الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تهريب لوحات رسم لباسل الصفدي من سجن عدرا، والمشاركة فيها بمعرض في فينيسيا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:06:17

وأنا بدأت أكتشف وليس فقط هذا، وإنما الشيء الذي عشته سابقًا مع اعتقال والدي وأنني تربيت بين السجناء، وأن أكثر مشكلة عند السجين هي الوقت، بغض النظر عن المكان وبغض النظر عن الضغط النفسي وبغض النظر أن السجين جاء من فرع أمني وتعرض للتعذيب، وبغض النظر أنه بعيد عن عائلته وبغض النظر عن القلق، فالوقت الذي يمر بدون أي شيء، والذي يجعل السجين فقط يفكر بوقت الخروج، ولكن هذا الشيء هو أسوأ شيء يعيشه السجين بأنه لا يجب أن يفكر بالخروج.

في إحدى المرات قلت له (لباسل) -ومن المرات النادرة التي استخدمت فيها كلمة عندما تخرج- قلت له: عندما تخرج، وكنا دائمًا على خلاف أنه يريد أن يبقى في سورية، وطبعًا أنا أريد البقاء في سورية ولكن إذا خرج باسل لا يمكننا البقاء في سورية وأنا لا أريد أن أعود وأعيش الخوف الذي عشته. 

كنت في بيروت والتقيت مع صديق رسام وهو ياسر صافي فذكرت له القصة فتحمس جدًا وذهب ياسر صافي واشترى كمية هائلة من أدوات الرسم ومن أغلى مكان في بيروت، وعلمني كيف أشتري، وماذا اشتري، وأنا أدخلتها على مراحل إلى السجن، وشيئًا فشيئًا تطورت القصة حتى انتشرت في السجن بحيث إنني أدخلت أدوات رسم خلال أشهر لـ 8 آلاف سجين، وبحيث إن الفكرة انتشرت -وأجمل شيء أن كل شيء بالسر كان يحصل- والفكرة انتشرت ووصلت إلى أوروبا من خلالي، وكان يوجد معرض في فينيسيا (إيطاليا) وأنا أخرجت 7 لوحات من باسل ومن غيره، وشاركوا بالمعرض كلوحات من داخل سجن في سورية، والذين رسموها لا يزالون معتقلين، واللوحات انتقلت إلى عدة معارض، وبعدها تطورت القصة وباسل التصق بقصة الرسم، وفي مرحلة أنقذَتنا هذه القصة، وهو رسم على 7 أقمشة لوحات صغيرة وكان لهم معنًى كثيرًا، والكانفس هو القماش المشدود على الإطار لاأعرف اسمه بالعربية، وهو بحجم كف اليد، وهو يرسم بألوان معينة يعني مثلًا رسم ضابطًا عليه رتب ولكن برأس حمار، وكانت الرسمات جدًا بسيطة وتنتهي خلال نصف ساعة، وهو جدًا استخدم الأزرق والأحمر، ورسم شيئًا مثل شبكة العنكبوت، وهو منام دائمًا يراه، والمهم أن اللوحات الـ 7 تم بيعهم بمبلغ 20 ألف دولار، وتم شراؤهم، ولا أعرف إذا كان يحق لي أن أذكر أسماء شخصين معروفين في العالم، وهم اشتروهم لقيمتهم الاعتبارية أكثر من قيمتهم الفنية، لأن باسلًا قد رسمهم في السجن وباسل أحب الفكرة كثيرًا، وشعر أنه يمكن أن نعيش مرتاحين ونساعد الأشخاص، ويمكننا أن نشتري منزلًا ونؤمن حياتنا، وبعدها اختفى. 

ولكن أنا في الحقيقة سندتني هذه الأموال لأنني بقيت لسنوات بدون عمل وبدون أي مورد، فاستطعت [الاستمرار]، وأنا كنت لا أزال متكفلة بأشخاص وبعائلات أنا أساعدهم، فكانت لعدة سنوات في حياتي هي المصدر الوحيد لي، وكان توقيتهم مناسبًا.

أنا مرة واحدة سألت باسلًا عن التعذيب الذي تعرض له لأنني كنت أتعامل بموضوعية وآخذ شهادته، ولكن خلال حديث بيني وبينه لم يحصل هذا أبدًا، وحتى والدي لم أسأله أبدًا، وحتى عندما كنت صغيرة، وكان والدي يتحدث عن التعذيب الذي تعرض له مثلًا أن رقبته مكسورة وجبرت بشكل خاطئ، وأصبحت لا تتحرك، يعني هو يتحدث عن ذلك وهو يضحك، وأنا عندما كنت أصغر وعندما يتحدث والدي كنت أخرج من الغرفة، ولكن فيما بعد لأن عملي أصبح كله عن التوثيق والتعذيب، أنا أصبح يمكنني أن أسمع وهذا لا يعني أنه لن يحصل لي شيًا فأنا جدًا أتأذى، وأنا منذ 10 سنوات وحتى الآن آخذ أدوية اكتئاب، وألتقي مع طبيب نفسي ولكن أصبح يمكنني أن أسمع.

أنا كنت أشهد على علاقات كانت تنتهي في السجن سواء بطلاق أو انفصال كعلاقة أو خطبة وأرى الدمار الذي يحصل يعني البكاء من السجين، يعني باسل كان يقول لي: إنه يوجد أشخاص يتم الحكم عليهم 3 سنوات ونساؤهم يطلقونهم، وهذا كان يجعل باسلًا يراني أنه ماذا [عنك] أنت؟!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/08

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/123-20/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2014

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

الشهادات المرتبطة