ممارسات التحريض الطائفي بداية الثورة وأولى مظاهرات حمص
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:25:24:15
أنا تعرفت على حمص وأهل حمص وكأني أتعرف عليهم لأول مرة في 2011، لم أكن أتوقع أني سأشاهد أهل حمص بهذه البطولة والشجاعة والعزة والمحبة والتضحية، هذه الأحداث التي حصلت حقيقة طبعًا لا أحد كان يتوقع في تلك الأيام أنه ستبقى وتستمر بهذا الشكل هذا، وهي من الممكن أن تصير بيد دول يتلاعبون فيها، كنا نعتبر القرار بيدنا بشجاعتنا بتضحيتنا بصمودنا باستمراريتنا من الممكن أن يسقط النظام؛ لأننا صرنا نشاهد أمامنا، نحن كان هذا حلمًا بالنسبة لنا، فالذي صار بتونس البوعزيزي حرق نفسه وسقط أو هرب بن علي، ثم انتقلت إلى مصر، وبدأ يتراجع مبارك، ويقدم للناس تراجعاته، في الآخر سقط مبارك، والقذافي بجبروته ومعروف بإجرامه[الذي قال]: من أنتم؟! يتحول فجأة لفأر هارب يلاحقه الشعب، فهذه الحقيقة كانت نقلة نوعية بالنسبة لنا، فقد صار هذا الشيء عندهم، فإذا كان مبارك والقذافي المعروفان بارتباطاتهما دولية معنى ذلك لماذا الأسد لا يقع؟ ولماذا لا يصيبه مثلهم؟ تحتاج إلى القليل من الانتفاضة عندنا والقليل من التضحية من عندنا يجب أن ننطلق ونبدأ. فبدأ الناس يستعدون ويتجهزون، صار عندهم قابلية لأن يثوروا، التراكمات القديمة بدأت تصل لحالة الانفجار، الشرارة التي أعطتنا الانفجار ما حصل في الدول القريبة لنا.
في بداية شهر آذار/مارس اتصل بي المقدم حسين أبو الليل، طبعًا الذي اتصل بي هو المساعد (المساعد أبو حسين) اتصل بي و قال: يريد أن يتعرف عليك المقدم حسين أبو الليل الذي جاء مكان منهل السويد، منهل سويد اتصل بي وأخبرني قائلًا: سأصبح رئيس فرع الدوريات في الشام جاء نقلي. فانتقل منهل السويد استلم مكانه المقدم حسين أبو الليل وليس نائب رئيس فرع، وإنما سلموه رئيس قسم الإرهاب، حيث اخترعوا قسمًا جديدًا اسمه قسم الإرهاب، نحن كان اسمنا تابعًا لقسم الأحزاب، صرنا قسم الإرهاب تطورنا. فاتصل بي قلت له: خير، ماذا يريد؟ قال: يريد أن يتعرف عليك. قلت له: حسنًا. ذهبنا أنا عادة أتوقع توقعًا أن سببها الأحداث التي تحدث و[وقرأ] اسمي وهو يراجع الملفات والأضابير ووجد اسمي أنني آخذ موافقة لمدة سنة، فلماذا أنا آخدها لمدة سنة؟! لأنهم لم يكونوا يعطون موافقات يبدو لي ذلك والتحليل من عندي أن يكون هذا هو أحد الأسباب، وهو أحب أن يتواصل معنا، كانت موافقة على السفر موافقة لأننا نحن نأخذ إذن سفر مثلما قلت لكم، ونحن كل سفر نحتاج إلى موافقة لأننا ممنوعون من السفر، فنأخذ موافقة،أعطوني إياها لمدة سنة، وكل سنة تتجدد، منهم من يعطوه 3 أشهر، ومنهم من يعطونه شهرًا، ومنهم من يعطونه سفرًا بحسب..، فاتصل واتصلوا بي فذهبت إليه، أذكر أنه كان في تاريخ 5 آذار/ مارس والله أعلم هكذا كان التاريخ، وجلسنا عنده، وكان في زاوية الغرفة تلفزيون مثل تلفزيونات المخابرات الصغيرة وكانت فيه مظاهرات مصر، فكان حديثنا كله عن الربيع العربي، طبعًا لم يكن اسمه الربيع العربي، كان بالنسبة له: ما رأيك بالشيء الذي يحصل في الدول؟ انظر إلى مصر ماذا يحصل فيها من الفوضى والمظاهر التي قام بها الشعب على حكوماتهم، بصراحة أنا تحدثت معه بشجاعة، كان حاجز الخوف وشعورنا بالتغيير قريبًا، فقلت له: السبب هو الحكومات التي تضغط على الناس ضغط الناس ولّد انفجارًا، ونحن خائفون على سورية أيضًا أن يصير فيها.. لأن هناك ضغطًا، فلماذا لا تبدؤون قبل أن يصير شيء في بلادنا فنبدأ ونفتح للناس قليلًا؟! يعني مثلًا: أنا كلما أريد أن أسافر يجب أن آتي وآخذ موافقة سفر لماذا؟! قال لي: أعدك بأننا سنلغي منع السفر عنكم. وتحدثنا نصف ساعة تقريبًا وأكثر بالوضع العام وأنه يجب علينا أن نتدارك الوضع بهذا المعنى يعني.
وبعد ذلك يقول لي: في الحقيقة أريد أن أطلب منك طلبًا. قلت له: تفضل. نحن راصدون تحركًا للإخوان في تركيا فإذا اتصلوا بك ليتك تخبرنا. فقلت له: الإخوان يريدون أن يتصلوا بنا! قال: نعم. قلت له: لماذا يتصلون بنا؟! قال: إذن بمن يتصلون؟ قلت له: إذا اتصلوا بكل الناس لا يتصلون بنا. هو يتحدث بصفتنا سجناء تدمر المفرج عنهم والذين أخلي سبيلهم من تدمر، كان قد مضى 20 سنة على خروجنا من السجن، فقلت له: لماذا حتى يتصلوا بنا ؟! قال: إذن بمن سيتصلون؟ قلت له: يتصلون بكل الناس ما عدانا. قال: لماذا؟ قلت له: نحن كرت (بطاقة) محروق، لا أحد يتصل بنا، مستحيل أن يتصلوا؛ لأنكم تشكون بنا أنتم أول الناس، أنا الآن سأسألك يا سيادة المقدم، إضبارتي عندك في الأعلى منذ 20 سنة افتح لي إضبارتي ماذا لديك من ملاحظات عني؟ قال لي: شاهدت إضبارتك وليست عليك أي ملاحظة. 20 سنة لكن لماذا تتعاملون معنا كأننا.. كان هناك مساعد ومرة قال لي: أنتم اسمكم خلايا نائمة. قلت له: لماذا تتعاملون معنا كخلايا نائمة؟! تتعاملون معنا كأننا سكين بخاصرة البلد، هذه البلد بلدنا، نحن نريد الخير لها، ونريد مصلحة البلد، نحن لا نريد أن نؤذي بلدنا، لا نريد أن نضر بلدنا، هذه بلدنا في الآخر. قال: تمام(حسنًا)، صار القليل من المجاملات، وخرجت، في اليوم الثاني يتصل بي المساعد أبو حسين، يقول لي: أريد رقم هاتف مكتبك وجوالك وهاتف البيت وفهمك كفاية. [هكذا قال] بالضبط وبالحرف: فهمك كفاية. فأنا فهمت أنهم وضعوني تحت المراقبة، هذا الحدث الذي صار جعلني في الحقيقة أستمر في حمص لمدة 3 أو 4 سنين في نشاطي، يعني 3 سنوات حتى سنة 2014، يعني سنة ال11 و12 و13 إلى منتصف 2014 تقريبًا جعلني أستمر بنشاطي وبحذر وآخد بالي(منتبه) إلى أنني صرت مراقبًا منذ وقتها.
هنا الأحداث بدأت، والنظام بدأ يتلمس أنه ممكن أن يحدث شيء عنده، بدأت الأحداث، طبعًا كانت قد حصلت أحداث شباط في الشام لما خرجوا في الحريقة، وبدأت الأحداث تتوالى، كانوا قد بدؤوا لا أعرف إذا كان أثناء ذلك صارت كتابات درعا على الحيطان (الجدران)، فبدؤوا يشعرون بأن الأمور تفلت من بين أيديهم، في حمص في أيامها في باب سباع في تلك الفترات في باب السباع كان باب السباع متاخمًا لحي اسمه المريجة والمريجة متاخم لحارة العلوية النزهة، وسكان النزهة علويون المريجة سنة طبعًا وباب سباع، وكانوا ملتصقين ببعضهم، في شارع رئيسي في باب سباع يوجد لحامون (بائعين للحم) معروفون فمرة كان بهدف إما استفزاز الناس حيث اللحامون كلهم قبضايات وعالعريض (شجعان) تمر سيارات قادمة من عكرمة ومن نزهة ومن تلك المناطق يعني جيرانهم وكانوا شبابًا وبناتًا يجلسون على أبواب السيارات، يعني قد فتحوا الشبابيك، وجلسوا على الأبواب، وقاموا بحركات بأصابعهم لأهل الحارة، ومشوا في أول شارع باب سباع حتى آخره، وكانون اللحامون والناس الذين هناك من أصحاب المراجل وكلهم قبضايات، فاستفزوا الناس، فقالوا: إلى الآن وأنتم تسكتون عنهم! فيهجمون على السيارات ويضربونهم، فيهرب أولئك ولكن هنا بدأنا نفهم منها استفزازًا للناس وضغطًا على مشاعر الناس، بالنسبة للعلويين هل هو كان شعور تفوق عندهم وسيطرة وجاؤوا يستفزوا الناس ويهينونهم؟! ولو كان خوفًا منهم أن يقولوا لهم: نحن ندعس على رؤوسكن فمشاعر الداخل ماذا كانت بالنسبة لأبناء الطائفة والجيران الذين يعرفون بعضهم؟
هذه الأحداث بدأت تتكرر، في بداية الأحداث لو ذهبنا فإن صديقي طبيب أطفال اتصل به شخص وقال له: ابني مريض وأريد أن تأتي كي ترى ابني. فقال له: تعال أنا في المستشفى لتمر أنت. قال له: لا أ قدر أن أصل إلى المستشفى أنا عند بيتك واقف أنتظرك. قال له: حسنًا، ربع ساعة وسآتي. على اعتبار أنها حالة إسعافية والولد مريض وكذا، فرجع باتجاه بيته من أجل الذين ينتظرونه كي يذهب معهم إلى المريض، نزل من السيارة فإذا بهم يهجمون عليه ووضعوا في رأسه كيسًا وألقوه داخل "الفان" الأخضر، مشهور عندنا في حمص الفان الأخضر صار بعدها، الفان الأخضر هو فان تابع للجوية، صارت عمليات خطف متعددة، هذه كانت أول حالة خطف، اختطفوا الدكتور، فهو طبيب مشهور له اسمه في حمص فتعمل وقعًا عند الناس عندما يعلمون أنه اختُطف هكذا شخص، بدأ تخويف الناس، خطفوه ولم نعد نقدر أن نصل لأي خبر عن الدكتور، صارت هناك تواصلات وجهود، صارت محاولات كثيرة لنصل بالمال وقلنا: ماذا تريدون؟ بعد 40 يومًا قدرنا، يعني خلال فترة التفاوض معهم أخدوا 7 ملايين ليرة وسلمونا إياه، خرج الذي يفاوض هو الذي استلم الدكتور وجاء، في الحقيقة أنا أول شخص استقبلته وضممته وبقينا نبكي أنا وهو، يعني بكى بألم لأنه في الحقيقة منظره كان مثل شخص نُبش من قبره، كانت عينه.. وهنا محفور حفرًا في هذه المنطقة فوق أنفه، لماذا هذه هكذا؟ فيما بعد فهمنا أن وزنه ربما نقص... كان عظامًا، ثيابه رثة وحالته صعبة، قال لي: منذ أن وضعوا الكيس وقلبوا قميصه بهذا الشكل للأعلى عليه، وأحضروا كيسًا بعدها... المهم أنهم قلبوا قميصه أو "جاكيته" أو حتى كان قميصه الداخلي، ولفوا لاصقًا على رأسه، ولفوا لاصقًا عريضًا على وجهه وزيقوا على عينيه هكذا، ومنذ وقتها لم يُفك اللاصق من يوم أخدوه إلى الوقت الذي تركوه فيه،كانت 40 يومًا ومشدودة على أنفه، فحفر اللاصق على أنفه وحتى الآن تركت أثرًا على أنفه، أخذوه إلى بيت لا أعرف أين هو، ولكن مشوا فيه للخارج يبدو إلى ضيع حمص العلوية القريبة، أخذوه إلى هناك، وربطوه "بالبانيو" وربطوا يديه على صنبور "البانيو" وتركوه "بالبانيو" 40 يومًا "بالبانيو" وبقي قاعدًا في "البانيو" 40 يومًا، يدخلون عليه فيضربونه ويهينونه ويذلونه باسم من؟ باسم سني، أنتم السنة، فالحقيقة إذا كنتم تتذكرون تلك الأيام في البداية عندما تخرج مشاهد فيديوهات لعلوي يحرق لحية شيخ ويكلمه باللهجة العلوية ويقولون:" بدكين حرية بدكين حرية" ويرفسه، فواضح أنه كان هناك تأجيج للطائفة، وهناك من يسعى ليعمل تأجيجًا طائفيًا يفجر السنة تجاه العلوية، وفي نفس الوقت يخوّف العلويين بأن السنة يريدون إنهاءكم، فواضح تمامًا التأجيج الطائفي في تلك اللحظة.
أنا عندي صديق علوي قلت له: يا أبا فلان ماذا يحصل؟ "بدكين حرية" أنتم تتقصدون عرض الفيديوهات، يعني تلاحظ أن هذا الكلام بقدر ما هو موجه لنا هو موجه لكم؟! موجه لنا حتى نار الطائفية الذي في داخلنا وكل شيء معبأ من 30 سنة 40 سنة يتفجر عليكم الآن. وفي نفس الوقت أصبحت تخرج مقولات: "المسيحي على بيروت والعلوي على التابوت" من نشر ذلك الكلام، هذا كله ليس من عندنا، هذا كله كان في أيامها تأجيجًا؛ ليخاف العلويون كطائفة بأن السنة قادمون لقتلكم كي يتجمعوا على عائلة الأسد وعلى الطائفة التي كانت تحكم البلد، فهم يريدون رديفًا لها، لا يريدون العلويين أن يدخلوا مع الشعب الثائر؛ لأن هناك أشخاصًا فقراء منهم، وهناك أشخاص مضطهدون، وهناك أشخاص يعيشون في ضيعهم بفقرهم نفسه، هناك أشخاص يعيشون برواتبهم فليست كل الوظائف يستطيعون أن يقبضوا منها ويقدرون أن يرتشوا، هناك وظائف لا يستطيع أن يعيش منها، فكي يستثمروا الخلاف بأنه سني علوي فإذا صارت ثورة أو كانت في بداياتها وإرهاصاتها فالعملية لم تكن ثورة وهم يريدون حرية وليست هي ثورة شعب ضد الظلم، هي ضد الطائفة العلوية، فاجعل الطائفة العلوية تتماسك مع بعضها وتصير المشكلة في سورية بين السنة والعلوية.
طبعًا حادثة خطف الدكتور كانت على ما أذكر في بدايات شهر نيسان/أبريل ولكن كان قبلها حالات خطف قد وقعت، ولكن لا أتذكرها كثيرًا، أتذكر الدكتور لأنه كان قريبًا مني، الباقي كنت أسمع ولكن لا أعرف من الأشخاص وما هي حالات الخطف، فواضح أن هناك عملية تأجيج كانت في هذه المرحلة بحيث أن الأمور بدأت تنضج، والثورة يبدو أنها تدق الأبواب بعنف، بدأت الأحداث تتسارع في سورية بشكل عام، في شهر آذار/مارس سقط مبارك، بدأ الناس عندنا يُستفزون أكثر، بدأت بدرعا، في 18 آذار/ مارس كانت مظاهرة بدرعا، لم تكن هناك وسائل تواصل مثل الآن نسمع الأخبار بسرعة، ففي الحقيقة لم يكن أحد يجرؤ أن يكتب على "الفيسبوك" باسمه العادي، لم يكن هناك "واتس أب" أو ربما كانت بداياته، كانت وسائل الاتصال بعد فترة صرنا نتحدث على "السكايب" كان هو وسيلة الاتصال الآمنة بالنسبة لنا كانت تعتبر هي "سكايب"؛ لأننا نعرف أننا مراقبون مخترقون والذي يتكلم بكلمة على الهاتف كان يُمسك مباشرة، يعني أصدقاؤنا عندما تتصل [قناتي] الجزيرة والعربية وتحاول أن تحكي مع الناس فإن الذي حكى من هاتفه اعتقلوه مباشرة، فعندي أصدقاء اعتقلوهم لأنهم كان يتحدثون، في أيامها بدأت تأتي في وقتها أو بعدها بفترة هواتف الثريا، فالثريا في الحقيقة كانت "الآي دي" الخاصة به كلها موجودة، يحضرونها كلها من الإمارات فيُعرف من أي سطح كان الاتصال فيذهبون ويحضرونه مباشرة بعد المكالمة بساعات، كانوا قد اعتقلوا أشخاصًا، طبعًا هذه بعد فترة المظاهرات الأولى، يعني في شهر نيسان/ أبريل بدأت اعتقالات تحدث على خلفية التواصل، فالتواصل كان صعبًا، علمنا متأخرين بموضوع درعا، حتى صارت مظاهرة في حمص في 18 آذار أنا علمت بهذه الحقيقة في وقت متأخر، يعني جاؤوا وقالوا: هناك مظاهرة في جامع سيدي خالد، فخرج الناس ولكنها صغيرة وتفرقت بسرعة، أنا في الحقيقة لم أستطع أن أحضرها، ولكن بدأ الاستعداد للمظاهرة الحقيقية التي صارت في 25 آذار/ مارس، بدأ التحضير لتحدث مظاهرة بهذا الحجم الكبير، التي شاهدناها أنا حضرتها وكنت شاهد عيان على المظاهرة، في 25 آذار/مارس كنا متوقعين أن تصير مظاهرات، أنا صليت في الجامع الذي أصلي فيه عادة، خرجت ولكن لم تحدث فيه مظاهرة، فرجعت وكنا نقعد بعد الصلاة مع أصدقائي، فاتصلت بي والدتي اتصالًا بعد أن شاهدت على التلفزيون نحن لم نكن نشاهد التلفزيون، أمي كانت قد شاهدت على التلفزيون وكانت مسافرة أنه عُرضت مظاهرة، يبدو أن الجزيرة نقلت صورًا أو لا أعرف أي قناة أن هناك مظاهرة في حمص، فاتصلت والدتي وقالت لي: "برضاي عليك لا تطلع لا تطلع مظاهرة" فأنا قلت لأمي: أين المظاهرة؟ قالت: هنا على التلفزيون وضعوها. فقلت لها: حسنًا. فمباشرة- يعني بالإذن من أمي يعني- ركبت السيارة، وتوجهت مباشرة لمكان المظاهرة، كانت المظاهرة وشاهدتها على التلفزيون في وقتها عند الساعة، مباشرة خرجت باتجاه الساعة، تركت السيارة في مكان بعيد، ودخلت مباشرة باتجاه الساعة، وكان الحقيقة المشهد.. الناس كانوا يتجمعو ن وقتها، ومنهم الذين جاؤوا من مناطق حمص المختلفة، والذي جاؤوا من جامع سيدي خالد (مسجد الصحابي خالد بن الوليد- المحرر) لأنه كانت مظاهرة في جامع سيدي خالد كبيرة، وتفرقت، فتوجهوا باتجاه الساعة، والمناطق التي خرج فيها مظاهرات كانت هناك بداية مظاهرات في عدة مساجد، كانت تبدأ صغيرة، فبدؤوا يتوجهون باتجاه الساعة، ويبدو أنه كان هناك تحضير لنلتقي عند الساعة، هنا كان أحد قد حضر لأن هناك أشخاصًا من أماكن بعيدة اكتشفتها فيما بعد، لم أكن في الحقيقة في التحضير ولكنني كنت شاهد عيان، شاهدت في وقتها أنه كثر الناس وتجمع الناس، وبدأت المظاهرات في وقتها، الهتاف كان: "الشعب يريد إسقاط المحافظ" لم يكن هناك "إسقاط النظام" كان إسقاط المحافظ فقط لا غير على خلفية أن المحافظ كان يضغط على أهل حمص، وكان [مشروع] حلم حمص، وكان يريد أن يغير بهيكلية المدينة، وينقل مركز المدينة من مناطقنا باتجاه مناطق الأخرى، وهذا الشيء رفضوه، والمناطق الأخرى في الحقيقة هي باتجاه العلوية، كان يعمل مركز المدينة في أحيائهم، وينتقل مركز المدينة من عندنا، وقرأنا أن هناك محلات سيسكرها، ويريد أن يغلقها، ويريد هدمها، الهدم وسط المدينة إذا انهدم وسط المدينة فينتقل وسط المدينة لمركز آخر، وهذا ريثما يُعمر يكون الناس..، فصار هناك رفض كامل له من وجهاء حمص من تجار حمص من رجالات حمص كله رفض هذا الموضوع، فكان عندنا احتقان على المحافظ، المحافظ كان اسمه في تلك الأيام إياد غزال، لا أذكر في هذه الفترة هل تغير أم كان موجودًآ في وقتها حتمًا؟ بدأ الناس يتجمعون في هذه المنطقة عند الساعة، في الساعة والمركز كان ظهر الناس باتجاه البريد، من يعرف في حمص يعرف أن الساعة (ساعة حمص الجديدة أو ساعة كرجية كما يسميها أبناء حمص- المحرر) مركزها بالنصف باتجاهها يعني هي مركز عدة شوارع: شارع عبد المنعم رياض الذي يؤدي إلى نادي الضباط، شارع الدبلان، شارع عبد الحميد الدروبي يصل باتجاه هذا الشارع عريض أيضًا يأخذ باتجاه جامع دروبي ومركز...، يعني وسط المدينة هذه كلها وشارع هاشم الأتاسي هو السرايا فهذه عدة شوارع من هنا، والشارع الرئيسي أيضًا الذي جاء الناس منه هو من الساعة القديمة الذين يأتون من جامع سيدي خالد باتجاه الساعة القديمة باتجاه الساعة الجديدة، هنا كان التجمع، الناس كانوا عند الساعة واقفين ولكن ظهورهم للبريد، وبالتالي ظهر للجهة القادمة من الساعة القديمة وللذين جاؤوا من شارع عبد المنعم رياض والذين جاؤوا من شارع الدبلان، في حين شارع هاشم أتاسي وشارع عبد الحميد دروبي كانا ممتلئين بالمخابرات، سيارات الأمن كانت بالذات في شارع عبد الحميد، في شارع هاشم أتاسي يعني السرايا وعلى كتف السرايا كانت المخابرات هنا تملأ الشوارع، شاهدنا [سيارات] "بيجو 504" المعروفة الخاصة بالأمن وسيارات الشرطة موجودة، فهنا كانوا... في الحقيقة وقفت وموقفي كان في بناء هنا ما بين شارع الدبلان وشارع عبد الحميد دروبي اسمه بناء هاشم الأتاسي، أنا وقفت عند هذا البناء أتفرج على الناس، فوقع نظري مباشرة على الذي يعطي أوامر، كان المقدم حسين أبو الليل نفسه الذي كنت معه منذ عدة أيام، وكنت أشاهده، فجاءت عيني بعينه يعني شاهدته مباشرة بين الناس يعطي أوامر للعناصر الموجودين، وأول شيء بدؤوا به الغازات المسيلة للدموع، وبدأت هنا يعني كبرت وصار العدد بالآلاف يعني حوالي 4 ألاف أو5 آلاف شخص موجود في هذه المنطقة، عندما بدؤوا بالغازات المسيلة للدموع تفاجأنا بظهور كراتين (صناديق) أحضروها ويبدو أن هناك أشخاصًا من أهل بياضة ودير بعلبة أو كذا، نزلت كراتين الحجر، وبدؤوا يضربون على الأمن الحجارة، عندها أخرجوا مسدساتهم وصاروا يضربون بالهواء رصاصًا، وصرنا نسمع صوت الرصاص والذي كان يضرب هو الأمن، الأمن بدأ بإطلاق الرصاص مع المتظاهرين في الهواء للتخويف (طلقات تحذيرية)، في هذا اليوم لم يحدث إطلاق نار على الناس، هنا صار إطلاق وصاروا يضربون ونسمع صوت طقطقة عندما يضربون غازات مسيلة للدموع، الناس المتفجرون والمحتقنون أنزلوا الحجر، وبدؤوا يضربوا على الأمن، وهجموا عليهم، صار الهجوم مضادًا أن الناس هجموا باتجاه الأمن، فصارت المخابرات تهرب باتجاه شارع عبد الحميد دروبي وبشارع هاشم أتاسي صار الاتجاه... عفوًا نسيت نقطة أن أحكيها أنه هنا صارت اعتقالات، أنا كنت أشاهد كيف يدخل المخابرات يمسكون أحدًا من المتظاهرين ويزتوه (يلقونه) في السيارة وتمشي السيارة، وكل حين يعتقلون واحدًا تجدهم يحملونه من يديه وقدميه ويلقونه في البيجو، ويمشون به باتجاه فرعهم، الفروع كلها كانت: الأمن العسكري، أمن الدولة و الأمن السياسي، كل الفروع كانت موجودة، فكانت تحدث اعتقالات فضربوا غازات مسيل للدموع وهجموا وضربوا رصاصًا وأطلق الأمن نارًا بالهواء، المتظاهرون أنزلوا الحجر وبدؤوا يضربون على المخابرات حجارة، فيما بعد هجموا عليهم فهربت المخابرات، تفرقت المخابرات ولحق بهم الناس طبعًا لحقوا بهم باتجاه أنهم كانوا يضغطونهم، فأعادوا المناطق التي ضغطوهم عليها، يعني كان يضغطونهم باتجاه البريد وشارع عبد المنعم رياض، فهجموا عليهم وأرجعوهم للخلف باتجاه شارع عبد الحميد، وهرب الأمن في الحقيقة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/12/27
الموضوع الرئیس
النهج الطائفي لنظام الأسد الحراك السلمي في حمصكود الشهادة
SMI/OH/171-03/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
شباط- آذار/ 2011
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-ساحة الساعة الجديدةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
فرع الأمن العسكري في حمص 261
فرع الأمن السياسي في حمص
فرع أمن الدولة في حمص 318
فرع المخابرات الجوية في حمص / المنطقة الوسطى