الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قصص من النشاط الحقوقي في سجن عدرا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:35:13

من الأشياء التي حصلت هو أنني تعرفت على صبية اسمها رشا، وأنا تعرفت عليها عن طريق صديقة مشتركة وقالت لي: إنه توجد صبية تعطي الحقن (طبيّة) لجارتنا وهي زوجها في السجن وتم تحويله إلى محكمة الإرهاب، هل يمكنني أن أعرفك عليها؟ فقلت لها: نعم، فاتصلنا بها فجاءت والبنت كانت تدرس الحقوق، ولكن البنت وضعها كارثي فأمها متوفاة ووالدها متزوج ورُبّوا عند زوجة والدهم، وبعدها تُوفي الأب فتزوجت هذا الشخص الذي هو أيضًا أمه ميتة وأبوه متزوج من امرأة أخرى وهو كردي، وهو قريب زردشت وانلي وهذا الشخص كان ناشطًا في ركن الدين وقتلوه، وقامت كل ركن الدين أثناء تشييعه فمغضوب عليه هو ناشط، والبنت عروس واعتُقل زوجها واسم زوجها بشار وانلي ولا يوجد عندها مكان ولا منزل وكانت تعمل سكرتيرة (أمينة السر) عند طبيب وأسكنها في عيادته وهو سافر وحالتها بالويل (فقيرة) وقلنا لها: أنت تدرسين الحقوق أكملي الدراسة حتى تصبحي محامية فأكملت وسجلت في النقابة وخلال أشهر انتهت القصة وأصبحت تزور زوجها كمحامية، ولو (رغم) أنها متدربة، وبدأت تتشاجر مع زوجها، وهم يروننا أنا وباسل وتغيرت كل حياتهم لدرجة أنها هي دافعت عن زوجها فيما بعد وقد تم الحكم عليه وخرج بعفو، وهو سُجن 6 سنوات وهو تم الحكم عليه 15 سنة في البداية وأنا باركت له وبعدها خرجوا وأصبحوا في فرنسا.

بشار اعتُقل ومعه 6 أشخاص وتعرضوا للضرب على رأسهم، ومات منهم 4 أشخاص وبقي شخصان بشار وشخص آخر والجمجمة متأذية والدماغ متأذ فوصل إلى عدرا، وعندما زارته لم يكن يرى وهو ادعى أنه يرى وبنفس اليوم نقلوه إلى المستشفى، وتوجد أذية في الدماغ وهو أساسًا مريض صرع، وأنا كنت أُدخل له أدوية الصرع وهي عندما أصبحت محامية أصبحت هي التي تُدخل له الأدوية، وبعدها أصبح معه شبه سرطان في القولون ووضعه النفسي متأزم وتأتيه نوبات صرع ووضعه النفسي والصحي كان جدًّا سيئًا وبعدها نقلوه إلى سجن السويداء وحصل استعصاء سجن السويداء وانقلب الأمر إلى دروز وسنة وعاش كل هذه القصة، وأخيرًا خرج بعد كل هذه المعاناة ولا يستطيع أي طبيب أن يعرف حالته وذهبوا إلى تركيا وعلقوا (اضطُروا أن يبقوا) هناك وبعدها جاءهم لجوء، وتحدثنا مع الكثير من المنظمات التي تعمل في قصص التعذيب [من أجلهم] فأصبحوا في فرنسا، وحاليًّا في فرنسا ولا أحد يستطيع أن يعرف الأذية التي حصلت في الدماغ، وفي فرنسا كل فترة يقضي شهورًا في مصح يضعون فيه الأمراض المستعصية التي لا تظهر وليس لها علاج، ولكن رشا دافعت عن معتقلين آخرين وأصبحت ناشطة وأصبحت تذهب إلى مؤتمرات وتحضر ورشة عمل وتتحدث عنها، وهي كانت امرأة جدًّا بسيطة وتغيرت كل حياتها ودائمًا تقول: نورا هي التي غيرت حياتي يعني هي وبشار كانوا متعلقين بنا أنا وباسل، وكنا نذهب سوية إلى مشوار السجن، ونجلس نحن الـ 4 لأنني أنا محامية وهي محامية، وتحسنت حياتهم جدًّا ولكن توجد معاناة. 

الشيء الذي كنت أحب أن أفعله هو أنني مرسال الغرام، ويوجد أشخاص حبيباتهم أو زوجاتهم خارج سورية ولا يستطيعون زيارتهم وأنا كنت جدًّا أستمتع وأوصل الرسائل أو أنشرها على "فيسبوك" وأعمل إشارة حتى تكون مفاجأة لهم، وكنت أشعر بالكثير من السعادة وكان يُطلق علينا بالسجن -حتى الشرطة والضباط- عصافير الحب، أنه ليس فقط الناس يروننا كيف نحب بعضنا وأيضًا نتشاجر وأيضًا نساعد الناس في إنجاح علاقاتهم وحصلت الكثير من التفاصيل الجميلة.

 وبعدها تعرفت على محامية اسمها سناء، تعرفت عليها مع أنور البني وأنا لأول مرة أراها، بعدها بدأت أرى سناء في السجن بسبب أخيها وسناء هي فلسطينية كانت تعيش في دوما وهي مطلقة ولديها 3 أولاد يعني بنت وصبيان وأصبحت تعمل معنا في محكمة الإرهاب وتدافع عن الناس، وفي الأوقات الخطرة التي لا يذهب فيها أحد إلى السجن غيري أحيانًا كنت أرى سناء تزور الناس وأرى سناء تبكي في محكمة الإرهاب، وشيئًا فشيئًا سألتني سناء عن شخص وتريد أن تعرف إذا كان على قيد الحياة أو ميتًا قالت لي أنها ابنة أختها.

 فكانت قصة سناء، وسناء تزوجت وعمرها 14 سنة وطُلقت وإخوانها جدًّا متزمتون ووالدها وقف ضدهم حتى أخذت البكالوريا ودرست الحقوق وتخرجت وأصبحت محامية في الثورة، وسناء ابنها يخدم في الجيش وانشق وبقي في دوما ولهذا السبب أصبحت العين عليهم (مراقبين) ولديها بنت، أيضًا غلطت ولا يمكنني أن أحكم عليها، ولكنها زوجتها وهي صغيرة، وكان ابنها -قبل امتحان التاسع بعدة أيام- كانوا على الحاجز، على حاجز اليرموك فأوقفهم الحاجز والابن كان قد استلم هويته حديثًا فأنزلوه من الحاجز من أجل أخيه المنشق، والولد خاف وبدأت سناء تقول لهم: "حرام اتركوه هذا صغير، وسوف يقدم امتحان التاسع بعد عدة أيام" فركض الولد في الشارع فأطلقوا عليه النار واعتقلوه، وكانوا سيطلقون النار على سناء واعتقلوه أمامها وهو مصاب، وطبعًا الولد فيما بعد مات تحت التعذيب.

وسناء أصبحت لديها ردة فعل أنها أصبحت تريد الدفاع عن المعتقلين الآخرين وهذه هي المرأة التي استسخفتها أول مرة التقيتها لكنني تعلمت منها فيما بعد، على الأقل أنا الناس تعرف عملي لكن هي لا أحد كان يعرف ما كانت تقوم به وهي تستحق الاحترام بالتأكيد أكثر مني.

ابنتها عمرها 20 سنة في يلدا وعندما دخل "[لواء] أبي الفضل العباس" (مليشيا شيعية عراقية مدعومة من إيران) كانت يلدا محاصرة وحصل قصف وابنها كان عمره سنتين وعلق تحت الأنقاض 3 أيام ولم يعد يستطيع الكلام، يعني حتى أصبح عمره 6 سنوات وهو لا يتكلم، ولديه تروما (صدمة) وبعدها قالوا لهم: اخرجوا فك الحصار فخرجوا فاجتمع كل الرجال وحرقوهم بإطارات أمامها حرقوا زوجها وأنا لدي الكثير من المستفيدات من العمل عاشوا هذه الحادثة مع أزواجهم، وهكذا كانت حياة سناء.

أنا عندما التقيتها هي كانت في مرحلة لا تعرف أن ابنها قد مات، ولا تعرف إذا صهرها قد مات أو فقط كان مصابًا بحروق وأخذوه، وبعدها سناء ذهبت إلى ألمانيا هي وابنتها وحفيدها. 

هي أيضًا كانت تزور الموكلين كانت تخاطر بحياتها، يعني ليس بالدرجة التي كنت أذهب فيها أنا، ولكن أيضًا كانت تذهب بدرجات خطرة، ولكنها كانت مستعدة أن تموت من أجل هذه القصة.

في إحدى المرات انفجر لغم بمحامية في سجن النساء فالطريق إلى سجن النساء ملغم وكان يوجد طريق بين السجنين وهما بناءان منفصلان ويوجد مسافة يعني 15 دقيقة من المشي وهذا الطريق ملغم، وعادة إذا كان يوجد خطر كثير فإنهم يأخذوننا من هذا الطريق بين السجنين، ولكنهم يأخذوننا بسيارات معينة ولا يجعلوننا نمشي لأنه ملغم، وسيارات السجن تعرف مكان الألغام فقالوا: إنه قد انفجر لغم في الطريق.

وجاء شخص هو الذي يكتب الوكالات فقال لي: إنه توجد أستاذة أعتقد اسمها زينب وأنا لا أعرفها وهي من حمص، وهي لم تنتظر ومشت وانفجر بها لغم فسألته: هل ماتت؟ فقال: لا الحمد لله، وهي فقط فقدت يديها وقدميها لم أعلم هل يقال الحمد لله عل هذا الفقد؟! أنا لا أعرف إذا هي ذهبت حتى تزور موكلات أو شخصًا يقربها، وأنا في هذا اليوم كله لم أكن موجودة وأنا سمعت فيما بعد أنه انفجر لغم وبعدها عرفت أنه انفجر بهذه المحامية.

نحن نتحدث عن الطريق الداخلي وعندما يكون هذا الطريق الخارجي الذي هو جبهة اشتباك خطرًا جدًّا فيدخلون المحامين، ويتم منع زيارات الأهالي، ولكنهم يسمحون بدخول المحامين من طريق السجن -من طريق داخلي- نحن يجب أن نذهب معهم. 

محيط سجن صيدنايا ملغم من قبل الاستعصاء، وأنا لا أعرف فكرة حماية السجون بالألغام جدًّا غبية يعني أساسًا يوجد دول لا تعاقب السجين على الهروب لأن الحرية هي غريزة وهي ليست فقط حاجة ويمكنهم حمايته بمليون طريقة عدا الألغام والفكرة جدًّا غبية.

وطبعًا مات محامون أيضًا يعني بالقصف على طريق السجن أو على السجن وحصلت عدة حوادث هذا عدا اعتقال محامين واختفائهم قسرًا أو قتلوا تحت التعذيب وأنا ذكرت عصام زغلول وبرهان الصقال منذ فترة وخليل معتوق ويوجد غيرهم رزان زيتونة ويوجد الكثير من المحامين دفعوا ثمنًا قاسيًا.

رشا وسناء يعرفون بعضهم واشتغلوا مع بعضهم فترة، كان يجتمع الكثير من المحامين في السجن وليس فقط نحن وكنا كل فترة تذهب مجموعة محامين ويذهبون إلى سجن النساء وثم إلى سجن الرجال وأحيانًا كنت أذهب مع صديقتي لميس التي زوَّجتنا والتي كان ابن أختها أحمد زغلول أيضًا معتقل عدة مرات وفي وقتها أنا أخبرتها أن أحمد تم تحويله إلى عدرا وفي وقتها باسل استغل أحمد وكان دوره بالهاتف وكان قد وصل لتوه، فقال له: لن آخذ دورك ولكن يجب أن تتكلم مع نورا وليس مع أهلك وتقول لها: أنا هنا وهي تخبر أهلك، فاتصل معي الساعة 2:00 ليلًا في وقتها.

دعد موسى كانت تذهب معنا وكان يذهب معنا إبراهيم القاسم وحسين عيسى وعمار جيهان أمين -أحيانًا نذهب سوية- وعندما نقرر العودة أنا أرسل القبلات والقصف (مستمر) وهي تقول: هيا استعجلي وهي عصبية جدًّا وأنا دائمًا أضحك عليها.

كنا كل سبت نذهب أنا وحسين وعمار وبعدها عمار سافر إلى هولندا وعمار جدًّا يرتعب من القذائف وعندما نذهب يكون هناك قذائف وحسين لا يكترث وأنا دائمًا عندي نظرية أنه لا داعي لأن أركض لأنه عندما تسقط قذيفة فإن الجميع يركض، ولكن ماذا لو سقطت هنا فأنا امشي على مهلي وحسين متمهل وعمار جدًّا يخاف، وأنا عندما نخرج من السجن ونمشي تقريبًا 20 متر هنا يوجد بقرات وأنا كنت مصرة على رؤيتهم وحسين يكون على الهاتف كالعادة وهو دائمًا يتحدث على الهاتف مع أهل الموكلين ويطمئنهم عن الزيارة، وعمار يكفر (تعبير عن الغضب) لأنه يخاف كثيرًا ويستلقي على الأرض وأنا لا أعرف لماذا يستلقي على الأرض مع أن الأرض فلاة! 

وأنا كنت أرسل رسائل للناس من باسل ومنهم إلى باسل وباسل كان يكتب لي على ورقة في كل مرة ما يحتاج من أغراض، وكتب الكثير من الأمور، وبعدها بدأ يرسم أشياء ليست لوحات ولكنها مثل الأطفال الصغار ولكن فيها كلمات مهمة، أهم لوحة علقتها هي: توصل إلى ما لا تستطيعه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/08

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورةالنشاط الحقوقي

كود الشهادة

SMI/OH/123-21/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2014

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

لواء أبو الفضل العباس

لواء أبو الفضل العباس

الشهادات المرتبطة