السيرة الذاتية والاعتقال والتعذيب في سجون نظام الأسد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:11:07
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، معكم وليد الشيخ نايف من مواليد حلب تل رفعت 1958 خريج جامعة حلب كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية 1981
تم اجتياح تل رفعت من قبل جيش الاسد في حزيران/ يونيو 1981 كنت في ذلك الوقت في الخدمة الإلزامية في الدورة 129 ضباط مجندين في مدرسة المشاة في حلب، الجهة الشرقية لمدينة حلب، في تلك الفترة تم اجتياح الجيش وداهموا عدة منازل منها منزلنا لم أكن في البيت كنت بمدرسة المشاة، كان والدي فقط، والمجموعة داهمت بيتنا بوحشية وبربرية وقلة أخلاق وأدب، فأخذوا والدي ووضعوه بسيارة جيب عسكرية، وكان مع والدي بنفس السيارة الأستاذ عبد الرحمن جنيد (أبو فارس)، وهو من حكى لي ما حدث كيف داهموا بيتنا وأخذوا والدي ووضعوه معي في السيارة، وكان بيتنا جانب البريد أخذونا عند دوار الطاحون، كان قائد الحملة ضابط قال لهم: لماذا هذا الرجل معكم؟ كان والدي 60 من عمره، قالوا: لم نجد ابنه وليد فأحضرناه مكانه، سأله الضابط عني، فقال والدي: ابني يخدم عندكم في مدرسة المشاة، قال له: أكيد، فأجاب والدي: أكيد، فقال لهم: اتركوه.
بعد فترة من المداهمة - وكانوا يُعطونا استراحة يوم الجمعة أحيانًا - نزلت لعند أهلي وأخبروني بما حدث، فكرت بالهروب من الجيش ولكنه أمر صعب لأنني إذا هربت سيعتقلون أخي أو والدي، وهذا أسلوبهم لأنهم مجرمون وطغاة إذا لم يجدوا الشخص المطلوب يأخذون مكانه أي شخص من أقاربه ولو من النساء، لذلك بقيت في الخدمة العسكرية ولم أعرف لماذا لم يعتقلوني هل كنت تحت المراقبة؟ أو نسيان؟! أو ربما تقدير من الله سبحانه.
أنهيت الخدمة العسكرية، وكنت أُدرس في ثانوية تل رفعت في 14 كانون الثاني/ يناير 1995وكان امتحان الفصل الدراسي الأول قلت لزميلي سأذهب لأستخرج جواز سفر من الجوازات، طبعًا كنت أُراسل الجامعات وحصلت على قبول جامعي في بريطانيا لإكمال الدراسات العليا، وأبدل هذا الجو المقيت.
ذهبت للجوازات، قالوا لي: أنت ممنوع تُغادر سورية وعليك مراجعة الفرع، راجعت الفرع وهناك بدأ التحقيق والأسئلة عن فلان و فلان، أنا لم أفعل شيء وليس علي شيء، ولم تكن وسائل التواصل موجودة حتى أكتب أو أنشر عليها..
بقيت في فرع أمن الدولة الموجود في حي المحافظة وسط مدينة حلب بحدود شهر تقريبًا، بعد حلب نقلوني على الشام على ما أظن لمنطقة كفر سوسة فرع مركز أمن الدولة أو رئاسة القسم.
كانت المعاملة سيئة بشكل لا يُصدق كان هم المحقق فقط هو وصولي إلى المشنقة، كلما أُسأل أو أفكر بما حصل لي أتأثر كثيرًا، مثلًا أنا مدرس أُحاول أن أُساعد الطلاب في الامتحان قدر المستطاع، لأن هؤلاء الطلاب أولادنا، ويأتي هذا المحقق ولا يُهمه من أنت؟ وحتى لا يُقدرك، المهم إيصالك لحبل المشنقة بتهمة السلاح وأنت مسلح، قلت له: ليس لدي سلاح أنا مدني و مدرس لغة إنكليزية، وهذا تاريخي، ولست من أصحاب المشاكل أنا وأهلي كلهم، لكنه لا يهتم المهم أن يُوصلك للإعدام بأي طريقة بالتعذيب بأي طريقة يُوصلك للإعدام.
كنت أستغرب هل من المعقول هذا نحن نقول وطن وبلد ونحب الوطن وسنبني الوطن، وهذا همه فقط همه فقط إيصالك للإعدام، بأنواع التعذيب كلها بساط الريح الدواليب الكهرباء، كانوا يضعون الكهرباء في الأذنين أو في أماكن حساسة في الجسم أو في الرجلين، شيء غريب، سأوصلك للإعدام وأنت مجرم، أنا لست مجرمًا، ولم أعمل شيئًا يمس بهيبة الدولة أو أمن الدولة، حقد غريب جدًا، أين رضعوا هذا الحقد لا أعلم؟
أنا بعد السجن والاعتقال والتعذيب ليس عندي حقد، هو يُريد وبأي وسيلة ليدمرك ويخرب بيتك، فقط يوصلك للإعدام كأنه يأخذ عليهم مكافأة أو جائزة أو يترفع من وراء ذلك، شيء غريب جدًا أنا أتكلم حقيقة وواقعًا للأسف ويجب أن نُدركها ونعرفها، يقولون خُربت البلد، كيف خُربت؟ من الظلم والفساد والطريق الفاسد وانعدام العدالة، وكل أنواع التعذيب موجودة، لا يُعاملوك كابن هذا البلد أو أنك حتى إنسان، أنا ابن ريف ولدي أغنام أنا أُعامل هذه الحيوانات أفضل من معاملتهم لنا.
بالنسبة لفرع كفرسوسة فرع أمن الدولة كان التعذيب شديدًا وكل أنواع وأصناف مارسوها علي وعلى غيري، أسمع أصواتًا كثيرة كنت في الزنزانة رقم سبعة، كان يُحقق معي أنت مدرس وتُنظم طلابك، يا أخي أنا لست بتنظيم ولا أُنظم طلابي، كان يضربني و يُعذبني، وكنت دائمًا أُجيب بالنفي لأنني إذا ذكرت أي شخص سيحضرونه مباشرة، لأنني اكتشفت عندما كنت في تدمر أشخاصًا أُعدموا وليس لهم علاقة بأي شيء.
كانوا في الفرع يقولون لي: أنت و أنت وجعلني قائدًا و .. قلت له: ليس لي علاقة بأحد، طبعا الثبات من الله عز وجل، وحين يُعذبوني بالدولاب أو الكهرباء في أُذني و رجلي و أهتز مثل الطائر المذبوح، كنت أُصرع وتظهر بجسمي كله الدمامل ولا أستطيع الأكل أو الشرب، كانوا يُعذبوني وأصرخ يا الله، وكان يقول: من الله؟ وإذا هو موجود دعه يُدافع عنك؟ كفر بواح وشتم للذات الإلهية، عذبوني كثيرًا و لله الحمد ثبتني الله من عنده و لم أذكر اسم أي إنسان على الإطلاق، كان يأخذني السجان وعلى عيني عصابة ويمسكني من كتفي ويتجه لليمين أعرف أنني اتجهت لليمين وأنني بخير وعقلي ليس فيه شيء، وعندما أدخل الزنزانة أحمد الله على عقلي وأنني لم أذكر اسم أحد و أنني لست متزوجًا، لأنني رأيت الموت بسبب التعذيب صرت أقرب للموت من الحياة.
حادثة أُحب أن أرويها كنت في الزنزانة رقم سبعة كان عسكري اسمه يوسف على ما أظن من مصياف أو صافيتا، كانوا يُخرجونا على التواليت مرة واحدة أو مرتين أكثر شيء أكثر ممنوع مهما كان، كان لدي في الزنزانة بطانية بالأرض وفوقي بطانية ولا شيء غيرها، تذكرت قصة دوستويفسكي كنت قرأتها عن سجين في زنزانة كان يأكل الصراصير من شدة الجوع، وهذا العسكري يوسف كنت أدخن طلبت منه مرة سيجارة مرة قداحة، تُريد قداحة!! وقال لي: تعال و ضربني بكفه على أذني وللآن أُعاني منه، وقلت في نفسي من أجل سيجارة يضربني لعنة الله على الدخان فقطعته و توقفت عن التدخين، وقلت في هذه اللحظة الكرامة أهم من التدخين والحمد لله رب العالمين.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/10/23
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةأساليب التعذيب في معتقلات الأسدكود الشهادة
SMI/OH/210-01/
أجرى المقابلة
إدريس النايف
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
1981-1995
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة حلب-تل رفعتشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
فرع المداهمة والاقتحام 215- شعبة المخابرات العسكرية
سجن تدمر
فرع أمن الدولة في حلب 322
مدرسة المشاة - حلب - نظام