الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التضييق على الحريات في مدارس نظام الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:13:22

 الكلام الذي ذكرته سابقًا باستثناء الكلام الذي استخدمته كشاهد عندما كنت كبيرًا، يعني الكلام كله ذكرته كنت في مرحلة الطفولة مرحلة بداية الإدراك، طالب الصف الأول والصف الثاني والصف الثالث رأى المؤسسة ورأى التهريب وهذه الأمور، وسمع عنها وسمع القصص، والطفل الصغير وخاصة في عهد كان التلفزيون يفتح بوقت متأخر ولا يوجد موبايل أو هاتف أرضي حتى، فتترسخ هذه القصص والتصورات بذهنه بشكل كبير جدًا، وهذا الكلام رويته مما تصورته عن الواقع الذي كان مما رأيته وأدركته ومما كنت أسمعه من غيري.

  وبفترة فيما بعد نهاية الإعدادية يصير هناك وعي وإدراك للأمور وتقدير مختلف تمامًا للأمور ومنفتح أكثر، فمرّت أحداث كثيرة الحقيقة كانت مؤثرة جدًا ظهر فيها ما هو توجهي كشخص، ومنها غيرت الكثير من مشاعري وأفكاري، مثلًا: من هذه الأحداث، ولن أبدأ بها بشكل مرتب مثلًا: موضوع غزو الكويت على سبيل المثال، وكم أن الأمة العربية أو الجامعة العربية أو الوحدة العربية كانت عبارة عن كذبة كبيرة وأمر هش وليس له أي معنى، وظهر هذا الأمر جليًا بموضوع الغزو الأمريكي للكويت (تحرير الكويت من الغزو العراقي- المحرر)، وكيف وقفت الدول العربية من موضوع غزو الكويت، والانبطاح الذي ظهر من الدول العربية المعادية لأمريكا قبل الموالية لها وكان الجيش السوري أول الناس الذين شاركوا بالوقوف مع أمريكا في هذا الأمر.

 ودائمًا كانت هناك محاولات للانفلات من هذا العقال الذي تربينا عليه دروس القومية وحزب البعث ومبادئ حزب البعث والوحدة العربية والحديث الذي كانوا يُصدعون به رؤوسنا بشكل دائم ومن يُعطونا إياه يعرفون أنهم كذابون قبل أن نعرف نحن وقبل أن نُدرك، فكانت هناك محاولات للانفلات من ذلك كانت تُجابه دائمًا بصد قوي نتعامل معه من الأهل على سبيل المثال كنا في الصف العاشر أنا اعترضت على أحد المحاضرين الذي يُعطينا محاضرة بإحدى جلسات الشبيبة لماذا البنات مجبورات غن يكن في المدرسة بلا حجاب؟ قال: هذا نظام مدرسة، سنًا لماذا نظام المدرسة لا يُحدد...؟ أنا أذكر تمامًا مثلًا لون الجوارب التي يجب أن نلبسها، ولماذا لا يُحدد أشياء ثانية غير موضوع الحجاب؟ لماذا موضوع الحجاب بالذات؟ فتلقيت تعنيفًا بعد ذلك عليه من بعض الأساتذة المقربين، ولماذا تتكلم هذا الكلام؟ "بيروحوك والله بيروحوك" مثلًا من هذا الكلام، فكان لي بعض اللحظات التي أنفلت منها شخصيًا من هذا العقال وأتكلم بما أُريد، لكن كانت الأمور تنتهي على خير دون أن أُعاقب على هذا الأمر عقوبة، لكن كنت تشعر أن هناك شيئًا يضيق به صدرك يجب أن يخرج.

 أذكر مرة كان المحاضر يتكلم لنا عن الوحدة العربية وما إلى ذلك، أنا الحقيقة أتكلم بصراحة أنا كنت متأثرًا بفكرة الوحدة الإسلامية وبأن العالم الإسلامي تجمعهم الأخوة الإسلامية، قصة كانت معي شخصيًا المحاضر يتحدث عن موضوع الوحدة العربية وضرورتها، وهذا الحديث كنا نسمعه دائمًا وكنا صغارًا في دروس القومية، نحن كنا مُنظمين ضمن حزب البعث أي طالب في المدرسة كان يتنظم ضمن حزب البعث شاء وأراد أم لم يُرد، المهم فخرج مني سؤال: لماذا لا يكون هناك وحدة إسلامية؟ فقال لي: وماذا سيجمعني أنا بابن الباكستان وبابن أفغانستان، قلت له: نفس الشيء الذي يجمعني بابن العراق وبابن الأردن نفس الشيء، قال: تجمعنا اللغة، قلت له: تجمعني اللغة والدين وكل شيء بالعكس تجمعني عوامل أعمق معهم، قال: معناها المسيحي نطرده، قلت: المسيحي طوال عمره يعيش ضمن الدولة الإسلامية وعلاقتنا معه من أحسن ما يكون، فكان أيضًا مما حدث أنني نِلت توبيخًا، وسكتنا عنك نحن ولا تعُدها مرة ثانية عن هذا الأمر، فكان دائمًا وأنا مثلي مثل غيري ينفلت الشيء الذي يُكبت في صدري ينفلت من عقاله ويخرج إلى الملأ.

 فترة ضغط فكري والحقيقة أن الخوف فترة التسعينات خف عن الثمانينات ليست نفس الرهبة ونفس الخوف حتى النظام نفسه صار يُنفس أكثر عن الناس، صارت تخرج مثلًا أذكر مرايا ويصير فيها كلام، وهي بدأت في الثمانينات وصار انتقاد النظام أمر ممكن ببعض المسلسلات أو ما إلى هنالك من باب التنفيس عن الناس والتخفيف عن الناس، وبدأت الأمور الاقتصادية تتحلحل ولم تكن جيدة أبدًا مقارنة بالثمانينات كانت فترة أحسن بكثير، لكن ما يزال الكبت والخوف هو المسيطر على الناس جميعًا، ولا ننسى أن هذه الفترة من الأساليب التي بدأ النظام فيها يُخفف عن الناس ظهور بعض الشخصيات الدينية مثلًا: الدكتور البوطي على سبيل المثال يُعطي الدروس، وهذا الكلام أظن في 1991 أو 1992 على التلفزيون يُعطي الدراسات القرآنية، وتم الإفراج عن كثير من المساجين بالتدرج وبمساع من الدكتور البوطي، وتم استقدام بعض المبعدين من خارج سورية، وكلها بالعلاقة التي كانت بين الدكتور البوطي وبين باسل الأسد، وإفراج عن بعض الناس والسماح لبعض المبعدين أن يعودوا ضمن خطة للنظام للتخفيف من الوطأة ولاستخدام الجهة الدينية لترسيخ أسس النظام، كيف استُخدمت الجهة الدينية لترسيخ أسس النظام والمؤسسة الدينية بشكل عام؟ كيف كانت في سورية في فترة ما قبل الثورة؟ إن شاء الله يكون الحديث عنه في الفقرة القادمة إن شاء الله تعالى.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/01/27

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةتاريخ مدينة وواقعها

كود الشهادة

SMI/OH/113-04/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أوضاع ما قبل الثورة

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-قارة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الشهادات المرتبطة