كواليس العملية الانتخابية في سورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:22:05
تكلمنا عن دخول الانتخابات 2003 إلى مجلس المدينة (مدينة حلب) وتكلمنا عن الدوائر وتوزيعها ولكن يجب أن نتكلم عن كيفية الانتخابات في سورية وهذا ينطبق على مجلس الشعب ولكن نتكلم عن مجلس المدينة والسواد الأعظم من السوريين [لايعرف] أن هناك مجلس مدينة منتخب أصلًا ولا يعرف أنَّ هناك انتخابات بعد شهر أو 4 سنوات ستحصل والذي يعرف دوائر الحزب والذي سيترشح، ولذلك نسب المشاركة الحقيقية في الانتخابات ليست مرتفعةً وأجزم أنها 8% ولكن هم يظهرونها مرتفعةً والذي يحصل جبهة الوطنية التقدمية في الورقة وهم يقدمونهم في كل شيء حتى في الورقة ويضعون أسماءهم في البداية،
والنقطة الثانية: هناك الهويات الانتخابية وأسوأ شيء أنَّه لا يحصل قوائم شطب، ماذا يعني قوائم شطب؟ في تركيا مثلاً أنا الآن إقامتي في إسطنبول في هالكاليه "منطقة سكنية" في هذا الحي ويوجد قوائم في المدرسة الفلانية غرفة رقم كذا صندوق رقم كذا أنا مجبر أن أنتخب فيه لأنَّ اسمي فيه، هو ليس النفوس تماما، هو عبارة عن إقامتك هنا، وممكن في تركيا اسمها النفوس، وأنا في سورية نفوسي إعزاز ولكن إقامتي في سيف الدولة بحلب وأنا كنت كناخب وليس كمرشح وأنا ناخب في سيف الدولة، الأصل أن أنتخب في الدائرة الثانية لكن لا يوجد قوائم شطب يعني أنَّني يجب أن أذهب إلى مدرسة الخطاب في سيف الدولة وأدخل إلى القاعة رقم 9 وهناك الصندوق 103 يأتي الموظف معه قائمة أسماء يرى فراس مصري شطبناه وهنا لا يكون لي اسم في هذه الحالة، وهذا ما يسمى قوائم شطب، لا يكون لي اسم في أي صندوق ثاني وعندنا ما يحدث معي هوية انتخابية أنتخب هنا وهناك وفي أكثر من مركز ولا يوجد مسؤولية في الموضوع وهذا أول مطعن في العملية الانتخابية وما يجري على أرض الواقع وهم يعملون ما يسمى الحبر السري وعلى فرض أن الحبر السري لم يذهب، ولكن حين يكون لك أصدقاء أو الحزب وجّههم أو أو.. ممكن أن يتكرر، وفي المطعن الثاني ليس من الضرورة الناس تذهب وهي تنتخب بنفسها وكان هناك جمع الهويات الانتخابية وأنا اجتهدت النزاهة قدر الإمكان كنا نأتي بهويات وأنا لم آتي بهوية أحد من دون رضاه ولم أدفع مقابل هوية أي أحد وفي 2007 عُرض علينا شوال هويات بمبلغ معين ورفضنا ولكن أنا كنت أذهب إلى العشيرة وأقرباؤنا في المنطقة الشرقية، والنساء لا تخرج إلى الانتخابات وحتى الرجل الكبير ويقولون لدينا 7 هويات وكلهم جاهزون لينتخبوك وكنا نأخذ الهويات وكان وكلاؤنا على الصناديق يستغلون الفرصة، حين يأتي شخص من جماعة حزب البعث والذين دفعوا أموالًا وكان المستقلون الأكثر رشوةً في الموضوع، وهنا نستغل الفرصة نقول: مثلما فلان يضع 100 هوية أنا سأضع خمسين هويةً والمطعن الثاني جلب الهويات من الأشخاص وكنا نأتي بـ 20 باصًا ونأخذهم إلى المركز الانتخابي وينتخبون وأنت المهم أن تنتخب ضمن الدائرة ولكن ليس مهمًّا أين تكون موجودًا وأيَّ مركز وصندوق، وأنا أن أكون موجودًا في سيف الدولة وأنتخب في مكان آخر ليس مهمًّا أما المرشح فعليه نقل موطنه الانتخابي، أنا مولود في إعزاز ولكن يحق لي أن أترشح في حلب لأنَّ لدي سند إقامة في حلب وأنا ساكن [في] سيف الدولة وذهبت إلى مختار الميسر وأخذت سند إقامة من هناك وهذا أمر غير صحيح وهكذا تجري العملية، مع ذلك يجب أن تتوقف الدعاية الانتخابية سواءً مجلس الشعب أو مجلس المدينة قبل 24 ساعة من الانتخابات ونحن مثل سوق الجمعة الناس على البوابة الانتخابية وفي المركز ويمسكون القوائم، انتخب فلانا وانتخب فلاناً.. وهذا نوع من الداعاية الانتخابية، لا يوجد هدوء في العملية الانتخابية وبالتالي هناك فوضى والأمن موجود والشرطة موجودة ووكلاء الصناديق موجودون والذي يستلم العملية الانتخابية الأصل وزارة الداخلية، ومحافظ حلب يشكل اللجنة الانتخابية وكلها تُشكل بإشراف الشعب الحزبية وتجمع أعضاء الشعبة الحزبية وتجمع الناس ورؤساء الصناديق وتعطي توجيهات نريد فلانًا وفلانٌ مسموح، ومع ذلك بعدها حين فرز الأصوات تتفرغ على جداول قبل أن تذهب إلى المحافظة تمر على الأفرع الحزبية بإشراف فرع الحزب ويعبث بها إذا أرادوا والذي يريد أن يمرره يمرره وبعد أن تذهب إلى المحافظة اُعتمد برنامج إحصاء أصوات وهذا البرنامج فيه موظفون ويحصل جرد يدوي للأصوات وغالبًا كان البرنامج دقيقًا وليس القوائم والأجهزة الأمنية هي أيضًا، وأنا ذكرت أنها موجودة لضبط الأمور وحمايتها وإذا أحبوا يتدخلون و يكون نُسق الأمر أصلاً ومثلاً إذا شخص لا يريدونه أو يغلقون قائمةً في دائرة من الدوائر وسينجح من المستقلين فلان وفلان، وفلان لا نريد غيره وهو أصلاً متفق عليه والعنصر الأمني لا يتكلم مباشرةً مع أمين الصندوق.
وهناك اللجنة الأمنية في المحافظة مشكلة من أمين الفرع ومحافظ المدينة والفروع الـ 4 الأمن العسكري والجوي والدولة والسياسي واللجنة الأمنية تكون عادةً في رئاسة أمين فرع الحزب وهذه إحدى المرافقات لكن أيضًا برئاسته فخرياً في مكان ما وهنا حسب قوة الأشخاص وفي محافظة ما يمكن أن يكون فرع الأمن هو الأقوى وكله حسب ارتباطاتهم بدمشق وهم يفهمون تلك التوازنات، واللجنة الأمنية هي التي تأخذ القرار وهؤلاء الصغار فقط للمتابعة وكتابة المشاهدات والتقارير ولنقل وجود الأمن هو وجود طبيعي وعادي وليس مستغربًا والأمن موجود في كل إدارة مدنية.
وفي بلدية حلب كان 15 مديريةً تنفيذيةً والـ 15 مديرًا حولهم عناصر الأمن من كل الفروع وأثناء الترشح للانتخابات يتواصل معك أغلب فروع الأمن ليس كلهم والأمن السياسي كانوا يتواصلون معي مثل استمارة وكانوا كل انتخابات يرسلون لي استمارةً أحيانًا تكون مقابلةً وأحيانًا على التلفون (الهاتف) حسب كسل العنصر ومعرفته بك أو لا.
وأحد القصص التي حصلت معي في 2007، الساعة 12 ليلًا يرن تلفوني وأرد، سلام أستاذ فراس أنا أبو عبدو كذا من الأمن السياسي وقلت: أهلًا وسهلًا وقلت أبو عبدو أنت مناوب وأنا نوعًا ما ليس لدي ردة فعل خوف وأنا عضو مجلس مدينة وأموري جيدة وأنا لدي نوع من الجرأة في أي مكان وهذا حصل في فرع فلسطين في وقت لاحق وقلت: أنت مناوب حتى تدق 12 ليلًا وضحك وقلت: أهلًا وسهلًا وقال: أنت مترشح لانتخابات كذا قال: أنت منتسب لأي حزب من الأحزاب؟ قلت: لا أبا عبدو وقلت: أنت ليس أمامك الاستمارة لترشيحي أنا جانب اسمي مستقل وأنا على قائمة المستقلين لست على قائمة الجبهة الوطنية [التقدمية] قال لي: ولا حزب من أحزاب الجبهة قلت: يا أبا عبدو الذي سينتسب كنت سأذهب إلى حزب البعث سأنتسب وفوقها جبهة هذه ثقيلة وصار يضحك وكان الأمن يعبئ استمارات وكلها أسئلة سخيفة.
ومن يوم ما دخلنا جامعةً هناك قصة الاستمارات واكتب واعمل وهل يوجد أحد من أقاربك إخوان وهل وهل..؟ ونعود إلى الجو الانتخابي صدور النتائج لا يصدر حتى يخرج كل شيء للقيادة فوق ومن ثم تأتي إلى المحافظ وهو شريك في كل العملية وتُتلى النتائج في 2003 خرجت النتائج الساعة 5 مساءً وكنت من الناجحين ودخلت في مجلس المدينة وهذه الكواليس في كل الانتخابات في سورية ولا يكتفون بقوائم الجبهة الوطنية ويكملون في المستقلين، والمستقلون أكثر من نوع هناك رجال الأعمال ويريدون الترشح ويكونون في القوائم الأولى والثانية ويكون زار كل أفرع الأمن ودفع فلوسًا وحملةً انتخابيةً كبيرةً ويأتي بأكل للصناديق (للقائمين على الصناديق)، وإذا هناك حر يأتي بالأموال ويبذل أموالً وهو يكون آخذ ضوءًا أخضر ولكن هو يدفع فوق وتحت وإذا لم يدفع مالًا حرامًا لا ينام مرتاحًا وهذا صنف من أصناف رجال الأعمال لدينا. والصنف الثاني هناك العشائر وهناك عوائل من العشائر يجب أن يكون أحد منهم في مجلس ما مثلا بيت البري مثلًا يجب أن يكون في مجلس المحافظة ومجلس المدينة وكان لدينا شخص لا يقرأ ولا يكتب وكانوا يمررونه في امتحان الأمية بالواسطة.
والصنف الثالث الذي يشبهنا أنا صحيح عشائري ولكن منظري في المدينة ليس عشائريًّا وصحيح أنتمي إلى عشيرة ولكن مظهري في المدينة هو ليس مظهرًا عشائريًّا، وأنا فراس المهندس المدني المشاغب الموجود في نشاط السياحة وله خلفية اجتماعية مقبولة وهذا الصنف الثالث الذي يمر أو لا وهو المتمرد في 2003 وأنا لم أطلب رعايةً من فرع حزب أو أمن وتعرفوا علي من خلال النجاح وهم في 2003 فتحوا تلك النافذة ومر بعض الناس في مجالس المدن ومجلس المحافظات ولم ينجح ذلك في مجلس الشعب والآن دخلنا مجلس المدينة وأعضاء مجلس المدينة 50 عددهم ومجلس المحافظة هم 100 شخص يشمل ريف حلب وأنا مرشح عن الدائرة الـ 3 كرم ميسر وينزل قائمة ورقة لمجلس المحافظة وكلاهما قائمة وغير مرتبطين ببعضهم البعض وكل مواطن يحق له أن يدلي بصوت هنا وصوت هناك وأنا أنزل بقائمتين قائمة للمدينة والمحافظة وأنا ورقتي كمستقل لونها أصفر ومُسمًّ قائمتي كذا، ونسيت أقول أنَّ الدعاية الانتخابية في كل سطر وكل كلمة تحتاج لموافقة أمنية وتحتاج موافقات للوكلاء على الصناديق وإذا أردت أن أقول انتخبوا فراس مصري بحاجة لموافقة أمنية وتلصِق أوراقًا بحاجة لموافقة أمنية وحصل في الانتخابات تذهب تلك الأوراق للموافقات الأمنية.
وفي مجلس الشعب ترشح الدكتور محمود عكام في التسعينات وكان الواضح أنَّ هناك أصوات جارفة له وتذكر النظام 74 حين اخترق 4 من أعيان حلب قائمة الجبهة وأتوا بأصوات أعلى من حزب البعث وكان الدكتور إبراهيم سلقيني وعادل حج مراد اخترقوا قائمة الجبهة وأتوا بأصوات أعلى وأنا كنت في السعودية آنذاك إما 94 أو 95 ولكن في تلك الانتخابات شعروا أنَّه سيكون له جماهيرية جارفة وأتى ضغط أمني بالانسحاب وحين قرر الانسحاب قام بلفتة وبدون موافقة أمنية، أنزلوا صورته [وقالوا] الدكتور محمود عكام ينسحب من الانتخابات ويتمنى للوطن الازدهار وفي ساعة متأخرة من الليل أُلصقت على كل جدران حلب، فجلبوا [القوى الأمنية] المطبعة وجلبوا المصمم وجلبو.. ولولا تدخل مدير الأوقاف بقوة كان الشباب ذهبوا بها في الحقيقة، وهذا يدل على أن الرجل تعرض لضغوط أمنية وأعلن انسحابه متمنيًا للوطن مزيدًا من الازدهار، والشاب حي يرزق يعني المصمم فمن يعمل بدون موافقة أمنية ينسحب من سورية ليس هناك مشكلة في سورية.
ودخلنا 50 شخصًا إلى مجلس المدينة وعادةً 32 من الجبهة وال18 مدينةً وفي مجلس المحافظة 50 من المدينة و50 من الأرياف وأحياناً يحصل تداخلات بين مجلس المدينة ومجلس المحافظة حين يكون في عضو مكتب تنفيذي لشؤون كذا ونفسه في مجلس المحافظة والاثنان يتعاملان مع شخص في السياحة، فهنا مدير السياحة يبدي المحافظة على المدينة لأنَّه يتبع للمحافظ ودومًا كان هناك اصطدام بين مجلس المدينة والمحافظة ودومًا تنافس وحساسيات وكان يتعمد النظام أن لا يكون هناك علاقة جيدة بين المحافظ ورئيس مجلس المدينة ودومًا التنافس موجود، رئيس الوزراء يميل لأحدهما دائماً والأمن يتقاسمون وفروع الأمن يميلون لفلان ويتركون الأمور لا خاسر ولا رابح ويتركون الأمور قلقةً بين مجلس المحافظة والمدينة.
هناك 4 دوائر انتخابية تضم أحياءً وهناك مديريات لا تدخل في الانتخابات، والقطاعات الخدمية هي شأن خدمي لا تدخل في الانتخابات وكان هناك تقسيم قديم وهو المنطقة والناحية وتقول مثلًا منطقة جبل سمعان هذا يخص وزارة الداخلية وأنا لست مدركًا لها كثيرًا وليست ظاهرةً في عملنا ودومًا عملي قضية المناطق الإدارية لمجلس المدينة والقطاعات الخدمية والعمل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/09
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةتاريخ مدينة وواقعهاكود الشهادة
SMI/OH/238-05/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
حكومي
المجال الزمني
2003-2007
updatedAt
2024/05/10
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
وزارة الداخلية - النظام
حزب البعث العربي الاشتراكي
الجبهة الوطنية التقدمية
مجلس محافظة حلب - نظام
مجلس مدينة حلب - النظام