الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التقارب بين درعا والسويداء ومحاولات نظام الأسد زرع الفتنة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:54:00

أنا كشخص عالق في ذهني بعض الصور الجميلة لحالة محافظتي درعا والسويداء ومازلت أذكر جيدًّا

الرحلات الطويلة على التركتور (الجرار الزراعي) والذي كنت أنا وإخوتي وبعض أقاربي وأصدقائي

نرافق أبي حين نخرج إلى الجبل إلى فوق، وأصدقاء أبي أبو نزيه وأبو كرم في مناطق متعددة من

السويداء نأتي على الجرار (التراكتور) نأتي بالعنب أو التفاح أو التين وأحيانًا كله مع بعضه ونأتي به

بقصد التجارة، وأبي يعمل ويذهب على التراكتور إلى السويداء ويأتي بكمية ويبيعها للناس في محافظة

درعا. وأولًا: كنا ندخل كأهل ونحن إذا دخلنا إليهم في أي لحظة على الفطور على الغداء صباحًا أو

مساءً أو دخلوا في أي لحظة إلينا كأننا داخلين إلى بيتنا أو بيوتهم، وعدم المؤاخذة في أغلب الأحيان مع

هؤلاء الناس (أصدقاء الوالد) كان حتى لا يوجد أحد يتحاشى أحدًا زلم [رجال] ونساء وخالتي أم كرم

وأم نزيه عندما نصل تجهز الفطور ولا تقصر ونذهب إلى الكرم وهذه كنت أستغربها لم أفهمها ولست

فاهمها [بشكل] صحيح، وشخص ذاهب يأتي بعنب أو تفاح أو تين وهو ذاهب بقصد التجارة ويعني

بقصد الربح والذي سيبيع رابح بعد ذلك، وبعد أن ننتهي ونكون مثلًا نريد 50 صندوق أو سحارة عنب

و50 سحارةً تزينهم وتدفع ثمنهم ويأتي صاحب الكرم بعدما ينتهي يأتي بـ 5 أو 6 -شيء كثير- ويضعه

فوق الكومة، وما هذه؟ يقول: هذه طعمة أو هدية والواحد إذا [أراد] 50 بوكسًا (صندوقًا) تعطيه بوكسًا

وليس 6 بوكسات وكان هذا يعطينا شعورًا إلى أي حد العلاقة قريبة من بعضها بين الناس، وحين ينتهي

الموسم لا تنتهي العلاقة في الشتوية هناك زيارة لهذا الطرف وهذا الطرف وكل شخص يجلب معه

أغراضه والبضاعة الموجودة لديه ومثلًا أبي يذهب إلى هناك يأخذ الحمص والفريكة والبرغل وأبو

نزيه أو أي احد من أصدقائه إذا أتوا وغيرهم يأتي معه الدبس والهدايا وكانت علاقةً حقيقةً راقيةً.

 وثانيًا أذكر جيدًا السويداء ودرعا لم نكن نشعر أنهما محافظتين منفصلتين فترى شباب درعا في كثير

من الأيام ونهاية الأسبوع [ونسألهم: إلى] أين أخي؟ والله خارجون نتعشى في السويداء وفلان الفلاني

لديه خطبة أو عرس أو فلان الفلاني آت من السفر، فنزويلا كانوا كثيرًا يسافرون [إليها] أو العكس من

ذلك، هذا كان منتشرًا، وتبادل الخبرات الثقافية وهذه الثقافة متشابهة بيننا وبينهم، فنرى بعض المطربين

الشعبيين يغنون في أفراح حوران، ودقيق المجوز الحوراني يذهب يعمل حفلات في السويداء وبين هذا

وذاك نرى أمور الامتزاج للناس العائشين في المحافظتين، أحيانًا النسب أو الشراكة التجارية أو

مشروع عملوه مع بعض، وهذا بطبيعة الحال الموجودة بين المحافظتين. وخلال الفترات الزمنية

اللاحقة وخاصةً أثناء النظام (قبل الثورة)، تلك العلاقة لم تكن تسر النظام وكان دومًا يؤججها في فتيل

من الأزمات والتوترات إما بين المحافظتين نفسهما أو لدى بعض المكونات في محافظة السويداء مثل

المشكلة التي حصلت بعد 2000 أظن في الـ 2005 ما بين البدو في المحافظة مع أهل المحافظة.

والنظام -نحن نعلم جيدًا- في تثبيت حكمه اعتمد على عدة عوامل يعني بالإضافة إلى أنه أتى بانقلاب

عسكري وسيطر على حركة المال (البرجوازية السورية) وعلاقته مع المؤسسة الدينية وتفاهماته مع

العدو الصهيوني، ولكن من تلك العوامل هو موضوع الأقليات وهو خاطبهم في خطاب تخويفي وهو

عمليًا غير موجود وغير حقيقي و"هؤلاء جماعة درعا سيأتون ليذبحوكم، وهؤلاء في عقيدتهم كذا كذا"،

والعكس صحيح يأتي يخوفنا من أهل السويداء "وأهل السويداء هؤلاء كذا وكذا، وقتل الرجل مثل شرب

المياه ولديكم ثارات معهم"، ويحاول أن يستحضر قصصًا من التاريخ حتى يقنعهم ويقول: يا أهل درعا

[أهل] السويداء أعداؤكم ويا أهل السويداء أهل درعا أعداؤكم. وأنا باعتقادي لعب هذه اللعبة ليس فقط

في المنطقة الجنوبية ففي كل منطقة من المناطق لديه موجودات تجعله يجعل تمثيليةً ما تجعل الناس

تخاف من بعضها وهذا مبدأ "فرق تسد" وتجعل الناس تخاف من بعضها ويعملون ببعضهم وينشغلون

عن الحكومة.

القضية الثانية بعد هذا الخطاب التخويفي، أنه أمام هذا التخويف [لسان حال النظام يقول:] مَن الجهة

القادرة على حمايتكم؟ أنا حاميكم وإذا لم تنخرطوا في برنامجي ومؤسساتي العسكرية والأمنية ولم

تتعاونوا معي في التقارير والإخباريات والتجسس فأنتم تفقدون خط الحماية والدفاع الذي أنا عملته نيابةً

عنكم، ومن أجل بين فترة وفترة أن يوقظ تلك المسألة: المسألة التخويفية والحماية كان يسعى لزرع

الفتنة بين المحافظتين بحوادث متكررة: واحد خُطف وطلبوا فديةً وصار مشكلة في السيرفيس (حافلة

صغيرة) واشتبكوا وقصص من هذا القبيل، والنظام يحاول تكبيرها ومن حسن الحظ لدينا ناس واعون

في المحافظتين وهذا الوعي متوارث نقله الأجداد إلى الأبناء ونحن يا جماعة أهل ونحن السهل والجبل

سهل وجبل حوران ونحن أبناء منطقة واحدة وبيننا تاريخ وعادات مشتركة وتقاليد مشتركة ونحن

نشارك بعضنا في الأفراح والأتراح والمناسبات الاجتماعية ونحن اليوم لا [نكاد] نذكر معركة تاريخية

إلا وكنا فيها شركاء ولا ملحمةً وحدثًا تاريخيًّا ضد الفرنسيين إلا وكنا شركاء، ومررنا في حوادث

كثيرة كان النظام يزرع الفتنة بيننا وكان أهل الوعي والرشد يحددون المشكلة ويحاصرونها ويحلونها،

فهذا الوعي المتوارث من الآباء إلى الأبناء كان عاملًا مساهمًا جدًا.

وثانيًا: كان لدينا من أبناء المحافظات ناس أهل حكمة ويعرفون مرمى النظام وترى النظام الذي زرعها

وهذه كفيلة في أن تطفئ أي نار وأي حريق من افتعال النظام والحمد لله اليوم عمري 44 أو 45 سنةً لا

أذكر على دورنا في الـ 4 عقود ونصف أن رأينا أي حوادث سواءً مناطقيةً أو عشائريةً أو جغرافيةً

طائفيةً في تلك المنطقة بين المحافظتين وحين اشتغلت الثورة النظام جن جنانه.

هذه المنطقة فيها تجربة سابقة فمنها انطلقت شرارة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي

والملك فيصل بعدما استلم سورية وأعلن المملكة السورية بعد الحرب العالمية الأولى والحلفاء أخلّوا

معه وبدؤوا في مضايقته ومحاصرته وطلبوا منه مغادرة دمشق، والرجل سيخرج جنوبًا فذهب إلى

حوران وهذا الأمر معروف وموثق تاريخيًّا وأهل حوران استقبلوه وقرروا أن يتمسكوا بمكتسبات

الثورة، ونحن خدعنا من قبل الحلفاء ولن نسمح لتلك المنطقة أن تكون منطقة احتلال وانتداب ونحن

يجب أن نحافظ على حدودنا ومؤسساتنا، واستقبلوا الملك فيصل وبقي لفترة وكانت بوادر تشكيل مجلس

قيادة الثورة ليحافظوا على مكتسبات الثورة ولا يقبلوا بأي إملاءات وخاصةً في تلك الأيام أتى إنذار

غورو والتهديد باجتياح دمشق، وهذا الموضوع وصل إلى الحلفاء وفرنسا في ذلك الحين وأرسلوا

رسائل واضحةً إلى الملك فيصل وحوران والملك فيصل: نحذرك من هذا الحراك في حوران ونطلب

منك المغادرة مباشرةً إلى الأردن إلى حيفا.

وثانيًا: بعض الشخصيات في حوران الشيء الذي تعملوه خطير ولا يجوز أن تقوموا بفتنة تهدد استقرار

الأوضاع في سورية وبعد ذلك فرضوا ضرائب باهظةً على الشعب السوري وكان لحوران ضرائب

باهظة نسبةً لعدد السكان، وكان المعروف كان الفرنسيون يرسلون دوريات كثيرةً منها دورية مشهورة

يقولون: قادتها سنغاليين وثبطها الثوار الحوارنة ومنعوها من الوصول إلى المحافظة، وبعدها اغتيال

رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى في خربة غزالة وإعدام عدة شباب بعدها لأنهم قاموا بهذا

الاغتيال، وفرضت فرنسا ضرائب جديدةً وزادت حملة الاعتقال والقمع وبعد ذلك تطور الأمر إلى

معارك ضد الفرنسيين والثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش ووحدة حال بين ثوار درعا

والسويداء، وتلك المنطقة لديها سجل أسود في ذاكرة النظام وأنَّ هؤلاء الجماعة إذا اتفقوا مع بعض

يخربون بيتي ويخربون الدنيا ويجب دومًا [أن] تكون خلافات بينهم ومشاكل ويأتي حافظ الأسد وبشار

الأسد بشكل المخلص يفك بينهم وعلى الأقل إذا لم أنجح في افتعال المشاكل أجعل المحافظتين يخافون

من بعض.

لذلك في بداية الثورة وربما أستحضر التاريخ وفي 14 أو 18 آذار (مارس) بدأت المظاهرات في درعا

وسأتكلم عن الإرهاصات ما قبل 18 آذار ولكن في 14 أبريل (نيسان) كان أول حراك رسمي في

محافظة السويداء، وكانت السيدة منتهى الأطرش تكلمت باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان ولامت

النظام في استهداف المدنيين والحصار الذي حصل ومنع وصول الحليب والغذاء والدواء إلى درعا.

وتحرك المحامون وصار حراك للمحامين في السويداء والمدرسين وبعد ذلك خرجت مظاهرات وهذا

الموضوع أشعل الخطوط الحمراء للنظام وأشعل المنطقة وأصبح الحراك امتد إلى اللاذقية ودوما

وبانياس وحمص، ومن ذلك الوقت أعتقد اللجنة الأمنية المركزية أو اللجان الأمنية الفرعية للنظام

رجعت وأخرجت ملف درعا والسويداء تحت المجهر بحيث يدرسون ما هي الأدوات الكفيلة حتى لا

تنخرط السويداء بشكل كامل.

 وثانيًا: يشعل نار فتنة بينهم حتى يحرف بوصلة الثورة، بأنَّ الثورة ليست ضد النظام وإنما هي حرب

أهلية بين مكونات المجتمع السوري، وأعتقد إلى حد كبير الوعي المتوارث ووجود أهل الحكمة والعقل

حال دون حدوث فتنة كبيرة بين المحافظتين لو عددنا خلال اليوم 10 سنوات سنجد عددًا ليس قليلًا من

الحالات حاول النظام أن يقوم بحرب بين المحافظتين ليس فقط فتنة عادية، وفي كل مرة من المرات لا

تتخيل حجم المبادرة والإقبال الذي يحصل بين أهل درعا والسويداء، حين تحصل أي مشكلة ترين الذين

في الداخل يتحركون في الخليج العربي في الكويت والسعودية والإمارات وقطر وحتى أهلنا في الجبل

الزعماء الروحيون وفي السويداء مثل النائب وليد جنبلاط يتحركون فورًا لأنهم يعرفون إذا الفتنة

اشتعلت سندفع الثمن والنظام هو المستفيد منها.

والنظام في الثورة وأنا أشهد على ذلك وكان معي بعض المعتقلين من محافظة السويداء وكان يصب

عليهم جام غضبه وطبعًا هو غاضب على الكل ولكن القصد هو يعتقد أن تلك المجموعات معه فكيف

تكون ضده! لذلك يصب عليهم جزءًا كبيرًا من التعذيب داخل السجون، وإضافةً لذلك سعى النظام

لتفعيل أجهزته الأمنية وتشكيل عصابات رديفة من أهل المنطقة ودومًا يقومون بأحداث تشغل الناس عن

الحراك الثوري العام فكنا نرى سرقات وقتل وقطع أعناق وطبعًا من البداية تبنى النظام الخطاب

الطائفي التحريضي في السويداء وخوّفهم [على أساس أن المتظاهرين] هم أشخاص تكفيريون وقاعدة

وليسوا دعاة حرية وكرامة أو ديمقراطية كما يقولون، والهدف هو أن يبقي السويداء دائما على الهامش،

بعيدًا عن الحراك، إضافةً إلى ذلك وهو مبني على بعض معلومات وليس اعتقاد بأنَّ النظام في بداية

الثورة كان يعتمد على أن يأتي قطعان كبيرة من أبناء السويداء يكونون مسؤولون عن مكافحة ما يسميه

هو الإرهاب والشغب في محافظة درعا، في الأيام أو في الأسابيع والأشهر الأولى كان فعلًا البعض

يتحدث أنَّ أهل السويداء الذين نعتبرهم أنهم معنا ويعملون حراكًا ويقومون بالثورة هم المسؤولون عن

مواجهتنا في درعا، وأنا باعتقادي من الظلم اعتبار أهل السويداء [يتحملون] هذه المسؤولية، كذلك هم

أشخاص منتفعين ناس من الحلقات الضيقة للنظام ومثل ما النظام لديه من كل الطوائف والأديان هو

استخدم تلك الجماعة لديه في السويداء ليعطي هذا الانطباع لباقي المحافظات، وباعتقادي أن النظام لم

يفشل في محاولة تجنيب الانخراط الفاعل في الثورة السورية ونذكر جميعًا ما حصل مع رجال الكرامة

والاغتيالات التي قام بها النظام حين تشكلت مجموعة من المحامين والمدرسين ومن فعاليات الحراك

المدني الثوري أو الناشطين العاديين أو مشايخ الكرامة تبنوا خطابًا واضحًا مع الثورة السورية وطالبوا

بمطالب الشعب السوري ودعموا الحراك لأهلهم وجيرانهم في درعا والنظام جُن جنونه ومباشرة بدأ

مواجهة هذه الحركة التي بدأت تتصاعد وتتزايد تدريجيًا من خلال اغتيالات منظمة وهجوم ومحاولات

استقطاب بعض الشخصيات من خلال إما التهديد في القتل أو الترغيب أو من خلال تخويفهم من

الحراك الموجود في مناطق أخرى.

ولا ننسى الفاجعة الكبرى التي حلت بأهلنا في السويداء حين استيقظوا على قطعان من "داعش"

يهاجمون بعض القرى في شمال وشمال شرق المحافظة وقتلوا عددًا كبيرًا وجرحوا عددًا أكبر واعتقلوا

من الناس وهذه منظمة ومخطط لها من النظام، هذا النظام الذي سعى لتهجير "داعش" وتمركزهم في

مناطق معينة ليكونوا قادرين على مهاجمة أهل السويداء لأنه شعر بحراك غير طبيعي متزايد في

السويداء فحاول السيطرة على المحافظة وتخويفهم من خلال هذه الأزمة، ولكن أهلنا في السويداء كانوا

واعيين وعلى الأقل الشخصيات الهامة الموجودة في السويداء كانت تعرف أنها ألاعيب النظام وهو

الذي سهل مرورهم إلى تلك المنطقة وعبر مفاوضات وحتى وفي فترة من الفترات حاول النظام أن

يخلي المحافظة من السنة.

أهل السويداء يمكن تقسيمهم بقصد البحث إلى 3 أقسام: القسم الأول: لم يتردد عن المشاركة في الثورة

السورية من بدايتها في كل المجالات سواءً عسكريةً أو حقوقيةً إنسانيةً أو سياسيةً ومَن من أهل درعا أو

من أهل سورية يستطيع أن ينسى خلدون زين الدين؟ وهو ضابط منشق وانشق عن النظام وانضم إلى

الجيش الحر حين كان تشكيله ضرورة وشارك مع فصائل الجيش الحر في درعا في المعارك ضد

النظام معارك الدفاع عن النفس وتزوج من أبناء المحافظة وقضى شهيدًا في تلك المعركة الخالدة ضد

هذا النظام المجرم وله أخته وأقاربه موجودون، وعدد من أهلنا في السويداء من شارك وقسم منهم شكل

فصائل داخل السويداء وضباط منشقون عن النظام من السويداء شاركوا في العمل مع تلك الفصائل إما

بشكل مباشر أو كممثلين سياسيين أو منسقين مع غرف الدعم التي تشكلت لاحقًا. والبيانات أو

المظاهرات التي شوهدت في المحافظة في أكثر من مكان وأكثر من مرة وهذه المطالب لا تعبر عن

مطالب خاصة تخص السويداء وإنما مطالب عموم السوريين مشابهة تمامًا لما حصل في درعا وحركة

الكرامة واستهداف الشهيد وحيد بلعوس في عملية اغتيال مدانة من النظام وهناك أمثلة يمكن طرحها في

هذا المجال وهذا في القسم الأول.

والقسم الثاني المرتبط مع النظام أصلًا أو الذي ارتبط بمصالح معينة إما كانت أموالًا ونحن نعرف

النظام صار يعمل ميليشيات رديفةً ويأتي ناس غالبًا عاطلون عن العمل ويعطيهم رواتب للانخراط معه

في حركة قمع الاحتجاجات والمظاهرات التي خرجت في سورية أو من أجل بعض الامتيازات الأمنية

التي تُعطى وتُمنح لهؤلاء الأشخاص أو الارتباط مع النظام في مصالح أمنية وحزبية، وحتى السويداء

نعرف أصبحت مركزًا للحزب السوري القومي الاجتماعي وهناك أحزاب شُكلت بغاية تهدئة المحافظة

ومواجهة أي احتجاجات فيها ودائمٍا خلق حوادث أمنية لنقُل مقلقة للأهالي، ويشغلونهم في الانخراط بأي

حراك أوسع من جرائم إلى ابتزاز إلى قتل إلى خطف، وإحداث نوع من الفتنة بين السويداء ودرعا

وهذا قسم. وأسمع كثيرًا من زملائنا من محافظة السويداء انخرطوا معنا في الحراك السياسي الثوري

ونذكر الأستاذ يحيى قضماني والذي كان نائب رئيس هيئة المفاوضات والأستاذة أليس مفرج من هيئة

التنسيق والدكتور يحيى العريضي والذي كان عميد كلية الإعلام وكان مشاركًا مع النظام في مفاوضات

طويلة مع الاحتلال الصهيوني وشخصيات أخرى من السويداء شاركت معنا في هذا النضال السياسي

وكنا نسمع منهم أدق التفاصيل في تلك الألاعيب الخبيثة التي يقوم بها النظام مع الجماعات الذين هم

أصلاً مرتبطين به أو التي جندها لاحقًا لمواجهة هذا الحراك.

وهناك قسم ثالث وهذا لا يُستهان به وهذا القسم ظهر فيه بعض التحركات بعد التململات الشديدة التي

حصلت، وبعدما رأوا أن النظام قتل كثيرًا من السوريين والمسألة السورية لم تُحل كما وعدهم النظام،

وأن "داعش" أصبحت تدخل إلى السويداء وسورية أصبحت دولةً مقاطعةً من كل دول العالم وتدهور

الوضع المعيشي وإلى آخره فهذا القسم الثالث هو القسم الذي عنده مطالب، أو هو الذي يؤمن بمطالب

أهل درعا المحقة ولكن لم يكن يمتلك الشجاعة ليتحرك كما تحرك السوريون.

وهؤلاء المظاهر الثلاثة إذا خلطناهم مع بعضهم، تظهر معنا الخلاصة بأن الحراك في السويداء لم يكن

بالمستوى المأمول وهذا شكل خيبة أمل باعتقادي لكل السوريين وليس فقط لأهل درعا وهناك نوع من

أنواع العتب توجه دومًا أن الثورة لم تستمر سنة أو سنتين لتختلط الصورة لكم والثورة لها 11 سنةً

وحين نتكلم عن مليون شهيد وتصدر تقارير أممية عن حالات تعذيب حتى الموت، ألم تروا الهجوم

الكيماوي على الغوطة؟ والغوطة ليست بعيدةً عن السويداء فهل إبقاء المحافظة عمومًا على موضع

الحياد..؟ وهذا موقف العتب هو العام ولكن الموقف الخاص يبقى موجودًا في المحافظة هو تقدير

للشخصيات السياسية والعسكرية التي شاركت في الثورة السورية وجميعنا يعلم أنَّ إحدى النقاط

التفاوضية التي بقيت موجودةً ما بين النظام وأهلنا في السويداء هو مطالبة النظام لعشرات الألاف من

الذكور بشكل أساسي المطلوبين للخدمة العسكرية سواءً الخدمة العسكرية أو الاحتياط بأن يلتحقوا في

هذه الخدمة وخاصةً في الفترات التي النظام فقد كثيرًا من قواه البشرية وفقد الكثير من الأراضي

السورية وكان يضغط على أهالي السويداء ليلحقوا بالمؤسسة العسكرية وجل أهل السويداء وخاصةً

الذين هم من الفئة الأولى ضد النظام أو الفئة الثانية ولكن تحمل مطالب السوريين ولكنها لم تقف علنًا

ضد النظام رفضوا أن يسمحوا لأبنائهم الانخراط في مؤسسات النظام العسكرية أو الأمنية، أما القسم

الآخر الذي هو مرتبط بالنظام كليًّا أرسل أبناءه لقتل السوريين حتى قبل أن يطلب منهم وذلك هذه

النقطة تُسجل لأهلنا في السويداء على الرغم من أن الموقف العام والخلاصة تقول بأن محافظة السويداء

انخرطت جزئيًّا في الحراك الثوري ولكن ليس بشكل كامل ويمكن يكون لأهلنا في السويداء مبررات،

ولكن أعتقد أن الشعب السوري بكل مكوناته ومناطقه وأديانه وطوائفه كان الأسلم لهم جميعًا أن

يشاركوا من البداية في الثورة السورية وكنا تخلصنا من النظام أسرع وحجم التضحيات التي قدمناها

أقل من ذلك بكثير وموقع سورية في مكانها وزمانها وحاضرتها في المحيط العربي وإقليمها العربي

والمجتمع الدولي كانت أفضل بكثير وخاصةً المطالب التي دفع لأجلها كل هذا الثمن هذه الحرية لكل

السوريين وليست لحمص ودرعا وحلب هذه الحرية للسويداء ولكل المحافظات والكرامة والمواطنة

كانت مصلحة للجميع.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

ممارسات نظام الأسد في سوريةتاريخ العلاقة بين درعا والسويداء

كود الشهادة

SMI/OH/130-06/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-خربة غزالةمحافظة درعا-محافظة درعامحافظة السويداء-محافظة السويداء

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 1

الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 1

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الحزب السوري القومي الاجتماعي

الحزب السوري القومي الاجتماعي

المنظمة السورية لحقوق الإنسان سواسية

المنظمة السورية لحقوق الإنسان سواسية

الشهادات المرتبطة