الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحالة الإسلامية المحافظة في مدينة حلب وتعامل النظام مع ذلك

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:21:00

تحدثنا في جلسات سابقة عن أنَّ هناك مجموعة كبيرة من الشباب الحلبي كانت ترتاد جامع التوحيد وتحضر خطب الجمعة هناك، وتخرجنا من الجامعة تقريبًا الذين كان مواليدهم -أقراني- 65 و 66 و64و67، كان هناك علاقات طيبة ولكن بعد الانتهاء من الجامعة تكون هناك اهتمامات شخصية وهذا يعمل وهذا تزوج وهذا يبحث عن العمل، وكان هناك انقطاع من عام  - 1994-1993 لـ 2005 انقطاع غير مقصود، وربما بقيت بعض العلاقات الاجتماعية ولم يكن هناك نشاط عملي بين هؤلاء الشباب لأسباب اجتماعية كثيرة وبقيت العلاقات ضمن النطاق الاجتماعي فلان يزورني ونلتقي ونخرج سيرانًا (رحلةً قصيرةً) والصلات بقيت على الصعيد الاجتماعي.

وبعد مقتل الحريري (رفيق الحريري) 2005 بدأت الإرهاصات وحين قام بشار الأسد وقال: أنصاف الرجال وصار عليه ضغوطات من الخليج وغيره ونحن عدنا في الأقدار، عدنا نجتمع مجموعةً ونجتمع سهرةً في بيت فلان وسهرةً في بيت فلان، وهذا بدأ في الـ 2005 بعد مقتل الحريري وبشكل تواتر دوري كل أسبوعين مرةً وممكن كل شهر، وبدأنا نستعيد الأحاديث التي نتكلم بها بين الـ 85 والـ 90 بدأنا الحديث في الأمور السياسية أكثر، وبدأنا لأنَّ مقتل الحريري عمل هزةً كبيرةً في الوسط الدولي والعربي والسوري وفكرنا أنها ممكن أن تكون بداية نهاية للنظام، وكيف يمكن أن يتم ملء هذا الفراغ ويكون لنا دور ولكن واعون للضغوطات الأمنية، وأنا الآن لا أستطيع ذكر الأسماء والذين سأذكرهم من الأسماء لعلَّه أعتبر نفسي لي دالة (فضل) عليهم أن لا ينزعجوا أو غير متضايقين من ذكر أسمائهم أما الباقون لن أذكر الكل، وعلى سبيل المثال الأستاذ عزام والأستاذ سعد وسعد ولدينا سعدان وياسين وياسر وهم الآن -المشاهدون- يعرفوا من هم هؤلاء الأشخاص، ولدينا أسامة وضياء مجموعة من الشباب لن أذكر أكثر من ذلك، وكنا نجتمع وتتوسع أحيانًا الجلسة وتتقلص أحيانًا، وأحيانًا تُستبدل وجوه، ولم يكن هناك أنَّه دخل إلى الاجتماع فلان وفلان وتغيب فلان وفلان ولكن الجميع نفس التوجه ونفس النفَس ونفس المحاكمة العقلية، وأحيانًا حين تجمعك طريقة تفكير واحدة ومحاكمة عقلية واحدة وأنكم أنتم في جيل الشباب مع بعض أغلبكم، والذي التحق بك نفس طريقة التفكير ترتاح في الجلسة ولا يكون هناك استقطابات، وواحد يجب أن نذهب ونخرب الدنيا وواحد يقول "الحيط الحيط ويا رب السترة"، وكنا جميعًا نتفهم أنَّ هناك خطوطًا حمراء في البلد وهناك شيء ينفع فعله وهناك شيء لا ينفع فعله ولكن كنا منفتحين على بعض بطريقة مخيفة. 

هؤلاء الشباب لديهم هوية مشتركة والكل من أبناء أسر محافظة والكل لديهم هَمّ الشأن العام وطموح العمل في الشأن العام، وليسوا فقط جماعة مسجد وهم يهمهم الشأن العام والكل مهتم في شؤون سورية السياسية -لنقولها كذلك- والكل يتفاهمون أنَّ المجتمع السوري في معظمه وأغلبه مجتمع أسري متماسك محافظ متدين في أغلبيته ويراعي هذه الأمور، والكل منبثق من تلك البيئة وليس بيننا شيوعي أو ملحد أو يساري أو علماني، ولكن الكل في تلك الفترة لم يجرِ حديث بشكل مباشر عن مقارنات مثلاً أنَّنا الإخوان الجدد لم يحصل حقيقةً، وهل نحن سنسعى لتحكم تلك البلد بمنطق حكم إسلامي لم تكن الأمور والنقاشات لم تكن تدار بهذا الشكل، ولكن نحن لا نرغب أن تُحكم سورية فيما يتعارض مع الدين ونحن كلنا نريد أن نرى في هذا الدين هو دين الاستقامة والمعاملة والنصيحة وهو دين السياسة، وأنا مرةً سأقولها قصةً خارج مجموعة الشباب كما قلت سابقًا تلميذ عند أحد مشايخ التصوف في سورية وكان شيخي كبيرًا في العمر وكنت عنده في البيت في دمشق -رحمه الله- الشيخ عبد الرحمن الشاغوري ومن أعلام الطريقة الشاذلية في العالم، ووجدت أنَّه وفي فوق رأسه معلق على مسمار مذياع، وهناك ساعة وطنت (رنت) على مقولة الحلبية في تمام الساعة وقلب الراديو فلندن (راديو لندن) ومعيرة عليها، ويسمع أخبارًا وكان في وقتها أخبار العراق في التسعينات، وقلت له: يا سيدي أنت تهتم في الأخبار وتسمع وأجبني إجابةً: من لم يهتم لأمور المسلمين ليس منهم وهذا تدين وليس سياسةً، وهنا استغليت الفرصة في جلسة ثانية: يا شيخنا الصوفية يقولون: السياسة نجاسة ونحن لا نتدخل في السياسة، وقال لي: الصوفي لا يطلب أن يحكم في الإسلام ولا يرضى أن يحكم بغير الإسلام وهذا دين، وفي نقاشات أخرى توصلنا إلى قناعة أنَّ هذا البلد صاحب الأكثرية المسلمة يجب ألا يتعارض حكمه مع معتقدات تلك الأكثرية وليس من باب تسييس الحكم أو السلطة أو استثمار السلطة لصالح الإسلاميين أو العكس، وإنما هي قناعة، وثوابت العقد الاجتماعي والدستور السوري على الأقل لا تتعارض مع مقتضيات الشريعة الإسلامية وهذا المنطق الذي نتكلم به .. 

أنا هنا أتحدث ليس عما نهدف إليه ولكن عن توصيفنا، وأنا قلت: أتكلم عن هويتي وتوصيفي وهذا التوصيف في نظرتي لشكل المجتمع وشكل الحكم في سورية، وهذا توصيف قناعات والآن لم أتحدث عما ما الذي سأقوم بتغييره وهذه القناعات لنقل: لم توصلنا بلحظة من اللحظات في التفكير إلى مقارنة أنفسنا بالإخوان المسلمين، ولم يكن أي أحد منا عضوًا مع الإخوان لا فوق الطاولة ولا تحتها، ولم يكن متاحًا وليس بين أنفسنا نتمنى ذلك.

وفي اجتماعاتنا لم نقل مرةً من المرات: الحريري مات والأمور ذاهبة لتفاعل، وسنقول: ما هو التغيير المنشود لنا؟ ولكن معنى ذلك يجب أن يكون تواصل مع الإخوان أم هم المنهج الصحيح؟ وهذا الموضوع لم يكن يدور في أحاديثنا لا عداوةً ولا صداقةً، وموضوع ليس موضوعنا وما نتحدث به ونعمل به نحن لا إيجابية ولا سلبية في الإخوان، ولا يوجد تفكير في آليات عمل الإخوان المسلمين، وإنما لنا آليات واضحة جدًّا في العمل سنتحدث عنها، وتلك الجلسات كانت تقول: هناك أمران ما الغاية؟ وما هي الآليات؟ ونحن مجموعة متدينون ومحافظون ونحب الله ورسوله ونحب المجتمع المسلم، ونتمنى أن يكون شبابنا يصومون ويصلون ولا ينزلقون في الخمر والمعاصي والمخدرات وألا يتركوا التعليم وهذا مشروع مهم لنا وما هي علاقة الدولة بذلك؟ ونحن نعرف ونعي منذ أحداث الإخوان إلى اليوم أن القبضة الأمنية موجودة والمسلمين مضيق عليهم، وهناك من الثمانينات مسجونون في تدمر و يا فرحتي لديك في الدستور تتكلم عن الإسلام والحريات الدينية والأحوال الشخصية، أنا أتكلم عن السلوك والتطبيق العملي مازال مخبرًا في كل مسجد وفي كل خطبة جمعة وكل فعالية من فعاليات الدولة، وبالتالي نحن كله بحاجة لتغييره، ولكن كان لدينا قناعة أنَّ التغيير يبدأ في المجتمع، وأنَّنا إذا لم يكن لدينا في النتيجة حاضنة شعبية وشبابية للتغيير المجتمعي، كان هناك قناعة ربما أن المجتمع الصالح ينتج سلطةً صالحةً ليس من باب الديمقراطية ولكن السنن الكونية، ولم تُطبق الديمقراطية على طبق من ورد، وكان لدينا نظرة أن لا أمل من هذا النظام حتى لو كنا كثيرين حالمين أنَّ بشار الأسد رجل إيجابي، ولكن نعرف أنَّنا وما كنا أغبياء أنَّ التركيبة البعثية والأمنية والتزاوج بينهما ونحن لم نكن محكومين بقبضة أمنية بل بتزاوج أمني بعثي، و كان البعث لم يكن أقل سيطرةً من النفوذ والفساد في سورية أكثر من الأمن بل كانت القيادة البعثية محركةً للأمن والأمن محرك لها، وهذا من مشاهدتي في مجلس المدينة (مجلس مدينة حلب) كل تلك السنوات، ومشكلتنا في السلوك البعثي وهرمية الفساد في سورية هي تلاقٍ بعثي أمني لا ينفك أحدهما عن الآخر أبدًا وهذا كنا نعيه ونحن نعرف ذلك و يا فرحتي الرئيس جعلك تصلي وسمح لك أن تذهب إلى الجامع ولكن اجمع 5 شباب سنذهب لنعلم الشباب السباحة، ونعمل ختمة قرآن في البدروسية (منطقة ساحلية سياحية) يزيلوا رأسك، ولم يكن لدينا تفكير في 2010 في التغيير الثوري أو العنفي وإنما في التغيير من الداخل وكانت تجربة مجلس المدينة (مجلس مدينة حلب) ملهمةً نوعًا ما وعلى مدار سنتين 2005 و 2007 كنا نجتمع، وكان هناك قرارات من أجل ألا يُرى المشاهد يقول: أمسكوا ورقةً وقلمًا، ولم يكن ورقة وقلم ولا محاضر اجتماعات ولم يكن هناك تقارير، ومن حضر ومن لم يحضر، لكن المجموعة موجودة وكان هناك تحفيز أو تشجع للدخول في الشأن العام أكثر من مجلس المدينة، وبدأ الزملاء والإخوة يفكرون في الدخول للنقابات، وأنا مثلًا وبعض الشباب ترشحوا لمجلس نقابة المهندسين وبعض الشباب في مجلس نقابة الصيادلة والزملاء الموجودون في الاجتماع بعضهم أصلًا بعثيون في الاعتياد، ولأقول أمرًا: أنَّ جيل الـ 65 و66 و67 لم يكن مضطرًا لدخول حزب البعث وكان الدخول اختياريًّا، وجيل بعد الـ 69 وفي الـ 2005 صار هناك منهم مواليدهم 70 و73 هم ناس حكمًا دخلوا حزب البعث وهم مسجلون بعثيون، وتم استثمار هذه النقطة لأن يصلوا لقيادة نقابة الصيادلة.

والنكتة مرةً من المرات في الاستئناس الحزبي، وطريقة الانتخابات في النقابات هناك مجلس فرعي، وهذا ليس مشكلة به يدخل مين ما كان (من يريد) ولكن في مجلس الفرع يعملون استئناسًا حزبيًّا ليعرفوا مَن البعثيون الـ 5 واثنان مستقلان.

ومرةً في انتخابات الصيادلة نجحوا في الاستئناس الحزبي يختارون 10 أشخاص ويذهبون إلى القيادة القطرية يختارون منهم 5، ورشحوا 10، 5 منهم من شبابنا الذين نجتمع معهم وأسماءهم في الورقة أول خمس أسماء وحين خرجت الأسماء للقيادة القطرية أخذوا الأسماء الأخيرة، وأقصوا الـ5 الذين هم زملاؤنا فهذه القبضة الأمنية لا يوجد أريحية ودخول النقابات في ذهننا، والمجتمع الأهلي والجمعيات كان مجال اهتمامنا، ومجلس المدينة كان مجال اهتمامنا وكنا نفكر في التغيير المجتمعي الهادئ الذي لا يخدش المجتمع، ولا نقع في خصومة مباشرة مع النظام، ونحن لسنا مثل إعلان دمشق وكنا لا نريد الدخول في صدام سياسي وإنما الدخول في النقابات ومجلس المدينة ولاحقًا مجلس الشعب ونقول: إنه على المسار الطويل سيحصل تغيير، والسنن الكونية تقول: إذا عملت ستحصد وأتينا لعام 2007..

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/04/12

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةتاريخ مدينة وواقعها

كود الشهادة

SMI/OH/238-10/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/05/10

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

مجلس مدينة حلب - النظام

مجلس مدينة حلب - النظام

الشهادات المرتبطة