الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مأسسة الفساد في مؤسسات نظام الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:18:06

طبعًا بناء على العرض الذي عرضته قبل قليل مثلًا أن دور المؤسسة الدينية كان جزءًا من المساهمات الأساسية والرئيسية في تكوين شخصية الشعب السوري، صار عندنا شعب مدجن بكل ما للكلمة من معنى، وحتى إنني لست أظلمه بقول هذه الكلمة، كيف مدجن؟ هل هذا الشعب مثلًا لا يقدر أن يطلع مظاهرة أو يُعبر عن رأيه مثلما يُريد هو؟! وإنما كل شيء سيعبر عنه حتى تعاطفه مع القضايا الكبرى يجب أن يكون متماشيًا مع رؤية النظام، مثلًا: صارت أحداث غزة والقصف على غزة في  2009 وصار تعاطف شعبي كبير جدًا وخطب جمعة وجمع الأموال ومسيرات واعتصامات، كل هذا كان يتماشى مع رؤية النظام ولا يخرج عنها قيد أنملة، ومثلما يُريد النظام يفعل الشعب، والشعب متعاطف لكن الشعب لا يتصرف أي تصرف إلا إذا كان النظام يُريد ذلك، ويجب أن يكون النظام يُريد هذا التصرف ويسمح به، أما الشيء الذي لا يسمح به، شعب مدجن وكيف صار الشعب مدجنًا بهذا الشكل، هناك ثلاثة أشياء أساسية هي التي جعلت هذا الشعب شعبًا مدجنًا، والذي فعلًا هو قام بالثورة هو قام بعمل غير متوقع أبدًا أبدًا ولا يمكن أن يعمله شعب مثل الشعب السوري بواقعه وقتها.

 أول نقطة هي الإرهاب المستمر والذي لم يتوقف يومًا من الأيام، وإنما كانت ترتفع وتيرته أو تنخفض قليلًا حسب الحاجة له، فهذا الإرهاب مستمر فالناس في خوف شديد، فهذا أول سبب من أسباب أن الشعب مدجن، وثاني شيء المؤسسة الدينية سواء أرادت أو لم تُرد، والمؤسسة الدينية كان لها دور كبير، وأنت تعيش في سورية تفعل ما تُريد ولماذا سأخرب حياتي، والشيء الثالث المصلحة، كيف المصلحة؟ أي تاجر مصلحته مع النظام أي شيء مهما كانت مصلحته مع النظام أي إنسان يعمل مصلحته مع النظام، الموظف مصلحته مع النظام والتاجر الكبير أصلًا هو لا يقدر أن يعمل وكالة أو استيرادًا أو تصديرًا أو عملًا كبيرًا إلا إذا كان له أحد من النظام ييسر له أموره، ونحن أمورنا في سورية كلها فساد بفساد، فتحتاج لضابط مخابرات كبير أو مسؤول كبير ليتابع لك أمورك، وأحيانًا تُمنع من أعمال كبيرة على المستوى الاقتصادي الكبير إذا لم يكن لك شريك من أركان الدولة، وهذا الشيء كان معروفًا ولا أحد يُنكره لا معارض ولا موال، كل الناس يعرفون هذا الموضوع إذا كان لديك دكان فلافل(طبق شعبي) أمر عادي أن يمر  لعندك عنصر مخابرات وتُعطيه وتُضيفه وتُطعمه وأنت ممنون منه لأنه قبل الضيافة منك، لأنه ممكن أن يحميك.

 فالاقتصاد كله الكبير والصغير والموظف وصاحب الأعمال الحرة كلهم مرتبطة مصلحتهم بالنظام كبرت أم صغرت، وأظن التفصيل بهذا الموضوع لن يزيد بشيء، لكن هي واضحة جدًا كيف كانت مصالح كل الناس، ولماذا مثلًا المدن الكبرى؟ ولا نتكلم بشكل مناطقي لماذا المدن الكبرى كانت بعيدة عن المظاهرات وعن الثورة في البداية؟! لأن دمشق وحلب مرتبطة والتجار الكبيرة مرتبطة اقتصاديًا مرتبطة بالنظام كل رجالات التجارة مرتبطون بالنظام ارتباطًا قويًا جدًا ومصلحتهم مع استقرار هذا النظام، ولو كانت قاعدة عامة أن مصلحتك لتزدهر تجارتك أن يظل الأمن والأمان ولا تكون هناك توترات، وأيضًا هم مرتبطون مع عناصر من الدولة أقوى بكثير من الناس الضعيفة، والضعيف يوميته بسيطة ليس عنده مشكلة مهما حدث.

 ناحية ثانية مثلًا: دينيًا دمشق وحلب بالذات كانتا مروضتان دينيًا على عدم الخروج على النظام، فالشعب السوري كان شعبًا مدجنًا نعم شعب مدجن قبل الثورة، ولا أظلم نفسي وأظلم شعبي بهذا الكلام.

 نحن قبيل الثورة يوجد عندنا فساد في سورية في الأساس ورشوة وفساد متعمد من قبل النظام، أن يصير الشرطي فاسدًا والجمركي وكل شيء، لكن في الحقيقة بلغ الفساد مرحلة صارت ممجوجة ومقرفة قبيل الثورة، صار الفساد في كل القطاعات حتى في القطاع التعليمي والقطاع الصحي، صار أمرًا مستشريًا بشكل غير طبيعي، مثلًا: نقيب أطباء محامين معلمين يجب أن يكون تابعًا للنظام بل سيكون أداة للنظام أداة مثل عنصر المخابرات للنظام، هو أبدًا هو ركن من أركان هذا النظام، والنقيب يمكن أن يكون لا يفقه شيئًا عن فكرة في العمل الذي يستلمه طب الأسنان أو الطب البشري، ولا  يكون هو الشخص الأكثر تميزًا للتمثيل، وهو يحتاج إلى ميزة واحدة الانبطاح أمام النظام بقدر ما يستطيع حتى يكون الشخص المناسب لهذا المنصب.

 صار الموضوع يظهر أكثر حتى الإدارات البسيطة قلما يستلمها الشخص المؤهل، مثلًا: مجال التوجيه حتى هذا الموضوع دخل فيه البعثي والمنبطح ورجل النظام ومن لديه واسطة هو من يُعينونه بهذا الموقع، والمهم أنه يُؤدي المهمة على أكمل وجه.

سأذكر حادثة تدل على ذلك وهذه متكررة، مثلًا أحد الموجهين الذي عُين في مرة من المرات موجه عندنا كنا نُناقش معه سلالم التصحيح فالحقيقة الموجه يُختار يكون الأكفأ والأكبر عمرًا والأكثر علمًا وعنده خبرة بالتدريس فترات طويلة، حتى يقود المجموعة، فنحن مرة من المرات الشيء المضحك كنا نُناقش سلم تصحيح، فالموجه كأنه شخص تمامًا غريب عن الأمر ليس عنده معلومات يسأل ما هذا؟ حتى نُجاوبه، لا يسأل: ما رأيكم؟ نحن نُعطي رأينا ويكون الرأي لكبير المدرسين، لا هو يسألنا: ما هذا و... ؟ و لا يعرف، والله كان - وقد أقسمت - في سورية أحد الأشخاص الذين استلموا مرتبة في وزارة التربية عالية جدًا لم يدخل على حصة درسية واحدة في سورية، كان أمين فرقة حزبية ثم مدير مدرسة ثم مباشرة بعثوه ليدرس خارج سورية، ورجع واستلم منصبًا تعليميًا مهمًا جدًا في سورية.

 فالمشكلة صار كل هؤلاء الأشخاص عبارة عن أدوات للنظام، استشرى الفساد رويدًا رويدًا حتى أن هناك أشياء في وزارة التربية تحديدًا صرت تراها وكنت سابقًا لا تراها، مثلًا: إذا أردت الذهاب لأحدهم يجب ألا تذهب ويدك فارغة، أنا ذاهب لعند أشخاص مستلمين مراكز هم كانوا مربين ومعلمين، لم يبقَ هذا الكلام، يجب أن تأخد بيدك هدية تأخذ بيدك هريسة أو فواكه، يجب أن تُقدم رشوة أو واسطة.

 استشرى هذا الأمر بكل القطاعات في سورية لم يبقَ قطاع لم تدخله الرشوة والمحسوبيات كبرت أم صغرت، كانت قطاعات بعيدة عن هذا الأمر وسأزيدك من الشعر بيتًا، هل تتخيل وهذا أمر مؤلم جدًا بالنسبة لي أن أذكره لكن سأذكره، الفساد الذي نخر في المؤسسة الدينية مثلًا هناك أشخاص بعيدون وأشخاص صادقون وأشخاص والنعم منها(من أحسن الناس)، لكن مثلًا في المسجد الفلاني وهذا الكلام أنا لا أستوعبه أو لا أقتنع به حتى رأيته بعيني، المسجد الفلاني بحركة ويُريده فلان يدفع رشوة حتى يقعد إمامًا أو خطيبًا فيه، كنا لا نُصدق هذا الكلام، لأنهم كانوا يضعونا حسبة لوجه الله تعالى، هل تُريد أن تخطب حسبة، فنعتبر العمل دعوة لوجه الله عز وجل ولا نُريد عليه شيئًا لا أخضر ولا أحمر.

 تسمع أحيانًا أشياء عن الناس وانتفاعها حتى من وراء هذه الأمور، دخل الفساد في كل شيء في سورية، ومثلما يقولون: ليس كل من لبس الجبة والعمامة هو شيخ، وأحيانًا ربما المشيخة تُحقق لك مصلحتك، ويجوز أنت بالأساس دخلت العلم الشرعي وستتعلم العلم الشرعي لكن وجدت مصلحة مشيت وراءها، وهو إنسان بالنهاية مشى وراءها له مصلحة في تجار بهذا الكلام في منافع، ولا أعرف تحديدًا ما هي المنافع؟ لكن ما هو الشيء الذي يجعلك تدفع المال حتى يضعوك في المسجد الفلاني، وما هي الاستفادة وهل هي وظيفة؟ وهناك منافع مادية أيضًا وليس فقط مكانة اجتماعية، وإن شاء الله لا أكون قد ظلمت أحدًا، لا أعلم التفاصيل ولكن سمعت من أحد أصدقائي القصة أن فلانًا دفع المال حتى قعد بالمكان الفلاني.

 حسنًا يا سيدي سأزيدك من الشعر بيتًا الذي كان مستلمًا الحج في سورية الجزائري معروف الجزائري تدخل لعنده وتُعطيه 50000 هو لا يأخذ رشوة يقول لك: هذه زكاة منك على الأولاد، رواية شهود عيان هو لا يأخذ رشوة انتبه يقول لك: هي زكاة منك لأولادي زكاة مالك 50000 ليرة 1000 دولار، وأنت بناء عليه يكون لك أن تعمل ما تشاء تذهب إلى الحج تعمل كل هذه المسائل، استشرى الفساد حتى في العبادة ولنكون صرحاء مع بعضنا أنت ذاهب للحج وتدفع رشوة 1000 دولار كي تذهب على الحج، فالفساد ظهر بكل شيء إذا بمجال الحج كان موجودًا بالأوقاف كان موجودًا لأي شيء يجب أن تتنزه على الفساد صار فساد في سورية.

 هناك بعض الناس بهيئة كي لا أظلمهم لأنه إن شاء الله عز وجل هناك فئة صادقة مؤمنة بقيت على ما هي عليه، في هيئة طلاب علم أو هيئة مشايخ ويكتبون تقارير، فهذا فساد في كل شيء في سورية نخر الفساد للعظم شعب تهمه مصلحته تربى على مبدأ مئة عين تبكي ولا عين أمي تبكي تربى على مبدأ عسكرية دبر حالك(تدبر أمورك)، المهم أنا أحصل على الشيء الذي أُريده والمهم أنا مصلحتي تمشي، المهم أظل أنا والأقربون الأقرب ثم الأقرب بأمن وأمان، وصار كل الناس يحللون الرشوة تُحلل كل شيء ندفع، الواقع فرض عليهم وهم مضطرون، مثلًا: أحد الأصدقاء سيفتح معمل حلوى صغير سيدفع رشاوى وكبل الكهرباء سيدفع وساعة الكهرباء سيدفع لها رشاوى، أو مثلًا: مقلع صغير للرمل يأتي عناصر المخابرات بشكل دائم كأن لهم حصة معك وستدفع، لديك سوبر ماركت ستدفع.

 صار الفساد ومشاركة أصحاب السلطة للناس في أرزاقهم وفساد الناس صار في الحقيقة ظاهرًا بنسبة كبيرة جدًا، وهذا الأمر فُجعنا به بعد ما تغربنا لدرجة أن أحد الأشخاص قال: عندما كانوا يقولون: كلنا بشار صادقين، لأننا رأينا كثير بشارات بعدما خرجنا ناس تربوا على مبادئ البعث العفنة ومستشرية فيهم حتى صاروا متجسدين بهذه المبادئ دون أن يُدعوا.

  هناك نقطة أُحب أن أذكرها عن نفسي يمكن أن تستغرب أنا كنت بعثيًا وهذا الانتماء للبعث شيء مفروغ منه في سورية ومن الصف السابع مدرب التربية العسكرية تخيل هناك في العالم مدرسة فيها مدرب تربية عسكرية ونلبس اللباس العسكري عندما في المدرسة، فمدرب التربية العسكرية يوزع استمارات لتنتسبوا للشبيبة (شبيبة البعث)، وهل تتجرأ أن تقول وأنت ولد ما عمرك 13 سنة: أنا أنتمي أو لن أنتمي. لا أنت ستوقع وتكتب، وبعد ذلك في الصف العاشر يقول لك: أنت صرت عضوًا عاملًا بالحزب- عفوًا بالشبيبة- وخاصة إذا أنت طالب متميز يلبسونك وأنت قائد الوحدة، وفي الحادي عشر أحد المسؤولين في المدرسة يرمي الأوراق املؤوا طلبات الانتساب وستصيرون بعثية يا شباب، وهل أنت تتجرأ أن تقول: أنا لا أٌريد؟ ستقدم وستسجل في الجامعة أو تتقدم لوظيفة وأين ما ذهبت ستُسأل عن انتسابك الحزبي؟ فورًا يسألونك! ستُسجل في دبلوم التربية ستحتاج هذه الورقة، وأي أمر ستقدم عليه، هل أنت حزبي بعثي؟ وإذا كنت غير بعثي ستكون دائمًا حظوظك أقل.

 فكان هناك ربما مئات الألوف من الناس كل الموظفين في سورية 99% من الموظفين كانوا بعثيين، وهذا لا يعني الانتماء على العكس كثير من قادة الثورة الآن كانوا بعثيين هذا أمر مضحك كان فلان بعثيًا، كان بعثيًا ولا يكتب التقارير، وهو غصبًا عنه صار بعثيًا وتربى بهذه الطريقة طلائع شبيبة، وإذا لم تحضر الاجتماعات يكتبون فيك التقارير، وأنت في سلك الدولة وفي سلك التعليم والتوظيف، وغير الموظف أكيد بعيد عن هذا الموضوع إلا إذا هو أراد ذلك، أما الموظفون والمتعلمون 99.99% منهم كانوا بعثية وليس بإرادتهم وإنما هذا مفروض وشيء روتيني، مثل الطفل خُلق فإنه يصرخ يرضع يُفطم هذه التسلسلات ليست بيده يتلقح، كان هذا الانتماء في سورية طلائع شبيبة بعث اتحاد طلبة وكيف تكون طالبًا في الجامعة ولست باتحاد الطلبة؟ وليس بإرادتك هذا الموضوع، وهذه الانتماءات جبرية وليست باختيارك، إلا بعض الناس ولم يطلب منهم أحد وبخسة ونذالة ينتمون لهذا الحزب القميء والقبيح.

 كنا فترة الطفولة والشباب كانت الناس بشكل عام بضائقة مادية، وسورية كان فيها قلة(فقر) وأي شيء مُشتهى، مثلًا: الموز كان يدخل عن طريق التهريب على سورية وغيره.

 وعلى ما يبدو حافظ الأسد كان قد جهز الوضع لبشار حتى ما سيحصل بعد موته وليس أركان الحكم فقط حتى اقتصاديًا، وسورية بلد غنية، فصارت حلحلة في الأمور الاقتصادية.

 أنا على سبيل المثال: عندما عُينت في التدريس في الدولة في عام 1997 أو 1998 كان راتبي شيئًا مبكيًا كان في السويداء وراتبي 3000 ليرة، ورجعت بعد سنة كاملة في السويداء وعلي دين 30000 ومع ذلك متمسك بالوظيفة، لأنها سنسال جاري مثلما يقولون.

 ورجعت لدمشق كنت أُدرس في المدرسة الحكومية وأُدرس في مدرسة خاصة يومين في الأسبوع يوم هو يوم عطلة كان للمدرس يوم عطلة كان الدوام ستة أيام ويوم آخذ فيه حصة أو حصتين صباحًا باتفاق مع المدير لأذهب إلى المدرسة الخاصة، وبعد الظهر أُعطي دورات بنفس المدرسة وأيامًا أخرى في معهد آخر، يعني أقبض راتبًا من أربع محلات حتى يكفيني، وكم كانت الحياة يعني أحيانًا أرجع إلى بيتي الساعة 10:30 ليلًا وأكون فد خرجت الساعة السادسة.

 وما بعد بشار صارت خطوات تدريجية وحلحلة في الرواتب، يمكن 2006-2005 أصبح الراتب 7500 ليرة، وأقول لنفسي: سأقبض 15500.  يعني هذا مبلغ جيد وأقل شيء لا أستدين، وخاصة نحن أبناء ريف ونعيش في الريف، وهذا مبلغ معقول صارت تتحلحل الأمور، وصار الموظف ليس مرفهًا لكن يعيش، وليس مثل الأول يستدين ومحروم من كثير من الأشياء الأساسية، صار الموظف يعيش وقد تُصرف لك أذون سفر أو تصحيح كموظفين في قطاع التربية، يعني صار نوع من الراحة وخفت الخنقة(التضييق على الناس)، وصار الوضع الاقتصادي... مثلًا تكون لك منحة أو ترفيع فدائمًا في العيد يُعطي منحة، والناس تُسبح بحمده وتشكره، وهذا يكون أمرًا كبيرًا منه على أساس أنه يُعطينا من بيت أبيه.

 وأذكر تمامًا من باب النكتة في إحدى الأعياد كان هناك منحة والحقيقة ما كنا سنعيد لولا هذه المنحة صراحة نحن راتبنا المصروف الشهري، فكانت المنحة راتبًا كاملًا، وسنشتري فيها شوكولا وملابس للأولاد، وقضنا المنحة وأنا داخل على أحد المحلات آخذ الشوكولا والسكاكر، فدخل أحد الأشخاص البعثيين بعثي عتيد ومخلص للبعث لآخر درجة، فقال لي: رأيت المنحة؟ قلت له: نعم، الحمد لله رب العالمين. قال لي: [يكثر خيره] ويقولها باللغة العامية وظننت خير الله قال لي: "يكثر خيره السيد الرئيس وما لنا عليه". أنا فعلًا عجزت عن الرد ولا أجرؤ، قلت له: الحمد لله سيدي الحمد لله، فأنت ستأخذ المنحة وتشكر لأنهم يُعطونك إياها.

 فالحقيقة صارت حلحلة والشعب السوري عندما قام بثورته ما قام بها لأنه شعب جائع وهذا كلام مليون ونصف في المئة ما قام من أجل الأكل والشرب أبدًا، الشعب السوري شعب حيوي مهما تدجن لكنه يعمل ويسعى ويُنتج ويأكل ويشرب ولا يجوع، كان الوضع الاقتصادي فيه فرج وحلحلة، ولم يقم أحد من أجل الأكل والشرب أبدًا، وسأقفز للأمام خطوتين عندما صارت هذه اللقاءات بعد بداية الثورة ومطالب الشعب وماذا تُريدون؟ هذا طالب بالمازوت وهذا بالأعلاف وهذا طلب ناس مغرضين ناس أغبياء بالأساس ناس ليسوا من الثورة نهائيًا حاولو أن يظهروا وجهات شعبية، وهل الشعب قام من أجل المازوت أو علف الحيوانات أو الخبز وهذه الأمور؟! الشعب قام من أجل الكرامة، ولن أستبق الأحداث في الحديث الأمر أمر كرامة ولا شيء آخر، شعب قال: "يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان" هذا شعار يُعبر عن الحقيقة مليون% كان بالعكس أفضل أوقات الاقتصادية خلال 40 عامًا منصرمًا قبل الثورة من 1970  حتى 2011 كانت هذه الفترة حتى قبيل الثورة كانت الأفضل، الأوضاع الاقتصادية فيها من يعمل صحيح أنه تعود أن يُعطي للمخابرات ويدفع لرموز النظام تعود هذا من عنصر المخابرات وأنت تسير حسب أمورك، ربما شخص يستغرب ويقول لك: أنا عندي محل سوبر ماركت أسير بشكل عادي عنصر المخابرات يُسلم عليه ويقول لي: نحن نُحافظ عليك نعطيك رزًا ودخانًا(السجائر)، وهذا أمر طبيعي، وهو الشريك ولا يأخذ مني شيئًا رسميًا، أما أنا فعندي معمل عندي كذا، المهم دائمًا يأخذون كل يمر ليأخذ حصته، لكن الشعب كان يعيش ولكن ليس برفاهية لكنه يعيش، بناءً على ما كان سابقًا ولا أُقارن نفسي بالدول الأخرى،  بناءً على ما كنت سابقًا أنا أعيش وتعودت على هذا الكلام ومصلحتي مرتبطة بأن أُرتب أموري مع عنصر المخابرات حسب عملي مع الأكبر ثم مع الأكبر ثم مع الأكبر ليسير عملي، وموظف برشوة بأي شيء لتسير الأمور.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/01

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورةالفساد في مؤسسات نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/113-06/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أوضاع ما قبل الثورة

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الشهادات المرتبطة