حرمان مناطق الثورة من الخدمات التعليمية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:15:14:20
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الحقيقة أن العاملين في الحقل التربوي والتعليمي من المعلمين والمدرسين شأنهم كشأن باقي العاملين في باقي القطاع الدولي، لكن العاملين في هذا الحقل التعليمي هم الأكثر عددًا، بالنسبة للموظفين الموجودين في الدولة أكثر عدد موجود من الموظفين أو النسبة الأكبر هي في الحقل التربوي والتعليمي طبعًا كموظفين مدنيين بعد الجيش، وأيضًا المعلم هو الموظف الذي قد يكون هو الأشد أو الأكثر معاناة فالراتب قليل، والمعلم يعمل بإخلاص، الموظفون في باقي الدوائر قد يستفيدون من خلال وظائفهم طبعًا كان هناك غض نظر عن الرشاوى أو غير ذلك، أما بالنسبة للمعلمين فالمعلم يذهب إلى المدرسة يعلم هؤلاء الأبناء، ومعظم المعلمين يعمل في بيئته أو في منطقته أو في قريته، وبالتالي ليس عنده غير موضوع راتبه الذي هو من الممكن أن يستخدمه، فمن باب أولى المعلم أن يكون هو أول المشاركين في الحراك الثوري كونه واقع عليه الضيم أو الظلم أو العبء الأكبر.
الأمر الآخر أن هذا المعلم يملك فكرًا مستنيرًا، هذا المعلم يملك روحًا تُبث في الأجيال القادمة، يستطيع أن يغير من خلال هذه الأجيال، الأمر الأهم من ذلك والذي أنا انتبهت له من بداية الثورة أن أي مدير مدرسة موجود في أي مدينة لديه على الأقل 200 أو 300 طالب، أنا كان عندي في المدرسة 800 طالب أستطيع مثلًا بإيعاز واحد أن أُخرج 800 طالب إلى الشارع ويهتفون للحرية يهتفون في المظاهرة، يعني بشخص واحد تستطيع أن تجلب معه 800 شخص؛ وبالتالي الحراك الثوري في المجال التربوي التعليمي مهم جدًا لهذه الأسباب التي ذكرتها.
الحقيقة أنتم تعلمون كل من يشارك في حراك ثوري أو وقوف في وجه النظام حتى لو بالرأي يُطلب إلى النظام، لا حقنا النظام نحن مجموعة من المعلمين والمدرسين بملاحقات أمنية، من الزملاء من اعتقل وغيب في السجون، ومنهم من استشهد ومنهم من عُذب وأُخرج فيما بعد من السجن، نحن الذين لم يستطع أن يقبض علينا النظام، لم يجد وسيلة لمعاقبتنا و الانقضاض علينا سوى استهدافنا بقرارات الفصل، الحقيقة أن قرارات الفصل هذه صدرت من رأس هرم المؤسسة التنفيذية الموجودة عند النظام، وهي ليست المؤسسة السياسية المتمثلة برئيس الجمهورية إنما متمثلة برئيس مجلس الوزراء، صدر قرار يعني أنا حتى الآن عندما أقرأ هذا القرار أشعر بأنني أريد أن أضحك أو أحزن لا أدري، الحقيقة هو محطة فخر لنا نحن من طالنا قرار الفصل، وكُتبت حيثيات القرار فيها ويعرج على قانون الإرهاب أو على قانون الطوارئ، ويمر يقول: يُفصل أو يُطرد من الخدمة كل من السادة... يعني كيف تطردنا من الخدمة وتجعلنا أسيادًا فلان وفلان وفلان وهناك الحق التربوي والتعليمي، قرارات الفصل بدأت من 6 كانون الأول/ ديسمبر أو 8 كانون الأول/ديسمبر في عام 2011 وأنت ماشي(واستمرت) لمنتصف العام الذي بعده، صدرت ثلاثة قرارات فصل من رئاسة مجلس الوزراء النظام، وهي موجودة وموثقة حتى أنها موجودة على الإنترنت باستطاعة أي شخص العودة إليها وموجودة الأسماء فيها؛ طرد من الخدمة مع منع أي حق في طلب التعويض أو طلب التقاعد أو طلب حتى الأموال التي كانت تؤخذ من رواتبنا، وتوضع في صناديق تكافل أو في صندوق المعونة المشتركة أو المعونة الفورية ممنوعة؛ وبالتالي يعني هناك قسم من المدرسين شعر بالحزن[وقال]: كان عندي باب أستطيع أن أقتات منه وانقطع هذا الباب. أنا بالنسبة إلي والله أعتبر هذا القرار وهناك الكثير من زملائي مثلي القرار محط فخر لنا لأن هذا دليل وشاهد على أننا استهدفنا من النظام على الأقل بالفصل، وبالمقابل كان رد فعل عندي أني أصدرت بيانًا لمجموعة من الزملاء الموجودين معنا أننا إذا أردنا أن نستجيب لهذا القرار فنحن نؤمن حقيقة بوجود النظام، ونحن نقول: إن هذا النظام موجود وما زال يقودنا. نحن نقول: إن هذا النظام قد زال مع صرخة أول طفل نادى بالحرية من أطفال درعا مع أول قطرة دم أريقت في هذه الثورة سقط النظام، يُعتبر النظام الذي يقتل شعبه هونظام ساقط أو نظام غير موجود هو عدو وليس نظام يمثل هذا الشعب؛ وبالتالي كان علينا أخذ القرار بالاستمرار في العمل، أنا كمدير مدرسة إذا أردت أن أقول: أنا في منطقة ثورية منطقة يحكمها النظام، لكن إذا أردت أن أنقطع عن الدراسة وعن المدرسة فأنا استجبت لقرارات النظام، وبالتالي النظام موجود لا أنا سأستمر في العمل، علمًا بأن النظام قام بتعيين مديرين أو أساتذة بدل الذين تم فصلهم، لكن قلنا: اذهب إلى المدرسة أنت وأشعر الآخرين بأننا كثوار موجودون في هذه المدارس وبالمقابل نستطيع أن نقرر، وأن هذه الأرض لنا وليست للنظام، ولا نستجيب لقرارات النظام؛ كي لا نعطل عمل التربية والتعليم، فأنا جاء مدير بدلًا عني في المدرسة فلا مشكلة، يمارس أعمالًا كمدير و كتواصل مع أجهزة أو مع دوائر النظام من أجل تسيير أمور الزملاء الباقين والطلاب الموجودين، لكن أنا موجود في المدرسة وأستطيع أن أقرر في هذه المدرسة، ولا أتدخل أو لا أقرر قرارًا يعطل سير العمل التربوي والتعليمي حفاظا على أبنائنا وزملائنا.
بعد ذلك اجتمعنا نحن مجموعة من المعلمين والمدرسين ونريد أن نُسمع صوتنا، ونريد أن نجتمع في دائرة ما في مسمى ما فقرر تشكيل هيئة أسميناها هيئة المعلمين الأحرار أو هيئة المدرسين الأحرار، كان الاجتماع في نهاية الشهر شهر كانون الأول/ ديسمبر وبداية شهر كانون الثاني/يناير في نهاية 2011 وبداية 2012، يعني لا أذكر التاريخ بدقة، لكن هو كان في نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر بهذه الهيئة فقط قالت: نحن تجمع من المدرسين والمعلمين العاملين في مديريات التربية، استهدفنا النظام بقرار فصل، نحن جمعنا أنفسنا في هذا التجمع أسميناه المدرسين الأحرار ومهمته الدفاع عن المعلم أو المدرس، وإسماع الصوت للمنظمات الدولية والإنسانية بأن هذا القطاع الإنساني بامتياز يتم استهدافه بشكل سياسي محض، والاستهداف بكل أسف كان بكل دناءة بموضوع الوظيفة التي هي في الأصل عقد بين متعاقدين، فأنا خضعت لمسابقة ونجحت، وأحمل أوراقًا رسمية، والجهة التي أعمل لديها جهة مدنية ما علاقتها بالجهة العسكرية أو بالجهة الأمنية لتقوم بقرار الفصل؟! هذا التجمع يعني كان تجمع نقابة فقط وتجمع هيئة تمثل هذه الشريحة من المعلمين والمدرسين، الحقيقة تابع النظام في استهدافه للعملية التربوية والتعليمية، وأنا أؤكد أن النظام يعني استهدف العمل التربوي والتعليمي من عدة اتجاهات، سآتي على هذه الاتجاهات بالتفصيل؛ لأبين لك أن النظام كان يقصد قطع العمل التربوي والتعليمي من المناطق الثائرة أو المناطق التي كان يعتبرها متمردة عليه أو على حكمه، فأول شيء يعني لما فُصلت مجموعة من المدرسين بعض المدارس أُفرغت من المعلمين أو المدرسين نهائيًا، عندنا أمثلة على ذلك: قرى في منطقة جبل الزاوية لم يعد في المدرسة سوى معلم واحد أو مدرس واحد والباقي فُصل، وبالتالي لا يوجد كادر تربوي وتعليمي يرتاد هذه المدارس.
الأمر الآخر عندما لاحق المدرسين بالاعتقال أو بالملاحقة أو المطاردة اضطر بعض المدرسين للهروب من مدارسهم وترك هذه المدارس فارغة، الأمر الأهم من ذلك والأشد من ذلك أن قوات النظام سواء العسكرية أو الأمنية كانت عندما تقتحم منطقة ما فإنه يوجد في هذه المنطقة مبان كثيرة وخاصة المباني التي تعود إلى الشرطة أو التي تعود إلى الخدمات أو التي تعود إلى الزراعة أو مبان حكومية كثيرة ومنها البلدية، البلدية التي هي مجلس محلي تعتبر، يعني المكان الذي يمثل هذه المنطقة أو يحكم هذه المنطقة، كان يترك كل هذه المناطق ويتوجه إلى المدرسة، يعمل من المدارس ثكنات عسكرية لعسكره ولشبيحته كان الذين يحضرون إلى المدرسة أول شيء يقومون به هو تكسير أثاث المدرسة وكل ماهو موجود في هذه المدرسة من وسائل تعليمية أو من لوحات أو من مقتنيات، الشيء الثاني أنا رأيتهم بأم عيني، وجدت المقاعد خلفهم، قاموا بسحب الأخشاب الموجودة على المقاعد وحرقها، حرقها إما لتدفئة وإما حرقها من أجل التخريب وترك الهياكل المعدنية موجودة، ناهيك عن أنا ساحات المدارس تحولت إلى تجمع للدبابات والمجنزرات الموجودة في هذه المنطقة، هذا أيضًا استهداف ثالث لهذه المناطق التي يعتبرها النظام خارجة عن نطاق سيطرته.
الأمر الأخير وهو ليس الأخير، وإنما الأمر الأشد من ذلك هو استهداف هذه المدارس بالصواريخ وبالطائرات، ولدينا أمثلة كثيرة جدًا، أنا يعني أذكر أنه كانت آخر إحصائية عندنا 253 مدرسة كانت مدمرة بشكل كامل خارجة عن الخدمة فقط في محافظة إدلب ناهيك عن الأضرار التي لم تغادر المدرسة إلا وقد أصيبت ببعض الأضرار من قصف بصاروخ أو غير ذلك أو طائرة، هذه الاستهدافات أيضًا من هذه الاستهدافات قصف المناطق المأهولة بالسكان أدى بالأهالي إلى النزوح إلى أماكن أخرى؛ وبالتالي ذهب الطلاب الموجودون في هذه المدارس إلى مدارس أخرى، وتأخرت عملية تسجيلهم في المدارس؛ لأنهم لم يكونوا قد استقروا، هل يستقرون في هذه المنطقة أو ينتقلون إلى منطقة أخرى؟ وبالتالي هذه الاستهدافات الكثيرة تدل على أن النظام كان يقصد استهداف العمل التربوي والتعليمي بحرمان هذه المناطق منه وتجهيل أهلها.
الاستهداف الأخير أننا في العام 2012 تمامًا كانت آخر دورة امتحانية لامتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية قُدمت في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، وأصبحت محررة ومنها مدينة معرة النعمان، أنا كنت كما ذكرت لكم مدير مدرسة في معرة النعمان أذكر أن المدرسة كانت عبارة عن مركز امتحاني، مركز سعود كان مقابلًا للتجمع العسكري أو تجمع الجيش، كانوا كلما وضعوا زميلًا ليكون رئيسًا لهذا المركز الامتحاني يعتذر كون المنطقة مقابلة للجيش، فأنا سألت: هل حقيقة...؟ قالوا: نعم. هل تصبح رئيسًا للمركز؟ قلت: نعم. كان قبل ذلك هناك تواصل بين الثوار وبين النظام، كان موجودًا في محافظة إدلب أننا نستطيع أن نحافظ على العملية الامتحانية، ونستطيع أن نضبط أي -دعنا نقول- تجاوز تتعرض له العملية الامتحانية في سبيل استمرار أبنائنا بتقديم امتحاناتهم في مناطقهم، وكانت هذه آخر دورة هي دورة ال2012 تقدم بها طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية في مراكزهم الامتحانية الموجودة ضمن مدينة معرة النعمان، وسارت الامتحانات بكل يسر وسهولة، علمًا بأن آخر يوم في الامتحانات في امتحان مادة اللغة العربية اقتحم الجيش مدينة معرة النعمان، وأنا كنت في مركز، في هذا المركز كانت المروحية موجودة فوقنا، وتصب نيران وحمم رشاشاتها في ساحات المدرسة ونحن داخل المدرسة نقدم امتحانًا لم نغادر المدرسة، وقدمنا امتحان مادة اللغة العربية التي كانت مادة مرسبة، كان يقصد أن يقول: ارموا الدفاتر وامشوا. فاستمرينا وبعد ذلك هذه الدفاتر أرسلت إلى مركز المحافظة عبر السيارات التي تنقل أسئلة وتم تصحيح أوراق هذه الشهادة ونجاح الكثير من الطلاب ومتابعة العمل التربوي والتعليمي، علمًا بأن هذا الأمر لم يرق للنظام، في العام الذي يليه مباشرة منذ منتصف العام بعد أن انتهت الدورة الامتحانية أعلن النظام أنه لن يكون هناك مراكز امتحان خارج المناطق التي يسيطر عليها الجيش وقوات الأمن السورية.
الحقيقة هذا الاستهداف أيضًا لن أقول: الاستهداف الأخير لكن هذا الاستهداف الأشد، وجدنا نحن كثوار موجودين في مناطق تحررت وخرجت عن سيطرة النظام أننا مقصودون في هذه العملية، من سيرسل ابنه وابنته أو ابنته وهو في مرحلة الثانوية يعني في عمر الثامنة عشر إلى مناطق النظام قد يعتقل من أجل الضغط على ولي أمره أو ولي الأمر أو المدرس الذي يعمل في الحقل التربوي التعليمي وغير مفصول، لكنه مطلوب من النظام من الممكن عند حضوره إلى المراكز الامتحانية الموجودة في مركز المحافظة أو في المدينة التي يسيطر عليها الجيش أن يتم اعتقاله هناك. كان في الحقيقة هنا ضروري الاجتماع والقرار بشأن أمر أنا أعتبره مهنيًا بامتياز أمرًا إداريًا إن شاء الله تعالى ينم عن العقل الإداري السوري الذي هو تابع للدولة السورية، وليس للنظام السوري، أننا مجتمعون سابقًا في هيئة، الهيئة تشبه النقابة أو أي تمثيل- دعني أقول- تشريفي لهذه المجموعة، إذا أردنا أن نقوم كان الحل أننا نريد أن نقوم بامتحانات شبيهة بامتحانات النظام لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، ونشكل كيانًا لوحدنا يمنح شهادات غير الشهادات التي تُمنح من عند النظام، من الذي سيتقدم إلى هذه الامتحانات؟ سيتقدم للامتحانات أبناء المعارضين وأبناء الثوار الذين لا يستطيعون الذهاب إلى مناطق النظام، فقررنا تشكيل مديرية تربية سميناها مديرية المعارف والتعليم، ستسألني أيضًا أو قد يتساءل متساءل ما عن سبب تسميتها مديرية المعارف والتعليم، في الحقيقة الثورة السورية كانت مبدعة في كل المجالات، لكن أيضًا استفادت من الثورات الأخرى في مجالات قد نعتبرها مجالات نجاح أو نقاط نجاح، نظرنا إلى الثورة الليبية عندما اعتمدت العلم الليبي الموجود قبل قدوم نظام القذافي إلى الحكم، نحن كذلك اعتمدنا العلم الموجود يعني علم الثورة حاليًا هو علم التحرير الذي كان علم الدولة السورية قبل نظام البعث، أيضًا أردنا العودة بالمسميات إلى المسميات الموجودة قبل مسميات البعث، حيث كانت وزارة المعارف وكانت مديرية المعرفة والتعليم فقلنا: سنسمي المديرية بمديرية المعارف والتعليم عودة بالمسمى إلى المسميات القديمة كما عدنا بالعلم إلى المسميات القديمة، وفي هذا التوقيت لم تكن هناك حكومة سورية مؤقتة لنقول: إننا سنسمي بموجب التسمية الموجودة في الوزارة وسميناها مديرية المعارف والتعليم وتم تأسيسها في شهر حزيران/ يونيو من العام 2012، وكانت أول مديرية موجودة في المناطق المحررة تستطيع أن تدير العمل التربوي والتعليمي وتؤدي الغرض الذي حرمنا النظام منه.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/08/11
الموضوع الرئیس
ممارسات نظام الأسد في سوريةكود الشهادة
SMI/OH/162-03/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نهاية 2011 الربع الأول 2012
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-جرجنازمحافظة إدلب-منطقة معرة النعمانشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
مديرية المعارف والتعليم في إدلب