجهون مهما حصل وسنصل إلى ساحة العاصي إن شاءت الأفرع الأمنية أو أبت. وهناك أمر مهم قبل جمعة "أطفال الحرية" وهو إقالة محافظ حماة أحمد عبد العزيز، وكان هذا من الأسباب التي جعلت أفرع الأمن تُطلق يد البطش اتجاه المتظاهرين في جمعة "أطفال الحرية"
وبإقالة أحمد عبد العزيز جاء بعده إبن مدينة حماة أنس الناعم، وهو شخصية سيئة الصيت معروف بولائه المطلق للنظام والمنبوذ من أهالي حماة ما دفع بالأفرع الأمنية أن تقوم بما قامت به في جمعة "أطفال الحرية".
ولعظم الأمر الأفرع الأمنية التزمت في الثكنات العسكرية، في صباح جمعة "العشائر" الناس ينزلون الى ساحة العاصي وقد تهيؤا لأي أمر، في صباح هذا اليوم جمعة "العشائر" وسبق وذكرت لك أنَّ الناشطون والشباب كانوا لا ينامون ليلة الخميس -ليراقبوا تحركات النظام- في هذ المرة جمعة "العشائر" كنا قد أخذنا كل الاحتياطات اللازمة حتى لا نقع في نفس المصيدة السابقة في جمعة "أطفال الحرية" فقد كان هناك سيارات لشباب تتجول طوال الليل، كنا متفقين سابقًا أن كل شخصٍ في الحي الذي فيه يُراقب، أما في هذه الجمعة كان هناك دورياتٌ مدنية تدور في الشوارع في المدينة ليلًا لترصد أي حركة للنظام، ولم يكن هناك أي تحركات لعناصر الأمن، وبالإضافة لذلك في صباح هذا اليوم أتانا خبرٌ أنَّ فرع الأمن السياسي اتجه نحو مدخل حماة الجنوبي دوار الرئيس يزيلون تمثال حافظ الأسد من مدخل مدينة حماة -نُسميه في حماة دوار الصنم لا نسميه دوار الرئيس- وأتانا هذا الخبر وهناك من كان يعلم وهناك ناس لم يعلموا به بعد، كانت إزالة التمثال في حدود الساعة 09:00 أو 10:00 صباحًا فهناك أناس لم تعلم وهناك من علم في ساحة العاصي، ونزلنا إلى ساحة العاصي وكانت الأمور منظمة وكنا مجهزين سيارة عليها مكبرات صوت وعليها أناشيد، وفي هذه الجمعة يظهر أول مرة عبد الرحمن فرهود (القاشوش) ويهتف الهتاف "سورية بدها حرية"، وكان هذا أول هتاف لعبد الرحمن فرهود وهتاف "يا ماهر ويا بشار هالعصابة الأسدية سورية بدها حرية" وكان هذا أول هتاف لعبد الرحمن فرهود بلبل الثورة السورية وهذه أول مرة يتجمهر الناس في ساحة العاصي بشكل منظم، ولكن كان يوجد خوف والأعداد لم تكن كبيرة وتُقدر الأعداد من 100 إلى 150 ألف متظاهر من مدينة حماة وحين وصلت الناس إلى ساحة العاصي وعيوننا في الأحياء المجاورة تحسبًا لأي خطر جاء خبر للناس أنَّ التمثال أزيل في مدخل حماة في طريق حمص وبدأ الناس يتجهون نحو دوار الرئيس في تلك المنطقة، وأذكر أننا نزلنا إلى ساحة العاصي جمعة "البشائر" (العشائر - المحرر) وهتفنا وجلسنا ساعة أو ساعتين في ساحة العاصي وصار لدينا مظاهرتين واحدة في ساحة العاصي والثانية عند مدخل حماة الجنوبي عند دوار التمثال الناس تريد أن ترى، لأنك أول ما تدخل إلى حماة ترى هذا الوجه القبيح تمثال حافظ، وكان هذا أمرًا مزعجًا لنا، أنا مثلًا أعمل في حمص أتصبح بوجهه وأتمسى بوجهه حشره الله في أسفل الأسفلين، فالناس بدأت تقول: معقول أُزيل التمثال؟! واتجهوا إلى دوار الساعة (دوار الرئيس - المحرر).
في هذه الاثناء أحد الإخوة اجتهد وأتى بحمار -أعزكم الله- ووضعه مكان التمثال، وهنا خرجت أغنية "شالوا حافظ حطوا حمار والله حركة ذكية" وكان احتفالًا ومهرجانًا عند دوار الرئيس في مدخل حماة الجنوبي.
بعد جمعة "العشائر" شعرنا بأن النظام أحس بالجريمة التي ارتكبها أو أن المجتمع الدولي خشي أن يتكرر سيناريو 1982 ربما بشكلٍ أو بآخر ضُغطَ على نظام الأسد ليكف عن ممارسة أعمال العنف تجاه المتظاهرين في حماة وربما انصاع لهذا الأمر، أو ربما خشي على نفسه النظام من ردة فعل تكون قوية من أهالي مدينة حماة من حمل السلاح أو أمرٍ آخر، ولكن نحن رغم جمعة "أطفال الحرية" كنا مصممين لآخر لحظة للحظة الاجتياح مصممين على سلمية حراكنا في مدينة حماة.
ونزلنا إلى ساحة العاصي ورأينا الأمور هادئة، وكان النشاط والتنسيق على أعلى مستوى ولم نعد نكتفي بساحة العاصي أو مظاهرات يوم جمعة، وصار لا بد من إبقاء الناس في الحالة الثورية على مدار الأسبوع. أذكر في أحد المرات كان يقول بعض الناس: مظاهرات وسلمية لماذا تكتبون على الجدران عبارات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يلا إرحل يا بشار" أنت تنزل مظاهرات لماذا هذه الكتابة؟ بعض الإخوة من أجل أن يبقوا الناس في جو المظاهرات أحدهم جاء بسيارة، وميتور (دراجة نارية) هواء وطلاء وبدأ من أول مدينة حماة لآخرها ومن الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب كلها عباراتٌ مناهضةٌ لنظام الأسد، وفعلًا أنت اليوم تنزل إلى الشارع وأينما تذهب عبارات لافتات وشتائم ضد الأسد ورسومات كاريكاتورية تدل على النظام وإجرامه، وفعلا جعل البلد تعيش في حالةٍ ثورية، والأمر الآخر صرنا ندعو الناس للتظاهر صباحًا ومساءً، وبدأنا نرى طلاب الطب البيطري قد نظموا مظاهرةً متجهين بها من ساحة الكلية إلى ساحة العاصي، والمحامون الأحرار نظموا مظاهرةً ونزلوا بها، والأطباء كذلك الأمر، هذه المواضيع دخلت مدينة حماة في جوٍ ثوري بامتياز، وفي مدينة حماة إضرابٌ مفتوح وعناصر الأمن لم تعد تتجرأ أن تمد رأسها أو تخرج خارج الثكنات العسكرية، والمظاهرات صباحًا ومساءً في كل الأحياء في ساحة العاصي وفي الحاضر وفي منطقة السوق، والناس صلت العشاء وكل أربعة أو خمسة أشخاص ضجروا فيخرجون بمظاهرة، أو شباب خرجوا من القهوة في تلك الأوقات -نحن صحيح في حالة ثورية- لكن كنا نشاهد مباراة لريال مدريد، وخرجنا إلى القهوة وكنا أربعة أو خمسة أشخاص، وقلنا: ما رأيكم أن نعمل مظاهرة؟ وتكبير وكبرنا والموضوع بات سهلًا بالنسبة للناس كلها ولم يعد هناك رادعٌ ولا خوف، وهذا الشيء الذي حصل من جمعة "العشائر" من لحظة وصول الناس إلى ساحة العاصي وبداية جمعة "العشائر" في حماة أو بداية المليونيات.
بعد "أطفال الحرية" دخلت مدينة حماة إضرابًا كاملًا وهذا تبعه إغلاق للمؤسسات الحكومية، والنظام حاول أكثر من مرة أن يُعيد حركة العمل والموظفين، وكان المتظاهرون يمنعون، ممنوع أحد أن يفتح محله أو يُداوم في وظيفته طبعًا ليس ممنوعًا بالعنف، ولكن لا يمكن أن تقف أمام سيل جماهيري، فمثلًا أنا موظف في مدينة حماة أرى أن كل أهل مدينتي قد أعلنوا الإضراب وملتزمون في الحراك الثوري ولا أحد يذهب الى عمله أنا كموظف كيف سأذهب إلى عملي وأنا منهم؟ وهذا جعل المدينة مغلقة ومعزولة عن الخارج، النظام حاول أن يجعل الناس تفتح بالقوة ولم يستطع وحاول جعل الموظفين تنزل من الأرياف إلى البلد -طبعًا الموظف يدخل- ولكن أين سيذهب؟ المديرية مغلقة فيعود.
وأذكر في تلك الفترة كانت امتحانات البكلوريا (الثانوية العامة) والناس (المتظاهرين) تقف على مدخل المدينة شبيح لا يدخل وعنصر أمن لا يدخل ماذا تريد أن تفعل هنا؟ عد إلى قطعتك العسكرية -بدون عنف- إذا كنت طالب تفضل الى الامتحانات، وهي موثقة على الفيديو كيف الناس تستقبل الموظفين والطلاب بوردة أو قطعة سكر أو كأس ماء ليُشعروا الناس -وخاصة أهل الريف من غير طائفة- أننا سلميين لكن النظام مجرم، وهذا الأمر كان جيدًا جدًا لأهل حماة بالإضافة الى أن المدينة كانت مغلقةً والإدارات والمجلس المحلي (مجلس المحافظة - المحرر) مغلق، كان هناك إدارة ممتازة للمدينة من قبل الأهالي فمعدل الجريمة في حماة صفرًا والسرقة صفر الشخص يرى محل جاره فارغًا يُغلقه له، شخص يترك رزقه خارج بيته ولا أحد يقترب منه، وصار هناك ألُفة ومحبة بين الناس ووحدة حال والغني يعطف على الفقير، والذي عنده يُعطي للذي ليس لديه والناس متكاتفة والمحبة في تلك الفترة لم أشعر ... في حماة نحن نقول: "حماة كلها ابن عمك وابن خالك"، فهي مدينة صغيرة والكل أقارب، للأمانة وهذا الشيء أن حماة ابن عمك وقريبك لم أشعر به إلا بعد (تحرر مدينة حماة من عصابة الأسد) وتشعر بأنَّنا كلنا أهل وعائلة واحدة، وهذا الذي حصل في جمعة "العشائر" والإضراب الذي حصل والعصيان المدني الذي حصل وحاول النظام أن يجتاح المدينة عدة مرات سواءً بالعنف أو حتى في الهراوات أو بالسلاح الناري، ولم يستطع وسنتكلم عنه بعد جمعة "العشائر" وهناك جمعة "إرحل" وجمعة "أحفاد خالد" وكانت جمع كثيرة ومهمة حصلت في حماة. والمليونيات التي حصلت والتي دفعت بالمجتمع الدولي لإرسال سفيرين السفير الأمريكي والسفير الفرنسي لمعاينة الحدث الذي يحصل داخل مدينة حماة هل هو واقعي أم مجرد إعلام مزيف أو مثل فبركات مثل ما يقول الإعلام الموالي وهذا كله رأيناه فيما بعد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/05/09
الموضوع الرئیس
جمعة العشائركود الشهادة
SMI/OH/83-07/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
10/6/2011
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-ساحة العاصيمحافظة حماة-مدينة حماةمحافظة حماة-محافظة حماةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن السياسي في حماة
مجلس محافظة حماة - نظام