الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توسع نطاق المظاهرات ومحاولة الاعتقال

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:53:05

بعد الأحداث التي يعني حركت العالم والتي حصلت في قرية البيضا على وجه التحديد لم تتوقف المظاهرات في مدينة بانياس، وكما قلت إن المدينة كانت تشهد ازديادًا في أعدادها في يوم الجمعة، سواء كان من شباب بانياس المدينة أو من القرى المحيطة وخاصة يعني شباب قرية البيضا الذين كان بعضهم ينزل إلى مدينة بانياس قبل صلاة الجمعة وبعضهم يبقى في القرية من أجل أن يقوموا أيضًا بمظاهرة، في بدايات الثورة كما قلنا الأجهزة الأمنية حاولت أن تمتص نقمة وغضب الناس بالأساليب الدبلوماسية إلا إنها يبدو لم تحقق أي نتيجة في هذا الأمر، فتواصلوا مع الكثير، حاولوا التواصل مع الشيخ أنس لكن كان أيضًا الشيخ أنس له موقف ثابت، تواصلوا معنا لم يستطيعوا أن يأخذوا ما يريدون، تواصلوا مع الكثير من الشباب ما استطاعوا، فكان التدخل المباشر الحقيقة تغير إذًا الأسلوب، علمًا أن الأسلوب الأول كان المراقبة من خلال التواصل أو من خلال التصوير لتلك الشخصيات التي كانت تحضر ويبدأو تسجيل أسماء من أجل اعتقالهم عند الفرصة المناسبة، فيما بعد صارت المداهمة الحقيقة، المداهمة لهذه المظاهرات سواء كان بالقرى أو حتى في المدينة وبالتالي أصبح دورنا دورًا آخر، أنا أتكلم عن نفسي وعن بعض الإخوة الذين كانوا أيضًا معي، يعني صار عندما تكون خطبة الجمعة أو بعد الانتهاء عندنا العشرات من المعتقلين، عندنا العشرات ما زلت أذكر العشرات من المعتقلين في كل جمعة، وبالتالي هؤلاء سيتم اعتقالهم وأخذهم إلى الأفرع وبالتالي هم أمام تعذيب مبرمج وممنهج، فكان لا بد من أن نتدخل في الوجه الدبلوماسي طبعًا بالتنسيق مع شباب الحراك، فكنت أنا الحقيقة كونه عندي تواصل مع المحافظ آنذاك فأتكلم، يقول تابع أنت شباب بلدك، فكنت أذهب إلى مدير المنطقة آنذاك وكان هو من السنة فكان يُحرَج وأحيانًا يمرر لي بعض الكلمات، إحدى المرات دخلت عليه بعد صلاة الجمعة وكان عندنا من الشباب المعتقلين في المدينة وفي القرى ربما حوالي 50 أخًا على الأقل، وجدته وضع يده على رأسه وهو شارد فقلت: ما بك يا أبا محمد؟ فقال: أنتم جماعة بانياس تريدونني أن أفقد صوابي، فقلت له: خيرًا ماذا هناك؟ فقال لي: يا أخي أنتم تخرجون مظاهرة، لكم الإعلام اخرجوا عشر دقائق صوروا وتحدثوا بما تشاؤون بعد ذلك فضوها، أما أن تقول لي ساعتين لا أنا أستطيع أن أدافع عنكم ولا أن أحمي أحدًا منكم ومن المعتقلين، قلت له، قال لي: هذا عمل والله غير مناسب أنتم تحرجوننا وتربكوننا نحن أمام الأفرع الأمنية وما بيدنا حيلة نهائيًا، فقلت له: يجب أن تصبر، قال لي: والله كنت توًا أجهز نفسي أنوي أن أكتب استقالتي أكتب ورقة استقالتي لأجل أن أنتهي من هذه النقطة، يعني أنا كنت أشاهد المظاهرات التي تعملونها لكن لا أملك الدفاع، طبعًا كان الرجل يتكلم معي الحقيقة ما في بيني وبينه أحد نهائيًا في هذا الكلام، طبعًا قلت له: الباقون الآن أين الذين تم اعتقالهم؟ قال لي: أخذوهن على الأفرع، فأذهب أنا الحقيقة أحيانًا إلى الأفرع التي أمون على رؤسائها خاصة كان أمن الدولة كان عميدًا، الحقيقة وقف معي مواقف كثيرة جدًا أخرجت ربما مئات من الشباب أقول له: هؤلاء نريدهم، طبعًا الأسماء التي كانت يعتقلوا كان الشباب يتواصلون معي مباشرة فكنا نخرجهم، هم يبدو لا يريدون أيضًا أن يوتروا الأمور فكانوا يعطوننا هذا الأمر، الحقيقة هذا الأمر ساعدنا كثيرًا في ثقة الناس بنا بهذا الأمر، ويدركون تمامًا الدور الذي كنا نقوم به، وكما قلت إن هذا الأمر أنا لم أكن أبوح به للكثير من الشباب لأنهم لا يملكون الوعي السياسي بشكل كبير، إما أن تأخذهم العاطفة أو إنهم لا يتحملون من القتل (التعذيب) الكثير بحيث إنهم يتكلمون عنك بسوء عن الدور الذي تقوم به، وبالتالي يتم اعتقالنا وخاصة بالنسبة لي وللإخوة الذين يشتغلون معنا نحن لنا وضع خاص من أيام الثمانينات، على كل حال أديرت المرحلة بشكل جيد لكن كانت تتصاعد الحقيقة المظاهرات بشكل كبير حتى بالهتافات، يعني حتى بهتافاتها ما زلت أتذكر مظاهرة وهذه في قرية البيضا، بعدما خطبت الجمعة صليتها وأصلي ركعتي السنة وإذا بالشباب يخرجون إلى الساحة فكان شعارهم آنذاك وهذا الأمر أعتقد كان بالشهر الأول أو الثاني أو الثالث كحد أعظمي من انطلاقة الثورة، يعني دعه يكن في شهر حزيران/ يونيو يعني بالشهر السادس تقريبًا، فإذا الشباب رفعوا صوتهم: "يلعن روحك يا حافظ" بصوت واحد وعالٍ جدًا، فأنا كنت أصلي الحقيقة ركعتي السنة البعدية، فيتواصل معي مباشرة بعض الشباب أن الحق الشباب في القرية لأنه ستأتي 30 سيارة أمن، وفعلًا نظرت هكذا من شباك الجامع، وإذا به فعلًا طابور كبير جدًا، طبعًا بين الجامع الذي نخطب به والساحة حوالي 300 م، يعني بعيدون قليلًا فأنا نظرت وخرجت مباشرة إلى الإذاعة وتكلمت بصوت عالٍ جدًا وسمع الجميع أن: على شباب القرية على شباب القرية لقد عبرتم عن مطالبكم بصورة حضارية رائعة جزاكم الله خيرًا، أرجو من الجميع فض المظاهرة الآن بعد أن أعلنتم عن مطالبكم وذهاب كل إلى بيته ثم أتبعتها طبعًا بعبارة وأطلب من عناصر الأمن والجيش أن هؤلاء الشباب هؤلاء أبناؤنا أرجو التعامل معهم بكل لباقة واحترام وأدب، ثم نزلت أنا ونزلت إلى الساحة فوجدت أحد الضباط وكان أعتقد من دير الزور كان رائدًا على ما أظن اسمه معن ما زلت أذكر اسمه معن فقلت له: الأمور جيدة، قال لي: وأنا عندي أيضا الأمور جيدة أرى شبابي كلهم الحقيقة بالسيارات ما تركت أحدًا ينزل من عناصر الأمن والشباب عندنا راحوا طبعًا انفضت الأمور الحمد لله ما كان عندنا أي خلل، لا يوجد أي اعتداء على شبابنا، لكن كانت الهتافات يبدو أخذت صدى أتفاجأ أن الهتافات وصلت إلى الفرع مباشرة، طُلِبتُ في المساء إلى الفرع وأنا الحقيقة كنت أذهب إلى الفرع وأحضر معي بعض الشباب المعتقلين يعني أحضر بالسيارة التي معي بعض الشباب الذين تم اعتقالهم، فطلب مني هذا العميد الذي حكيت لك عنه عميد أمن الدولة؛ وكان اسمه محمد زيتي على ما أظن، قال لي يعني الشيخ عمر ماذا جرى عندكم اليوم، قلت له: والله الشباب طلعوا مظاهرة وفضوها يعني طالبوا هكذا ببضع عبارات وفضوها، قال لي: كيف؟ قلت له: مثل كل مرة يعني يخرجون يضعون لهم بعض الشعارات وعشر دقائق ويذهبون، فهو طبعًا ذكر هنا كلمتين، قال لي: يعني مثلًا "يلعن روحك يا حافظ" هل هذه طريقة حضارية رائعة؟ طبعًا هو يذكرني أن هذه مما تكلمت أنا بها، فدليل أنها واصلة من بعض المخبرين، للأسف أنه ما زال من أبنائنا الكثير الذين ينقلون الأخبار، وهذا الحقيقة ما كان يدفعني لئلا أتكلم أمام أي أحد عما نقوم به، فأنا قلت له: طبعًا يا أبا العباس يعني أنت هؤلاء الشباب علينا أن نستوعبها يجب أن نسمع لهم، قال: ولكن ليس "يلعن روحك يا حافظ" يعني دعهم يتكلموا بعبارات مطالب جيدة أما عبارات مؤذية وكذا وتعرف هذا لا، قلت له: على كل حال ما في حرج إن شاء الله يعني الشباب يكونون على مستوى المرحلة.

طبعًا هذه واحدة منها أستغرب أنه أيضًا طلبني أحد الأفرع أيضًا على نفس الأمر يبدو أنه كان مثلما قلنا للأسف إن شبابنا قليلًا مخترقون، طبعًا بررت أنا هذا الأمر، هذه الأمور كانت كثيرة في كل أسبوع الحقيقة كنا نواجه الانتقادات والاعتقالات نخرج هؤلاء الشباب بأن هؤلاء يطالبون وتغلب عليهم العاطفة وهم مظلومون وهم كذا ويريدون الإصلاح، وبالتالي الدولة تسمع لهم ويجب كذا، والحقيقة نجحنا في إخراج المئات من الشباب فضلًا عن المئات الذين أخرجناهم من قرية البيضا (من الاعتقال من شباب قرية البيضا) أيضًا كان هذا الأمر بشكل كبير يعني أو أسبوعي، الحقيقة ما حصل معي في الفترة الأخيرة بشهر آب/ أغسطس طبعًا تعرف كان في رمضان، المظاهرات كانت تكثف وتكثف بعد صلاة العشاء بعد صلاة التراويح، لذلك كان الأمن السياسي والأمن العسكري يبعثون دوريات أحيانًا الأمن الجوي يبعثون دوريات مشتركة إلى المساجد بعد صلاة التراويح مباشرة، حتى يحاولوا قدر الإمكان ألا يصطدموا أو لا يدعوا المظاهرة تخرج، ما زلت أتذكر الحقيقة في 20 رمضان تمامًا كنت أنا أصلي التراويح في قرية البيضا وكان يخرج عندما ننتهي نلاحظ أن جماعة الأمن السياسي، وكان الرائد الذي يستلمه حمصيًا أتذكر حتى الآن، فكان الحقيقة يقعدهم كلهم ولا يدع أحدًا فكنا نأخذه لهذا [الرائد] نقدم له كأس شاي وينصرف هو وجماعته دون أن يحصل أي شيء، في يوم الجمعة هذا بالذات قبل صلاة التراويح، خطبت الجمعة أنا، والشباب عندنا الحقيقة كانوا صائمين كلهم فصار صِدام ما بينهم وبين الشبيحة وعناصر الأمن و[مكافحة] الشغب والكل الذين أتوا يعني دوريات مشتركة، فسبحان الله صارت المزاورة بينهم، شبابنا صائمون وما زالوا على وشك أن يخرجوا من الجامع، وأولئك واقفون يدخنون، يعني كان موقفًا استفزازيًا الحقيقة فلم يسكت لهم الشباب، فأحد الضباط حكى معي قال لي: لماذا الشباب هكذا منرفزون (غاضبون) قلت له: الحق عليكم، أنتم غير مناسب أن تقفوا وهؤلاء الشباب الآن صائمون وأنتم تدخنون، الأمر الثاني تزورونهم (تنظرون إليهم بتحدٍ)، فعلى أي أساس تزورون فيهم، يعني وبالتالي صار شيء من الصدام تجلى هذا الصدام الحقيقة أنا ما كنت منتبهًا لما نزلوا إلى الساحة، أنا أيضًا بينما أصلي هنا وإذا بهم نزلوا إلى الساحة، التي هي ساحة البيضا الكبيرة وإذا به حصل صدام فجاءت دوريات مشتركة من أكثر من ربما ألف عنصر، الساحة مليئة بشكل كبير جدًا وكأن الأمور محتدمة، طبعًا أنا زلت مباشرة فوجدت الضباط موجودين والعناصر والأمور قيامًا وقعودًا (على قدم وساق)، طبعًا هنا تكلم معي أحد الضباط أيضًا وهذا كان علويًا وحاقدًا، أنا أدركه تمامًا من خلال معرفتي به، تكلم وقال: لماذا جرى ذلك يا شيخ عمر؟ قلت له: من عناصرك، عناصرك كانوا غير لبقين الحقيقة في التعامل مع الشباب الصائمين، فتدخل أحد الشبيحة وكان أعتقد عمره فوق 50 - 55 سنة رجل كبير يبان عليه أنه متطوع أو شبيح يبدو، فتكلم بكلمات سيئة، قال: أنتم لا تستجيبون إلا بالرصّ (الشدة) يعني أنتم أهل البيضا المرة الماضية لما اقتحمنا عليكم وأهناكم لم تتعلموا الدرس، يعني تكلم طبعًا بكل صفاقة ووقاحة، فأنا لم أسكت له ورفعت صوتي عليه قلت له: أنت لو تحترم نفسك كنت التزمت الأدب وسكتّ، أنا  عندما أتكلم مع معلمك فاعتدل واقعد جانبًا، طبعًا تكلمت مع الرائد قلت له أن يرده ليمنعه فأبعده لكن حقده الدفين أعاده مرة ثانية، وقال: يبدو أنتم يجب أن نقتحم عليكم مرة ثانية، وعلت الأصوات الحقيقة بيني وبينهم وارتفع صوتي أنا عليهم يومها، طبعًا أنا أرفع صوتي عليهم لأنه الحقيقة الذي كان يدعمني هو العميد محمد زيتي الذي قلت لك إنه من أمن الدولة والمحافظ، يعني كانوا يتفهمون الوضع ويبدو هم يريدون التهدئة، فما كنت أخاف منهم بفضل الله سبحانه وتعالى، فقلت له: طالما أنك أنت "قبضاي" (شجاع) إلى هذا الحد -لهذا الشبيح وبصوت عالٍ طبعًا ومعي شبابنا من المتظاهرين الحقيقة قلت له- طالما أنت قبضاي إلى هذا الحد ووطني ما شاء الله عنك حسبما تتكلم، -قلت له- أنا سوف أحكي لك كلمتين ثلاث أمام معلمك، الآن قلت له: لا تظن نفسك أنك إنسان وطني أكثر مني، فلو هجمت إسرائيل على سورية سوف تجدني أنا موجودًا وأنت هارب، هذه نقطة؛ النقطة الثانية طالما أنك قبضاي لهذا الحد أنا سوف أنصحك نصيحة، اذهب إلى الجولان التي هي محتلة منذ 50 سنة، التي لا تتجرأ أن تذهب إليها، اذهب إلى الجولان ولا تأتِ إلى البيضا، البيضا اقتحمتموها وظلمتموها وفتشتموها وبارودة واحدة ما أخذتم منها (ما وجدتم فيها)، طبعًا صار هذا السجال بيني وبينه وعلت الأصوات بين بعضنا والشباب تكاثروا جنبي كلهم لكن هم كانوا يريدون تهدئة الأمر، الحقيقة وجد بالمظاهرة ضابط كان مستلمًا الجوية يراقب الأمور عن بعد فنادى لي وهو سني طبعًا هو من دير الزور، نادى لي قال لي: يا شيخ عمر ماذا هنالك؟ قلت له الأمر كيت وكيت وكيت هذا الذي يجري وللأسف إن الشبيحة لا يحترمون أحدًا ولا يقدرون أحدًا ولا يقدرون الناس، فقال لي: هل يوجد إمكانية أن أراك اليوم؟ قلت له: ما عندي حرج، بعد صلاة العشاء ألتقي بك بعد أن نصلي التراويح طبعًا.

حُلَّت الأمور الحقيقة لكن كان يوجد توتر كبير جدًا ما بيني وبينهم، بعد صلاة العشاء طبعًا كنا نصلي التراويح يومها، ما إن انتهينا من صلاة العشاء والتراويح وننوي الخروج وجدنا السياسية تمكث في الخارج مثلما ذكرت لك، هذا الضابط يقعدهم ويخرجون الشباب يعني وإذا بعشرات السيارات مدججة بالسلاح على باب المسجد وأتوا كلهم لاعتقالي، وخرطشوا مباشرة (لقموا الأسلحة) نزلوا من السيارات خرطشوا البواريد؛ أين الشيخ أين الشيخ أين الشيخ فكنت أنا موجودًا، [قلت:] خيرًا؟ قال: اطلع معنا، أطلع لا أطلع أطلع لا أطلع (جرى جدال بيننا) أنا لا أطلع معكم أنا آتي غدًا أراجع الفرع، أما معكم لا يمكن، أنا أعرف الحقيقة ما الذي سيحصل لأنني أعرف أنهم متوترون مني، أنا لما واجهتهم بقضية الجولان وما إليها يعني عرفت كيف صار التوتر، وتكلم معي أكثر من واحد أنه أنت كيف تتكلم هكذا يا عمر، قلت لهم: هذا واقع لكن على كل حال أخذت صدى كبيرًا جدًا الحقيقة، فصار الصدام ما بيني وبينهم، ونزلوا فتوجه إلي واحد هو ضابط طبعًا، قُتِل [بعدها] الحمد لله، كان عميدًا؛ هو العميد موسى حداد وكان يستلم الأمن العسكري في مدينة بانياس، فقال لي: اخرج عليك أن تخرج، قلت له: لن أخرج، بعد ذلك خرجت وقلت له: أما أنت العميد موسى فقال لي: أنا العميد موسى أقول لك اخرج، قلت له: خروج لن أخرج كلم معلمك وأنا غدًا أذهب عند معلمك.

طبعًا صار سجال بيني وبينه لما رأيتهم مصرين الحقيقة وأنهم آتون يبدو بوجه غير الـ [السابق] فقلت [لنفسي] يا ولد لا الأمر مختلف لا بد من الخروج، سلمت طبعًا يومها مفتاح التاكسي سيارتي (الخاصة) لأحد الإخوة الموجودين عندي وصعدت معهم بالسيارة، ما زلنا بالسيارة وإذا بالعميد الذي من الدير (دير الزور) كأنه كان خارجًا بعيدًا عنهم ولكنه يراقب الأمر، فتواصل مع عميد الأمن العسكري فقال له: الشيخ عمر يعتقلونه بهذه الطريقة وهذا الشيخ لا يصح أن يُعتقَل بهذه الطريقة، سبحان الله اتصل مباشرة وقال له: تتركونه الآن وغدًا يراجعنا، طبعًا كانت نكسة للعميد موسى ولذاك [الشبيح]، هنا صار سجال كبير بيني وبينهم قلت له: انظر؛ (افهم) علي؛ أنا أكلمك كعميد موسى، قلت له: أنت تعرف أنت وقاداتك أنني أنا لست معك، أنا إنسان من بانياس من قرية البيضا عندي مبدأ عندي هوية تعرف أنت أنا تاريخي ما هو، لكن إذا كنت تظن أنني أنا أعطيك أي ملاحظة تجعلك تمسكني من رقبتي فيها (تمكنك مني) فأنت مخطئ، لأنه طبعًا بعض من كانوا معه قالوا له: كان اليوم في خطبته الجمعة يهين الأمن ويتكلم، قلت لهم كلكم كاذبون، طبعًا أنا بفضل الله يعني كان عندي من الجرأة ما أتكلم به الكثير، فقلت له: أنا أتحداك أول الأمر لا أحد منكم يسنطيع أن يضع علي نقطة -وأنا كنت حريصًا حقيقة على الأمر السبب أنه أنت تسير في أمر معين، أنت صاحب هدف وقضية عليك أن تكملها للأخير، تستطيع أن تقدم ما تستطيع لأبنائك لأهل بلدك وبقدر الإمكان تكف شر هؤلاء المجرمين عنك- وبالتالي قلت لهم: أنتم لا يمكن لكم أن تضعوا علي أي نقطة، فأنا أولًا لست معكم وأنتم تعرفون أنني لست معكم لكن لا أسلمكم رقبتي بأي عبارة تستطيعون أن تسجلوها علي، طبعًا أمام هذه الواقعة الحقيقة في اليوم التالي أنا لم أذهب إلى الفرع وإنما تكلمت مع أحد الشباب الذي هو داخل بالفرع بشكل كبير جدًا فقال لي: لا تذهب حتى أروح أنا وأنت، لأن أمرك أعتقد صار خطيرًا نوعًا ما، طبعًا هذا كان تقريبًا آخر لقاء بيني وبينهم، هناك أمر الحقيقة كان أحيانًا يحدث عندي؛ كثير من الشباب الذين كان عليهم شبه معينة كانوا يأتون إلي حتى أرتب لهم الأمر وينتهوا منهم مثلًا أحد الشباب كان اسمه أعتقد اسمه محمد صباغ أو مصطفى الصباغ أستاذ رياضيات الآن أعتقد في الخارج، هو طبعًا خرج، فكان مكتوبًا فيه تقرير وتقرير كيدي، أصر أن يذهب معي وأن آخذه لأسوي له وضعه وأرتب له أموره لأنه أخ فعلًا طيب، والذي كتب فيه التقرير الكيدي أنا أعرفه للأسف إنه كان قريبًا منه وكان فيه تقرير فعلًا كيدي للرجل، ففعلًا أنا رتبت له هذا الأمر، آنذاك كان يستلم الأمن السياسي عميد، العميد يعني كان صريحًا معي، بعدما أنهيت له ملفه قلت له: هذا اعتبره عمر وبالتالي التقرير الكيدي الذي جاء فيه كله كذب واختلاق، ولذلك أريد أن تأتي به وسوف آخذه معي مباشرة، والحقيقة عمل له إضبارة (ملف التحقيق)، قال لي: فقط دعه يفتح له إضبارة ويحقق معه وينهي له ملفه وتأخده معك مباشرة، لكن ما أبداه لي وتكلم معي بصريح العبارة قال لي: يا شيخ عمر إضبارتك صارت جاهزة للاعتقال، هذا كان العميد، قلت له: طيب أنت مقتنع بهذا الكلام؟ قال لي: والله لست مقتنعًا لكن من يتكلم عليك ويكتب التقارير بما تقوم به من وجهين فهذا دليل أنك يبدو دورك سيأتي للاعتقال، إضبارتك صارت عندنا جاهزة، طبعًا عندما تكلم معي أنا هنا الحقيقة عرّفت اثنين عليه حتى يلعبوا نفس الدور، طبعًا أحدهما توفي رحمه الله بعد فترة ولعب دورًا جيدًا كان من بيت (عائلة) الشغري نقول له (ندعوه) حميّد رحمه الله، راح لعب دورًا جيدًا أيضًا يعني خدم الكثير من الشباب، هذه العبارات للأسف سمعتها من أكثر من شخص أيضًا، كان الضابط المسؤول عن الشرطة العسكرية، إحدى المرات أسر إلي بشيء معين أنه أنت لك خصوم يبدو في القرية أو في مدينة بانياس، قلت له: نعم لماذا؟ قال لي: انتبه لأنه الحقيقة يكتبون فيك تقارير أنك منافق، يعني تضحك على الأمن (تخدعهم)، طبعًا هو الحقيقة صدق في هذا الكلام لكن نحن ما كنت أنا وحدي، كنا نحن أربعة أو خمسة أشخاص، الحقيقة نعمل في قضية، يعني ما تستطيع أن تقدم لهؤلاء الشباب دون أن تلحق بهم الضرر مع دفع الأضرار من الفرق الأمنية، مما نجحنا أيضًا فيه الحقيقة أنه لما تم اقتحام القرية وتم اقتحام بعض المدن أو الأحياء من مدينة بانياس خاصة رأس النبع الذي جرى، سوف نتكلم غدًا عن المجزرة التي صارت أيضًا فيه، هنا أصيب بعض الشباب إصابات من جراء إطلاق الرصاص الكثيف من الشبيحة والأمن والجيش الذين هجموا على القرى والأحياء وبالتالي هؤلاء وضعوا في السجن وبالتالي لا يمكن الوصول إليهم، استطعنا أن نصل إليهم بفضل الله سبحانه وتعالى عن طريق علاقاتنا مع هؤلاء واستطعنا إخراجهم بفضل الله الحقيقة عندما أراجع كل هذه الأمور الآن أرى أن معية الله كانت تحفنا الحقيقة من كل جانب، أرى أن شباب بانياس كانوا شبابًا رجالًا شجعانًا فعلًا لا يهابون الموت، كانوا من أصحاب الكلمة والآراء أرى أن مشايخ بانياس الكبار من أصحاب الكلمة الحقيقة كانوا بكل معنى الكلمة خاصة الشيخ أنس واللفيف الذين كانوا بجانبه، أيضًا كانوا نساء بانياس ما شاء الله من صاحبات المواقف أيضًا التي كانت تدعم هؤلاء الشباب في حراكهم في إطعامهم في مدهم بكل المعلومات، كان رجال بانياس الكبار أيضًا كانوا معطائين في كل المجالات الحقيقة، كانت بانياس أقول إنها كانت في هذه المرحلة نجحت في مرحلة كبيرة جدًا، قد يكون أن حماسة الشباب سرعت في إنهاء الملف ملف المظاهرات علمًا أنه استمر لأكثر من سنة حتى مجزرة 2013 استمر لكن كان زخمه قليلًا بعدما يعني تدخل الجيش بعد فترة بسيطة عبر مفاوضات ما بينهما وما بين بعض شباب بانياس، لم أكن أنا معهم آنذاك الحقيقة لم أعرف كيف تم إدخال الجيش لكن اختلطت الأمور، لكن الحراك كان ما زال موجودًا وأخذ أمورًا جيدة جدًا، أقول باختصار أن ما مرت به بانياس كانت تجربة جيدة جدًا أعطت زخمًا للثورة خاصة أن بانياس محاطة بكم كبير جدًا من القرى العلوية ومحكومة بكم كبير جدًا أيضًا من الأجهزة القمعية ومن المخبرين سواء كان من أبناء السنة وسواء كان من الطائفة (العلوية) يعني الأمر مع كل هذا فقد تركت بصمتها الطيبة بما نستطيع أن نختصر أنها كانت فعلًا منبتًا للأبطال ومصنعًا للرجال تركت بصماتها، قدمت من الشهداء والمعتقلين أكثر من 350 معتقلًا هؤلاء الذين فُقِدوا الحقيقة، طبعًا ما تم اعتقالهم آلاف لكن هؤلاء فقدوا بالكامل دون أن يظهر لهم أي أثر دون أن يتكلم عنهم أي أثر الحقيقة وقع عليهم ظلم كبير جدًا أمام حوادث كانت الاعتقالات عشوائية لهؤلاء الشباب، والتي يمكن أن نتكلم عنها إن شاء الله في حلقات مقبلة بإذن الله.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/03/27

الموضوع الرئیس

ممارسات نظام الأسد في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/159-44/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

3-7/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة طرطوس-منطقة بانياسمحافظة طرطوس-البيضا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

الشرطة العسكرية - نظام

الشرطة العسكرية - نظام

فرع الأمن السياسي في بانياس

فرع الأمن السياسي في بانياس

الشهادات المرتبطة