الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التغيير الديمغرافي في أحياء دمشق قبل الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:14:14

 عامر زيدان من حي جوبر الدمشقي مواليد 1989، كنت أسكن في حي جوبر، درست قبل الثورة في المعهد التجاري، كنت أعمل بعدة مجالات تجارية وتعليمية.

 كانت الحياة قبل الثورة كشاب متواجد في دمشق، كانت متسارعة الأحداث دائمًا من حولك، وتسعى لتُثبت ذاتك في الحياة الطاحنة الموجودة، حصلت على [شهادة] البكالوريا (الشهادة الثانوية) [عام] 2007، كنت أرى حياة الموظف والشهادة الجامعية مصيرها معروف أكثر، ونحن نعرف نهاية الشاب الذي يكون في الوظيفة  ضمن راتب محدد وضمن إمكانيات محددة، لذلك بعد الثانوية قررت إيقاف الدراسة واتجهت للعمل الخاص، وكشاب بقيت طموحاتي وأحلامي كخطط نرسمها وكل يوم نُجدد هذه الخطط التي نعمل عليها، ويومًا بعد يوم ما نسمعه سابقًا صرنا نلمسه بأيدينا خصوصًا بعد الدخول بشكل جدي في التحديات في سوق العمل التي نعيشها.

 نسيت معلومة أنا كشخص قبل الثورة كأي شاب عنده معضلة منذ صغره وهي الخدمة الإلزامية، كل الشباب عندهم هذه الفوبيا والخوف من موضوع الخدمة الإلزامية، أنا كنت ضمن المحيط الذي أعيش فيه أمتلك ميزة أنني وحيد وليست لدي هذه الفوبيا والخوف من موضوع الخدمة العسكرية، وهذا ساعدني أن أكون أسرع من باقي الشباب.

 بعد سنتين تحسنت أموري المادية وأصبحت أحصل على مردود مالي جيد، فكان لابد في ذلك الوقت وحسب الأحلام التي وضعتها الحصول على الشهادة الجامعية أو أقلها شهادة معهد، والشهادة كانت بريستيج أكثر منها كمهنة تحصل عليها، للأسف كانت الشهادة عبارة عن ورقة لا تُفيدك، ففي ذلك الوقت في حال لديك واسطة تصبح الشهادة شيئًا ثانويًا، وفي ذلك الوقت مهما ملكت من الشهادات والتحصيل العلمي النظام لا يضعك في المكان المناسب، وكطالب جامعي وشاب مندفع كانت هناك بعثات جامعية قبل الثورة لكنها كانت محجوزة للناس الذين أدنى منك بمستوى العلامات أو بالمستوى العلمي أو حتى الذكاء.

 دائمًا يُقتل طموح الشباب في تلك الفترة إذا ساروا بهذا الطريق، ولكن بنفس الوقت هي بريستيج أكثر منها كمهنة، وكنا نرى الكثير من الشباب طلاب جامعيين ومعهم شهادات ولكن للأسف عاطلين عن العمل، أو يعملون بغير مجالهم أو اختصاصهم.

 نعود للوراء قليلًا، كنت أعمل بالعمل الخاص وجاءت الفرصة لكي أدرس، كنت أعمل بثلاث مجالات: المجال الأول في الخياطة وكان لدينا محل وورشة خياطة صغيرة بسوق الصالحية مؤلفة من عشر ماكينات، وأيضًا معمل صغير للمكياجات، وكنت أُعطي دروسًا خصوصية بمادة المحاسبة في الشركات ورياضيات مالية.

  كانت حياتي قبل الثورة مؤلفة من: أولًا النوم 4 ساعات، أخرج من البيت 6:00 صباحًا وأعود الساعة الواحدة ليلًا، أُوزع وقتي صباحًا [بين] النادي ثم الجامعة ثم الورشة في الصالحية ثم الدروس الخصوصية ثم المعمل، وهذا التعب كله ومهما عملت كان لتأمين منزل وسط دمشق وهو أمر صعب، إلا في حالة واحدة، وأتكلم عن وضعي، أن يمتلك أهلك إرثًا مثل قطعة أرض، أو يكونوا مقتدرين ماليًا ليشتروا لك هذا المنزل، ويمكنك وقتها شراء البيت، ويمكن كنت من المحظوظين فقد كان لدينا قطعتين من الأرض وكنا قادرين عندما ننطلق أن يُعينوني في مستقبلي، وهذا كان قبل الثورة.

 أنا كابن حي جوبر الدمشقي هناك معلومات عشتها خلال الفترات الماضية ومعلومات سمعتها من أهلي ومن كبار السن، جوبر تُعتبر الحي الواصل بين دمشق والغوطة الشرقية أو ريف دمشق، جوبر سابقًا كانت تحد الأبواب السبعة لقلعة دمشق، ولكن مع [مرور] الزمن النظام أصبح يقتطع منها ويُسمي مناطق جديدة بأسماء جديدة، مثلًا لم يكن شيء اسمه العدوي أو التجارة أو العباسيين كلها أراضي جوبر وجزء من العدوي أراضي الصالحية، فسابقًا جوبر كانت تحد الصالحية وتحد باب توما.

  الترابط الاجتماعي في جوبر: جميع العائلات من أقارب بعضها البعض، وتعداد جوبر قبل الثورة بحدود 300 ألف نسمة كلهم أقارب، وجوبر كان فيها ميزة هي قربها من العاصمة دمشق، والكثير من الناس تشتري منها، مثلًا أنا كعامر نحن نفوسنا كانت بالأصل من الصالحية أبو جرش، ثم قلبنا نفوسنا على جوبر عندما انتقل جدي وسكن في جوبر، فكانت ميزة الأراضي في جوبر أنها كبيرة وأنه بإمكان الناس الاستقرار فيها.

 بداية الثورة ولأقول لك كيف كان النظام يُحاول أن يُفكك المزيج الاجتماعي الموجود في حي جوبر، مثلًا كراج العباسيين كثير من الناس من جوبر يقولون لك أن النظام استملك هذه الأرض، وهذا الكلام سابقًا، وملعب العباسيين كل أهالي جوبر يقولون: لنا حصة فيه، ومجمع العباسيين وكل الأماكن العامة كان النظام يستملكها من الأهالي، ثم أنشأ النظام المتحلق الجنوبي وفصل بين جوبر وزملكا وعين ترما وحرستا وعربين، عمليًا فصل بين جوبر والغوطة الشرقية بالمتحلق الجنوبي، مع العلم أني كنت أسمع أنه مشروع كويتي تمت الموافقة عليه منذ 50 سنة، وهًدمت بسببه آلاف البيوت ليس من جوبر فقط بل الكثير من المناطق، ولكن جوبر كانت أكثر منطقة متضررة ومنها بناؤنا. بعد فترة أنشأ متحلقًا ثانيًا هو أوتوستراد عارفة، وهذا المتحلق فصل جوبر عن منطقة العباسيين والمامونية، وسعى لتسمية المنطقة بالقصور الجديدة، وجوبر كانت تحد القصور، فكان يحاول أن يُسمي القصور الجديدة، وعمليًا جوبر حاصرها النظام بين أوتسترادين، وهذا الشيء نحن أثناء الثورة شاهدنا كيف أن أوتستراد عارفة الذي كان يفصل بين المناطق المحررة وغير المحررة، كيف كان من الصعب وصول الثوار لدمشق.

 المزيج الاجتماعي أو الترابط الاجتماعي الموجود في جوبر كان أقله بكثير ذلك الموجود بين المناطق داخل دمشق، والمناطق التي ثارت على النظام هي المناطق المترابطة اجتماعيًا، سواء الميدان وكفر سوسة وقبر عاتكة وبرزة والقابون وجوبر، وكلهم مترابطين اجتماعيًا، ولكن هناك مناطق كثيرة في دمشق ولمدة 20 سنة لا تعرف من جارك، لأن الجار يتجدد والكثير من الناس من خارج دمشق، أو هم من أزلام النظام. والناس الموجودة في جوبر.. وجوبر فيها عدة ميزات، فيها ضريح الأصمعي الشاعر المشهور، والسوق الرئيسي المشهور فيها شارع الأصمعي وفيها الجامع الكبير ويُعتبر تاريخيًا، وحمام سوق أيضًا تاريخي وفيها كنيس اليهود وهو أقدم وأول كنيس لليهود في العالم وهو أهم كنيس يهود لهم، وفيها شارع المدرسة هو شارع يُعتبر مقدس سابقًا لدى اليهود، وفيها ميزات مثلًا أكبر سوق "مانطو" (معطف) في سورية.

 وبنفس الوقت بسبب قربها من دمشق فيها سمعوليون من السلمية وعلويون، وفيها حارة خاصة كانت بالتركمان هؤلاء الذين نزحوا وهُجّروا من القنيطرة، وهي حارة خاصة اسمها حارة التركمان، وفيها علوية وفيها بعض المسيحيين بسبب قربها من باب توما والقصاع من المناطق المسيحية، ولكن كانت كل طائفة تُعامل على حدة، كيف يعني؟ السمعولي أو العلوي النظام جعله يتملك بطريقة ليست اجبارية، وإنما مثلًا كان آجار البيت 25 ليرة، ولكن مع التضخم والتضخم والتضخم ظل آجار البيت 25 ليرة، ومع [مرور] السنين أصدر النظام قرارًا أن هذا المستأجر يحق له 40أو60% من البيت، فعمليًا كثير من الناس كان يمكن أن تؤجرك بيتًا عربيًا أو بيتًا عاديًا، ولكنه يريد أن يبني مكانه "محضرًا" (أن يستخدم المساحة المسجلة باسمه للبناء)، فصار العلوي والسمعولي شريكًا برزقك أو بعقارك، والعلوي كان يُعامل معاملة خاصة ودائمًا الحق معه، وبنسبة أقل أهل السلَمية، المسيحي لم تكن له هذه الميزة أو كنا لا نشعر بوجودها، والدروز لم يكونوا موجودين لأن الدروز عندما جاؤوا من السويداء استقروا في منطقة جرمانا فورًا وكانت منطقة بسيطة ونشأت على أيديهم.

 فهذا الترابط كان موجودًا، والناس من غير طوائف بسيطة جدًا، ولكن ما حدث حين فُرضت قرارات على الشعب تجد هذا الاحتكاك.

 أغلب الناس في جوبر وصفة أهالي جوبر يحبون التملك، وأغلب أراضيهم في عين ترما، فمنطقة عين ترما 90% منها لحي جوبر، وهم ممتدون يشترون ولا يبيعون، والمزيج الذي كان في جوبر ساعد جوبر لتكون من بداية المناطق الثائرة في دمشق وريفها، وحتى هذا الشيء جعل الكثير من المناطق أو من دمشق تحضر لتتظاهر داخل الحي، وجعلها نقطة ارتكاز لأنها نقطة التقاء بين دمشق وريف دمشق وهذا تاريخيًا وليس [فقط] في الثورة السورية، وعندنا جامع اسمه جامع العمادية في جوبر بناه خالد بن الوليد أثناء محاولة فتح دمشق، فهي دائمًا كانت نقطة الوصل بين المنطقتين، والناس كانت تحضر لتتظاهر في برزة أو جوبر و القابون ودوما فيها لأن فيها إمكانية واسعة للهروب أو للمناورات، وفيها ملعب العباسيين وفيها فرع الجوية وفيها فرع أمن المعلومات وفيها كتيبة الموسيقى وكتيبة الدبابات وأيضًا مشارقة (ثكنة كمال مشارقة – المحرر)، ومحاطة بعدة ثكنات عسكرية، ثكنة القابون والشرطة العسكرية وفيها شعبة التجنيد، فهي عمليًا محاصرة من جميع أطرافها بثكنات عسكرية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/08/26

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالتركيبة الطائفيةالأوضاع قبل 2011

كود الشهادة

SMI/OH/216-01/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-جوبر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مدرسة الشرطة العسكرية - القابون - نظام

مدرسة الشرطة العسكرية - القابون - نظام

الشهادات المرتبطة