تشكيل حكومة الإنقاذ ومبادرة دمجها مع الحكومة السورية المؤقتة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:14:34:11
في الشهر الثاني من عام 2017 عُقد شيء اسمه المؤتمر العام [المؤتمر عقد في شهر أيلول/ سبتمبر - المحرر]، هذا المؤتمر العام صارت مبادرة كان يقودها أكاديميون يعني من بينهم الدكتور حسن جبران والدكتور محمد الشيخ والدكتور ياسر نجار، هذه المبادرة تعني أن هناك تشكيل إدارة في إدلب ومن ثم تشكيل حكومة، المؤتمر العام صار في شهر أيلول/ سبتمبر في 11 أيلول/ سبتمبر وألفوا شيئًا اسمه الجمعية التأسيسية، الجمعية التأسيسية قالت: نحن سنشكل حكومة وسنشكل حكومة جديدة. فبينما نحن كما نعرف عندنا حكومة كانت موجودة، هي الحكومة المؤقتة برئاسة الدكتور جواد أبو حطب.
الدكتور جواد أبو حطب أنا عملت معه منذ زمن في العام 2014 بالهيئة التأسيسية فهناك صداقة بيننا، اتصل بي الدكتور جواد في الليل، يعني اتصل بي تقريبًا في 15 تشرين الأول/ أكتوبر في الساعة الواحدة ليلًا قال لي: أريدك بأمر مهم، أحضر معك أبا يامن وتعال. هو في عنتاب وأنا كنت في الريحانية، أو كنت في أنطاكية، فقلت له: أنا قادم إليك. الدكتور جواد يبدو أنه مستشعر بعد أن سمع أنه ستصير حكومة، عندها كان متواصلًا معه جمال شحود ومتواصل معه الدكتور ياسر النجار،هو لم يقل لي، ولكنني عرفت فيما بعد، يعني كانوا قد عرضوا عليه أن يأتي ويرأس الحكومة التي يريدون أن يشكلوها في إدلب، ستُشكل حكومة وبحسب كلامهم يعني بحسب كلام جمال شحود وكلام رياض الأسعد أنهم فعلًا كانوا سيسلمون الحكومة للمدنيين وبوجود الهيئة، وأن الهيئة لا تريد أن تتدخل، ولكن قناعتي أن الأحداث التي حدثت فيما بعد هي التي تدل على أن الجولاني عنده مشروع؛ وبالتالي الحكومة متوقعة أنه أيضًا هذه الحكومة الحالية التي ستكون واجهة لهيئة تحرير الشام، وهذا الذي حصل فيما بعد.
المهم الدكتور جواد قال: ادرسوا لنا الوضع وكيف سنحله. يعني هو خائف لأنه يقول: أنا خائف أن يصير عندنا حكومة و جيش حر وهناك فصائل، فيصير في إدلب صدام مع بعضهم أو كذا، اذهبوا لتروا لنا هؤلاء الناس إذا كان عندهم. وبعد ذلك الدكتور جواد كان يقول: وأنا خائف من أنهم إذا في إدلب عملوا إدارة فستصير إدارة ذاتية تشبه الإدارة التي أقامها الأكراد في عفرين في مناطق ثانية فهو سماها إدارة إدلبستان بتصريح له، هم أخذوا مأخذًا عليه أنك أنت إدلبستان تشبهها بأفغانستان قياسًا لأفغانستان؛ بالتالي أنت يعني تعطي الذريعة لضرب وقصف المنطقة عندما سميتها هذه التسمية وشبهتها بأفغانستان. وهو قال: لا أنا سميتها إدلبستان قياسًا لكردستان.
المهم صار المؤتمر العام مثلما تكلمنا هذا الذي عُقد في شهر آب/ أغسطس، سألنا: من هناك من الوجوه البارزة نستطيع أن نعرفها؟ كان معهم رياض الأسعد وكان هناك العقيد محمد يحيى أبو يحيى، أبو يحيى كان يخدم عندنا قديمًا في إدلب، كان في الجوازات وهناك صداقة معه، يعني عندما كنا نحن في مرحلة المظاهرات السلمية، كان يعني من تحت لتحت (بشكل غير مباشر) يظهر لي تعاطفًا كبيرًا وكأنه يقول: أنا معكم. وفيما بعد انشق، اتصلنا بالعقيد أبو يحيى واتصلنا بالعقيد رياض الأسعد، قلنا لهم: نريد أن نجهز لقاء مع الدكتور جواد أبو حطب. قال: حسنًا، نحن جاهزون. تم اللقاء في مكتب العقيد رياض الأسعد عنده مكتب في الريحانية، وجاء الدكتور جواد أبو حطب وهم جاؤوا، وكان معنا القائم بالمبادرة الدكتور فؤاد علوش، وكان الصحفي ياسر بدوي وكان أبويامن موجودًا والعقيد أديب عليوي أيضًا كان موجودًا، يعني كلهم يسعون ويحاولون توحيد المشروعين بمشروع واحد وتوحيد الحكومتين بحكومة واحدة؛ لأنه متوقع أن يحصل صدام لأن هناك توترًا في الجو، مثلًا توتر صار لأن هيئة تحرير الشام هاجمت جامعة حلب وأغلقتها -عفوًا جامعة إدلب- هي اسمها جامعة حلب، كانت موجودة بكفرتخاريم، أغلقت كلية الطب ربما، وصارت حادثة أيضًا أنهم اعتدوا على بيت الدكتور جواد أبو حطب، كان في بيته في تلك المنطقة قريب من الليمضية، وكان يعمل بعد أن كان عنده بيت وكانت زوجته هناك تعمل في المستشفى بالمنطقة، فالدكتور جواد كان يتردد بشكل كبير جدًا، صحيح أنه كان رئيس الحكومة ولكنه ذاهب وآتٍ إلى المنطقة، الدكتور بعد التعدي على أغراضه الشخصية في بيته كان محتقنًا؛ لذلك أول اللقاء مع العقيد رياض الأسعد، وكان الاثنان محتقنان مع بعضهما، يعني في أول اللقاء صار صراخ وكذا، وفيما بعد قليلًا قليلًا قدرنا أن نهدئهم، وبدؤوا يطرحون ملفاتهم وكل شخص يطرح ماذا عنده، الدكتور جواد كان في باله أن تصير الحكومة المؤقتة هي وعاء لأي مشروع، يعني بمعنى أنهم هم يأتون إليه، وهو الوعاء الذي يحتوي مشروع المنطقة المحررة كلها، هم كان رأيهم أن المنطلق يكون من إدلب، وهو يأتي إلينا، يعني نحن الوعاء وهو يأتي إلينا، وبحسب ما قاله الدكتور جمال شحود: نحن عرضنا عليه الحكومة وأننا نحن نسلمك الحكومة التي نريد أن نشكلها، هذا الأمر... و يقول كل من الدكتور جمال شحود ورياض الأسعد: إن المبادرة كان من الممكن أن تنجح، بمعنى أنه من الممكن أن الدكتور جواد يشكل حكومة تجمع الطرفين، ولكنني أشك بنجاح المشروع إذا كانت تحرير الشام ستبقى وراءه وستبقى مسيطرة.
الدكتور جواد اتصل عندما اتصل بنا من أجل العمل بالمبادرة كان في 15 تشرين الأول/ أكتوبر، وأظن أن اللقاء في وقتها ترتب معنا في 29 تشرين الأول/ أكتوبر ، الدكتور جواد أبو حطب كما تحدثنا كان محتقنًا في أول اللقاء، فيما بعد يعني بدأ قليلًا... يعني بدأ الحديث يأخذ دور الحوار، [بالنسبة] للدكتور جواد يعني سنتحدث عن بعض الأفكار المهمة التي طرحها في هذا اللقاء، أول أمر طلبه: أنكم يجب أن تعطوا إعلانًا رسميًا أنكم لستم تحت راية.. أن هذا المشروع ليس تحت راية هيئة تحرير الشام. هم قالوا: نحن لسنا تحت الهيئة. يعني العقيد رياض الأسعد قال: نحن لسنا تحت راية الهيئة على العكس أنا من الناس الذين حاربوا جبهة النصرة، فقال: يجب أن تعطوا إعلانًا رسميًا. الموضوع الثاني قال: إن كل جلسة الحوار ستصير... كل الأطراف يجب أن يكونوا موجودين في جلسة الحوار. وقال: يجب أن تكون المكونات الموجودة بشكل عام هي الموجودة. وذكر الدكتور جواد الأشياء والانتهاكات التي صارت في الجامعة والانتهاكات التي صارت معه، وأبدى تخوفه قائلًا: الآن إذا أقمتم إدارة مدنية فأنتم تكونون قد أعطيتم شرعية للإدارة التي أقامها الأكراد في عفرين.
لاحظت أن الدكتور جواد كان متخوفًا من أن يضحي بحياته السياسية إذا اتجه إلى هذا المشروع بالتالي سيعتبر... وفشل، فإذا نجح من الممكن أن تكون ضربة المعلم مثلما يقولون، وإذا فشل فمعنى ذلك سيُحسب أنه ذهب لمشروع هيئة تحرير الشام؛ وبالتالي حرق نفسه سياسيًا؛ فبالتالي أظن أن هذه هي إحدى المخاوف التي كانت موجودة عنده، وبعده كان يريد من حكومته أن تصير وعاء، يعني أنتم تأتون لعندي وممكن أن أعطيكم وزارات، وأعطيكم... كم وزارة تريدون؟ هل تريدون وزارتان أم ثلاث أم أربع؟ وتعالوا إلي إلى هنا، وقال لهم: انظروا، إذا ذهبتم وشكلتم أنتم حكومة فهذا على مسؤوليتكم، وهذا سيؤدي إلى تداعيات كبيرة، وفعلًا مثلما رأينا أن هناك حكومتان مفصولتان عن بعضهما، وهذا سبب إشكالات كثيرة، يعني صار عندك حكومتان يعني عندك دولتان، بين مناطق هذه الحكومة وهذه الحكومة هناك حواجز وجمارك وهناك كذا، يعني قسم المنطقة المحررة إلى منطقتين وبعدها لاحظنا أنه صارت معارك، وصارت تداخلات كبيرة.
العقيد أبو يحيى أو العقيد رياض الأسعد يبدو أن العقيد رياض الأسعد مثلما سمعت كانوا قد وعدوه بأنهم إذا شكلوا حكومة سيصير وزير دفاع، فيما بعد العقيد رياض الأسعد انسحب من المشروع هو والعقيد أبو يحيى، هل انسحب لأنهم لم يعطوه الوزارة التي وعدوه بها لأنهم لم يعينوه وزير دفاع؟ أو لأنه رأى أنه مشروع والهيئة ستهيمن عليه فهو أيضًا لا يريد أن يحرق نفسه، أو رأى أن المشروع عندما لم يدخل فيه الدكتور جواد؛ فبالتالي لم يعد مشروعًا يشمل المحرر، سيكون مشروعًا يشمل إدلب فقط، ولذلك فضل أن ينأى بنفسه.
ماذا طرحوا هم؟ العقيد أبو يحيى قال: إن هذا المشروع يشمل كل المحرر، وماهو المانع لنعين حكومة بكل الأراضي المحررة، قال: نحن نريد أن ننتقل لمنظمات المجتمع المدني ويكون لها دورها، ننتقل من حكم الفصائل إلى حكم الحكومة، يجب أن يكون عندنا جيش موحد، يجب أن يكون عندنا مجالس محلية قوية، يجب أن يكون عندنا قضاء صحيح وقضاء مستقل. العقيد أبو يحيى قال: نحن لم ندع أي شخصية من النصرة للمؤتمر، ونحن نريد أن نتعاون كلنا الفصائل مع هذه الحكومة، وإذا نجحنا نكون نحن حققنا شيئًا مهمًا، وأنت يا دكتور جواد نعينك رئيس هذه الحكومة، وتعال لنر ماذا عندك لنستفيد منه، وماذا عندنا تستفيد أنت منه، هذا من الشيء الذي طرحه العقيد أبو يحيى، هو في أغلب الحديث كان يتكلم، العقيد الرياض كان متوترًا قليلًا هكذا لاحظنا في اللقاء، وعندما اتهموه أن هذا المشروع لجبهة النصرة قال: لا، نحن ضد جبهة النصرة، وفكرنا غير فكرهم، وأنا على العكس فلا علاقة لنا بهم، وأنا من وقفت في وجه جبهة النصرة في 2012، وأن هذا المشروع هو للسوريين كلهم و90% من الشعب معنا، ولو لم تكن لنا قاعدة شعبية ما تحركنا.
أنا برأيي في هذا المشروع بالنسبة للحوار نحن كمجتمع مدني واجبنا أن نجمع الأطراف ونعمل الذي علينا عمله، ونحن فشلنا بهذا المشروع، لكن رأيي أهم سبب للمشروع أنه لم تكن له حاضنة دولية، نحن مثلما نعرف بشكل عام أنه كان قرارنا السياسي أو العسكري أو كذا يعني نحن شيرناه (شاركناه) لدول منذ 2012 و 2013 فبالتالي لم يبق المجتمع المدني، ولم يبق السياسيون، ولم يبق الناس لهم قيمة؛ لأنه صار قرارنا تتخذه دول كبرى فهذا هو، وعندنا أيضًا مسألة مهمة أننا نحن ليست لدينا ثقة ببعضنا نحن السوريون، يعني هذا الموضوع الأساسي. أنا لاحظت أن هذا المشروع والناس الذين كانوا مؤسسين له (الأكاديميون) يعني الدكتور محمد الشيخ انسحب منه، ياسر نجار انسحب منه، حسن جبران الذي صار فترة وزيرًا في حكومة الإنقاذ انسحب منه، يعني واضح أن هذا المشروع الآن هو مشروع حكومة الإنقاذ تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، وهذا لم يعد شيئًا مخبأ، فالآن يخرج الجولاني ويقول- آخر ظهور تقريبًا من فترة- قال: والله سنعطي منحة للتدفئة. يعني يتكلم بصفته زعيم الدولة أو رئيس الدولة، قبل هذه المرة خرج دشن أوتوستراد باب الهوى، يعني لم يعد يخفي أنه هو الحاكم الفعلي وأن حكومة الإنقاذ هي واجهة، هذا الذي حصل معنا بما يتعلق بتلك المبادرة التي تحدثنا عنها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/12/19
الموضوع الرئیس
حكومة الإنقاذ السوريةالحكومة السورية المؤقتةكود الشهادة
SMI/OH/191-16/
أجرى المقابلة
ياسر الحمامي
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2017
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-محافظة إدلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الحكومة السورية المؤقتة
هيئة تحرير الشام
حكومة الإنقاذ السورية