تحدثنا عن المبادرة الأولى التي قادها الدكتور جواد أبو حطب وذهبت معه عند الفصائل لأجل أخذ وتكوين قوة وتنزل هذه القوة لتؤازر الشباب بالغوطة، ويتم العمل لأن إسقاط النظام لا يتم إلا في دمشق، المبادرة الأولى ما استجابوا، المبادرة الثانية صارت كذلك كنت في مكتب الدكتور جواد أبو حطب ما ذهب معنا، ولكن جاء صديق له بالأردن مهندس يعيش في الأردن نسيت اسمه والله، جاء معه ممثلون عن أكثر من عشر فصائل من فصائل دمشق، كان الطريق ممكنًا بين الغوطة وإدلب يستطيعون فيه [الوصول] يعني يوجد طريقة، وكذلك يستطيعون أن يدخلوا إلى تركيا، التقينا معهم واجتمعنا بمكتب "الهيئة الصحية السورية" بالريحانية بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير 2014 أو ربما في 10 كانون الثاني/ يناير 2014 ثم قررنا أن ننطلق، انطلقنا باتجاه الفصائل، أنا رافقتهم بفصائل إدلب، رافقتهم عندما ذهبوا إلى مقر "جبهة النصرة"، مقر "جبهة النصرة" كان في السحارة، وبعد ذلك التقينا بعض الفصائل نسيت اسمها بإدلب، وبعدها ذهبوا وأكملوا إلى حلب، لكن الشيء المثير أننا يوم أن وصلنا في 12 كانون الثاني/ يناير 2014 كان هو نفس اليوم الذي انفصلت فيه "جبهة النصرة" أو خرجت "داعش" وانفصلت عن "جبهة النصرة"، فحكوا لنا ونحن بمقر "جبهة النصرة" بأنهم كانوا نحو 1900 مقاتل من "جبهة النصرة" كانوا في ريف حلب، من 1900 شخص بقي 900 فقط ظلوا بـ "جبهة النصرة" والباقون ذهبوا مع "داعش"، وطبعًا أخذوا سلاحهم معهم وأخذوا كذا، إنه دخل بينهم "حزب التحرير الإسلامي" دخل كوساطة بينهم لأجل ألا يحدث أي نوع من الصدام، أي عبارة عن تم الانفكاك بشكل سلمي، وهنا كان المسؤول بريف حلب اسمه يقال له أبو حمود لكنه رفض التجاوب مع مبادرة الفصائل الشامية الذين رافقناهم، رفضوا أن يذهبوا باتجاه دمشق لتحرير دمشق وإسقاط النظام من دمشق، كذلك الشباب أكملوا إلى حلب، فصائل حلب رفضت كذلك، رفضت هذه المبادرة الثانية التي نتكلم عنها، والذي كان خطأ استراتيجيًا كبيرًا لم يفطنوا لهذا الأمر إلا عندما باشرت الميليشيات الشيعية بالتحرك نحو القصير، هنا تحركت القوة وهنا طلبوا مني أن أؤمن أدوية لهذه القوة التي ذهبت، ونزلت إلى حلب والتقيت الدكتور محمود الحريري وأعطاني شاحنة من الأدوية فتم تجهيز قوة عسكرية ومعها شباب ومعها سيارة إسعاف ومعها -مثلما ذكرنا- سيارة الأدوية كانت متجهة إلى القصير لكي تمنع المليشيات الشيعية من السيطرة على القصير، وفعلًا هناك بعض رفاقنا مثل الدكتور وليد تامر الدكتور فؤاد علوش رافقوا هذه القافلة إلى القصير، ولكن على هذا الطريق قبل أن يصلوا إلى القصير جاءهم خبر أن القصير سقطت وأن الميليشيات الشيعية سيطرت عليها، فنحن هذا هو المغزى من هذه القصة أن القوات بالشمال لم تذهب لم تفطن [للذهاب] إلى القصير إلا عندما تمت السيطرة عليها، وصلت متأخرة وسقوط القصير كان هو بداية التدخل الإيراني في المنطقة، وأنا قناعتي لو أن في المبادرة الأولى والثانية -وأنا كنت شاهدًا عليهما كما ذكرت- أنه لو كانت القوات كلها كانت متجهة باتجاه دمشق، وأنها كانت ملتحمة مع القوات في دمشق لكان سقط النظام من دمشق لأنه سيكون هناك قوة توحد قوة الشمال مع قوة الجنوب، ولكن هي فرصة أضاعوها وأن هذه الشهادة للتاريخ أذكرها.

بشهر آب/ أغسطس 2014 كنت أعمل مع "الهيئة الصحية السورية" شاهدت كتابًا ملونًا ولفت نظري؛ مكتوب عليه: أعمال الحكومة المؤقتة خلال الربع الأول من 2014، فصرت أقلب بالكتاب لقيت فيه أرقامًا غريبة قليلًا فقمت بتصويره سرًا وصرت أدرس هذه الأرقام، فوجدت أن هذا الكتاب كان شيئًا غريبًا بأن الحكومة فاسدة ولكنها توثق فسادها بكتاب، وهذه أول مرة ربما تحدث في التاريخ، من الأرقام التي لفتت نظري مثلًا بهذه الولادة أنه يقول: انتخابات الإدارة المحلية كلفت 1,100,000 دولار 1,105,000 دولار لانتخابات الإدارة المحلية، وما هي انتخابات الإدارة المحلية؛ يأتون مثلًا في مجلس محلي بحلب أو إدلب، يجتمعون بقاعة وتقدم لهم وجبة غداء وربما يبيتون بالفندق ليوم واحد أو ليلة وبعدها يذهبون، 1,100,000 دولار انتخابات إدارة محلية؟؟ رأينا آجار سيارات 300,000 دولار أجرة مقر الحكومة 300,000 دولار يعني شيء غريب أنت في ثورة والناس في وقتها بالخيام ولا يشبعون الخبز ولا يوجد حليب تستأجر سيارات بـ 300,000 دولار؟! وتقوم بانتخابات بـ  1,100,000 دولار، الأشياء الثانية التي لفتت نظري مثلًا أنه لاحظنا مشاريع وهمية، مشاريع تربية أبقار 630,000 دولار مشاريع مياه شرب بـ 300,000 دولار وغير محدد أين، مشروع مياه الشرب مكتوب مشروع مياه شرب 300,000 دولار، مشاريع أبقار 630,000 دولار، والمشروع الأغرب مشروع دراسة آبار النفط 20,000 دولار مع أن آبار النفط كانت مع "داعش" كلها يعني هم لا يجرؤون أن يزوروا المنطقة كلها، فبالتالي وهذه كانت المشكلة الكبيرة، المشكلة الكبيرة أنه لا يوجد هيئة رقابية، يعني الائتلاف حين أُنشئ لم يشكل هيئة مركزية للرقابة والتفتيش، فبالتالي الحكومة تشتغل حسب مزاجها، كانت رواتبهم رواتب فظيعة، يعني رئيس الوزراء يحصل على 8000 دولار ما عدا الحوافز والسفر، الوزير يأخذ 5000 دولار الموظف الموظف العادي رئيس قسم يأخذ 3000 دولار، هؤلاء بإمكان حكومة مستقرة ومزدهرة لا تجد رواتب كهذه، إذًا كيف بحكومة مؤقتة وعندها شعب منكوب فيها هذه الرواتب وفيها هذا الإسراف، بعد ذلك مثلًا لفت نظري أنه بالتقرير -وما يزال محفوظًا عندي أنا التقرير، يعني أحتفظ بها على جوجل درايف- موظفو الداخل 11% فقط، فقط 11%، بينما 80- 89% من موظفي الحكومة هنا في تركيا، تصور على هذه الحكومة بأن أغلب الموظفين 90% منهم مقيمون بتركيا وفقط 10% بسورية، فما هذه الحكومة، يعني الأغرب كذلك أن نسب التنفيذ وفي معهم سيولة نسب التنفيذ 11% نسبة تنفيذ المشاريع 11% عرضت المشروع على دكتور بالاقتصاد، حاليًا هو عميد كلية الاقتصاد الدكتور عبد الله عميد كلية الاقتصاد بجامعة حلب، أرسلت له التقرير قلت أنا يعني هو دكتور بالاقتصاد وله القدرة أن يقيم لي هذا التقرير، قيّم التقرير وقال لي: التقرير ممتاز، لأن الإثباتات موجودة فيه، أنا صورت الإثباتات ووضعتها معه.

نحن هنا وقت أن كانوا يريدون أن يجددوا لرئيس الوزراء أو يغيروه، فقمت وأرسلت التقرير مع ثلاثة من أعضاء الائتلاف، إذا أحدهم ما أخذه فالثاني سيأخذه أو الثالث، ثلاثة خيارات ولذلك يعني إذا لاحظنا أن هذا التراخي بموضوع الفساد كان له أثار كبيرة لأن هذا الكلام يصل إلى الداعمين وسيعرف ماذا تنفق الحكومة وما هي نسب الإنجازات وما هي الرواتب التي يأخذونها وسيعرفون أن الحكومة مليون دولار على انتخابات إدارة محلية 1,100,000 دولار! هذا الذي أفقد الثقة، لذلك الحكومات التي أتت بعد حكومة جواد أبو حطب كانت حكومة تنازع (تلفظ أنفاسها الأخيرة) يعني كان عندها موارد قليلة، والآن الحكومة الحالية ما عندها موارد بالمرة عدا الشيء الذي يأخذونه من تركيا، وبالكاد عندهم معاشات (رواتب) ليس لهم علاقة، الحكومة الحالية المؤقتة ليس لها علاقة ليس لها علاقة بأي ملفات لا بملفات الإغاثة ولا الملفات الطبية ولا المخيمات ولا التعليم ولا أي شيء، الحكومة حاليًا مفلسة لا تملك إلا مصروف المعاشات (رواتب موظفيها) الموجودة عندها ولكن هذا كله كان بسبب الفساد الذي كان موجودًا بتلك الفترة بالائتلاف الوطني والحكومة ولا يوجد من يحاسب ولا يوجد من يقول لهم إن هذه أموال فقراء هذه أموال [شعب].

 الآن سنتكلم عن مبادرة تتعلق بـ "جبهة النصرة" نحن كنا متألمين أن "جبهة النصرة" بدأت تعطي وصمًا للثورة السورية يعني أن هذه الثورة هي ثورة تطرف وأن هذه "جبهة النصرة" وأن هذه الجبهة هم أناس متطرفون وأن هؤلاء كذا، ونحن لا نريد هذا لأن هذا هو عبارة عن باب لقطع الدعم عن الثورة السورية، لقتل الثورة السورية، فنحن كنا نريد أن تتغير "جبهة النصرة" وأن تندمج في المشروع الوطني، اتصل بي ياسر يوسف، ياسر اليوسف ابنه لإبراهيم اليوسف، إبراهيم اليوسف الذي في الماضي النقيب إبراهيم يوسف الذي ارتبط اسمه بحادثة المدفعية، ياسر اليوسف هذا ولد بسجن تدمر وسابقًا هو كان المتحدث السياسي باسم "الزنكي" اتصل بي وقال لي حاول أن تلتقي هؤلاء جماعة "جبهة النصرة" قال لي: أنا فورد (روبرت فورد) كلمني وقال لي انظر إذا كان ممكنًا لهؤلاء الجماعة أن يتغيروا ربما يختلف تقييمهم، فورد كان هو مسؤول الملف السوري، قال لي: اذهب وحاول معهم.

اتفقنا على محددات لا أذكر المحددات ولكنها يعني المحددات كانت تتعلق بأخذ محددات المشروع الوطني للثورة السورية، يعني بالابتعاد عن أي أجندة خارج المشروع الوطني للثورة السورية، يعني هي الالتزام بثوابت هذا المشروع الوطني للثورة السورية، صغنا الكتاب هذا، وهذا الأمر كان في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2014 ونزلت إلى إدلب، كان لهم مقرات بمنطقة جنوب إدلب، فقابلت هناك عضو مجلس الشورى واسمه أبو بلال، قابلته قلت له: تفضل هذه المبادرة وننتظر جوابًا منكم، قال لي: فرصة جيدة، اليوم يوجد اجتماع لمجلس الشورى سوف أعرض عليهم هذه المبادرة، قلنا له: يا رب؛ لعلهم إن شاء الله يوافقون عليها، قلت له: سأمر عليك غدًا، مررت عليه بعد يومين فقال لي: الشباب رفضوا المبادرة، علمًا أنني أنا قلت له: نحن هذه الفقرات يمكن أن نناقشها، نعم نريدهم أن يوقعوا على محددات قبولهم للمشروع الوطني للثورة السورية هذا نحن المطلوب فقط منه، وممكن أن نناقشهم أن يا أخي هذه المادة نعدلها نحذفها نضعها ولكن رفضوا حتى المناقشة بهذا المشروع، وهذه كانت المبادرة الأولى مع "جبهة النصرة" وكان هناك مبادرة ثانية في 2017 نتكلم عنها لاحقًا.