الربيع العربي يفتح عيون السوريين على حقوقهم السياسية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:12:02
بداية ثورات الربيع العربي كمجموعة من الشباب مثل جميع الشباب السوري جلساتنا كانت تتمحور عن العمل عن المستقبل عن الأيام القادمة كيف سنعمل، أو الأحداث اليومية التي تُواجهنا كل يوم، وكل شخص يُواجهه حدث معين، كل نقاش حول هذا الأمر، وكشباب سوري كنا كسهرات أو جلسات نتناقش هذا الأمر ليوم موضوع الربيع العربي حدث جلل أو حدث قوي جدًا يستحق المتابعة، وحديث جميع السهرات، كان الحديث يتمحور عن الربيع العربي ضمن المنازل أكثر، كانت عدة نقاط للاجتماع، كان لدي بيت كنا نجتمع فيه وبيت في منطقة باب توما وبيت في منطقة المزة، صراحة كنا لا نتجرأ على الكلام عن موضوع الربيع العربي ضمن الأماكن العامة أو المقاهي.
الربيع العربي أيقظ فينا كشعب سوري بشكل عام ونفكر بوعزيزي لم فعل ذلك؟ كيف حرق نفسه؟ والشرطية كيف ضربته؟ وهذه الأحداث، والشرارة كيف انطلقت بتونس والأحداث المتسارعة بتونس كيف انتهت؟ وبوعزيزي (بن علي) هرب بعد 20 يوم أو 21 يوم، كان دائمًا هناك مبرر يُطرح أن الثورة في تونس نجحت بسبب قربها من أوروبا أو الثقافة الأوروبية أكثر من الثقافة العربية فيها، فموضوع الحريات الموضوع السياسي كان أكبر من مناطقنا كشرق أوسط أو كسورية، فهذا البعد جعل تونس تنهي بسرعة.
وعند انطلاقة الثورة المصرية التي كان لها الأثر الأكبر، وكنا دائمًا نُقارن موضوع النظام السوري بالنظام المصري، وهما نظامان مخابراتيان فالبلد تُحكم بأقبية المخابرات وليست عن طريق الديموقراطية أو الحرية، بغض النظر أن مصر كان عندها مساحة حرية أكبر عن طريق الإعلام أكثر من سورية، ثم كانت ليبيا وهذا الأمر شجعنا أكثر، ولكن موضوع مصر كان هو الأقرب لنا.
فدائمًا الأحاديث عن موضوع الثورات العربية ضمن الجلسات، ولكن الحاجز الأكبر حاجز الخوف، أتذكر مرة سمعتها من أحد الكبار بهذا الموضوع هو حزبي عضو قيادة قطرية أحد الأقرباء، قال لي: أن النظام السوري مستعد ليغطي سورية كلها بغطاء ويقتل الشعب كله واليوم الثاني يقول: لم يحصل شيء، هذه القناعة صراحة كانت مترسخة ضمن الناس أو ضمن العقلية البعثية العقلية القمعية التي كان يتبعها، فدائمًا كانت الناس تقول سورية مستحيل تصير فيها أي ثورة سورية بسبب القبضة الأمنية الكبيرة صعب جدًا في سورية، بعد تجربة الثمانينات مستحيل تخرج ضد هذا النظام.
خلال 50 سنة أو 40 سنة النظام كان يُربي عناصر أمنية وعناصر مخابراتية ويزرع بين كل شخصين والثالث مخبر له، ستسألني أثناء فترة الربيع العربي عن تحركات النظام، نحن كنا لا نعرف التحركات، ولكن كنا نُلاحظ هذا الأمر، أنا فترة الربيع العربي صرت أعرف عندنا ملعب العباسيين وجانبه فرع الجوية خلف ملعب العباسيين فرع أمن المعلومات ونادي المحافظة بينهم، عرفت هذه المعلومات في الثورة، أنا خلال 15 سنة يوميًا أمر من ناحية ملعب العباسيين أو نادي المحافظة وكنت لا أعرف شيئًا اسمه فرع أمن المعلومات، لكن بفترة الربيع العربي صرنا نرى الحرس والمقر الأمني عرفت أن هنا فرع الجوية وهنا فرع أمن المعلومات، مثلا كتيبة الموسيقى كانت موجودة نعرفها كتيبة موسيقى صار عندها حرس وكنا نرى السلاح أمام الكتيبة والتحركات غير طبيعية.
أيضًا في الجامعات صار تحرك معين صحيح أنه غير علني، ولكن تم استدعاء بعض الطلاب من الفئة العلوية ليحضروا معسكرات معينة، وهذا قبل أي نشاط أو أي حراك أو تفكير في سورية.
يوم عن يوم كانت هذه السلسلة التي امتدت من تونس لليبيا لمصر لبعض البلدان العربية هل ستصل لسورية؟ تصل الشرارة، نحن كشعب الاحتقان منذ 40 سنة، نحن مقارنة بباقي البلدان مستوى الدخل السوري بمستوى الدخل الشعب الليبي كان متدنيًا جدًا، مستوى الحريات بين تونس أو مصر على مستوى الحريات أكبر كان أكبر يهديك المناطق، مستوى التعليم مستوى الثقافة المستوى الرياضي، كانت هذه البلدان متفوقة علينا كشعب سوري أو سورية، كان الأمر متاحًا لتكون الشرارة موجودة ضمن سورية، والظروف كلها متاحة لقيام ثورة، ولكن القبضة الأمنية والحاجز الأكبر الذي يمنع ظهور ثورة في سورية هو حاجز الخوف الذي صنعه نظام الأسد خلال 40 سنة ماضية، كانت الثورات العربية لها أثر ولكن الأثر كان ينمو وليس ردة فعل حتى على مستوى الحديث كان يختلف منذ أول يوم بظهور الثورة في تونس لانتهاء الثورة في تونس لانطلاقة ثورة بغير بلد، كان سقف الحديث يعلو هل من المعقول أن يحصل في سورية.
أتذكر محمد طرح هذا السؤال وبعد ذلك صمتنا لفترة، هل إذا صارت ثورة في سورية ستشاركون فيها؟ فهذا السؤال كان مثل الصاعقة، ولم يكن الجواب بمستوى السؤال أو قوة السؤال نفس قوة الجواب، هل يمكننا ذلك؟ وماذا سيكون رد النظام؟ للأسف الجواب ماذا سيكون رد النظام؟
كنا ننطلق من حياة أو من مستوى تفكير لمستوى تفكير آخر مجموعة شباب من جميع المناطق، صرت أفكر في الموضوع السياسي هل أنا قادر أن أُحقق شيئًا سياسيًا؟ هل مسموح لي أن أتظاهر؟ هل مسموح لي أن أسمع هذا الكلام؟
في هذه الفترة صرنا نسمع بربيع دمشق، ربيع دمشق كان سنة 2000 وانتهى 2005 نسمع بالاجتماعات وأن شخصيات يجتمعون بمنزل فلان ومنزل فلان وحراك معين، كانت هذه الأمور مغيبة عنا ولا نسمع بها، صرنا نعرف أن محاولة سابقة كانت ضمن سورية، ولكن هذه المحاولات فشلت، ربيع دمشق لماذا اختفى أو كيف سمح النظام بهذا؟ أحد الأسئلة التي طرحتها كون ابن عمي شارك بهذا الأمر، كيف سمح لكم النظام أن تجتمعوا؟ صرنا نفهم المعادلات السياسية أو المعادات الدولية أو اتفاقات دولية ومن ضمنها النظام يُحقق شروطًا معينة ويسمح لمعارضين معينين أن يتكلموا....
بدأت أسمع كلامًا جديدًا أو مستوى جديد من الحديث أن النشاطات في سورية ضمن شيء معين، ولكن الجواب الذي نسمعه أن النظام مجبر على قبول هذا اللون من الاجتماعات، بعد ذلك كانت الأحزاب من غير حزب البعث مثل الحزب القومي العربي الحزب الشيوعي، عرفت أن هناك أحزاب في سورية غير حزب البعث العربي.
كنا نحتك بغيرنا ونتقرب من أقاربنا خاصة ممن كان قريبًا من الحزب أو غيره لنجمع المعلومات و نعرف ما يحدث، من عامر معلومة من يوسف معلومة من محمد معلومة نجمع المعلومات ونتناقش مع الشباب، صرنا نفهم أن هناك أحزاب في سورية نفس مصر فيها أحزاب، لكن لماذا لا نعرف سوى حزب البعث، وعرفنا أن حزب البعث هو المسيطر على الدولة والمدارس والحكومات والجامعات مسيطر على البلد كلها و يعطون هامش 2% لبعض الشخصيات من ضمن هذه الأحزاب وللأسف في كثير من الأمور هي تحت رعاية حزب البعث.
هذه الحريات تم انطلاقها بعد 2002 صرنا نفهم أن النظام يطلب شيئًا من بريطانيا أو من الاتحاد الأوروبي وكانوا يقولون له: مستوى الحرية السياسي عندك منخفض فيجب أن ترفع المستوى.
بفترة الربيع العربي بدأت الأسئلة الناعمة وليس الأسئلة القوية، نسأل هل من المعقول يحدث هذا الأمر أو لا، نجمع هذه المعلومات، نسأل عن انتخابات مجلس الشعب مثلا ولا نهتم بالجبهة الوطنية التقدمية والمستقلين، وحصانة مجلس الشعب، ولماذا التمثيل في سورية بهذه الآلية؟ ولماذا بمصر تختلف؟ لأن مصر هي الأقوى ذلك الوقت، في مصر كانت انتخابات لمجلس الشعب فيها الإخوان وفيها العلمانيين وحزب النور والسلفية والصوفية!! لماذا ليست موجودة في سورية؟
في مصر يتكلمون عن الرئيس وعن الحكومة ولا يعترضهم أحد، لكن في سورية لا أستطيع أن أتكلم عن شرطي مرور، أجوبة النظام للأمانة ساعدت بفتح العنان للأسئلة وتقويتها، وأن من حقي أن أكون مثل مصر مثلًا مثل لبنان جارتنا، كان فيها حرية سياسية أكثر من سورية، ساعدنا النظام أن نتحرك بعقولنا أن نُطالب بحقنا وهذا شيء طبيعي.
فترة الربيع العربي كانت هي من أهم أسباب قيام "الثورة السورية" بغض النظر أن سوريا مهيأة للانفجار، ولكن ما حدث في البلدان العربية ساعدنا وشجعنا بكتير من الأمور، نُرتب الحديث والانتصارات مثل هروب بوعزيزي والقذافي وحسني مبارك، وأنه يمكننا تنحية الرئيس، أيضًا كانت أجوبة أتباع النظام لعدة مواضيع وكانوا دائمًا يقولون: ماذا ينقصكم؟ كان ينقصنا الكثير!!
كل هذا ساعدنا لنكون مهيئين للاشتراك بالثورة السورية، وردة الفعل كانت تنعكس على تصرفاتنا كشباب كان همنا التفكير بمستقبلنا كيف نُجهز أمورنا سهراتنا، ولكن بعد الربيع العربي كثير من المواضيع صرنا نتكلم فيها بنفس الوقت كانت مواضيع أساسية كنا نتكلم فيها ابتعدنا عنها أو صرنا نستحي منها، فردة الفعل أو الصدمة كانت خطيرة ونقلتنا باتجاه معين
أذكر قصة كلما يتعين محافظ لدمشق أول قرار كان تغيير أرصفة دمشق، ونسأل لماذا؟ والجواب من أجل السرقة!! وكلما تغير المحافظ غير الرصيف، بدأنا نفهم الأمور أكثر وحالة الضياع، هناك نهضة بباقي البلدان، وصلنا لردة الفعل لنرسم ثورتنا وأحلام دولتنا، نرسم كشباب أو كأطفال أو كعائلات كيف سيكونون موجودين ضمن المجتمع، أهداف "الثورة السورية" لم تأتي على عبث أو كتبها أحد لا لا، سابقًا الضغط مجتمعي الكل مضغوط أو يريد الثورة باتجاه معين خاص به أو المكان الموجوع منه، أثناء فترة الربيع العربي تبلورت أهداف الثورة الناس أو الشعب السوري كله اجتمع عليها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/09/24
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/216-07/
أجرى المقابلة
إدريس النايف
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
كانون الأول 2010 - آذار 2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-محافظة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
حزب البعث العربي الاشتراكي
الجبهة الوطنية التقدمية