الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية والفساد في مؤسسات "نظام الأسد"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:44:05

يعطيك العافية أنا مؤمنة أبو مستو، من الزبداني عمري 44 سنة، زوجي مازن برهان ونحن كنا بالزبداني، عندي أربعة أولاد وأنا من عائلة مرتاحة ماديًا، وأمورنا جيدة، أنا من قبل الثورة كنت ناشطة بالعمل المدني، نحن هكذا بطبيعة عائلتنا وبطبيعة أسرتنا نحن أشخاص ناشطين، أهلي وأمي وأبي، حتى أنا في الوقت الذي كان [فيه] زوجي في جمعية البر والإحسان كنت أنا أشارك معه بكافة النشاطات، بالتوزيع وبتفريق الحصص وتوزيع وتقسيم الحصص، كان كل شيء يحدث في بيتي، فكنت أساهم بهذا الشي.

في إحدى المرات كان هناك اجتماع على مستوى الزبداني كلها، وكنت أنا المرأة الوحيدة ضمن هذا الإجتماع، كنت أحب الأعمال الخيرية وكان لي هكذا نشاطات، حتى في بعض الأحيان يصبح عندنا في الزبداني برد كثير، [فالأهالي] يضطرون لحرق الإطارات من أجل تدفئة الزهر الخاص بالثمار كي لا يصيبه الصقيع، فأنا كنت ضد هذا الشيء لأنني كنت أحس أنه تلويث للبيئة، فجمعت قائمة ولائحة من أسماء الكثير من السيدات في الزبداني وقدمت شكوى لوزارة البيئة، وأنا في وزارة البيئة رأيت أكثر من شخص أعرفه، صار يقول لي إنه ما الذي تريدينه من هذا الأمر؟ لماذا ستقومين بهذا الأمر؟ فأقول لهم: أنا أعلم بأن هذا العمل يلوث الزبداني وهي منطقة سياحية، ويجب أن تبقى نظيفة، ويجب أن نحافظ على بيئتها لأنه أصلًا هي مشهورة بالبيئة، فقالوا لي إنك لا تحتاجين لهذا الموضوع، ولم يتجرأوا أن يقولوا لي أكثر ذلك، فذهبت إلى المسؤول أو المدير ولأول مرة في حياتي أرى مسؤول حقيقي، يجلس خلف طاولة طويلة وكبيرة ومقطّبًا، وسألني [بلهجة علوية]: ما الذي تفعلينه هنا؟ -هو كان علويًا- فقلت له أريد أن أقدم شكوى، نحن يمكن أن نحل الموضوع بغير حرق الإطارات، يمكننا أن نجلب طائرتي هيلكوبتر لتحلق [فوق الأشجار]، يمكن أن نضع مراوح، أو أي شيء يساعد على عدم صقيع الزرع ويحافظ على البيئة، وأنتم هنا وزارة البيئة يعني أنا أتيت لأقدم شكوى لأجد الحل وليس للشكوى على أهل الزبداني، فقال لي: أنت أين زوجك؟ فتفاجأت وقلت له: أنا مواطنة ومن حقي أن آتي وأشتكلي وأقول أنا لست راضية عن هذا الوضع. وهذه كانت من بداياتي أنني أحب وطني وأحب سورية وأحب أن أحافظ على البيئة، وربما أنا كنت من عائلة مرفهة قليلًا وكان لدي سيارتي الخاصة وبيتي كان فيه أحلى المفروشات ولدي أولاد وكنت أحس أنني ربما من الترف الذي أنا فيه أحس أنني يجب أن أكون ناشطة وأساعد وأقدم عمل خير، وطبعًا زوجي كان يعمل بذلك وأنا كنت أتابع معه.

هذا الأمر سبّب لي أول إحباط في حياتي بشكل شخصي، وأنا كنت أرى زوجي وهو يُحبط مرة تلو الأخرى، بكل مشروع يريدون إقامته في الزبداني، كانت الزبداني منطقة محكوم عليها [أن تبقى] بدون فنادق بدون مطاعم بدون حدائق مع أنها منطقة سياحية ولكن في النهاية محكوم عليها..، الفنادق والمطاعم وكل شيء جميل لبلودان لأنها منطقة فيها مسيحية، فيها ناس مؤيدين، أما الزبداني [فهي] منطقة لم تكن ولم يكونوا يسمحون..، يعني أنا زوجي صمم فندق من 15 طابق كأعظم فندق سيكون بالزبداني فلم يسمحوا له، فكنا نسأل: لماذا؟ يقولون: هكذا، قدموا رشاوي، زوجي صاحب دين (متدين) ومستحيل أن يشتغل بموضوع الرشاوي.

مطعم ريفي لم يسمحوا له أن ينشئه، صممه وكل شيء ولم يسمحوا له أن ينشئه، وكنت أحس أنهم كانوا "متحططين علينا" (يستهدفوننا)، وخاصة أن عائلتي بالذات، عائلة برهان عائلة مستهدفة.

في الزبداني الناس فلاحون، وهي منطقة سياحية [من] أجمل المناطق السياحية على وجه الإطلاق، أنا ذهبت ورأيت الكثير وذهبت إلى تركيا ويقولون أنها جنة الأرض، ولكن بصراحة لا يوجد أجمل من الزبداني، وخاصة في فصل الصيف وحتى في الشتاء يصل ارتفاع الثلج إلى مترين أو مترين وزيادة، فهي منطقة سياحية جدًا وجميلة جدًا، فإذا صار فيها "تلفريك" (قطار معلق) سيصبح [مكانًا] عالميًا، ولكنها للأسف منطقة مغضوب عليها.

الناس الذين [يعيشون] فيها ناس بسطاء فلاحين، وقلبهم طيب جدًا وكرماء، كان يأتي الخليجيون والسعوديون والكويتيون، وكانوا يحبون الناس جدًا، وكانوا يجلسونهم في بيوتهم ويصعدون هم إلى سطح المنزل ويجلسون فيه، فهم يريدون رزقهم بالحلال، ولا تعتقد أنني متعصبة لأهل الزبداني، ولكنني رأيت عدة مناطق، يشبهونهم قليلًا في الريف الإدلبي فقلبهم طيب، منطقة ريفية، ونقاء المياه، وهم يشربون مياه نقية جدًا ونظيفة وأصلية.

فالمنطقة كانت مظلومة، وحدثت حادثة بالتحديد مع عائلة برهان، حيث تم اختطاف الطفل هاني برهان، وكانت هذه الحادثة في الشهر الأول من عام 2011، والطفل كان من رفاق أولادي في الصف الرابع وعمره 11 عامًا، وتم اختطافه بينما كان يسير هو وأخوه ويبدأ أهله بالبحث عنه، جدته لأن أمه كانت مطلقة، بحثوا عنه ولم يجدوه، فتذهب [جدته] إلى الشرطة وتشتكي لهم ولكن الشرطة يتعاملون بدم بارد ولم يهتموا بالموضوع كما يجب، فيتصل بها شخص من منطقة قريبة من الزبداني، من منطقة الروضة، ويخبروها أن الطفل عندهم ولن يرجعوه حتى يرجع إبنك المال، فأخبرت أم رائد -جدة الطفل- أخبرت الشرطة ولكن الشرطة لم يتحركوا، بالأساس [الشرطة] لم يكونوا يتأثرون [بما يحدث] وكانوا يضطهدوننا، فبقينا نحاول ونحقق ونحضر محققين خاصين ونوكل محامين، وتستمر "الدولة" بالسؤال: ماذا قال لك [الخاطف]؟ هل تكلم معك؟ ويبقى الطفل لمدة 29 يومًا وهو مختطف، في 27/2 وجدنا الطفل مقتولًا ومرميًا منذ يومين ثلاثة في البرية بجانب الروضة، وهذا الأمر كان مؤلمًا جدًا لغائلة برهان ولعائلتي فهو ابن عم زوجي. وحتى الحيوانات البرية كانت قد أكلت منه، والناس المختطفين كانوا يطفؤون السجائر بجسده، فكان الأمر مؤلمًا جدًا، ونحن دفنا الصبي ونزلنا بمظاهرة وصرنا نهتف في 27/02 صرنا نهتف ضد الشرطة وضد أمن الدولة لأنهم تهاونوا بموضوع هاني برهان، أنا أعتبره أنه كان نشاطًا وحتى أنه تمت إذاعته على MBC2 ولم أستطع أن أحضره لأنني كنت في العمرة، صلينا على الطفل وخرجنا في المظاهرة وفي اليوم التالي ذهبت إلى العمرة مع أبي وأمي.

بقي هذا الشيء يحرق بقلبنا أنه كيف يمكن أن يحدث هذا الشيء لطفل صغير؟ وأنا هذا الأمر أصابني بالجنون كثيراً لأنني كنت مهتمة جدًا بتربية الطفل وأنا لدي أطفال، وطريقة التعامل مع الأطفال وحقوق الطفل وهكذا، فبقيت أنا كل الوقت في العمرة وأنا معصبة وكنا غير راضين عن الشيء الذي حدث، وكنا نفكر بأننا سنشنق هذا الرجل الذي قتل الطفل، أننا سنحكم عليه بالشنق لهذا القاتل.

وعندما كان في العمرة شغلنا التلفزيون وحضرنا المقطع على MBC يوم الجمعة كيف صلينا عليه وكنت أنا واضحة في المقطع، ونزلنا إلى الحرم وبدأنا بالدعاء على بشار الأسد، وسمعنا عن الذي حدث في درعا وتعذيب الأطفال و"الدم شعل برأسنا" (غضبنا) وأن درعا مغلقة و(معبر) نصيب مغلق وقد لا نتمكّن من العبور، فنحن هنا توترنا كثيرًا وأنا زادت لدي العصبية [وتساءلت]: لماذا يحدث هكذا شيء للأطفال؟ فهؤلاء الأطفال يتم تربيتهم وحوارهم، وكنت أعيش في عالم شبيه بالمدينة الفاضلة في عالم فاضل وأنه يجب أن يكون كل شيء حيثما يجب أن يكون وكنت متفائلة كثيرًا.

ربما ذلك بسبب الرفاهية، لا أعلم! وصلت أنا بعد عيد الأم بيوم واحد فوجدت أولادي وبيت أهل زوجي قد جهزوا لي حفلة لأنني أتيت من العمرة وهكذا، ولكنني كنت غير قادرة على الفرح، وهم يفتحون الحقائب ويفتحون الهدايا أنا لم أستطع أن أكون معهم، ولم أستطع أن أوزع الهدايا حتى لأولادي لم أستطع أن أعطيهم الهدايا، لأن عقلي لم يكن معي ولكنه مع حمزة الخطيب وعند الأطفال المعتقلين ويتم تعذيبهم، والناس كانت تأتي وتبارك لي لأنني قدمت حديثًا من العمرة.

خرجت المظاهرة بـ 25 آذار/ مارس [2011] ولم أستطع أن أتحمل، أي بعد عودتي من العمرة بثلاثة أيام [قررت] أنني يجب أن أخرج إلى المظاهرة، "حملت حالي" وأغلقت باب بيتي وخرجت في المظاهرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/05

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتية

كود الشهادة

SMI/OH/205-01/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة حتى 25/3/2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة الزبداني

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

وزارة الإدارة المحلية والبيئة - النظام

وزارة الإدارة المحلية والبيئة - النظام

الشهادات المرتبطة