الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أهمية الجنوب السوري لإيران ومشاريعها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:05:11

إيران مهتمة بسورية عمومًا بالمنطقة بشكل أكثر عمومية ولكن في داخل سورية في درعا باعتقادي لها اهتمام خاص، وهذا ليس ادعاء هذا تبلور من خلال نشاطات إيران التي بدأتها منذ عقود، والآن من خلال الأحداث في درعا، إيران مهتمة في المنطقة أكثر من باقي المناطق، المشروع الإيراني أساسًا اليوم يعتمد على سردية الممانعة والمقاومة والمقدسات والتحرير وتخلي الأمة عن واجبها، وما شاء الله لا يقوم بهذا الواجب إلا إيران؟!! فبالتالي حتى تُكمل تمثيليتها أمام الشعوب تُريد منطقة محاذية للكيان الصهيوني الغاصب، هذا الأمر تحقق لها جزئيًا في لبنان عبر مشروع حزب الله اللبناني، والتواجد في الجنوب اللبناني، ولا يحمي حدود إسرائيل الشمالية أكثر ما يحميها حزب الله وإيران هناك، واستنساخ نفس التجربة في سورية خطوة إيرانية تعتقد أنها مهمة والالتصاق بمشروع المقاومة والممانعة يقتضي المواجهة، والمواجهة تقتضي السلاح والسلاح بالنتيجة يُؤدي إلى نشوء دولة داخل دولة.

 إيران تستطيع من هذا المشروع تواجد حزب الله السوري على الحدود وخاصة إذا جندت عددًا كبيرًا من أبناء سورية أنفسهم بالترغيب والترهيب بالرواتب بالبطاقات الأمنية بالامتيازات والتسهيلات التي يحصلون عليها، فهي قادرة على أن تُنشئ مؤسسة عسكرية وأمنية ومعلوماتية استخباراتية، وستكون أقوى من الدولة السورية المركزية، وبهذا تكون وضعت سورية تحت كنفها، هذا أولًا، ثانيًا المشروع الإيراني ينطلق من الهلال الإيراني أو الهلال الشيعي وأنا آسف أن أتحدث بهذا الكلام لكن هذه الحقيقة،

هذا مشروع إيراني الهدف منه أن تُحيط إيران بدول المنطقة، وتبدأ بالتسرب أو التغلغل عمقًا باتجاه باقي الدول العربية حتى تُنهي مشروعها، فبالتالي جزء من هذا الهلال هو سورية، والجزء الأهم هو الجنوب حتى يكتمل مع جنوب لبنان.

 السبب الثالث: المنطقة الجنوبية لا تُشكل فقط بوابة أو نقطة تماس مع الكيان الصهيوني وإنما هي بوابة عربية، فإن نظرنا اليوم مثلًا الحشد الشعبي العراقي موجود على الحدود العراقية السعودية والعراقية الأردنية، ويبقى جزء ناقص هو سورية، فبالتالي تواجد تواجد إيران في هذه المنطقة يُؤمن لها اكتمال البوابة اتجاه العالم العربي، ونعرف أن الدول العربية مهمة للمشروع الإيراني سواء بسعيها حيازة الزعامة الإسلامية أو سعيها إلى الأراضي المقدسة ، وهي تتحدث بذلك كثيرًا، مكة المكرمة والمدينة المنورة وبداعي الحفاظ على بعض الأقليات التابعة لإيران تُريد دائمًا التدخل في شؤون المنطقة.

 النقطة الرابعة: هذه المنطقة معبر نصيب بالدرجة الأولى هو أكبر معبر يشهد اكتظاظًا مروريًا سواء كان بشريًا أو تجاريًا، وهو يربط الآن من أوروبا إلى تركيا إلى لبنان وسورية إلى الأردن وإلى الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج العربي، فهي تُؤمن بذلك خطًا تجاريًا قويًا قادر على حماية الأنظمة الرديفة أو الأنظمة التابعة لها التي تُنشؤها في دول المنطقة، وقادر على أن يُؤمن مصدرًا ماليًا للصرف

ولتزويد المشروع الإيراني ومشاريعها الخبيثة في المنطقة بالمال اللازم.

 نحن نعلم جيدًا أن إيران على الرغم من أنها ترعى أنشطة خبيثة في عدد من الدول إلا أن تكاليف هذه الأنشطة على الدماء الإيرانية أو على الأموال الإيرانية أقل ما يمكن لتغذي المشاريع من دماء أهل المنطقة، ومن أموال أهل المنطقة.

 النقطة الخامسة: ربما استفادت منها إيران هي وجود بعض الخلايا أو الأعشاش المرتبطة بها، وبالتالي كان لها قاعدة ارتكاز تستطيع من خلالها الانطلاق إلى تنفيذ مشروعها الأوسع.

 مثلًا قبل الثورة كان عدد من النقاط أو المناطق معروفة ليسوا من السنة عبارة عن فئات إما جاءت من الخارج وسكنت بهذه المنطقة، أو الذين تم إقناعهم من أهالي المنطقة أن يتبعوا للمشروع الإيراني، وعمليًا اندمجوا مع المجتمع الذي يعيشون فيه، لم نعد نرى هذه الفروق الكبيرة، فما كان مسماهم هم بالعموم أكيد كان أحد يُسميهم بالعموم كان اسمهم متوالة، وأنا أعرف بعض العائلات من أصول شيعية صاروا سنة أكثر من السنة وملتزمين، وبالعكس ساهموا بالثورة وبعضهم بعد الثورة رجع لانتمائه

الأول ورفع العلم الإيراني وعلم حزب الله، وأصبح المتحدث الرسمي باسمهم وأصبح يُدافع عن سرديتهم وتجند بالميليشيات، إيران هذه القواعد أو هذه الخلايا اعتمدت عليها كقاعدة ارتكاز في المنطقة الجنوبية، والآن تتوضح لدينا أهمية المنطقة كمنطقة حدودية، الآن صفقة الغاز التي يسعى من خلالها إلى تجاوز قانون قيصر الذي يفرض العقوبات على النظام السوري في محاولة لإسعاف لبنان أو دعم الحكومة اللبنانية بغاز من إسرائيل أو من المنطقة الجنوبية أو من جنوب سورية، ويمر في هذه المنطقة الحدودية التي تعتبرها إيران مهمة. ناهيك عن عملية التهريب، فإيران دائمًا تسعى إلى السيطرة على المناطق الحدودية من أجل تهريب المواد الممنوعة سواء كان السلاح أو المخدرات أو حتى بعض التقارير والمعلومات عن الاتجار بالبشر أو الاتجار بالأعضاء.

 إيران من خلال دعمها لميليشيات حزب العمال الكردستاني في الشمال سعت إلى أن تُنشئ كريدور

(ممر يفصل تركيا عن العالم العربي، فبالتالي إيران تُؤمن ساحة تأثير صافية و لا يُنازعها فيها أحد، كذلك السيطرة على الحدود الشمالية من خلال حزب العمال الكردستاني وعلى الحدود الجنوبية من خلال مليشياتها أو حزب الله السوري، وبذلك تكون أطبقت على سورية بكامل تفاصيل هذا المشروع الخبيث، وساعدها في ذلك النظام في إرساء دعائم هذا المشروع، لكن من خلال مشاهداتنا ومتابعاتنا خلال 20 سنة الماضية، إيران الحمد لله لم تستطع أن تنجح بهذا المشروع، وعدد ممن انجروا وراء سردية أو وراء الأموال التي صرفتها على هذا المشروع ربما انجر وراءهم لفترة، لكن بعد ذلك رجع وتعدل ورجع إلى وضعه الطبيعي، للأسف الشديد الآن التطورات التي تجري حاليًا واليد السورية فيها ليست طويلة بمعنى الإقليم والدول العربية ودول العالم هي التي تتحمل المسؤولية الأكبر، يبدو هذه التطورات الآن تسمح لإيران أن تأخذ ما عجزت عن أخذه خلال عقود ماضية في سورية، على الرغم من كونها خلال هذه العقود استخدمت كل ما لديها عسكريًا وماليًا وبشريًا لم تستطع أن تُنفذ مشروعها في بنية المجتمع السوري، ولكن الآن ما جرى في المنطقة الجنوبية تخلي العالم عن أهل درعا.

 على فكرة لما كان الجيش الحر يُسيطر على هذه المنطقة ما كانت تحلم لا إيران ولا النظام ولا حزب الله أن يكون لهم جندي واحد أو تابع واحد في المنطقة الجنوبية، لكن بعد اتفاقيات التسوية القسرية هذه تسوية ليست طوعية قسرية فُرضت على السوريين دون أن يُشاركوا أصلًا في تفاصيلها أو في التوقيع على بنودها، وبعد هذه الاتفاقية التي جرت بتفاهم دولي حقيقة وللأسف الشديد قسم من الدول التي تدعم المعارضة السورية وكان من ضمن شروط هذه الاتفاقية كما سمعنا نحن لم نر بأم أعيننا لكن كما سمعنا تبتعد إيران عن الحدود مسافة 80 أو 85 كم، بعد مرحلة ثانية أن تبتعد عن محيط دمشق، على أساس أنها تخرج خارج سورية على دور الإدارة الأمريكية السابقة.

 ما حدث الآن هو العكس تمامًا، إيران ارتشحت بالحدود تمامًا هي التي تُشرف على حركة المرور البشرية والتجارية هي التي تُصدر المواد الممنوعة إلى الدول الشقيقة الدول الجارة، وتم إمساك أكثر من مرة عملية تهريب السلاح أو عملية تهريب المخدرات، والآن تُحاول أن تتواجد إيران بشكل عسكري وبشكل أمني كبير في المنطقة الجنوبية في محافظة درعا بشكل أكثر تحديدًا، شاهدنا أهل

درعا كيف تعرضوا لضغط فظيع، و لا يوجد جانب من جوانب الحياة والأمن والاستقرار والهدوء والسكينة إلا تم الضغط فيه على أهالي درعا، درعا أو حوران و درعا جزء منها يُسمى أم اليتامى، لأن خيراتها كثيرة ولأن شعبها شعب طيب، وهذه شهادة ليست مني كابن درعا مشهود لها بأنها دائمًا تقري الضيف وتستقبل اليتيم والضعيف وعابر السبيل، ودائمًا الحوراني لقمته ليست له يُعطيها للآخرين إذا شعروا بحاجة، وهذا تاريخيًا موثق، بأن السلة الغذائية التي كانت موجودة في حوران قمحًا كانت تُغذي وتطعم وتكفي إمبراطورية كاملة، بل تعتمد عليها حتى كانت تبعثها إلى مناطق أخرى ليس موجود فيها قمح.

 درعا بعد حوالي 11 سنة من بداية الثورة ومن يُراجع أعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين والمعاقين نسبة لعدد السكان ترى أن هذه المحافظة دفعت ثمنًا باهظًا جدًا، وعلى الرغم من ذلك هذه الصعوبات لم تنل من عزيمة أهلها، والمظاهرات والحركات خلال الفترة الماضية حاولت أن أُقارنها بـ

2011 لم أجد فيها إلا أنها أكثر إصرارًا، الناس مع التضحية مع العذاب تلين تُهدى يمكن تتراجع، لكن أهل درعا ظلوا مصرين على نفس المطالب لا أكثر، واستمر الحصار حوالي 75 يومًا، طبعًا هو حصار على حصار بالأساس درعا لم تكن مرتاحة سابقًا، لكن ولمدة 75 يومًا حصار كامل لا مياه ولا كهرباء ولا أكل ولا شرب ولا دواء، وأكثر من ذلك قصف مستمر الفرقة الرابعة الميليشيات الإيرانية تحت غطاء روسي قصف بكل أنواع الأسلحة ما عدا الغطاء الجوي الروسي الذي كان يُهددهم، الروس كانوا يهددون أهل درعا بأمرين، الأول: إذا ما هدأتم واستجبتم لشروطنا سندخل لكم المليشيات الإيرانية، فهذا اعتراف من روسيا المجرمة بإجرام المليشيات الإيرانية، كانت تُخوف الناس بالمليشيات الإيرانية والجيش السوري والتعفيش والنهب والسرقة والاعتداء على الحرمات وهدم المساجد وتمزيق المصاحف، فإذن حصار وحملات عسكرية مستمرة، ولماذا هذا الحقد على أهل درعا، صحيح صارت اتفاقيات 2018 لكن هذه الاتفاقيات لم تعني لأهل درعا شيئًا، التزمت مع روسيا بالبنود العادية أما ببنود الحرية والكرامة والديمقراطية والرغبة بتغيير النظام وعدم قبولهم ببشار الأسد وعدم قبولهم بالانتخابات وعدم التخلي عن المظاهرات والوقفات والاعتصامات وخطب الجوامع والخطب الفكرية بكل مكان في المدارس بأي مكان، هذا كله لم يتخلوا عنه وتجلى أكثر شيء بالحراك الذي تزامن مع انتخابات المجرم بشار الأسد، وعلى فكرة مما وُثق بأن أهالي المحافظة كاملة لم يُصوتوا لهذا النظام، فبالتالي بقيت ثابتة على عهدها، هذا مع المشروع الروسي ماذا يُقابله؟ روسيا جاءت عام 2015 لهدف واحد فقط عبر عنه المجرم بوتن ووزير الخارجية ووزير الدفاع والمسؤولين الآخرين، نحن جئنا لنحمي بشار الأسد لأنه كان سيسقط خلال أسبوعين، فبالتالي الحراك الروسي السياسي والعسكري

والدولي والاقتصادي والمحلي كله يصب في هدف واحد حماية بشار الأسد ورموز أركان نظامه وجيشه وأمنه واقتصاده، هذا ما كان يُريده الروس، لذلك المعادلة الجديدة أو المتجددة التي فرضتها درعا ما ناسبت الروس لذلك بدأوا بالعمل معها تدريجيًا، أولًا بالتهديد ثم بالحصار التدريجي، أغلقوها قليلًا قليلًا حتى أطبقوا الحصار ولم ينفع ذلك، ثم كانت اشتباكات أو استهدافات ثم ضيقت الخناق أكثر

بقصف شديد بالصواريخ، للأسف الشديد هذا النظام المجرم أخذ من دماء السوريين ومن عرقهم ومن تعب بالهم وخزن هذه الترسانة عنده بما فيها الصواريخ، وبدل أن يحمي الحدود ويؤمن فيها الأمن والاستقرار للشعب، ويجعل المواطن السوري رافع الرأس يعتز بعلمه يعتز بدولته يعتز بحدوده يعتز بجيشه القوي بدلًا من كل ذلك عمل صواريخ اسمها الجولان، الجولان هي الأرض المحتلة من سورية العزيزة على قلوبنا وأهلها بقلوبنا، وحلمنا ونحن صغار ونحن كبار أن نُحرر الأراضي المحتلة السورية والعربية، وإلى الآن لم نجد من هذا النظام إلا حماية الكيان الصهيوني والدخول باتفاقيات مع الكيان الصهيوني ويسر له السيطرة على الجولان سابقًا، هذه الصواريخ صواريخ الجولان وصواريخ الفيل أمطر فيها أهلنا في درعا في ليلة واحدة قبل ثلاثة أيام هذه الليلة العصيبة فقط خلال بضع ساعات من الليل رمى 64 صاروخ فيل، وكل صاروخ يهدم بناية ويسويها بالأرض، حتى الروس والإيرانيين يأخذون الشروط التي يريدونها إياها، وهذه الشروط القبول بنظام بشار الأسد والإذعان لنظام بشار الأسد، وهذا ما رفضه أهلنا هناك، وقالوها بكل وضوح وصراحة: مطالبنا التي خرجنا من أجلها عام

2011 عليها لعقود لن نتخلى عنها، ودرعا مهد الثورة وشرارتها لن نفقد هذه القيمة وهذا

الرمز، وسنبقى نُقاتل من أجله حتى آخر قطرة دم من دمائنا، وهذا النظام لا يمكن التعايش معه ولن

نسمح لحوران أن تكون مرتعًا للميليشيات الإيرانية والمشروع الإيراني السرطاني الخبيث، وإن خذلنا

القريب والبعيد فلن نسمح لأنفسنا أن نكون بوابة ينتقل منها العدو الإيراني إلى باقي الدول العربية أو

باقي دول الجوار.

لذلك صمموا على مطالبهم وكانوا مرنين جدًا بموضوع المفاوضات التي جرت مع النظام إلا من

خطوط حمراء لم يسمح لأحد أن يقترب منها التي هي الانتقال الديمقراطي ورحيل نظام بشار الأسد

تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف، لذلك اليوم هذا الضغط إللي ولدته روسيا مساعدة النظام

ومساعدة لإيران اليوم يضع المنطقة تحت خطر كبير، لأن هذه المنطقة أصبحت الآن المليشيات

الإيرانية قادرة على التحرك فيها بشكل كبير جدًا، حتى مؤسسات النظام لا نستطيع تبرئتها أو فصلها

عن إيران هي أصبحت أجهزة إيرانية تعمل بأوامر إيرانية بهدي إيراني وفق السياسة الإيرانية، فقط

إيران تستغل موارد الدولة وموارد الشعب السوري سواء كانت الطبيعية أو الحياتية العادية الضرائب

من أجل أن تُؤمن المورد المالي الكافي لتنفيذ هذه المشاريع في المنطقة.

 أما بعد 11 سنة لم تروا الجرائم الإيرانية والمجازر، نعد لكم كم شحنة رمان وجدتم فيها مخدرات

وقافلة دخلت لعندكم بالسلاح أو المخدرات من عند إيران، ألم تُشاهدوا اللطميات وسوق الحميدية

بدمشق والعقارات التي تُسجل للإيراني والتجنيس، دمشق اليوم أصبحت ولاية إيرانية وهذا ليس كلام

نصر الحريري، الإيرانيون يقولون: سيطرنا على أربعة عواصم عربية سورية هي ولاية جديدة من

الولايات الإيرانية، لكن للأسف الشديد العجز لدى هذه الدول وغياب هذا المشروع وعدم وجود

استراتيجية شاملة كافية بالمنطقة لمواجهة المد الإيراني، وجعلت الشعب السوري وحده هو من يذود

عن حمى كل هؤلاء، نحن نُدافع عن أنفسنا وعن غيرنا بمواجهتنا لإيران وحرسها الثوري ومليشياتها

الإيرانية، ولكني أخشى ما أخشاه كما بكينا على عواصم سابقًا مثل الآن نبكي على بغداد وعلى صنعاء

وعلى بيروت والآن نبكي على دمشق، أخشى بأن بالمستقبل سنبكي على مدن وعلى حواضر وعلى

عواصم أخرى إذا لم ينهض هذا المشروع الذي يقول لإيران: كفى ويُوقفه عند حده، ومن كان يعول

على الخارج سواء على الأمريكان أو على الأوروبيين أو على دول أخرى أي دولة في العالم، هذا

الرهان هو رهان خاسر لن يحك جلدك إلا ظفرك، من يقول: لننتظر قليلا المفاوضات النووية ربما تأتي

بشيء يضر إيران، يا جماعة الإدارة الأمريكية لما أطبقت الحصار الاقتصادي على إيران ولما سمحت

لإسرائيل بضرب سورية، كل يوم في الصباح والمساء تضرب بالموقع الذي تُريده من شمال البلاد

لجنوبها ومن غربها لشرقها، ولما استهدفت عناصر إيرانية مهمة جدًا وصلت لدرجة قاسم سليماني، هذا

كله ولم تتراجع إيران، فالآن في ظل وجود إدارة أمريكية لينة أو متسامحة، ووجود قيادة إيرانية

متشددة بعد الانتخابات الأخيرة، هذا رئيسي (الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي) وجماعته متشددة هل

يعتقد أحد أن دولة في العالم ستدافع عن الشرق الأوسط أو عن المنطقة العربية أو عن سورية ضد

التوجه الإيراني أو التمدد الإيراني، هذا الكلام غير صحيح، لذلك إذا استمرت السياسات على ما هي

عليه، العالم متغافل ونحن نفتقر إلى المشروع، أعتقد أن إيران خلال الفترة المقبلة ستتمدد أكثر ويزيد

نفوذها بالمنطقة أكثر.

 كنا نبكي على سورية أو على درعا بالفترة الأخيرة بالأيام القادمة ربما نبكي على غيرها، والآن

لاحظوا أُجبرت الناس على القبول باتفاق وفقًا لتقديرات أهلنا الصامدين في الداخل، كان بأقل الخسائر

اتفاق جيد درعا صمدت ودرعا انتصرت، وبقي أهلها عليها، وما زالوا ملتزمين بالثورة وبمبادئ

الثورة، لكن الآن اليوم القصف ضربوا مخيم مريم في إدلب والبارحة ضربوا مدينة إدلب، فمن كان

يشعر أنه بعيد، لا يا أخي أنت بقلب المعركة، ومن كان يشعر الله يكون مع أهلنا في الجنوب، واليوم الله

يكون مع أهلنا في الشمال وبكرة الله يكون مع أهلنا في الشرق وبعده الله يكون مع أهلنا بالغرب، لذلك

إذا لم نتحرك مع بعض بجهد جماعي السياسي قبل العسكري والعسكري قبل الأمني والسياسي

والعسكري والأمني قبل الشعبي وكلنا مع بعضنا، لن نستطيع مواجهة هذه الدولة بما تمتلك من أدوات

متزايدة، الآن في الداخل السوري والمناطق التي تتمركز فيها إيران، على فكرة إيران لا تتقدم في

سورية من قوة أبدًا، وهذا غير صحيح، إيران تقدمت في الدول لغياب مشروعنا لتشتت جهودنا لعدم

وجود رؤية واضحة عندنا نحن كسوريين أو كأبناء منطقة واحدة عرب أو غير عرب في مواجهة هذا

المد الإيراني.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

المشروع الإيراني في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/130-05/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام - أيلول 2015

updatedAt

2024/05/20

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الحشد الشعبي

الحشد الشعبي

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

حزب الله السوري

حزب الله السوري

معبر نصيب/ جابر الحدودي

معبر نصيب/ جابر الحدودي

الشهادات المرتبطة