الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

زيارة باسل الصفدي في سجن عدرا على مدار 3 سنوات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:04:05

عندما ثبتنا العقد أنا لم أذهب إلى المحكمة وأنا كتبت وكالة لصديقتي، وباسل قد وكل أنور البني، وأصبحت إذا أردت شيئًا فأنا أذهب إلى النفوس، إلى نفوسه، إلى نفوس الفلسطينيين، وكانت الحالة جدًا غريبة، والشيء الذي لم أستطع الحصول عليه هو دفتر العائلة، كان دفتر العائلة يجب على الزوج تحديدًا أن يحضره وقلنا لهم: إن الزوج في السجن فقال: يجب أن يكتب لك وكالة عند كاتب العدل، وهو لا يستطيع أن يكتب وكالة عند كاتب العدل لأنه محكمة ميدانية ونريد شيئًا يُثبِت يعني: كتابًا من مدير السجن، فأريناه وهذا كرت الزيارة ولكن رفض مدير السجن أن يعطيني كتابًا، ولم يعطوني دفتر العائلة، وحتى إنهم رفضوا أن يستلمه والده.

أنا بقيت أزور باسل تقريبًا 3 سنوات وكنا على تواصل، وأنا غالبًا أذهب السبت والاثنين والأربعاء، وأنا عندي مشكلة وهي أنني لم أكن أشعر بأنني زوجته، وأنني بين مجتمع يشبه بعضه إلا على الشبك، وبقينا شهورًا نتشاجر، وأنا هناك أشعر بأنني محامية وهنا أحس أن الناس مثلي. 

بعدها توقفت عن زيارة الشبك، وطبعًا الشرطة لم يكونوا يفهمون لماذا أنا أزور على الشبك، وأنا بما أنني أعرف كل السجن ويوجد علاقة احترام مع الضباط أو الشرطة، وأنا كانت الإجراءات التي تحصل معي يعني تختلف عن التي تحصل مع غيري. 

يوجد شيء حقيقة غريب، وأنا لقبي في السجن محامية المعارضة، ويوجد الكثير من الشرطة مؤيدون وليس جميعهم معارضة، ولكن علاقتنا كانت جدًا جيدة يعني جاءت فترة سنتين كان فيها وضع السجن جدًا خطيرًا، ويوجد مكان مفصلي بين سيطرة النظام وسيطرة المعارضة في دوما.

2013-2014 كان الوضع سيء جدًا، كانت المواصلات شبه مستحيلة، وأنت لديك مخيم الوافدين تدخل منه سجن الرجال، وبعد قليل مشفى ابن سينا للأمراض العقلية، وأبعد لمسافة قصيرة سجن النساء، وسجن النساء تمامًا هو النقطة الفصل، وجدًا صعب سجن النساء، وفي لحظة كان يمكن أن يخرج لك حاجز تابع "للواء الإسلام" (جيش الإسلام لاحقًا- المحرر) أمام سجن النساء، كانت المشكلة أن النظام نصب راجمات وجيشًا في داخل سجن عدرا ويقصف منه، وفي مشفى ابن سينا، وعدة مرات أُصيب المرضى ومات أشخاص، وكان يوجد حاجز اسمه حاجز ابن سينا، ونحن في الباصات كان يركب معنا أشخاص ذاهبون حتى يزوروا في "ابن سينا" (مشفًى حكومي للأمراض النفسية والعقلية) يعني في إحدى المرات أب وأم يقولون لي: إن ابنهم مصاب إصابات خطيرة، وهم بكل الأحوال مرضى نفسيين وعقليين يعني الوضع كان جدًا صعبًا. 

الطريق مزعج ويوجد فيه حواجز والمواصلات لم تكن تصل إلى باب السجن وعليك أن تمشي إلى مخيم الوافدين، وإما أن تكون المجاري تطفو أو القمامة قد رُميت على الطريق وعليك أن تمشي كل هذه المسافة، وإما أن يكون هناك مطر أو ثلج أو يكون الطقس حارًا جدًا يعني المنطقة هناك صحراء وجدًا عذاب وتسقط قذائف، وأحيانًا الشرطة كانوا ينتظرونني حتى أركب بالباص أو يقفون وأجلس مكانهم وكانت تحصل الكثير من الأشياء، وبعدها لدينا حاجز ضاحية الأسد وهنا أيضًا تَعلقُ (اشتباكات) يعني هنا كم وقفنا! وفي إحدى المرات كان يوجد دبابة ونحن في المنتصف وهي تقصف على طرف حرستا يعني قذائف الدبابة كانت تخرج من فوق الباص الذي أركب فيه والوضع كان عجيبًا، هذا عدا القنص، وكان "لواء الإسلام" يخرجون من مفارق حرستا ودوما على أوتوستراد حمص عندما يكون الطقس غير جيد وعند الثلج فيكون هناك خطر أكثر، وأنا مرتان كنت في الباص أثناء العودة وتم قنص الشخص الموجود بجانبي ومات بحضني مرتين، وأنا في أول مرة وأنا حتى الآن أخاف من التصفير لأن رصاصة القناص يوجد لها صوت صافرة لذلك صوت الصافرة يوترني، وأنت لا تعرف أين جاءت يعني يوجد صوت صافرة ولا تعرف [أين استقرت]، ويوجد ثوان، ولكنها أطول من الطلقة يعني الرصاص العادي، فهو فجأة مال على حضني -وطبعًا أهلي لا يعرفون هذه القصص ولا باسل- وأنا أتفقد نفسي لأنهم يقولون: عندما تكون الطلقة ساخنة أنت لا تشعر بها، فأجد أن الرجل الذي بجانبي ميت، وأنا لا أستوعب لأننا بجانب بعضنا أنه خرجت الرصاصة منه ومن المفروض أن تدخل بي وأنا لا أستوعب وأقول في نفسي: المهم أثناء العودة وليس أثناء الذهاب، يعني على ثيابي الدم.

بصراحة على اليسار حرستا وهو الطرف الذي لا يتواجد فيه النظام، وفي المرتين الرصاصة جاءت من الشمال وليس من اليمين، ولكن مثلًا الدبابات كانت تقصف من اليمين من الطرف الذي يسيطر عليه النظام تقصف على الجهة الثانية، ولا تكترث للمواصلات.

استمر هذا الطريق يعمل، وقاموا باستخدام طريق [مدينة] التل، ولكن طريق التل ليس دائمًا متوفرًا والطريق يأخذ معي 5 ساعات ذهاب كل يومين وإياب، وفي الصيف في كل ذهاب إلى السجن في شهر تموز(يوليو) وآب (أغسطس) كنت أُصاب بضربه شمس بعدها، وأنا كنت أذهب السبت والاثنين والأربعاء يعني أنا أبقى من السبت إلى الاثنين لا أستطيع القيام وهذا عدا الأشياء الثانية التي كانت تحصل.

باسل بعد أن ذهب إلى صيدنايا وجاء، هو تم استجوابه وهو موقوف، ويوجد إيداع أو موقوف أو محكوم وهو موقوف ولا أحد يعرف المدة، وهو المدة التي بقيها في السجن 3 سنوات. وهناك أنه أنا آخذ شهادات وأسمع قصصًا مأساوية وتتعب أعصابي وهو يرى كل هذا الشيء، وأحيانًا كان يضجر ويقول لي: يا ليتك لم تكوني محامية وأزورك على الشبك، وأوقاتًا يكون فخورًا وفي النهاية هو سجين وأنا بدأت أتعرف على باسل ثان، وكنت أعرف أنه عندما يخرج -وإذا خرج- سيكون هناك باسل 3 غير باسل في السجن وغير باسل قبل السجن، وهو أيضًا يمر بالكثير من الصراعات. 

بنفس الوقت بدأ باسل يحصل على امتيازات من ضباط، وأنا بعد عام 2005 بعد أن بدأوا يضعون السجناء السياسيين مع السجناء الجنائيين أصبح هذا الأمر جدًا مؤذيًا، وباسل كان موجودًا في جناح الجرائم الأخلاقية الذي هو الجناح الـ 7 فأصبح يوجد فوق الأذى أيضًا أذًى إضافي، ولكن هذا كسّر (هوّن) عليه لأنه يوجد الكثير من الأشخاص من رفاقنا جلسوا معه بنفس الجناح يعني أصبح يوجد عالم ثان في السجن.

من بين القصص: في إحدى المرات كنت ذاهبة إلى الزيارة ويوجد أولًا الغرفة التي تقدم فيها بطاقات الزيارة حتى يقول لك إن هذا الشخص في الجناح الفلاني، ويكتب لك عليه ثم توقعه، وبعدها تدخل، وكان يوجد امرأة تسأل هذا الشخص، وأنا لا أتذكر اسم هذا الشخص وهو شرطي وقالت: زوجي تم تحويله إلى المحكمة الميدانية، وهذه الامرأة من حمص وهي منقبة وقالت: زوجي تم تحويله إلى المحكمة الميدانية، هل تعرف محاميًا جيدًا، فقال: لا، وهو لا يريد أن يتحدث كثيرًا لأنه في المحكمة الميدانية لا يوجد محام، وأثناء خروجنا أحيانًا كنا نمشي وأحيانًا يأتي الباص ونركب به، وأنا أمشي وأدخن سيجارة فقلت لها: أريد أن أقول لك أمرًا أنا محامية وزوجي أيضًا معتقل جئت لزيارته، وهو أيضًا محكمة ميدانية ولا يمكنني أن أفعل له شيئًا، ولا تجعلي أحدًا يستغفلك، فقالت: أنت محامية وزوجك في السجن؟ فقلت لها: نعم! فقالت: لماذا زوجك في السجن؟ فقلت لها: لأنه ناشط، فقالت: يعني ضد النظام؟ فقلت لها نعم! ففكرت فقالت وماذا أنت؟ فقلت ماذا أنا؟ فقالت وهل أنت أيضا ضد النظام؟ فقلت لها: نعم، فقالت: ولكن أنت..؟ فقلت: ماذا؟ فقالت، وبعد تردد قالت، أنت لست محجبة، وكيف أنت معارضة؟ 

وأنا صدمت يعني أنا في طفولتي كل المعارضين من النساء الذين مروا علي لم يكنّ محجبات، أنا هنا أحسست بأسًى وكم نحن لا نعرف بعضنا ولا أحد يعرف أحدًا، يعني من المفترض أنه يوجد الكثير من الهتافات متشابهة لكن كل أحد يريد شيئًا، خرجت وأنا لا أعرف... ولكن ليس فقط النظام برأيه أو أنه أراد أن يروج على فكرة: أن الذين خرجوا هم متطرفون وسنة، وحتى منهم هكذا يظن، وأن كلمة حرية وهي أول كلمة كلنا قلناها، وكل شخص برأيه تعني شيئًا يعني ليست نفس الحرية التي نحن نتكلم بها، يعني يوجد أحيانًا الحرية التي أريدها جدًا تتعارض مع الحرية التي يريدها الآخر، وفي وقتها أحسست بهذا الشيء في عام 2013، وفي وقتها أحسست أنه نحن قبل أن ننتهي من النظام نحن ننشغل ببعضنا.

وبدأت تمر على رأسي القصص التي يتحدثون عنها، مثلًا رفاقنا العلويون عندما يتم اعتقالهم أو رفاقنا الذين يتحدثون بالقاف (اللهجة العلوية) ولكنهم ليسوا علويين كيف يتم نبذهم داخل الأفرع في الزنزانات ويتم تخوينهم لأنهم يتكلمون بالقاف وأنه نحن عندنا لا أعرف ماذا سوف يحصل بنا، وكيف فيما بعد عندما بدأ النزوح إلى داخل الشام (دمشق) كيف حصلت هذه الطريقة الفوقية -التي هي معروفة لدى أهل دمشق مع احترامي- ولكن أصبحت كلمة "غربتلي" تُستخدم أكثر، وأصبح ابن الغوطة "غربتلي" وجاء الكثير من الغوطة وحمص ودرعا ودير الزور، وكان يوجد طريقة تعامل غريبة يعني أنا لا أفهم يعني: نحن كيف سننجح بشيء ما إذا كنا هكذا نفعل ببعضنا، يعني لم نلتفت بعد إلى خصمنا أساسًا حتى نعرف كيف نحاربه، وأصبحت أرى أن النظام سعيد بهذه الحالة التي نحن فيها.

في إحدى المرات كان يوجد معتقلون من اللاذقية أخبرتني عنهم امرأة، وهذه المرأة تعرفت عليها عندما كانت معتقلة مع صديقتي، وهي من اللاذقية وهي سنية، فقالت لي عن أسماء، فذهبت حتى أرى الأسماء، وسألت الشباب الذين أعرفهم في السجن، وسألت باسل ورفاقنا الموجودين في السجن، فقالوا: إنهم شبيحة، وهم سنة، وحتى لا نقول علوية، وتصبح طائفية، وهم شبيحة يعني: منهم من كان يضرب الناس يعني جزء منهم كان يضرب المتظاهرين ويوجد جزء من المتظاهرين يضربون حفظ النظام، وأنا رفضت التوكل وهذا لم يعجبها، ودارت الأيام. في عام 2013 وعام 2014 ومنذ سنتين كتبت لي على "الفيسبوك" أعتقد عندما حصل تفجير بيروت (انفجار مرفأ بيروت) في عام 2020 كتبت لي على "الفيسبوك" أنت حزنت على اللبنانيين وأنت لم تتضامني مع أهل إدلب وأهل درعا -وأنا لا أرد على التعليقات- وأنت شخص طائفي ورفضت أن تتوكلي عن معتقلي اللاذقية، وقلتي: إن أهل اللاذقية شبيحة، وأنا لم أرد عليها فأصبح يدخل الأشخاص الذين كانوا مع باسل في السجن ويقولون لها: هؤلاء الذين ذكرتيهم هم شبيحة، يعني هل تقصدين نورا التي لم يمر أحد على السجن إلا وزارته! فقلبت القصة أنني لا أتضامن مع درعا ولا مع إدلب عندما يتم قصفها، وأتضامن مع اللبنانيين يعني طريقة تفكيرنا جدًا غريبة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/06

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورةالإيداع في سجن عدرا

كود الشهادة

SMI/OH/123-15/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2013-2014

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جيش الإسلام 

جيش الإسلام 

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

المحكمة الميدانية العسكرية - نظام

المحكمة الميدانية العسكرية - نظام

سجن دوما للنساء

سجن دوما للنساء

الشهادات المرتبطة