سيرة ذتية ومدينة كوباني من النواحي الاجتماعية والسياسية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:27:24
عثمان ملو مسلم مواليد 1956 من أهالي كوباني (عين العرب) منطقة تابعة لمحافظة حلب، منطقة كردية، كرد يعيشون على الزراعة وبعض الأعمال الحرفية، تشكلت هذه المدينة في بداية القرن 20 بهجرة الأرمن [من] تركيا إلى سورية، فشكلوا النواة الأساسية قريبة من الحدود، على الحدود مباشرة.
حرفيون اشتغلوا بالحرف الحدادة، والعشائر الكردية بالمنطقة أيضًا بدأوا بالهجرة إلى هذا التجمع كوباني بشكل تدريجي، ثم تحولت إلى تجمع كبير، فيها دكاكين وسوق صغير، فيها حرفيين، والناس تحتاج للحرفيين في التصليح وأمورهم الحياتية.
بدأت تكبر وتكبر إلى أن صارت مدينة، والحقيقة كانت تابعة إداريا لمدينة جرابلس، وبالتالي جرابلس تابعة لحلب، في بداية الأربعينات، صدر أمر إداري اعتبروا كوباني إداريًا منطقةً تابعةً لحلب فأغلبية سكانها عشائر كردية وهناك نسبة من الإخوة العرب على أطراف المنطقة وليس المدينة المنطقة، وخاصةً على نهر الفرات، وامتدادهم من جرابلس إلى صرين إلى بادية صرين حيث الإخوة العرب، وهم يشكلون نسبةً تتراوح بين 20 إلى 22% من سكان المنطقة.
تسمية كوباني جاءت من شركة كومباني الألمان بوقتها كانوا يقومون بتأسيس خط سكك الحديد، إنشاء سكك الحديد الموجودة حاليًا، فكان في نفس الموقع على الحدود شركة ألمانية يسموها بالأجنبي كومباني فمن كلمة كومباني تحولت إلى كوباني بالتدريج بشكل تدريجي، الناس تلفظها بكوباني، أما كلمة عين العرب لوجود قريتين واحدة في اتجاه الغرب وواحدة في تجاه الشمال، واحدة اسمها مرشد بينار يعني عين المرشد، وواحدة إسمها عين العرب، كلمة عين العرب جاءت انطلاقا من النبع حيث كان أيام الرحل يأتي الإخوة العرب بأغنامهم بمواشيهم يلتجؤون إلى المنطقة، والكرد كانوا يُرحبون بهم، فيقضون فترةً طويلةً، فكانت العين الموجودة شرقي المدينة يتجمع فيها الرحل العرب التي تُسير أمور مواشيهم و حيواناتهم مثلما يقولون، فالأكراد سموها عين العرب العين التي يتجمع فيها العرب الإخوة العرب، فكانوا يبقون بشكل مؤقت، مثلًا شهر شهر ونصف شهرين، ثم يرجعوا إلى مناطقهم.
هي بالأساس اسمها كوباني تشكلت كوباني واستمرت كوباني إلا أن نظام البعث استغل هذه النقطة كلمة عين العرب، فأطلقوا عليها عين العرب وظلت ماشية لكن تسميتها بالمنطقة ومن خلال السكان كوباني.
أنا درست الإعدادية بكوباني لم يكن هناك ثانوية مع الأسف، سنة 1975-1974 لا يوجد ثانوية بكوباني من منطلق عدم اهتمام الدولة بالمنطقة بسبب أغلبية سكانها أكراد، من غير المعقول منطقة كبيرة ومنطقة تعداد سكانها يتجاوز 250 ألف لا يكون فيها ثانوية، الناس كانت تضطر للذهاب على حلب أو منبج أو دمشق حسبما يراه مناسبًا.
في سنة 1974 كانت أول محاولة لفتح صف عاشر بنية جديدة بنية أولية للثانوية في كوباني، أنا كنت أحد الشباب الذين درسوا الصف الأول الثانوي في كوباني، وبعد سنة صار علمي وأدبي في ناس اختارت العلمي و البعض اختار الأدبي، فظلت نسبة الطلاب قليلة جدًا لا تكفي أن يكون صف علمي صف أدبي، ألغوا صف الحادي العشر فاضطررت للذهاب لحلب لإكمال الدراسة في ثانوية الكواكبي بحلب، فدرست بثانوية الكواكبي في حلب نجحت أخذت البكالوريا في حلب، وانتقلت إلى دمشق، سجلت بكلية الآداب قسم الفلسفة الدراسات الفلسفية، بقيت فيها ثلاثة سنوات، لكن مع الأسف لم أُكمل الدراسة لأسباب كثيرة لا داعي لذكرها.
في بداية السبعينات 1974-1973 واقع المدينة أو المنطقة بشكل عام واقع عشائري فيها سبع عشائر كردية معروفة يُسموها البرازيا، فالعشائر كانت تعيش ضمن قيمها النبيلة وتتفق مع بعضها، والناس كلها متحابة إلى حد ما باستثناء بعض الخلافات البسيطة جدًا، كان الوجهاء يتدخلون فيها بحكمة وبمسؤولية، فالناس كانت تعيش بالمنطقة بسلام وأمان، لكن ظلت المنطقة تُعاني من التأخر والتخلف، الخدمات معدومة جدًا بسبب نظرة حزب البعث أو موقف حزب البعث، منطقة أغلبية سكانها كرد، كان الإهمال كبيرًا جدًا للمنطقة لا ترى أي وجه حضاري بالمدينة أو بالقرى، ومن حيث البنية التحتية والطرقات والمدارس، كانت حالة يُرثى لها، و كانت تعود في أغلب الأحيان إلى كون المنطقة أغلبيتها أكرادًا، مع الأسف الشديد استمرت الحالة بهذا الشكل، لكن سكان المنطقة اهتموا بالعلم، وكانت المنافسة بين العائلات وبين القرى لإرسال أولادهم إلى المدارس إن كان في كوباني بالمراحل المتوفرة، أو في حلب أو منبج أو المناطق القريبة حتى جرابلس.
فتطورت المنطقة من الناحية المعرفية والعلمية والثقافية بشكل مطرد مثلما يقولون بشكل فجائي لاهتمام الناس بالعلم وبإرسال أولادهم إلى المدارس، قلت لك صار نوع من المنافسة بين العائلات وبين الأهالي، في السبعينات بعشر قرى لا ترى طالبًا في الجامعة بينما بأواخر السبعينات وبعد 1980 بكل قرية عدد من الطلاب في الجامعة، و 1990 بكل عائلة عدد من الطلاب والطالبات في الجامعة، بهذا الشكل بجهد الناس ليس بتشجيع من الدولة الناس هي التي اختارت الطريقة اختارت الأمر هذا لأولادها لبناته.
أما الحياة السياسية في كوباني كانت بدائيةً ومحدودة جدًا، كان هناك حزب شيوعي في الميدان، الأحزاب الكردية كانت أحزابًا لا يتجاوز عددها أكثر من حزبين، أنا عشت الفترة هذه، حزب اليسار الكردي كنت شابًا صغيرًا أسمع من هذا وهذا بحزب اليسار الكردي مسمى باليسار وحزب الديمقراطي الكردي، صارت دعوة لهذين الحزبين في سنة 1970 فكنا نسمع من الشباب يعني الشباب الأكبر منا ذهبوا إلى المنطقة الكردية بكردستان العراق بدعم من البرزاني (الملا مصطفى البرزاني - المحرر) بقصد توحيد الحزبين ليكون حزب واحد، مع الأسف سميناها ذلك الوقت أو سموها القيادة المرحلية، تشكلت قيادة مرحلية لتصير عملية دمج الحزبين في حزب واحد في الداخل، والدعوة إلى مؤتمر الانتخابات القيادة الجديدة الشرعية، فعينوا أُناسًا سموهم بالقيادة المرحلية، فالقيادة المرحلية من الحزبين عينوهم بالإضافة إلى شخصيات مستقلة، فالذي أخد الدور الأول بالتشكيل هذا حج دهام ميرو سكرتير الحزب قائد العملية التوحيدية، فرجعوا إلى سورية إلى قواعدهم، مع الأسف الشديد من حزبين صاروا ثلاثة أحزاب، منهم من بقي مع القيادة المرحلية سميناهم ذلك الوقت جماعة القيادة المرحلية، ومنهم ظلوا في الحزب الديمقراطي وكان يقودها الأستاذ حميد درويش وواحد من الأحزاب، الحزب الثاني الحزب اليساري بقيادة صلاح بدر الدين طلع من كردستان العراق باتجاه أوروبا يبدو نتيجة عدم قناعته بهذا التشكيل، دعا أنصاره للاستمرار كحزب يساري كردي.
بعدها بسنة أو سنتين انعقد مؤتمر ثانٍ في كردستان العراق برعاية البرزاني نوع من المساعدة لهم لجمع شملهم، مع الأسف هناك أطراف لم يحضروا، فاستمرت القيادة المرحلية تحولت إلى حزب أساسي في حزب كردي أساسي في سورية هي الحزب الديمقراطي الكردي في سورية البارتي، استمرت تحت هذا الاسم وإلى اليوم، والبعض انشقوا إلى آخره...
أحزاب عديدة انشقوا من الحزب اليساري أحزاب، وانشق من الحزب الديمقراطي العائد للسيد حميد درويش لأحزاب نتيجة الوعي السياسي المتخلف، إلى حد ما نقول ونتيجة التدخل الأمني أكيد تعرف الأمن السوري كان له دور بالانشقاقات وبالتفرقة على مستوى سورية وعلى مستوى الأكراد وعلى مستوى جميع الأحزاب.
إلى أن وصلنا إلى مرحلة نقدر نقول استمرت حالة الانشقاقات والوضع غير مستقر في الحركة الكردية، وضع يرثى له، تقريبًا خلقت نوعًا من الإحباط لدى الناس، والسبب معروف التدخلات الأمنية والمصالح الشخصية قد يكون لها دور، فاستمرينا بهذا الشكل طبعًا لم نذكر نقطة عبر هذه الفترة الطويلة كانت الاعتقالات، وفي 1973 زجوا أغلبية قيادة البارتي بالسجون مكثوا في السجون ثمان سنوات عشر سنوات 11 سنة ست سنوات منهم بسبب بيان صادر من البارتي يُدين عملية الإحصاء الحزام العربي، نقلوا ناس من منطقة سد الفرات لإسكانهم في منطقة الجزيرة في المناطق الكردية حصرًا، وتوزيع الأراضي العائدة إلى القرى لسكان الغمر مع أن سكان الغمر للحقيقة وللتاريخ كان أغلبيتهم يرفضون هذا الأمر إلا أن فُرض عليهم، وبنوا لهم مستوطنات نموذجية كانوا يُسموها في ذلك الوقت.
الناس الفقراء حضروا وصاروا بدون أرض بعد أن غمرت المياه أراضيهم سكنوا بمنطقة الجزيرة في قرى عديدة جدًا امتدادًا من رأس العين إلى ديريك بقصد الحفاظ على عروبة الجزيرة، ولديهم دراسات حفاظا على عروبة الجزيرة منها هذه الأمور.
نحن نعتبرها أعمالًا عنصرية وأعمالًا لا تخدم سورية ولا الشعب السوري ولا مستقبل سورية ولا مكونات الشعب السوري خلقوا حساسية بين الكرد والعرب، إلا أن الأكراد كانوا واعيين جدًا، كانوا دائمًا يوجهون أصابع الاتهام إلى حزب البعث وليس للشعب السوري ولا للدولة السورية بمفهوم الدولة، إنما إلى حزب البعث ومشاريعه و توجهاته العنصرية، فحتى بمسألة مجيء المغمورين كان رد الفعل على سياسات الحزب وليس على مجيء الناس بالعكس عاشوا بالمنطقة وحتى الآن يعيشون في المنطقة بهدوء وباحترام، لكن بالحقيقة تتقوى على سكان المنطقة تُحضر الناس من منطقة بعيدة تُوزع عليهم الأراضي في منطقة وتحرم الناس الأصليين من الأراضي وتحرم الناس الأصليين، التلاعب بالتركيبة السكانية الديموغرافية ديموغرافية المنطقة.
استمرت الحالة حتى اليوم حتى الآن الحالة موجودة، أنا كنت شابًا صغير لست منضمًا لأي حزب ولا افهم بهذه الأمور، لكن كان في إيحاء من بعض الشباب أن الأكراد مظلومين ولنا حقوق ونحن محرومون من الحقوق وحزب البعث وعنصريته إلى آخره من الأمور البدائية، فشعرت أنا كشاب صغير لي مسؤولية بهذا المجال يجب أن أنتمي لحزب أنتمي إلى صفوف النضال للمطالبة بحقوق الكرد في سورية والتصدي للمشاريع العنصرية التي تصير بحق هذا الشعب بحق الناس.
فأنا شاب صغير كنا بهذه الحالة بهذا التفكير تقربنا لأناس أكبر منا هم منظمين كنا نشعر أنهم منظمين لسنا متأكدين لأن الحياة السياسية كانت سريةً جدًا سرية جدًا جدًا، فمن خلال حديث أقربائنا أصدقائنا يطلبوننا أحيانًا، طلاب جامعة وناس مثقفين.
أنا صار معي حادث في 1975-1974 أنا وابن عمي وشاب ثالث معنا نسير بالسوق الساعة 1:00 ليلًا صار أمر غريب جدًا هذا الشاب ابن عمي وصلنا إلى مقر حزب البعث لائحة سوداء مكتوب عليها بالأبيض مقر حزب البعث العربي الاشتراكي بكوباني، فصار يقرؤها حزب البعث العربي الاشتراكي ووحدة حرية اشتراكية هجم عليها وأنزلها قلنا له: لم فعلت هذا؟ يا أخي ماذا فعلت؟ شباب صغار رد فعل، دخلنا بالشارع الثاني رميناها على ساحة صغيرة فيها أوساخ متراكمة وهربنا كل واحد ذهب بجهة.
ثاني يوم نزلت البلد شاب منظم عرفنا بعد فيما يبدو هو منظم قال لي: أين أنت؟ قلت له: والله أتمشى بالسوق قال: أمسكوا فلان وفلان ويمكن يبحثون عنك، تفاجأت يا أخي نحن كنا ثلاثة وليل ولا يوجد أحد، لكن شعرت بشخص رآنا بالسوق بتلك اللحظة مر بسيارته وعليه علامات استفهام بالنسبة للدولة يعني قريب للأمن فحكيت للجماعة فلان رآنا ربما خبر عنا، قالوا: يا أخي طيب ماذا سنفعل؟ صارت بالصدفة صارت و نحن عملنا هذا الأمر، و إذا بأخي الكبير قال لي: حضروا إلى البيت سألوا عنك، فهربت أقنعوني أنتم لم تفعلوا شيء، سلم نفسك، وليس لدينا القدرة على التحكم بالأمور وفهم الأمور، سلمت نفسي كان مدير الناحية بوقتها من [بلدة] صرين لكوباني بغياب مدير المنطقة هو يقوم بالتحقيق، ذهبت لعنده دخلت إلى الغرفة احترامي سيدي سمعت أنكم تبحثون عني بهذه اللهجة، نظر في الأوراق قال لي: اسمك غير موجود لكن انتظر قليلًا، ثم تكلم بالتليفون وبعد دقيقتين اثنين من الأمن السياسي أمسكوا بيدي وأخدوني على الأمن السياسي، أخذوني إلى هناك و بدأوا بالتعذيب والإهانات تعذيب لا يتصوره العقل، خمسة أيام بلياليها ضرب وتعذيب و بشتى أشكال وأنواع التعذيب مارسوها بحقنا، في تلك الأيام كانت الأمور رغم أن حزب البعث تحكم رغم أن الأمن يُسيطر على كل شيء، رغم كل شي يبدو كان في نسمة للقانون، لم يُؤخرونا خمسة أيام وحولونا إلى حلب موجودًا بحلب أخذونا على الأمن السياسي إدارة الأمن السياسي التي كانت بالجميلية بحلب مقابل البريد أتذكر، أدخلونا لجناح مكتوب عليه التحقيق المباشر، فكلمة التحقيق المباشر ذهبنا لن نبقى طويلًا!! فعلًا دخلنا لعندهم أسئلة وأجوبة صغيرة وإلى آخره، وقعوا على الأوراق سلموها للجهة التي أحضرتنا لحلب أخذونا هم بدورهم للمحكمة العسكرية بحلب بقينا يوم بالمحكمة العسكرية، طلبنا القاضي شباب صغار نحن مجروحين وآثار الضرب والتعذيب من خلع كلابيته ومن خلع قميصه رأى الضرب والجروح إلى آخره.
كانت بداية الخريف ملتهبة وخلال سبعة أو ثمانية أيام، ما القصة يا بني؟ سؤال من هذا ومن هذا وأنكرنا قلنا: يا سيدي أنت ترى الوضع الآلام والجروح والتعذيب واعترفنا على العملية ونحن بريئين منها، كان احترام للقانون في بداية الأمر ليس متل الآن في هذه الأيام، وبعد سنين، القاضي أخلى سبيلنا ورأينا 400-300 شخص خارج المحكمة كل أهالينا لأمام المحكمة ففرحوا كثيرًا واستقبلونا وخرجنا من المحكمة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/08
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي الكرديكود الشهادة
SMI/OH/9-01/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
1973 - 1975
updatedAt
2024/04/26
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة عين العربشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
شعبة الأمن السياسي
حزب البعث العربي الاشتراكي
البارتي الديمقراطي الكردستاني - سوريا مكرر
فرع الأمن السياسي في حلب
المحكمة العسكرية في حلب - النظام