الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الإحالة من الفرع 215 إلى سجن تدمر وظروف الاعتقال

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:48:14

استغرقت إقامتي بالسجن بين حلب وبين دمشق أمن الدولة بحدود شهرين ونصف أو ثلاثة، آذار/ مارس حولوني إلى سجين تدمر أخدوني بسيارة، وفي  نهاية التحقيق وقعت على ورقة و لا أعرف ما فيها، في دمشق هناك سجناء بتهمة الحزب الشيوعي لأنهم بعد التحقيق وضعوني بغرفة فيها شيوعيين وغير شيوعيين قالوا لي: ستوقع على هذه الورقة، وذكروا اسم عبد الرحمن فارس الجنيد عذبوه وضربوه حتى وقع الورقة، مع العلم أنهم أحضروه بدل أخيه جنيد، بالأخير وقعت الورقة و لا أعرف على ماذا وقعت.

وضعوا القيود بيدي وأخذوني بسيارة، في الطريق العام وصلنا على تدمر اتجهت السيارة نحو اليمين، وحسب ما أذكر قبل أن نصل تدمر على اليمين مكتوب سجن تدمر العسكري، وعرفت من خلال لباس الشرطة العسكرية الموحد باللون الأحمر في سورية، أخذوني على الذاتية يعرفون اني استاذ انجليزي حتى استهزأوا بي what's this أخذوا اسمي وأمانات كان معي مبلغ بسيط، وقال: خذه على الاستقبال، في تدمر حفلة استقبال يعني دولاب وكرابيج وهي عبارة عن الإطار البلاستيكي لباب السيارات هذا نسميه كرابيج، سوط من سياط الجلادين، استقبال مباشرة عاري تخلع جميع ملابسك، يفتشون الأغراض و الثياب، ثم يبدأ الضرب و التعذيب بالشتم و السب والكلام السيء وشتم الذات الإلهية عبارة عن كلاب مسعورة.

ينتابك شعور لا يوصف، أنت لست مجرم أو ارتكبت أي جرم ، وتُعتبر إنسانًا مثقفًا وأنا مدرس لغة إنجليزية وعندي نية لإكمال الدراسات العليا، وأنا ابن بلدك وليس علي شيء وتعاملني هذه المعاملة، وهو يعرف ليس علي شيء، عاملونا معاملة الحيوانات، بعد الاستقبال وكرابيج لا أعرف عددها ناس أُغمي عليها وناس تشرب من ماء غير نظيفة.

 وبعد أن عذبني فتح الباب قال لي: ادخل ونادى ليفتح الباب فتحوا الباب ثم ضربني برجله وأغلق الباب، وبعد دقيقتين نظرت حولي فوجدت بين المساجين شخصين أعرفهم التقيت بهم في فرع أمن الدولة في حلب، محمد زياد أتاسي أصله من حمص مقيم في حلب ورفيقه بدر الدين لا أتذكر كنيته، وحين سألتهم عن سبب سجنهم قالوا: سرقنا دجاجة عند الحدود فأمسكوا بنا، وضحكنا وقتها، لم يفعلوا شيئًا وليس عليهم أي جرم سياسي أو عسكري، وعندما دخلت المهجع ج3 ووجدتهم قلت: أنتم تهمتكم دجاجة ماذا تفعلون هنا؟ قالوا: لا نعلم، وإذا استبقت الأمور قليلًا بعد سبع سنين في المحكمة أحضروا زياد إلى المحكمة وسألوه ماذا فعلت؟ قال: لا أعرف لم اعتقلوني و أحضروني إلى هنا، أنا أعمل بتمديد المياه و أشرب الخمر فقط، وسألوا بدر وأن تهمته الإخوان وكان جوابه: لا أعرف سبب إحضاري إلى هنا وقال لهم: أنا بعمري ما صليت أو دخلت لجامع، وهذا الكلام ليس عن قيل وقال بل سمعته منهم مباشرة، وحكموا عليهم بالبراءة لأنه لم يثبت عليهم شيء من التهم الموجهة لهم، لكن ظلوا في السجن وبعد زمن خرجوا.

عندما دخلت المهجع قال لي الشباب: ممنوع الكلام بصوت عال فقط همس وممنوع النظر للسقف ممنوع ممنوع، مجرد من كل شي، وبعد يوم أو يومين جاءت دفعة كبيرة من قرية اسمها صبيخان بريف دير الزور أنا أتذكر من الأسماء الشيخ محمود الضعيف وهجين بندر جعيص الخميس وحسن الخلف وأكثر من شهخص اسمه أبو صالح ومنهم من استشهد، عذبوهم كثيرًا تعذيب لا يخطر ببال بشر، بعد يومين أو ثلاثة  طُرق الباب رئيس المهجع يا حيوان يا كر اخرج إلى الحلاقة، وأنا لا أعرف معنى الحلاقة، أغمض عينيك يداك وراء ظهرك رأسك بالأرض، دفعة أولى دفعة ثانية نخرج بين سبعة إلى عشرة أشخاص، نقف على الجدار ويبدؤون الضرب و التعذيب و حلاقة الوجه وأنت مغمض العينين ويداك وراء ظهرك وكرابيج وناس على الأرض و السب و الشتم و الكفر، وأحد العساكر يُوجه البارودة عليك وبمجرد أي حركة يُطلق الرصاص، التعذيب لا يُصدق أثناء الحلاقة، كان الحلاقين بلدية عبارة عن مساجين قضائيين بتهمة مخدرات وحشيش وتهم غير أخلاقية من أوسخ السجناء القضائيين، وعبارات الشتم و السب و الكفر وكل من يصرخ يا الله، يقول له: خلي الله يأتي ليخلصك، وهذه كانت حفلة استقبال الحلاقة.

 بعد دخولي لسجن تدمر عرفت أنني دخلت في نفق مظلم ومتى الخروج منه الله أعلم، وبقينا في المهجع تقريبًا قرابة ستة شهور، كان معي في المهجع الإخوة عبد اللطيف غزيل من إدلب وجمال أسود من إدلب أيضًا وجماعة من صبيخان وعبد القادر الحراكي من حماة وأقرباء الحراكي أكثر من واحد كان و معي عاشور أخوه لغازي عاشور، عبد القادر الحراكي ورفاقه أحمد عاشور وحمدي عاشور شباب 18 عمرهم وحتى أقل من 18 أحمد عاشور على ما أظن وأسد عبسي خدموا المجمع وخدموا الناس يتعرضون للقتل للتعذيب ليحضروا الطعام، لأنه بمجرد فتح الباب هناك قتل و تعذيب وضرب، هؤلاء كانوا معي في المهجع على ما أذكر.

 بعد عدة شهور انتقلت للمهجع 6/2 في الباحة السادسة وكان فيها إعدامات لسجناء تدمر، كانت تأتي الأسماء من دمشق تُذاع  الأسماء، ويأتي العسكري أو الرقيب على كل مهجع حيوان... فلان عندك، والأسماء تأتي باكرًا قبل الساعة 7:00 ، يقولون: جهز نفسك، ويدور على جميع المهاجع ليتأكد من جميع الأسماء، أنا في المهجع سمعت بأذني أو خرج من مهجعي ناس على الإعدام وسمعت أصوات التكبير وأصوات الإعدامات سمعتها بأذني، وبعض الشباب كانوا يُشاهدون من خلال ثقب صغير يُطل على الباحة السادسة، أنا بالنسبة لي ما كانت عندي قدرة أو جرأة ليس خوفًا، لم أستطع أن أنظر لشخص يُعدم نفسي لا تطاوعني.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/10/23

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةأساليب التعذيب في معتقلات الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/210-02/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

1995

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-سجن تدمر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الحزب الشيوعي السوري

الحزب الشيوعي السوري

سجن تدمر

سجن تدمر

فرع أمن الدولة في حلب 322

فرع أمن الدولة في حلب 322

الشهادات المرتبطة