الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرات جامعة حلب والاعتقال في فرع الأمن العسكري

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:26:16

كان خرابًا ودمارًا هائلًا، يعني نسبة كبيرة من البيوت تعرضت للحرق والنهب من محلات تجارية، من أرزاق الناس، تعرضت للحرق والنهب، دمار كبير، يعني لا يوجد بيت إلا وجرى فيه دمار إن كان عنده محل إن كان عنده بيت نسبة كبيرة دمار كبير، ذكرت سابقًا أن السوق التجاري في مدينة مارع بأكمله تعرض للحرق، كان الوضع مأساويًا ونكبة كبيرة للأهالي، هناك مسن (رجل كبير) قتلوه يعني فوق الـ 60 عمره، يعني ليس له علاقة، لم يكن مثلًا على قول (حسب زعم) النظام يخرج في المظاهرات، رجل مسن كذلك مقاربًا للـ 70 عمره دخلوا عليه على بيته، يوم دخلنا بعد أن رجعنا يعني دخلنا [فرأينا] حوالي 30 طلقة في جسمه، كان هذا الشيء يعني هذا المسن هل هذا مثلًا إرهابي أو متظاهر أو كذا هل يستأهل القتل؟ هو النظام دفعنا أن نحمل السلاح لندافع عن أنفسنا، لا يريد شعبًا حرًا يطالب بحقوقه وكرامته، كنت عائدًا من وظيفتي (عملي) كان هنا رفاقي سبقوني على مدينة أعزاز يؤازروا إخوتهم أهل أعزاز، ما عندي وسيلة نقل، ما عندي غير دراجة هوائية وعندي بارودة بومباكشن سلاح صيد تُعد، أخذت سلاحي وذهبت قلت (لنفسي) ولو أنه مجرد يعني، عندما وصلت المدينة كانت هنا المعركة راحت (قاربت) على أواخرها تقريبًا، ما أدركتها من البداية، ساعدت بإسعاف بعض الجرحى من إخوتنا، في نقلهم إلى النقاط الطبية التي أنشأناها في هذه المعركة، كان معي سلاح صيد ومعي كان ذخيرة نحو عشر طلقات لا أكثر من ذلك، كانت المعركة توشك أن تنتهي، ذاك اليوم صرت أساعد يعني فلان جريح فلان [مصاب] أساعد في النقل إلى النقاط الطبية التي أسسناها، أذكر كان هناك قوة كبيرة للنظام كان فيها سلاح؛ دبابات وفيها سلاح بأنواعه، يعني جيش كامل، كان معركة شرسة يعني شارك فيها الطيران، حتى الطيران كان يتبعنا على الطرقات لما نسعف الجرحى أو مثلًا الأهالي نحاول أن [نساعدهم] الهاربون من الضرب والقصف نحاول نخرجهم، كان الطيار يلحقنا على الطرقات يرمي علينا.

أعلنوا عن مظاهرة في الجامعة، كنت خرجت من عملي من وظيفتي واتجهت باتجاه الجامعة وانضممت للشباب المتظاهرين، الأمن هاجموا المتظاهرين يعني حتى هاجم طلاب جامعة ما كانوا في المظاهرة، يعني أحد المشاهد التي أذكرها أنه كان بينهم أربع بنات، ما كن متظاهرات، كن خارجات من المحاضرات، هجم عليهم الأمن والشبيحة واعتقلوهن وأهانوهن وسحبوهن من شعرهن يسحبونهن [سحلًا] من شعرهن  على الأرض هكذا، شاهدنا المشهد هذا فلم نحتمل نحن، هجمنا عليهم اشتبكنا معهم بالأيدي يعني، كان مع الأمن شيء يشبه العصا الكهربائية، أكلت ضربة كهرباء صحوت في الأمن العسكري (فرع الأمن العسكري في مدينة حلب - المحرر)، هذا الذي أذكره اشتبكنا مع الأمن نحن ما معنا شيء، نحن متظاهرون سلميون، اشتبكنا بالأيادي معهم هنا صار إطلاق رصاص وكان من الشبيحة معهم كان مثل السيوف أو سكاكين كذا، صار إصابات كثيرة من الطلاب، صار ضرب رصاص حتى وقع شهداء أذكر في هذه المظاهرة، واعتقلوا الكثير من طلاب وطالبات الجامعة اعتقالًا عشوائيًا، إن كان متظاهرًا أو كان ما له علاقة بالمظاهرة، اعتقال عشوائي، صحوت في الأمن العسكري تعرضت لضرب كثير يعني 2- 3 من الأمن ضُرِبتُ -وأنا كنت مقيدًا- تعرضت لضرب كثير يعني حتى أسناني فقدتها من كثرة الضرب، هذا في أول يوم، تعرضت لضرب كثير يعني من شدة الضرب يُغمَى عليّ، هنا أفيق في المنفردة، يضعونني في منفردة، عندما يأتي عنصر الأمن يقول لي: "مد إيديك من الباب من الطاقة (الفتحة في الجدار)" يضع لي كلبشات (قيود) وأظل هكذا مشبوحًا طريقة الشبح على الباب حتى اليوم التالي وأنا أقف هكذا على رؤوس أصابع أقدامي، يعني ألم عذاب هذا لوحده عذاب، ألم من كل أنواعه، حتى بعد بضعة أيام اعتقلوا معي آخر في المنفردة أيضًا مُسِنًّا، يعني حسب ما روى لي أنه نزل ليشتري الكعك لأطفاله الصغار فاعتقلوه وأحضروه وأطلقوا عليه الرصاص أحضروه عندنا، وضعوه معي، كان –رحمه الله أو فك الله أسره إذا كان حيًا- كان يساهم ينظر علي (يعتني بي) يحاول يطعمني، كان يعني الطعام الذي يقدمونه لنا يعني كله حبة بطاطا أو رغيف خبز هذا الطعام كله، [بقيت] حوالي عشرة أيام، ثم نقلوني على الجماعية [الزنزانة]، وكان هؤلاء كلهم تحت الأرض لا نميز الليل من النهار، كان كل يوم لدينا جلسة تحقيق، يسألون السؤال: أنت –مثلًا- عملت كذا، إن أنكرت عذاب شديد يعني ولو أنك ما أنكرت فيوجد إهانة، يعني أحد الأسئلة التي سألوني إياها يقول لي: الدبابة كيف تفجرها؟

بالعقل (منطقيًا) ببارودة بومباكشن سلاح صيد أفجر دبابة!! أستهزئ، أقول: أنظر إلى الدبابة تسرب مازوت أضرب عليه تنفجر الدبابة، يضحك المحقق يضحك، يعني ما هذا يعني باللغة (اللهجة) العامية مسخرة هذا الكلام، يعني بالعقل سلاح صيد يفجر دبابة؟ وتبثوها لي كتهمة، إحدى التهم التي ألصقوها بي أنني أحد المخططين لعملية "11 سبتمبر" وأنا معروف كل الشعب السوري كل سورية منطقتي كلها تشهد أنني من مارع لعملي من عملي للبيت، حتى جواز سفر ليس لدي لأصل لأمريكا وأخطط هذه العملية، يعني جعلوني إرهابيًا عالميًا بنظريتهم.

لا نستطيع أن [ننام] لأني مثال نحن غرفة أربعة بأربعة (مساحتها أربعة أمتار مربعة) كان فيها 60 معتقلًا، على الأرض لا نستطيع أن ننام يعني نتبادل مبادلة، أناس (بعضنا) يستطيعون أن يناموا وأناس واقفون، على الأرض لا نستطيع أن ننام، بالإضافة إلى أنه لا يوجد نظافة، نتيجة الجروح والتعذيب يعني فيها تقيؤ، بيئة ملوثة، والذي يطلب مثلًا أن يخرج ليقضي حاجة (دخول المرحاض) كأنه يعني نتمنى لو لم نطلب هذا الطلب ينهالون عليه بالضرب والإهانات حتى واحدنا وهو يقضي الحاجة (التبول) هم واقفون هكذا ويضربونه، يعني واحدنا يتمنى ألا يطلب أن يقضي حاجة، حتى من شدة الضرب ونقول يا ليتنا نموت لنرتاح من شدة العذاب. 

الطعام حصة الفرد كان بطاطا (حبة واحدة) كل وجبة مثلًا يعطونه، كان لدينا وجبتان؛ فطور وإما غداء أو عشاء، وجبتان فقط، الفطور رغيف خبز فقط، الغداء يعطوننا فقط بطاطا وإلى اليوم الثاني، في الفرع لا يوجد تواصل معنا أبدًا، يعني الذي كان معه جهاز الموبايل كله مُصادَر، كنا عراة، والله لباس داخلي فقط، ولا يوجد أي تواصل، أنا حتى يوم اعتقالي لا أحد يعرف، يعرفون أني خرجت من وظيفتي فقط واختفيت بعدها، لا أحد يعرف عني شيئًا، من شدة التعذيب يعني وصلنا لمرحلة فقدان الذاكرة، يعني كان من التعذيب يضعون الكهرباء؛ صدمات كهربائية، يعني صراحة اسمي ما عدت أذكره، هنا حولوني على السجن المركزي، كان متعارف عندما حولونا على السجن الذين سبقوني في الاعتقال أو الذين أقدم مني في الاعتقال قالوا: فرجت عليكم، يعني وكأن السجن مرديان (فندق) مقابل الأفرع الأمنية والتحقيق والعذاب، كأننا يعني طلعنا "إفراج" بشكل نهائي، كان أهون علينا لما حولونا لسجن حلب المركزي، هذا قبل أن يحاصر سجن حلب من الثوار، كان يعني لما حولونا على السجن المركزي نحن الذين تهمنا كانت مثلًا مسلحين على قول (على حد زعم) قوى النظام أو متظاهرين؛ كانوا يضعوننا في منطقة مبنى مؤلف من يعني قاعتين كبيرتين، كنا نحن غير الذين كانوا محكومين جنايات، نحن وضعونا منعزلين، هذه الفترة كلما سألني الذين كانوا معتقلين معي: من أين أنت كم مدتك، لا أعرف شيئًا، ظل الشباب معي شيئًا فشيئًا حتى استعدت ذاكرتي والشرطة هناك؛ شرطة السجن طلبوني مرتين أو ثلاثة ليتعرفوا أنه أنت هذه إضبارتك أنت جرير؟ لا أعرف، أنت فلان كذا كذا، هنا أنا تعرفت على أن أنا اسمي فلان أنا من مارع هكذا شيئًا فشيئًا الحمد لله رب العالمين رجعت معي فقط الذاكرة الدائمة، بداية الاعتقال كان قبل هذا كانت الأحوال "ماشي الحال" (لا بأس بها) يوجد تدقيق لكن كان قليلًا فقط أفضل من أفرع الأمن، ولما حوصِر السجن صار يتاجر بنا شرطة السجن، بالإضافة لشرطة السجن كان فيه جيش، لما سقطت مدرسة المشاة القوة التي خرجت من مدرسة المشاة عززت في السجن المركزي، إحدى المرات كانوا يحاولون أن يعتدوا على المعتقلات هناك، كنا نسمع أصوات اعتداءات، هنا لم نعد نصبر عليهم، يعني نسمع شتائم محاولات ضرب وإهانات وحتى اعتداءات جنسية، هنا كلنا هببنا وقمنا وحتى باب السجن قلعناه وطلعنا، يعني سيطرنا حتى على السجن في هذه الفترة 24 ساعة تقريبًا، هنا هجموا علينا ضربوا علينا قنابل الغاز لم نعد نستطيع الخروج، هنا صار فيها شهداء كثر، حاولوا أن يخرجوا من باب السجن كلما يخرجون يضرب علينا، بأسلحة متوسطة وخفيفة، صار شهداء تقريبًا فوق الـ 100 سجين استشهدوا أمام الباب الخارجي وهم يحاولون أن يخرجوا خارج السجن، كلما يفتحون الباب يرمون علينا، فوق الـ 100 سجين هذا رأي العين أنا شاهدتهم، ما استطعنا أن نخرج من السجن، بشكل كامل سيطرنا؛ إن كان المبنى الرئيسي مبنى المارسيدس أو المبنى الأحمر والملحقات، نحن كنا في الملحق، حوالي 24 ساعة تقريبًا كنا مسيطرين في الداخل، يعني حتى أخذنا أسرى من ضباط الشرطة والجيش، أخذنا منهم أسرى بعد ذلك هجموا علينا، وكثفوا علينا رماية قنابل الغاز، معنا يوجد أناس كثيرون ماتوا اختناقًا، هنا ما بقى..  كذا مرة صارت هذه الحادثة وليست أول مرة، يعني وبعد ذلك أيضًا كلما يحاول الجيش الحر أن يقتحم السجن يقومون (عناصر النظام) بهذا العمل، يأخذون من المساجين يرموننا فوق السطح، يعني شهدنا الكثير من هذه الحادثة كل مرة تتكرر.

هنا صاروا يحققون ويبحثون من الذي حرض على الاستعصاء، يعني قسم كثير من المساجين يأخذوننا على المنفردات، أنزلونا على قسم المنفردة، أنا واحد من الناس أنزلوني على أساس أنني كنت من المحرضين على الاستعصاء، هو لا داعي واحدنا أن [يحرض]، يعني  نسمع شيئًا نحن لا نرضاه، نعم هذا كلنا قمنا قومة واحدة من دون تنسيق من دون شيء، شاهدنا شيئًا وسمعنا شيئًا لا أحد يرضاه لأهله ولأهل بيته يعني كلهن أخواتنا ولا أحد يرضاه.

مرحلة المنفردة يعني عبارة عن غرفة مترين بعرض متر، فيها تواليت (حفرة للتبول) وكل يوم يوجد طاقة (فتحة) في الباب يعطينا منها رغيف خبز، ويوجد قوارض كانت في الغرفة تشاركنا في الخبز، يعني بقيت على الحال هذا حوالي 15 يومًا في المنفردة هكذا، ظلام حتى إنارة لم تكن موجودة لم يكن هناك إنارة حتى لا نميز شيئًا، كانت المنفردات تحت الأرض قبو تحت الأرض ليس فيها إنارة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/10/03

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/172-02/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن حلب المركزي

سجن حلب المركزي

فرع الأمن العسكري في حلب 290

فرع الأمن العسكري في حلب 290

الشهادات المرتبطة