سيرة ذاتية، الدعوة لمظاهرة في 15/3 في إدلب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:56:23
اسمي فؤاد سيد عيسى، من مدينة إدلب، بدأت حياتي في مدينة إدلب كطالب وخرجت منها كطالب أيضًا في عمر الـ 16 سنة، وبدأت حياتي الفعلية في عمر الـ 16 سنة تقريبًا وكانت بدايتي الحقيقية في الثورة 2011، وحاليًا متزوج ودرست العلوم السياسية وأدرس الآن ماجستير في إدارة الأعمال، وأعمل في منظمة بنفسج وأنا مؤسس لهذه المنظمة، وأعمل في مجال العلاقات العامة فيها، متزوج ولديّ طفل [اسمه] قتيبة، ومقيم في أنطاكيا التركية.
بالنسبة لي مدينة إدلب عرفتُها بعد خروجي من إدلب ورأيت المدن الباقية وباقي الدول، بالنسبة لي أراها مدينة هادئة وأهلها بسطاء وتتّسم بدماثة أهلها (طيبتهم) وهي منزوية عن الطرق الرئيسية في سورية وهناك تقصُّد تهميشها وجعل منها مدينة تعتمد على الزراعة بشكل رئيسي وعلى بعض الصناعات وبعض التجارات الخفيفة، وفي الغالب أهلها بسطاء كانوا موظفين في الدولة ويعتمدون على رواتبهم أو لديهم أعمال صغيرة مزارع، وأكثر شيء تعتمد الناس عليه هو الزيتون وأحلامها أن يكون لديهم أرض فيها زيتون ويخرجون في الصيف إلى تلك المزارع ويستفيدون في الأرض ومن الزيت.
كانت قصة بدايتي في الثورة هي من المركز الثقافي وكنت أدرس في الصف التاسع، وكان في المركز الثقافي مكان للدراسة وكنت أذهب أدرس فيه مع الأصدقاء وهناك يوجد عدد من الكمبيوترات في غرفة المعلوماتية في ذلك المركز، وتعرّفنا بدايةً على رأينا الفيسبوك وكنا نفتح من هذه الكمبيوترات ونعمل حسابات، وفي 2010 عملت حسابي الأول في فيسبوك والسنة التي بعدها كانت الثورة، وبالتالي هذا المكان الذي أنشأت منه حسابي وعملت مجموعة اجتماعية حولي من الأصدقاء على الفيسبوك وهم الطلبة الذين في عمري وبمدرستي، وفي 2011 كانت المنصة التي استعملناها لبداية الثورة والقيام بالثورة بالنسبة لي والمجموعة المحيطة بي.
وقصتنا في البداية في 2011 كنا في مدرسة المتنبي في إدلب وهي الثانوية الأولى في إدلب، ثانوية قديمة ومعروفة في إدلب، وأغلب أهل إدلب يتخرجون منها، وفي بداية الثانوية كان معي مجموعة من الأصدقاء من عشر سنوات تقريبًا
وفي بداية الثورة وكنا نتابع الثورة في ليبيا ومصر وكان لدينا شعور أنَّه يجب أن يكون هناك تغيير يجب أن يحصل وهذا الشعور قديم من الأجداد متوارث عن الأجداد والآباء بحكم أن العائلة متعرضة للاضطهاد من الثمانينات، ومتعرض الكثير من أفرادها للاعتقال والقتل على يد الأمن أو حافظ الأسد والناس الذين معه، وبالتالي لدينا هذا التصوّر الدائم بأنَّ هناك تغييرًا قادمًا والربيع العربي أثّر بنا بشكل كبير وجعل لدينا طموحًا عاليًا رغم الخوف الشديد بأنَّنا بإمكاننا أن نبدأ شيئًا في هذه المنطقة.
وكان هناك تضارب كبير بين آرائنا وبين آراء الجيل الأكبر الذي تعرّض للاضطهاد سابقًا بشكل كبير، ونحن كنا شبابًا صغارًا متحمّسين جدًا أمَّا هم فكان لديهم خوف شديد و[كانوا] فاقدي الأمل في أي ثورة وأي قدرة على التحرك، ونحن نعرف أنَّهم الذين ظُلِموا وهم الأَولى أن يقوموا بشيء في هذه المرحلة ولكن الخوف الشديد عندهم من واقع التجربة منعهم من دفعنا.
وقصة المعلوماتية من 2011 بدأت في مدرسة المتنبي في تلك الثانوية بدأت الموجّهة لدينا بتوزيع أوراق انتساب لحزب البعث، وكانت بداية الثانوية يقومون بهذا الانتساب ويأتي الموجّه ويوزّع تلك الأوراق على الطلاب ويطلب توقيعهم ويضعون اسمهم وبعد ذلك يصبح عضوًا نصيرًا، وحدّثونا عن التطور في الحزب وأنا كنت معارضًا في الدخول للحزب وكان موضوعًا غريبًا بالنسبة لبعض الأصدقاء والموجّه والمدير، كيف لاتريد الدخول في الحزب؟!، وكان الموضوع نقاشًا وتركوا الأوراق لدينا وقلت: أنا لن أوقّع ولن أنضمّ للحزب وصار نقاش غريب: لماذا أنت تتكلم؟ وماذا تفعل؟ وبدؤوا معي مجموعة من الأصدقاء يتكلمون معي بنفس اللهجة المتصاعدة، وهذه أول مرة تمرّ على المدير والموجّه وقد مضى على وجودهم في هذه الثانوية أكثر من عشر سنوات، و[قالوا:] أنتم أول من يتكلم بهذا ولا أحد يقول أنا لا أنتسب [لحزب البعث] وهذا حزب الدولة وهو حزب الوطن وحزب القائد، فكان شيئًا غريبًا بالنسبة لهم.
وبدأنا أنا وأصحابي نقول: لا نريد، وقالوا لنا: أنتم في المستقبل لا تستطيعون أن تتوظّفوا أو تقدّموا شهادة الثانوية لي ولأصدقائي، هذا الكلام بتاريخ 13/ 3/ 2011 كانت تلك النقاشات، وفي ذلك الوقت شعرنا أنَّه يجب أن نضغط بطريقة مختلفة على هذا الموضوع وعلى الضغط الموجود في المدرسة نفسها مع طموحات عالية بوجود ثورة كما في مصر وليبيا ونحن طلاب صغار في الأول الثانوي، غير مدركين لعواقب المواضيع بالنسبة لنا، وحدث للصدفة والغرابة والمرح في هذا الموضوع [أننا] قررنا أنا ومجموعة من الأصدقاء -منهم كان عبد القادر الدكتور حاليًا محمد الأطرش وأمجد عبد القادر ومجموعة من الأصدقاء وما زلت متواصلًا مع جزء منهم- وقررنا أن نقوم بحدث/ مناسبة على الفيسبوك وبما أننا نلتقي في معهد المعلوماتية في المركز الثقافي ولدينا حسابات فيسبوك جميعنا، وقرّرنا أن نقوم بحدث في يوم 15/ 3/ 2011 ونسمّيه إسقاط الموجّه ومدير ثانوية المتنبي، والمطالبة بإصلاحات بموضوع المدرسة والحزب والانتماء وما كانوا يضغطون به علينا، وكان هذا الموضوع بالنسبة لنا فيه دوافع الثورة التي تحصل، ولكن غير مصدّقين أنها ستحصل، وفي نفس الوقت مطالباتنا والدعوة أنزلناها بأسمائنا الصريحة على الفيسبوك في حساباتنا وقلنا: في ساحة السبع بحرات -وهي الساحة الرئيسية في إدلب- سنلتقي هناك في 15/ 3 بعد يومين ونتظاهر ضد الناس وضد القمع في المدارس ونوقف الاعتداء علينا، وعملنا هذا الشيء ليلًا في المركز الذي كنا نتردّد إليه ونمنا وذهبنا في اليوم التالي إلى المدرسة ودخلنا وكان مثل يوم القيامة في المدرسة، وكان هناك تحية علَم وشعرنا أنَّ كل الموجهين موجودون والمدير يقف معنا في الدخول إلى ساحة المدرسة والناس كلها مرتبكة وأن هناك خطأً ما ولم نشعر ما هو الخطأ في الموضوع، ودخلنا إلى الصفوف وبدؤوا يترددون لدينا وقرؤوا أسماءنا: فؤاد سيد عيسى وأمجد عبد القادر ومحمد الأطرش، وأن اخرجوا ونريد أن نتكلم معكم، وكان الموضوع فيه بعض الغرابة والذي حدث في التحديد بعد أن جلسوا معنا سألونا عمّا قمنا به، وقلنا: هناك حدث وسنخرج نتظاهر وهذه مطالبنا وهذه حرية، ونحن نتكلم بهذه البساطة، وبعد ساعة أو ساعتين تدخل وفود من حزب البعث ومن جهات أمنية وتدخل إلى الثانوية وكان هناك لقاءات فردية معنا وجاء ناس لا نعرفهم من الحزب وجلسوا عند المدير وكانوا يشرحون لنا عن الوطن وأهمية الحزب وعن الفتنة التي تحصل في البلد حاليًا والجهات الخارجية التي يمكن أن تتواصل معنا وتُغرّر بنا، وكان الحديث بشكل هادئ ثم تمّ جمع الجميع من المدرسة في المركز الثقافي في مسرح المدرسة، وكان [موجودًا] رئيس فرع حزب البعث في إدلب ومجموعة، وقاموا بمحاضرة وطنية لساعة لكل الناس في المدرسة عن أهمية الحزب وعن الوضع والشيء الذي يحصل وأن نبتعد عن أي دعوات أو شبُهات، واعتقدنا أنَّ الموضوع انتهى بسهولة وانتهى الدوام وخرجنا إلى البيوت.
وفي اليوم التالي اتصل المدير معنا وقال: لا تذهبوا إلى المدرسة واذهبوا مع أهاليكم، وفي نفس الوقت اتصل بوالدي شخصان من فرع الأمن السياسي في إدلب وذهبوا إلى المكتب وقالوا له: سنراك أنت وابنك فؤاد، عناصر آخرون من نفس الفرع تم مع أصدقائي، دخلوا إلى المكتب بهدوء وجلسوا مع والدي ومعي، وهنا والدي وأنا أول مرة أفهم الموضوع وكان متفاجئًا من الذي قمت به ومرتبكًا بشكل كبير جدًا وواضح أنَّ هناك مصيبة في المنزل، وأنا لا أعلم ماذا فعلت وأنا قمت بحدث على الفيسبوك ونريد أن نُسقط بعض الناس وسنعمل مظاهرة، وكانوا يتعاملون بهدوء وكانوا يفكّرون بطريقة الاستجداء وقالوا: نحن سننجحك بالبكلوريا (الثانوية) ولدينا توجيهات عليا من دمشق لإنجاحك في البكلوريا وتدخل كما تريد (الفرع الذي تريده)، ونريد الطلب الرئيسي أن تلغي الفيسبوك وأنت صاحبه ويجب أن تغلقوه، وقلت لهم إنَّنا فعلنا ذلك في المركز الثقافي وقالوا: تذهبون إلى هناك وتلغونه لأنه أصبح هناك عدد من أبناء مدينة إدلب فتحوا حسابات في الفيسبوك ويجب أن تلغوا ذلك.. وقلت: أنا لست صاحبه وأنا شخص قائم على صفحة فيه، وكانوا يصرّون على أنه: أنت تعرف مصلحتك، وأن لديهم معلومات كاملة، و[قالوا:] لكن نحن سنعطيك فترة أسبوع ونعود وأنت ستلغي الفيسبوك، وقلت: سنلغي أنا وأصدقائي الفيسبوك، وطبعًا تم توقيف هذه المبادرة والمدرسة توقفت عن الدوام وتغيّرت كل الظروف بها لمدة يومين، وأنا هنا في ذلك الوقت شعرت بالمصيبة التي حدثت والوضع وبدأت مع مجموعة من أصدقائي [نفكّر] كيف نعمل على الأمر، وأصبح الموضوع جادًّا وأن أول تجربة للقمع كيف تكون وبماذا نفكّر، وهنا بدأنا للتخطيط لمرحلة أخرى في مرحلة المظاهرات الحقيقية والنقاش مع أصدقائنا لنعرف من معنا ومن ضدنا ومن يفكر بتلك الطريقة ومن يحبّ هذا النظام ومن يحب هذا البعث (الحزب) وهذا ما حصل حتى يوم 15 آذار/ مارس في اليوم الذي توقّف فيه حلمنا بالخروج في المظاهرة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/01
الموضوع الرئیس
أوضاع ما قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/71-01/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
عام - 3/2011
updatedAt
2024/04/26
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-مدينة إدلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
منظمة بنفسج
حزب البعث العربي الاشتراكي
فرع الأمن السياسي في إدلب