الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخروج من سجون الأسد والعودة إلى قارة ومعاناة ما بعد الاعتقال

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:12:16

طبعًا من الملاحظات التي كانت أو ثبتت في ذهني ليس فقط تسجلت يعني خلال الاعتقال، أن طبيعة بعض المعتقلين مثلًا على سبيل المثال: كان معنا من مدينة إدلب، طبعًا نحن لآن عندما صرنا في المركز الرئيسي أو في إدارة أمن الدولة في الفرع 285 صار المعتقلون من كل سورية، عندما كنا في فرع الخطيب كان المعتقلون من دمشق وما حولها، ريف دمشق ومعظمهم من دوما ومن الزبداني ومن داريا، ومن المخيم يعني من مناطق دمشق وريفها. المهم عندما انتقلنا إلى الإدارة وهو إلى الفرع 285 هناك في الفرع 285 كان [المعتقلون] من كل أنحاء سورية. من الملاحظات التي ثبتت [في ذهني] والتي لا أنساها في ذهني أن طبيعة بعض المعتقلين أو حالهم، في كان معنا رجل عمره 67 عامًا، رجل يعني يظهر عليه الهرم والكبر وما إلى هنالك، وكان مصابًا في قدمه بعيار ناري، ولابسًا نفس الجلابية التي تصوب فيها، خلال اعتقاله تصوب وهو جريح وما إلى هنالك، ويعني يقبع معنا في هذه الغرفة المثالية! التي هي غرفة صغيرة جدًا يعني تتسع لـ 100 شخص، يعني 4 أو 5 أمتار أو 5 بـ 5 كانت معدة لـ 100 شخص، كنا دائمًا في التفقد يعني فوق الـ 90 وبعض الأحيان كان الرقم على ما أذكر 101. وكان يوجد رجل آخر عمره 70 عامًا أيضًا كان معتقلًا معنا وهؤلاء كانوا من المرضى، معهم أمراض، وطريقة معاملة السجانين كانت معهم بذيئة وقبيحة جدًا يعني يستخدم ألفاظًا يعني لا يمكن أن تسمعها في أي مكان في العالم إلا في ذلك المكان في معاملة هؤلاء الأشخاص الكبار في السن. كان معنا شخص آخر مصاب بطلق ناري في يده، وكان يعني لا يقدر [أن] يستخدم يده، ورجله فيها أسياخ، طبعًا هذا الشخص معتقل، معتقل لكنه معتقل مُلقى في هذا المكان السيئ جدًا، الذي هو 100 شخص على هذا الشكل، فأنت لا تجد مكانًا لتقف، فما بالك بشخص بهذا الشكل؟! هو لم يكن (هذا الشخص) طبعًا لا يستطيع الذهاب إلى الحمام لوحده أبدًا ولا بأي شكل يعني، ولا يستطيع تناول الطعام لوحده ولا بأي شكل، يعني يده ورجله [مصابتان] كانت يده اليمنى وقدمه -لا أذكر أي قدم- المهم أنه مصاب بهذا الشكل، وكان مرميًا معنا. فهذه بعض المشاهدات يعني للمعتقلين الذين لهم أحوال خاصة وكانوا قد ألقي بهم في مكان كهذا، يعني وعلاوة على أنه فقط معتقل يعني ملقى في مكان كهذا، والازدحام شديد جدًا. التهم كانت مضحكة جدًا في بعض الأحيان، مثلًا: كان معنا طبيب من السلمية مسجون، وكان جالسًا أو يعني كنا في مكان واحد أنا وإياه، نحن مثلًا كنا كل 10 أشخاص أو 12 شخصًا أو كذا مخصص لهم بطانية، على أساس أنها ممدودة على الأرض لكن لا أحد يعرف أين، فأنت مثلًا: لك زاوية تكون أنت موجودًا فيها، لا تذهب إلى زاوية ثانية، فهذا الطبيب الذي كان بجانبي كان متهمًا بتهمة، يعني التهمة التي وجهها إليه التحقيق: أنه كان يبحث عن مظاهرة يعني لم يجدوه خلال التظاهر، كان في دوما يوم جمعة أو في حرستا فاعتقلوه بتهمة [أنه] كان يبحث عن مظاهرة، وهكذا كان التحقيق معه، أنه أنت كنت تبحث عن مظاهرة. 

كان معنا شخص آخر من جبلة متهم بحيازة دبابة، وهذا الكلام في 2011، كان الناس ليس لديهم سكاكين بعد، يعني لم يكن يوجد جيش حر ولا يوجد شيء [فيها]، يعني صحيح أنه صار يوجد [جيش] لكن لم يكن في تلك المنطقة، لم يكن يوجد شيء كهذا، ومتهم بماذا؟ [متهم] بحيازة دبابة هذا الشخص، وعلمًا أنه لم يكن يوجد يعني صار هناك اغتنام دبابات من الجيش الحر ولا أي شيء يعني. تهم مضحكة طبعًا التهم التي كانت تُوجه للناس، مثلًا أنا مثلًا يعني على سبيل المثال يعني كانت تُوجه لعامة المعتقلين: إضعاف الشعور القومي هذه كانت تهمة تُحاكم عليها 3 سنين، التسبب بالوهن لنفسية الأمة، هذه تهم من محكمة الثورة على ما أظن بـ 63 يعني، وُجدت واستمرت يعني استمرت آثارها السليبة والسيئة سنين طويلة جدًا. طبعًا هؤلاء أشخاص يعني مضحكة اتهاماتهم، والأشخاص الذين هم متهمون حقيقيون هم كانوا حقيقة يعني يمارسون حقوقًا يضمنها لهم الدستور المعمول به في البلاد، فهم كانوا عندما خرج المتظاهرون -لا أعرف- كانوا يقولون: "الله سورية حرية" لم يكونوا يحكون شيئًا ثانيًا، يمارسون حقوقًا عادية، النقد والمطالبة بالحرية، نحن يعني صدعوا رؤوسنا عندما كنا في الصف الأول ونحن [نتعلم]: "حرية حرية حرية" دائمًا درس الحرية موجود في كتب التربية الدينية وفي كتب القومية، وكل الدروس دائمًا كلمة الحرية [موجودة]، أساسًا أهداف البعث: وحدة حرية اشتراكية، إذًا: كيف [هذا التناقض؟] مثلًا هؤلاء الناس لا يطالبون بشيء آخر، لكن طبعًا كانوا يعني دائمًا هم يلصقون فيك أشياء مثل: تمويل الإرهاب، إرهاب ماذا؟ الإرهاب ما هو الإرهاب الذي أموله أنا؟ تمويل إرهاب، إذا كنت أساعد المحتاجين [فتهمتي] تمويل إرهاب! هذه كانت تهمة دائمًا [حاضرة]، التحريض على التظاهر، وهذه كانت تهمة أنا موجهة لي بشكل قوي جدًا، التحريض على التظاهر. تمويل الإرهاب، هذه الكلمة دائمًا كان يكررونها، هناك أمور أنه أنت يعني تعارض النظام ومثبتة عليك، لكن هذه في حد ذاتها بالقانون السوري لا تُعدّ جريمة، ولكن كان يلصقون فيك تلك الجرائم الأخرى، طبعًا هذا بشكل عام يعني باختصار أنه ما هي مشاهدات التهم للناس التي كانت موجودة، يعني لا يوجد أي إنسان مجرم أو أنه ارتكب شيئًا، حتى ضمن الدستور الذي هو معمول به في البلاد، يعني لا توجد أي جريمة ينص عليها الدستور أو القانون الجزائي أو الموجود في بلادنا إطلاقًا، كلها أشياء مختلقة ومخترعة من أجل معاقبة من عارض النظام أو تكلم بأي كلمة ضد النظام. طبعًا أنا بشكل شخصي تكلمت عن نفسي أنني أنا بعد ما حدث هذا الأمر، وأخذت أنتظر أنه إن شاء الله تعالى خروجي يكون قريبًا، فمضى اليوم واليومان وما تم هذا الخروج، فأنا الحقيقة أصبت بالإحباط الشديد، وكنت أحكي عن ظروف الاعتقال، وكررت أكثر من مرة: أنه ليس الغريب أن يموت الإنسان في المعتقل، الغريب -وأقسم على ذلك- هو كيف يخرج حيًا من المعتقل، بسبب ظروف الاعتقال.

 الحقيقة أنا آخر يوم [في] المعتقل -طبعًا أنا لم أكن أعرف أن هذا آخر يوم- صار معي هكذا يعني فعلًا أصبحت بحالة جدًا سيئة، يعني جدًّا كنت منزعجًا، منزعجًا جدًا جدًا، يعني وزاد الطين بلة أن الحارس [لئيم] يعني صحيح أنهم كلهم لئام، لكن هذا من الصباح يعني أبدًا من غير أي سبب، جاء وأوقف الناس كلهم شلحهم(جردهم من ملابسهم) وأوقفهم هكذا باتجاه الحائط وألصقهم بجانب بعضهم، وأمرهم أن يقفوا وكذا و[فعل هذا] بكل لؤم، وحتى [في] هذه الفترة لا تستطيع [أن] تروح إلى الحمام ولا [أن] تعمل شيئًا أبدًا أبدًا، ولا [أن] تتحرك من مكانك نهائيًا، فبقينا هكذا إلى وقت الظهر، تقريبًا للساعة الواحدة أو الثانية، فأنا في هذا الوقت الواحدة أو الثانية قمت أخذت نفسي ورجعت إلى الوراء، رجعت إلى الوراء فقال لي: أعرف ناجحة، انتبه إذا رآك فلان، فقلت له: أريد الذهاب إلى الحمام، لن أبقى [هنا] ذهبت إلى الحمام يعني وأمري فعلت أمرًا يعني خلص(انتهى الأمر) لم أعد أسأل عن شيء أبدًا، فماذا يريدون أن يعملوا بي فليعملوا، دخلت إلى الحمام وصببت على نفسي مياهًا، طبعًا لا يوجد صابون ولا يوجد شيء، والقميص الذي معي كله عليه دم ووسخ وكذا وما إلى هنالك من هذه الأشياء، غسلته هكذا وفركته جيدًا وخرجت ونشرته جانبًا ووقفت، وسبحان الله هكذا توجهت لرب العالمين ويعني صرت أدعو وأبكي يعني أدعو يعني دعاء ممزوجًا بالبكاء المر، وقلت له: يا رب، يا رب، هكذا من كل قلبي، إنه يا رب إذا كان لي عمل مقبول عندك إكرامًا لهذا العمل أخرجني الآن لأنني لم أعد أتحمل، يعني يا رب لا تفتني في ديني، يعني فعلًا أنت عندما يُقال لك: هناك واحد يفصل، والله يفصل، يعني أنا ما كنت أتوقع نفسي أنني أضعف، قلت له: يا رب لا تفتني في ديني، يعني أنا فعلًا وصلت لمرحلة جدًّا سيئة، وسبحان الله لم يمض إلا [وقت] قليل جدًا حتى فتح السجان الباب لم يرني طبعًا، نادى على أسماء، ومن ضمنها اسمي، فسألت عريف المهجع لأن هؤلاء أصحاب خبرة، [فقد] صار لهم فترة طويلة، فقال لي: يعني محكمة، لا توجد محكمة اليوم، ربما ينقلونك إلى محل ثان، فالمهم خرجت إلى الخارج، وكان طبعًا يعني أول مرة لا يطمشونني (يعصبون عيني) ولا يلبسونني ولا يضعون في يدي الأكبال، فعرفت أنه إن شاء الله خير يعني، طبعًا هنا المعاملة يعني ما زالت [في] أعلى درجات اللؤم يعني، فوصلت إلى [الباب الخارجي] أريد أن أخرج و[طلب مني] هويتي، [فقلت له]: لا توجد معي هوية وكذا، طبعًا كله بكلام يعني بكلام جدًا قبيح وبذيء وكذا، ولا أدري ماذا، يعني أخف كلمة وألطف كلمة يقولها لك يعني: انقبر. يعني هكذا يكون لطيفًا جدًا معك، لكن طبعًا هناك كلمات جدًا بشعة يعني وقذرة، ويسبك مسبات(شتائم) يعني لا ما أنزل الله بها، هذه المسبات لا تغيب يعني نهائيًا، فإنه وقع هنا وكذا، والآن انقبر(يدعو عليك بالموت) الله لا يردك، وهكذا من هذا الكلام، فالمهم أنك تخرج إلى الخارج مع عسكري، [فسألني:] أين ذاهب أنت؟ [فقلت له]: ذاهب إلى المنطقة الفلانية، على أساس أنه هو يوصلك، طبعًا العساكر فقط يريدون أن يلقوك خارجًا، فأنا ألقاني العسكري خارجًا، وأحسست أنه صار لي ليس فقط 15 يومًا، [بل] صار لي 15 سنة، رأيت شيئًا يعني يعني رأيت دمشق بجمالها، كأني رأيت دمشق من غير بيت الأسد، يعني هكذا سبحان الله عندما رأيتها يعني إن الناس على قيد الحياة يدخلون ويخرجون وكذا ولا يوجد شيء، كان يوم خميس يعني وحتى إنه لا يوجد هنالك انتشار كثيف لقوات الأمن في دمشق في ذلك الوقت، طبعًا أنا لا توجد معي هوية، أنا أمشي في الطريق وليس معي هوية ولا شيء هكذا لكن بقيت أمشي مشوارًا طويلًا، بقيت أمشي من كفر سوسة إلى باب مصلى مشيًا دون أن أشعر على نفسي أنني أنا ماش بالطريق، وأتفرج على محلات الأكل وعلى المقاهي وعلى محلات العصير، وعلى كذا، أتفرج عليها، حتى بعض أصحاب المطاعم يخرج يريد أن يعطيني أكلًا [وسألني هل] أنت جوعان أو شيء ؟ [فأجبته] لست جوعانًا، إذًا ماذا تريد؟ فأقول له أنا: لا يوجد شيء، حسنًا تأكل؟ ادخل لا أريد منك مالًا، فأقول له: أنا معي مال، لا أريد أن آكل، فقط أريد أن أتفرج يعني، أنه هكذا [يعيش] الناس! فعلًا أحسست أن الوقت فترة طويلة جدًا جدًا جدًا عليّ، فالمهم حتى الله عز وجل سخر لي رجلًا في باب مصلى أشرت إليه فوقف، [سائق] "تاكسي"، قلت له: أنا لا توجد معي هوية فورًا لا أعرف لماذا ارتحت له؟ قلت له مباشرة: أنا ليس معي هوية، وأنا أريد أن أخرج خارج الشام، وتكلمت مع أهلي، طبعًا عندما تكلمت تكلمت مع والدتي وطبعًا هاتفي لم يعد يهدأ، وقت بدنا خبروا أعطوني هاتفي عندما أخبر الناس أنني خرجت [من السجن] وهكذا، فقلت له: أريد أن أخرج خارج الشام، المهم أخرج خارج دمشق، ربما هذه القصة لا تفيد يعني بشيء، فهي أشياء شخصية، صحيح أنا ما أسهبت بالشخصي كثيرًا، لكن أريد أن أذكر كذا ملاحظات [للذي يذم الشعب السوري] أنه كم هو فعلًا (الشعب السوري) شعب رائع جدًا جدًا بطبيعته، لكن هو شعب يعني سبحان الله تم تدجينه بطريقة معينة حتى يعني ذهب بهاء الصفات الحميدة التي هو مكتسبها وقوية وأساسية فيه ولا يحتاج إلا أن ينفض الغبار عن هذه الصفات حتى ترجع وتلمع مرة ثانية من أول وجديد، هذا الشخص أركبني، قلت له أنا: هيك هيك الوضع [كذا وكذا] قال: يعني أنت أين كنت؟ قلت له: لا أعرف، ما رأيك؟ قال: حسنًا، يلا ماشي خلاص(حسنًا) فهمت عليك. راح يوصلني، وكان من القصير طبعًا الشخص، ويعرف ناسًا من عندنا كثر، وطبعًا وهو يحلف الأيمان [أنه] لا يريد [أن] يأخذ لأجرة وكذا، لكن أنا ألقيت له أجرة ونزلت، فنزلت وأنا [كنت] مواعدًا بعض أقربائي وأصدقائي أن يأتوا ليأخذوني من بعد البانوراما، فوقفت هنا على الطريق، يعني هذا أول شخص مثلًا صادفته، انظر: أنت خارج من مجتمع يعني ن عند أشخاص ليسوا بشرًا، خارج من عند ناس عاملوك [بسوء] مستحيل [أن] يكونوا بشرًا، واليهود مستحيل أن يعملوا هكذا طبعًا، تخرج وترى هؤلاء الناس الذين هم السوريون الحقيقيون يعني، كنت أنا طبعًا هنا الآن مقابل حرستا يعني، هنا عند مشاريع الزيتون، فهناك شخص رجل كبير في السن، عمره بالثمانين طبعًا 85 سنة، قاعد أمام بيت عربي قديم بيت متواضع جدًا ومزرعة كبيرة يعني حقل بستان زيتون كبير، فرآني على الطريق فنادى لي بصوت [عال] فأتيت إليه، قال لي: عوضًا أن تنتظر على الطريق، كأنه يعرف أنا ماذا يحدث معي يعني أو أنا عندي محطات إرسال لا أعرف أو شيء يعني هكذا أحس، فقال لي لماذا تنتظر على الطريق؟ انتظر بجانبي هنا، فأنا قعدت، قلت له: لكن أنا كذا، فقال لي: لا يوجد داع [أن] تشرح لي وتحكي شيئًا، يكفي، كيف حالك؟ أنت ما هي أخبارك؟ صار يعني يأخذ ويعطي معي بأحاديث ليس لها علاقة بهيئتي وبمنظري، وأنني أنا متسخ جدًا، منظري يعني يدل أنني أنا خارج من جحيم، يعني صحيح لم تمض علي فترة طويلة لكن منظري يعني يدل على هول ما كنت فيه لابسًا جلابية بيضاء، تخيلوا [وكان] عليها كل هذه الأشياء! فالمهم -اللهم صل على سيدنا محمد- طلب الغداء، جاء الغداء [وكان عبارة عن] فاصولياء وأرز، إلى الآن أتذكر، فقال لي: كل. قلت له: أنا والله لست جائعًا. فقال لي: أنا لا أسألك [إذا كنت] جائعًا، [أنا] أقول لك: كل، يعني [كأنه يأمرني] أمرًا، يعني أمر الحرستاني القديم يعني هكذا أو الدوماني القديم، كل، فأنا ما تجرأت أن أخالف الأمر فأكلت يعني عند هذا الرجل الكبير، واستقبلني أحسن استقبال، ولم يسألني: أنا من أين ولا ما اسمي، ولا شيئًا أبدًا أبدًا على الإطلاق، واضح علي أنني أنتظر أحدًا، حتى جاء أقربائي ليأخذوني، فقلت له: أنا هؤلاء أقربائي، فقال: الله ييسر لك، هل يلزمك شيء؟ قلت له: أنا لا يلزمني شيء، فانطلقت أنا معهم وعدت إلى بلدي، طبعًا كانت خارجة يعني مظاهرة قبل يوم للمطالبة بالإفراج عني، والمظاهرة طبعًا بُثت على قناة الجزيرة أو خرج مقاطع منها، المهم أنا طبعًا عندما وصلت إلى البلد حتى لا تراني والدتي بهذه الهيئة، تعمدت أن أذهب إلى بيت آخر لوحدي لكي أتحمم وكذا وأغيّر ملابسي، بعثوا لي ملابس وكذا حتى لا تراني والدتي بهذه الهيئة وتزعل عليّ، ورحت يعني بهيئة جيدة جدًا إلى البيت وكذا، فطبعًا وجدت يعني مئات الأشخاص أمام باب البيت ينتظرونني، وهذا يعني إن دل فإنما يدل على طيبة أهل البلد وتعاطفهم مع بعضهم البعض، وحبهم لبعضهم، وأن هؤلاء الناس كلهم يعني مع المظلوم أيًّا كان، يعني هي ضد الظالم، وحتى يوجد ناس منهم يعني ربما ما غادرت البلد أو كذا فيما بعد، أو ظلت ولكن هم من قلبهم من الداخل يكرهون هذا النظام ولا يحبون الظلم وضد الظلم أكيد 100% يعني، طبعًا هذا الكلام بهذا الشكل يعني انتهت فترة الاعتقال وصار بعدها استدعاءات يعني لنفس الجهة، جهة أمن الدولة، واستدعاءات لجهات أخرى، لكن أنا ما عدت أتجرأ على الذهاب يعني، صاروا يقولون لي: تعال مضمونة وكذا، لكن أنا أخدت عهدًا على نفسي أنه لا يمكن أن أذهب مرة أخرى، يعني كان أي شخص يسألني: أنه أنت ماذا حصل [معك] وكذا، ماذا تحكي لنا؟ أقول له: أنا في البداية وفي النهاية قبل أن أحكي لك ما الذي حدث أنصحك نصيحة واحدة: إذا أرادوا أن يعتقلوك فمت ولا تدعهم يعتقلونك يعني لا مشكلة لو كان الأمر أن تموت فأنت تكون شهيدًا طبعًا أحسن بكثير [من] أن تُعتقل، الموت أهون من الاعتقال، فكانت هذه نصيحتي للجميع، أنه إياك [أن] تدعهم يعتقلونك، مت ولا تدعهم يعتقلونك، لأن الشيء الذي رأيناه في الاعتقال يعني شيء لا يُصدق طبعًا هنا الآن أنا أستطيع [أن] أقول لك: الذين زاروني بالمئات وبالآلاف، لا أعرف كمية الناس التي زارتني، يعني في بيتي سلمت علي... يعني حتى مثلًا بعد فترة أرى شخصًا من الذين يخافون كثيرًا، ومازال الأمن يدخل في أي لحظة على البلد فيقول لي ويعتذر مني أنه هو لم يأت ليسلم عليّ، فأقول له: أنا والله العظيم لو أنك أنت لم تقل لي أنك لم تأت فلست أذكر، لأنني مستحيل [أن] أتذكر من جاء وسلم، أتوقع نفسي أنني رأيت كل البلد بأكملها يعني، فلن أتذكر يعني من لم يأت مثلًا من الناس، طبعًا خلال هذه الفترة يعني أحسست بعد فترة الخروج من الاعتقال أحسست أن هناك يعني سلاحًا في أيدي بعض بعض الشباب، هذا الأمر لم يكن موجودًا سابقًا ولم يكن ظاهرًا، لكن أحسست أنه يوجد ناس يعني بما أنها تحدث مداهمات واعتقالات أنه يوجد ناس من أجل أن تؤمن نفسها تحمل سلاحًا معها، طبعًا نحن الجو يعني مدينة حدودية قريبة على يعني تستطيع [أن] تؤمن السلاح بكل سهولة، [عن طريق] التهريب من لبنان، فشيء طبيعي أن يتواجد سلاح غير مرخص يعني في أيدي الناس، فصرت أحس أن هناك ناسًا يحملون السلاح معهم، كيف يعني؟ لا تقاتل أو كذا، لا، يعني حتى إذا هجم عليه [أحد] أو يريد [أن] يعتقله أو كذا أنه هو معه مسدسه أو معه بندقيته، طبعًا الناس قليلون جدًا جدًا يعني الذين صاروا يحملون شيئًا في ذلك الوقت، بهدف الحماية نعم، يوجد أمر أنا ظل معي سنة كاملة وعامًا كاملًا، أنا أستيقظ لماذا؟ أنا 15 يومًا اعتُقلت ليس أكثر يعني، بقيت عامًا كاملًا أنا أستيقظ في الليل مثلًا [في] كل ليلة وأحيانًا [كل] ليلتين أو 3 يعني أستيقظ بشكل متكرر من الألم في قدمي، وكان يعني المحقق يقعدني دائمًا ويقول لي: ستذكرني يعني دائمًا، ويقول لك: ستتذكرني في هذه القعدة، بعد ما تخرج ستتذكرني بهذه القعدة يعني، هم عندهم خبرة بالتعذيب الحقيقة يعني خبرة أن يصيبك بعطب في مكان معين، يعني أنت مثلًا من عدم تناول الطعام ،أنا ما كنت أقبل [أن] آكل مثلًا نهائيًا، فأنت لا تبقى عندك مشكلة بالهضم لا تعود تعرف يعني تمارس عملية الخروج إلى الحمام، [وفي هذه الحالة] يتوجب عليك [أن] تأخذ أدوية كذا وتبدأ تظهر حبوب في جسمك، أو أنا لا أعرف يعني جسمي طبيعته خاصة أو أن الأمر هكذا، صارت تظهر حبوب في جسمي، يعني أنت توجد ميزة مثلًا في السجن يعني الدود والنمل والصراصير، شيء لا يُصدق يعني، هذه ما ذكرتها ربما، أنا يعني نحن مثلًا يمر الصرصور من أمامنا فلا نقتله، هو لا يمر بجانبك هو يعيش معك يعني أنت معك صراصير، فأنت لا تقلته، لأنك إذا معسته (دهسته) بالخطأ فعليك أن تعتذر منه وتقدم له تعويضًا حتى لأنه إذا مات وهو بجانبك فإنه سيجمع حوله مئات الأفراد من النمل يأتون عليه، فهم أشد إزعاجًا سيكونون من الصرصور، فالصرصور أفضل من النمل، فالنمل والصراصير هم يعيشون معك، أنا مثلًا بعد ما خرجت مثلًا بقي يخرج دم من هنا من يدي، لا أعرف يعني أنا فترة قصيرة [سُجنت، فهل] أنا طبيعة جسمي مثلًا هكذا أو كذا يعني طبيعة جلدي؟ حب هنا في صدري يظهر، حب يعني بقيت فترة طويلة جدًّا أعالج هذا الحب الذي يخرج، مثلًا هناك موضوع مثل الإمساك وعدم القدرة على الخروج، أنت هذا الموضوع كيف يحدث؟ أنت تأكل وتتضايق يعني سبحان الله الجسم تخربط (اختلت وظائفه) في هذه الفترة، قلة النوم مثلًا، أنا مرضت مرضًا شديدًا جدًّا بعد ما خرجت بعدة أيام، يعني ما عدت أستطيع أن أستيقظ أو أن أنهض من الفراش -عفوًا- ليس الاستيقاظ، من شدة يعني قريب قوي جدًا جدًا، طبعًا هذا من قلة النوم لأنك أنت ما كنت تنام، كان يمر عليك مثلًا أسبوع كامل بلا نوم فهذا أمر غير طبيعي مثلًا بالنسبة للجسم أبدًا أبدًا، ولم أذق طعم النوم إلا يعني لحظات، مستغرب كيف ربما أغفو مثلًا نصف ساعة مثلًا هكذا أستند على  شيء ما أو كذا لكنني أستيقظ [فورًا] يعني نصف ساعة أو ساعة على الأكثر، أما أن [تنام] نومًا [عميقًا] فلا يوجد، طبعًا عندما ذهبنا إلى الـ 285 تمنينا [وقلنا]: ليتهم يعيدوننا إلى الخطيب، رغم سوء الخطيب يعني وهول ما في الخطيب، نرجع نأكل ضربًا في الخطيب ولا نقعد في [الفرع] 85 يعني، فعلًا الخطيب يُعتبر ميريديان بالنسبة لـ 285، مهما كانت ظروف الاعتقال فيه بشعة وقاهرة ومذلة، كم هي في الخطيب سيئة ومن أسوأ ما يكون لكنك تكون يعني إذا انتقلت لوضع آخر تقول: سقى الله الوضع القديم الذي هو وضع الخطيب. طبعًا بعد فترة الاعتقال أنت الحقيقة تكون في حالة خوف شديد، خاصة أن  الأمن أمامك وهو مصدر رعب حقيقي من الأساس، فهنا [وجود عناصر الأمن] دائمًا تذكرك أن عناصر الأمن [موجودة] بالشيء الذي كنت فيه، والشيء الذي كنت فيه ليس سهلًا أبدًا أبدًا يعني، مثلما قال أحدهم عندما خرج من السجن يعني: أنا والله لا أتمناه لشارون. يعني لهول ما رأى يعني في المعتقل. المهم طبعًا في هذه الفترة يعني إذا أردنا أن ننسق الحديث دعنا ننتقل لموضوع المداهمات التي كانت تصير، ظلت تأتي مداهمات جزئية ويأخذون ناسًا، يأخذون ناسًا من الطرقات، وتأتي مداهمات جزئية مثلًا 4 أو 5 عربات تأتي [إلى] أطراف البلد أو كذا، [فإذا] وجدوا أحدًا في المزارع يأخذونه وكذا وما إلى هنالك، وعلى الطريق العام يأخذون [من يجدونه]، طبعًا -اللهم صل على سيدنا محمد- يأتون مداهمات إلى أشخاص بأعيانهم يأخذونهم، استمرت فترة الاعتقالات والمداهمات، هكذا لغاية طبعًا ويسقط شهداء في هذه الفترة، ويصير هناك ناس يأخذونهم [إلى السجن] ويستشهدون في المعتقل، ناس يُطلق عليهم النار على الطريق العام أو ما إلى هنالك، طبعًا هنا البلد نشطت بشكل كبير في الناحية الإغاثية، وماتزال تُعتبر مكانًا آمنًا، فصار يأتي إليها ناس كثر من الخارج، من حمص من الغوطة من القصير، من إدلب مثلًا قليل جدًا، لكن صار يأتي إليها ناس من الخارج، فنشطت بالمجال الإغاثي بشكل كبير جدًا، ونحن هنا نشطنا أنفسنا تحت عنوان "الهلال الأحمر العربي السوري" الذي هو منظمة كانت موجودة، وأنا كان لي نشاط فيها قبل الثورة، نشطنا أنفسنا بشكل كبير بموضوع إغاثة الناس، وصار يوجد عمل بشكل كبير جدًا من قبل الناس الناشطين الثوريين في المجال الإغاثي، هنا هذا الكلام في نهاية الـ 2011، الحقيقة يعني أنا سأكون [واضحًا] الحقيقة نحن اكتشفنا بعد ذلك أن هؤلاء النازحين كلهم لا علاقة لهم بالثورة ومعظمهم، لأن كان يعني بلدهم مليئة بالمظاهرات وكذا فهؤلاء جاؤوا إلينا مبكرين ونحن بذلنا لهم الغالي والنفيس تعاطفًا، والله هذا من حمص، حمص هي يعني عاصمة الثورة حاليًا، كذا هذا من درعا، هذا حقيقة هو هارب من الثورة يعني ليس هاربًا من الثورة، لا، ليست الثورة [لا] تؤذيه، حقيقة هو لا يريد الثورة وقدم إلينا، طبعًا هذا [الكلام لا يشمل] كل الناس، أما الحقيقة أكثر من 60 أو 70% من هؤلاء الناس يعني، ولاحقًا عندما جاءنا الناس الحقيقيون الذين هم مع الثورة اكتشفنا أن هؤلاء الناس يعني عندهم مشكلة مع الثورة حقيقية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/17

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورةالخروج من المعتقل

كود الشهادة

SMI/OH/113-13/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-قارةمحافظة دمشق-كفرسوسة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

فرع التحقيق في أمن الدولة 285

فرع التحقيق في أمن الدولة 285

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الشهادات المرتبطة