للأمانة التاريخية كي أكون منصفة كان معنا إثنين من شباب الرقة عبد الكريم الهويدي وخلف الملا في أول اجتماعين في بيتي وكانوا مشاركين بتأسيس هذه المجموعة، وبعدها صار لديهم عمل وذهبوا على الأتارب، ولكن لما نزلوا على الأتارب استمروا  بالتنسيق معنا للمظاهرات عبر الأحداث التي تصير، وأيضًا كانوا يرفعون لافتات بروح الثورة كدليل انضمامهم لهذه المجموعة، وأيضًا كان هناك أشخاص داعمين لهم حضور، وكان وجودهم يُعطي قوة معنوية للناس الموجودة لنا كناس ثوار وثائرات في الحراك، وناجي الجرف كان يُلبي الدعوة مباشرة وكان يُساعد في الأجهزة الصوتية والمعدات الصوتية ويبعث لنا إياها بأي وقت نُريدها.

  استمرت المجموعة بعملها لمدة سنتين كانت تُحرك الشارع في عنتاب تُحرك الأحزاب رغم أحيانًا لما الأحزاب تدعو ما كانت الدعوة تلبي فكانوا يستعينون بنا لكي يصير نشاط فاجعلوا الدعوة عن طريقكم، لأن الناس كانت تستجيب للحراك الثوري أكثر من الأحزاب السياسية لإيمانها أن النشطاء ليس لهم أي تبعية سياسية، ولن يكون هذا العمل تحت اسم أحد الأحزاب أو الأشخاص، فهذا النشاط للحراك للشارع كله، وكنا ننزل لافتات أو إعلان على "الفيسبوك" والصفحة أنه "على الشارع يالله" فهذه العبارة دائمًا كانت "على الشارع يالله" استمرارية للحراك في سورية لما النظام صار يقول عنا أننا أولاد شوارع، فنحن أولاد شوارع فعلى الشارع يالله ونحن مستمرين بالحديث عن انتهاكات النظام عن انتهاكات الروس عن انتهاكات القصف وقتل المدنيين والتهجير الإجباري لما صار من حلب لما حملة دوما تُباد، وحملة التهجير أيضًا من الغوطة، فكلها كان لنا حضور فيها ونشاط بالتعاون مع أبناء المنطقة لأنهم أكثر دراية بما يحصل أو العبارات والرسائل التي يجب أن تصل للمجتمع الدولي.

  في حملة تهجير حلب لم نحصل على ترخيص لأنها كانت الدنيا مشتعلة في الشارع في عنتاب، فالحكومة التركية لم تُعطِ تراخيص لا بالوقفات ولا بالمظاهرات، فاتفقنا أن نقف أمام مكتب الأوتشا ورفعنا اللافتات فجاء الأمن صار يُفرقنا، والأمن التركي صار يفرقنا وأخذونا وصاروا يضربونا لنتفرق لأننا نُريد أن نقف، وهناك ناس كانت تحكي معهم تركي نحن لماذا موجودين والهدف ما يحصل في حلب، والإيرانيون أوقفوا الناس ولم يسمحوا لهم بالخروج في الباصات، وأننا نحتاج الضغط كي تخرج الناس بممرات آمنة لتطلع من حلب.

 في هذه الأثناء كنت أصرخ، فجاء الأمن وسحبني على الباص وجاء الشباب والصبايا تكلموا مع الأمن ليس هناك داعي وسنذهب، فأنزلوني، وقالوا: كلنا ذاهبين، ولكن ذهبنا على غير مكان وفي المساء اتفقنا أن نذهب على مكتب الأوتشا الثاني، والدنيا كانت مطر وبرد فقلنا: إذا نحن لابسين والبرد بهذا الشكل فكيف الناس التي وقفت في الباصات والشوارع ويوجد أطفال ونساء وكبار في السن، ويجب أن يظل الحراك مستمرًا والضغط مستمر حتى لو الحكومة ما قبلت.

 وللأمانة الناس جاءت بشكل غير طبيعي أبدًا أمام الأوتشا في الليل، والوكالات الإعلامية كلها صارت تُغطي الحدث، وهذا الشيء يمكن يُبكي أننا واقفين أو السبب الذي جعلنا نقف، ولكن هناك فرح أن الناس لمت الآلام منا شملنا، وهي تجمع بعضها بحدث يحصل في البلد يعني لما ترى بنات مصياف الرقة الدير الشام حمص حماة الحسكة الدنيا كلها موجودة أن الناس في حلب، وهناك ناس لا تعرف حلب أبدًا من الذين كانوا واقفين، ولكن الهم هو هم الناس أن تطلع بأمان.

 طبعا نحن من الأشخاص التي لا تعرف إن تقف يعني إذا انتهت مجموعة أو فرطت مجموعة فرطت المسبحة في مكان فنرجع نجمع مسبحة في مكان آخر.

دعتنا مجموعة جديدة هي مجموعة بعض النشطاء والسياسيين والأشخاص الذين نعرفهم أو لا نعرفهم، فصرنا نتعرف على بعض ونجمع بعض، وما كانت ملامح شيء واضحة مجموعة عمل هذا كان الاسم، وأنا أول شيء أخبرني أبو رامي فؤاد إيليا وبعدها سامر أخبرني لكونه يعرفني من 2014 فيمكن صرنا كلما يحصل أمر ندعي بعضنا تعال يعني نعرفه أو لا نعرفها، وتعال سامر أو تعالي منى أو تعال فلان، وبعد ذلك لما نصير في المكان نُفكر هل نحن في المكان الصح أم في المكان الغلط؟

 مجموعة العمل من أجل سورية كان الهدف أن يشتغل سياسة أكثر هي ضغط سياسي أكثر منه ثوري مثل مجموعة بروح الثورة مستمرون، وبسام قوتلي ويقظان شيشكلي وخالد بيطار و درويش خليفة وميس الزعبي وسامر الأحمد وأنا وسامح مستو صار معنا وعبد الوهاب عاصي وحسن طه ومعتصم صرنا من كل مكان وصرنا نتعرف على بعض والبعض لا نعرفهم من قبل، فصرنا نتعرف على بعضنا، وأسامة الحسين لأنه يجب أن أذكر أسامة الحسين لأن هناك حركة مفصلية صارت بهذا الخصوص، ويمكن لمدة سنة أو سنتين بدأت تتبلور الفكرة لتشكيل حزب، وصار التصويت على أن نصير حزبًا أو لا نصير حزبًا، وأخذت الأكثرية القرار بأن يصير حزب، وعملنا أول مؤتمر أون لاين حتى كانت كورونا وحظر، فكل شخص بدولته وبمكانه وأنا وهلا خانكان لجنة تحضيرية، وعملنا المؤتمر وصارت انتخابات اللجان، وبدأ يزيد عدد المجموعة صرنا تقريبًا 150 شخصًا، ناس في الداخل موجودة وناس في الخارج في كندا وفي تركيا وأوروبا، وأوروبا دولها مختلفة، وكانت الاجتماعات والأحاديث يجب أن يكون تمويل لهذه المجموعة لتعمل أنشطتها وتستمر في العمل، وناس قالت: لا نُريد تمويل لأن التمويل يُعطيك تبعية أو التمويل معناها أنت تتجه لمنظمة مجتمع مدني ونحن لا نُريد منظمة مجتمع مدني، نحن نُريد أن نشتغل السياسة، فصار انشقاق في المجموعة تحت مجموعة يقظان شيشكلي وأسامة، ولم أعد أتذكر، وبعدها كنا مع العمل السياسي، لأن كل شخص منا يشتغل بمجتمع مدني في منظمة أو بمكان معين، فنحن من الأساس الفكرة هي سياسة وليست تمويل و منظمة مجتمع مدني، فذهبنا باتجاه، وبعدها صار الحزب حزب أحرار وبدأنا نُجهز لجنة تحضيرية كنا أنا و هلا خانكان و ياسين و صار المؤتمر أون لاين لأن كل شخص في دولة، وصار الحزب وانتخابات الأمانة العامة للحزب و تقسمنا لمجموعات وتقسمنا لمكاتب حسب كل شخص أين سيكون بأي مكتب، ولغاية سنة يمكن أو أكثر، ثم بدأنا نرى أن هذا المكان ليس الذي نتطلع له أو هذا الشيء الذي نُريده، وصرنا نشعر أننا مثل حجر الشطرنج ليس لنا أي  أي أدوار، فمجموعة منا قررت أن تترك هذا الحزب، وكنا تقريبًا عشرة أشخاص فتركنا الحزب وتركناه بودية نقاشات بيننا وبين الإدارة وخلصنا نتمنى لهم التوفيق ونحن طلعنا خارج...