اقتحام جيش نظام الأسد وميليشياته مدينة البيضا والمجزرة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:03:16
تكلمت عن الأسباب الحقيقة الرئيسية لهذه المجزرة حسب ما قام بها النظام الفاجر، وقلت أن الشباب بعدما أُحكمت القبضة الأمنية والعسكرية على مدينة بانياس وريفها وبات الشباب محاصرين إما في البراري وإما إلى خارج سورية إلى تركيا حصرًا، عمد الشباب الموجودين بعض الثائرين على شق العناصر العسكرية الراغبة في الانشقاق، وقاموا بشق أكثر من 100 شخص أو مئات الأشخاص وحتى منهم من كان على الحواجز العسكرية الموجودة أو المحيطة بمدينة بانياس أو في داخلها أو على مداخل القرى.
هذا الأمر كان له أثر سيء جدًا عند الدولة أو عند النظام المجرم عندما شعر بأن هؤلاء الشباب ما زالوا يقومون بنشاطاتهم المناهضة لهذه الدولة وبالتالي جهز الحقيقة لحملة كبيرة جدًا، وكان عنده هدف القضاء على كل الشباب الموجودين بعدما نجح في اعتقال أحد الكوادر العاملة في هذا الشأن في قرية البيضا وقيل أن اعتقال هذا الشخص كان بمؤامرة أو خديعة وقع بها، تم اعتقاله على كل حال، عندما جاء هذا الأخ المعتقل في 2أيار/ أبريل 2013 وكان اسمه حسان الشغري أعتقد أنه استشهد في السجن، كان لديه من المعلومات ويبدو أنه لم يستطع تحمل العذاب، فجيء به من أجل أن يدلهم على تواجد الشباب، وجد الشباب أنفسهم أمام خيارات صعبة إما القتال والمواجهة وإما الاعتقال، فكانت المواجهة فيما بينهم و بناء على هذا الأمر قُتل بعض عناصر الأمن المهاجم فطُلبت المؤازرات التي جاءت بالمئات بل بالآلاف وأحاطت القرية من كل جوانبها، ويبدو أنهم جهزوا أنفسهم من أجل القيام بهذه المجزرة، لكنهم يحتاجون إلى ذريعة ليقوموا بهذا الأمر وخاصة بقرية البيضا والتي يعتبرونها في محور الشر بنظر الدولة (النظام) لما فيها من الشباب والثائرين العاملين الفاعلين المحرضين على الثورات، وبالتالي إذا قاموا بتلك المجزرة يمكن أن يُخيفوا بقية القرى ومدينة بانياس، شباب مدينة بانياس بقتل هؤلاء الشباب وفعلًا بدأت المجزرة في الوقت الذي لم يعلم بها حتى أهالي القرية بمعنى أنهم توزعوا في الأحياء مثلًا جماعة حزب الله أخذت حيًا من الأحياء بعض الأفرع من [المخابرات] الجوية أخذت حيًا معينًا [المخابرات] العسكرية أخذت حيًا معينًا الشبيحة أخدوا أحياء معينة، فكانوا يقومون ويدخلون إلى هذه الأحياء ويقتلونهم في بيوتهم دون أن يشعر الحي الآخر، وبالتالي كيف علمنا هذا الأمر، علمت هذا الأمر عندما كانوا يُنفذون المجزرة في الساحة أو في الطريق الذي يُؤدي إلى المسجد مسجد الثريا والذي ما زال بعيدًا عن الساحة حوالي 300-200 م تقريبًا، هناك طريق إلى الأعلى كان يوجد أحد الأشخاص وكان يجلس بين الأشجار ويختبئ بها، وكان هذا الطريق مرصودًا، بالنسبة له يتواصل معي أعتقد بنفس التاريخ الساعة العاشرة أو العاشرة و النصف، وكان يتكلم معي وهو يرى أمامه يقول لي: الآن أنظر وكيف يُؤتى بهؤلاء الشباب مقادين كالقطار وأعتقد هذا الأمر مصور على "اليوتيوب" يُؤتى بهم وقد غطوا أعينهم ومقيدين يؤتى بهم وكأنهم قطار من البشر إلى مكان معين ويتم قتلهم هناك منهم ذبحًا ومنهم قتلًا بالرصاص، كان يُكلمني الآن أصبحوا 30-20-10 هو يراهم بأم عينه حتى أنا أنقل عليه لأنه يرى لا أستطيع أن أتكلم عن اسم هذا الشخص، شخصان الذين تكلما معي كل منهم بحارة معينة، هذا الشاب قال: الآن أصبحوا أكثر من 100 شخص، تكلم معي أحد الإخوة من حارة ثانية عندما قتلوا خمسة أشخاص أمامه وكانوا يعملون في طيانة البيوت هؤلاء عمال منهم ثلاثة من القرية واثنان ليسوا من قريتنا وإنما هم عمال، كيف دخلوا عليهم وأتوا بهم وقتلوهم أمامه، الشاب هذا توقف لبرهة بسيطة، قال: الآن دخلوا إلى بيتنا، هو كان يجلس في بيت آخر فاعتذر مني على عدم المراسلة، وأخذ يدعو إلى الله سبحانه وتعالى حتى يُخفف عن أهله، لم يكن من أهله إلا أمه وأخواته البنات على ما أظن، خرجوا من بيته الحارة هذه كانت إلى حد معين مدعومة إلى حد معين عندنا كانت مدعومة لا يُؤذونها كثيرًا، أما الحي الأول الذي تكلم وقال لي: أصبحوا أكثر من 150-100 الآن هو كان يراهم.
جاءني اتصال كنت في يومها بهذا التاريخ كنت أُغطي هذا الحدث على الفضائيات وخاصة تكلم معي آنذاك "الجزيرة" و"العربية" على ما أعتقد، عندها أنا تكلمت الآن أصبح عدد قتلى من 100 إلى 150 إلى 200 شخص من شهود عيان يتكلم معي ويتواصل معي، هذا الخبر أنا أُغطيه كنت باسم أبو محمد البانياسي وكثير من الشباب الإعلاميين الذين كانوا يُغطون الأحداث كانوا يأخذون هذا الاسم، لكن غطيت هذا الحدث وعندما كنت في تركيا وأتواصل مع هذا الشخص تكلم معي أحد الشباب، وقال لي: من أين تأتي بتلك الأخبار؟ 200 شخص الآن الساعة 11:00 أصبحوا في عداد القتلى، قلت له: نعم، هذا الأمر الشخص يراهم بأم عينه، ومُورست هذه الجريمة في كل أحياء القرية حتى عدد القتلى تجاوز 500 قتيل ما بين طفل وامرأة وشاب ورجل كبير.
وبعد يوم مباشرة أو في ليلتها تواصلت مع أحد الإخوة فدخل إلى بعض البيوت بعدما أنهوا هذه المجزرة الأليمة عند المساء غادروا الموزرة (القرية) أو غادروا القرية بالكامل بعدما هددوا أهلها عند صلاة العصر، هددوا أهلها من خلال المكبرات أنه خلال ساعتين لن يبقى ولا عائلة في قرية البيضا الكل سيخرج من قرية البيضا علمًا أنه لم يبقى إلا النساء و فضلا عن أن هناك عوائل بالكامل نساء ورجالًا وأطفالًا قُتلت بالكامل عندما اجتمعوا في مكان معين ومعروف هذا المكان أعتقد الصورة ما زالت موجودة على "اليوتيوب" أكثر من 25 إلى 30 شخص في بيت واحد من النساء والأطفال والفتيات قتلوهم قتلًا واحدًا، أما من بقي من النساء في بقية الأحياء فقد طُلب منهم مغادرة القرية بالكامل، هنا اضطروا للخروج لأن مآلهم القتل إن لم يخرجوا وبالتالي خرج المئات من النساء وذهبوا خارج القرية وهم يتجاوزون أبنائهم بل يرون الدخان كيف يخرج من أجساد أبنائهم الذين حُرقوا حرقًا وبعضهم قد قُتل قتلًا وبعضهم ذُبح ذبحًا، لكنه الواقع الأليم الذي أصابهم والذي لا يمكن لهم أن يُواجهوه بل باتوا أيضًا هم أمام المصير المحتوم أمامهم إن لم يخرجوا، اضطروا للخروج في هذه الظروف القاسية جدًا ولم يجدوا أمامهم إلا قرية المراح الذين آووهم إلى حد معين، كان لهم موقف طيب على أهالي قرية البيضا في هذا الوقت العصيب أو تقريبًا حوالي 80 إلى 100 امرأة مع أطفالهم الصغار لأنهم لن يستطيعوا الخروج إلى أي مكان آخر في هذا الجو الرهيب.
في اليوم الثاني بعضهم من توجه باتجاه طرطوس عن طريق السيارات لكنهم لم يُفلحوا فكانوا يُعيدونهم، وبعضهم من توجه باتجاه جبلة واللاذقية حتى إذا ما وصلوا إلى الحواجز يقرأ على الهويات قرية البيضا فيعيدونهم أيضا، وبالتالي باتت العوائل هائمة على وجوهها لا تدري أين تذهب؟ في نفس الليلة تسلل بعض الشباب إلى القرية ليلًا بعدما انتشرت الأخبار من الإخوة الذين كانوا يُغطون هذه الأحداث ليكشفوا مزيدًا من الجرائم التي حصلت في قرية البيضا، وبعضهم صور هذه الجريمة.
كانت مأساةً كبيرةً جدًا القرية أصبحت خاوية على عروشها بالكامل، الموت يُحيط فيها من كل جانب الرعب والخوف أصاب الأهالي الذين غادروها إلى حيث المجهول لا يدرون أين يذهبون؟ لم تنتهي هذه الجريمة وإنما كان في اليوم الثاني جاءوا ليُكملوا جريمتهم ليروا إذا بقي أحد من الناس ليُكملوا عليهم توجهوا في2أيار/ أبريل 2013 وفي 3أيار/ أبريل 2013 إلى حي آخر يُعتبر من الأحياء الثائرة أيضًا فيه من الشباب والرجال الثائر حي رأس النبع في مدينة بانياس، وهذا الحي ملاصق تمامًا للأحياء العلوية "النصيرية" مثل حي القوز الحاقدين جدًا والذين فظّعوا أو أجرموا بهؤلاء الشباب وهذا الحي وقتلوا بنفس الطريقة ذبحًا وقتلًا وحرقًا وتشويهًا وحرق للبيوت وأثاث البيوت وتهجير هذا الحي بالكامل.
كانت مأساةً كبيرةً جدًا أمام شباب بانياس، الآن اختلفت الأمور بالكامل أصبحت مواجهةً علنيةً من طرف واحد أو دعنا نُسميها تطهير عرقي، تطهير عرقي لا يمكن تشبيهه إلا بهذه الطريقة حتى بلغ عدد الشهداء الذين قُتلوا من مدينة بانياس وحي رأس النبع بشكل خاص وقرية البيضا أيضا وبعض الشخصيات الذين كانوا موجودين هنا وهناك تقريبًا 650 شخص الذين قُتلوا بأيدي الإجرام وخاصة من "الدفاع الوطني" ومن ميليشيا حزب الله الذين كانت بصماتهم واضحةُ في القتل ومن القوى الأمنية المختلفة.
كانت جريمة أضفت بوجهها القبيح الأسود على مدينة بانياس حتى على "الثورة السورية" بالكامل، لأن الناس لم يتوقعوا أن يحصل هذا الأمر حتى في هذه القرية قرية البيضا التي كان لها النصيب الأكبر، وبالتالي هُجرت القرية هجر أفرادها حتى الضواحي ضواحي قرية البيضا، وضواحيها كبيرة ليست بالقليلة، أيضًا هاجروا خشية اقتحام الشبيحة والعناصر "النصيرية" (العلوية) عليهم، وباتوا إما إلى لبنان وإما إلى تركيا ومنهم من نجح في الدخول إلى مدينة إدلب أو إلى أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، ومنهم إلى تركيا، لكن كانوا مئات من العوائل أعتقد تركيا بأورم تم استقبال أكثر من 375 إلى 400 عائلة، في قرية الغسانية تم التهجير صارت محررة طبعا صار لدينا مناطق محررة في هذه الفترة وبالتالي استطاع هؤلاء أن يأتوا إليها وأن يسكنوا وأن يتأقلموا مع هذا الأمر.
وقد وثقنا هذه الجرائم كلها بكتيب موجود عندنا حتى الشخصيات التي تم قتلها كيف حصل لها هذا الأمر تم توثيقها بالكامل، وما زالت هذه العوائل موجودة، منهم في تركيا ومنهم في الغسانية ومنهم في مدينة أورم التي رحلوا منها بعدما دخلتها قوات النظام المجرم.
وبالتالي أقول أن قرية البيضا ومدينة بانياس كانت قرى منكوبة بالكامل هُجر أهلها انتهكت الحرمات كانت مأساة كبيرة جدًا لتعبر عن نظام مجرم خبيث حاقد طائفي، أقول لك: لم يفرقوا حتى مع بعض الرجال الذين كانت لهم علاقات مع القرى "النصيرية"، قرية البيضا تُحيط بها القرى النصيرية من كل جانب وبالتالي من دخل وقتل هؤلاء الشباب كان كما قلت من الشبيحة من القرى النصيرية الذين جاؤوا ودخلوا إلى بعض البيوت ليطلبوا أسماء بعينها، وكانت تلك الأسماء من أصحابهم وكانوا يسهرون معهم بل كانوا يشاركونهم في بعض أعمالهم وهذا الكلام إن دل على شيء فيدل على الغدر والمكر والخيانة والخديعة عند أبناء هذه الطائفة بالنسبة حتى لأقرب الناس الذين كانوا يعتبرونهم أصدقائهم، للأسف هذه كانت صورة قاتمة في قرية البيضا ومدينة بانياس.
تكررت هذه النقطة بعدها بأشهر قليلة في القرية عندما جاءت عائلة من 16 شخص على ما أظن أرادت أن تفطر في رمضان في القرية وكانت القرية لا يوجد أحد لكن أرادوا أن يذهبوا إلى هذه القرية ليتفقدوها و ويزوروها كونها قرية وسكنوا فيها وبيوت لتأتي سيارة من الشبيحة فتقتلهم جميعًا وتحرقهم حرقًا ليس قتل وإنما حرق، وكانت هذه العائلة من بيت فتوح رحمة الله عليهم قتلوهم جميعًا، هذا تاريخ أسود لم يكن الشعب السوري يتوقع أن هكذا نظام يقوم بهذا العمل على شعب يدعي أنه شعبه أو على جيران من القرى النصيرية أن يفعلوا بقرية بجانبها عاشوا معهم أعوامًا لكنه الحقد الدفين الذي كانوا يُكنونه على هذا الشعب بل على الشعب السوري.
بعد هذه المجزرة الشنيعة وتشتت الناس قاموا بمسرحية وكنا نوهنا إلى هذه المسرحية بعدما فعلوا ما فعلوا جاؤوا في اليوم الثاني من أجل أن يقولوا أن قرية البيضا ما زالت موجودة، فجاؤوا ببعض العوائل "النصيرية" وألبسوهم اللباس الشرعي وألبسوهم الحجابات وأحضروا صناديق من البندورة والفواكه وغيرها على أن التجارة موجودة، وأن هذه القرية تُمارس حياتها وأن ما يُذاع على الفضائيات من هنا وهناك هو ظلم واختلاق وتزييف للحقائق قرية البيضا التي تمارس حياتها من شراء وبيع وعلاقات وهي موجودة، هذه المسرحيات لم تنطلي علينا وإنما قمنا بكشفها بعدما غسلوا الساحة من أجل أن يُخفوا بعض الجرائم التي قاموا بها، كانت كما قلت هذه المأساة تبدت على مستوى "الثورة السورية" وحصلت في بعض القرى السورية مثلها لكن كانت قرية البيضا لها النصيب الأكبر في هذا الأمر، وكانت الأولى التي تمت فيها المجزرة، بينما وجدنا في بعض القرى الثانية أو المدن وُجد بعض القتلى أو نفذ الجرائم لكن ليست بهذه الكثافة ليست بهذه الوحشية، وليست بهذا العدد الكبير، على كل حال يبقى هذا النظام المجرم نظامًا طائفيًا نظامًا عنصريًا لا يمكن أن يترك غيره ينعم بالحرية ما دام موجودًا و لو كان على حساب الدماء والأشلاء والجماجم ولو من أقرب جيرانه علمًا أنه يرفع الشعارات الحرية والكرامة والعزة والاشتراكية وغيرها من الشعارات الخداعة، كنا أهل الساحة نُدرك هذا الأمر لكن الشعب السوري لم يُدركه إلا متأخرًا بعدما سالت الدماء وانتشرت الجرائم التي لم تُخفيها الكاميرات والتي فضحته بفضل الله.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/04/10
الموضوع الرئیس
مجزرة بانياسكود الشهادة
SMI/OH/159-46/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
5/2013
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة طرطوس-رأس النبعمحافظة حلب-أورم الكبرىمحافظة طرطوس-البيضاشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
حزب الله اللبناني
الجيش العربي السوري - نظام
إدارة المخابرات الجوية
شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري
قناة الجزيرة
قناة العربية
الدفاع الوطني في بانياس