الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

وصول الربيع العربي إلى سورية والمظاهرات الأولى في كفرنبل

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:46:21

أحب أن أحكي لك بعض الأمور: بالنسبة لموضوع الانتقال الكامل ليس من حالة العبودية، ولكنها المرحلة التي كانت بالنسبة لنا تحت الصفر بأميال، وأحسسنا أنه يجب أن يكون هناك شيء، قلت لك: إن أي ضغط يصير على ابن آدم سواء بتصرف أو بشعور أو بأي شيء حتى إنه صار عندنا الأمر طبيعي كثيرًا أنه مثلًا: تأتي وتخرج بمسيرة دون أن تعرف ماهي قصة المسيرة، فأنا الآن أريد أن أحكي لك قليلًا هكذا صار عندنا أنا في حياتي درست معهدًا في مدينة إدلب، كان المعهد اسمه معهد مصرفي، قبل البداية أنا بكالوريتي (المرحلة الثانوية) البكالوريا التي درستها هي بكالوريا تجارة، لم أستطع أن أدخل العامة؛ لأنه كان على زماننا كان الدخول إلى الثانوية العامة [يحتاج إلى مجموع] مئتين بالصف التاسع، فلم أستطع فجمعت184 ودخلت إلى التجارة، أحببتها كثيرًا فيها حركة أكثر، المهم أنني دخلت بعد البكالوريا ونجحت فدخلت بالمعهد المصرفي كان اسمه في إدلب، لم أستطع أن أكمل المعهد فقد كان عندي هدف، يعني كان عندي هدف أنه يجب ألا أقف هنا، يجب أن أستمر، فاستمراري يجب أن يكون... يجب أن يكون عندي جامعة، وحتى آخذ (شهادة) الجامعة هناك شيء تقريبًا شبه مستحيل، يجب أن أكون الأول أو كانت بالنسبة لنا نسبة3%من الناجحين؛ لأنهم يأخذون 3% من الناجحين، فكان عندي يمكنك أن تقول: مثل هوس، وأنني بمجرد أن أنهيت المعهد ماذا سيحصل لي؟ يجب أن أذهب إلى الجيش؛ لأنني لا أستطيع أن آخذ تأجيل الجيش، فانظر إلى الصدفة كيف تصير يعني هناك إصدار شهادات أو نتائج شهادات البكالوريا، وأنا لا أخفيك سرًا أحس بخيبة أمل كبيرة أنني أنا مثلًا: هناك الذي يفرح لأنه سيدخل جامعة وهذا الذي يفرح، وهذا الذي يفرح وأنا بقي عندي فصل، ويجب أن أذهب إلى الجيش، يعني يجب أن أخرج من المعهد، وأذهب إلى الجيش فلم يبق عندي شيء، فكنت أمشي وهناك شاب كان صاحبنا اسمه أسعد يشتغل خياطًا فوقفت عنده، وكنت أسأله على بنطال أو على شيء ما فإذا بأخيه أخرج علبة حلويات وضيفني قلت له: خير. قال لي: الحمد لله قُبلت في فرع هندسة الكهرباء. قلت له: كيف أنت قُبلت في هندسة الكهرباء؟! أنا كل ظني أنك تدرس بكالوريا صناعة يعني لم تدخل بكالوريا عامة علمي وكذا، فأنت تدرسها صناعة مهنية. قال لي: أعدت البكالوريا وحصلت على الدرجة الأولى على إدلب، وخرجت إلى الهندسة سنة أولى، فأنا هنا قلت: والله هذه فكرة جيدة   تحتاج إلى تعب، تحتاج إلى أن تجهد نفسك لدرجة كبيرة، ولكن ماذا بقي عندي؟ أنا لم يظل عندي غير هذا المجال، وعندي كان بنفس الوقت عقبة أنني بأي لحظة أذهب إلى الجيش، فأنا لن أقدم تأجيلي، ورأيت أنه في 3 أشهر قد يبعثون تبليغًا وبطاقة بحث ويمسكون الشخص بيضبوه (يحتفظون به) والجيش عبارة عن مقبرة، يعني هناك سنتان ونصف أو سنتان لا أعرف، فرجعت وبحثت، أتذكر إلى الآن الحادثة حيث بحثت ورجعت إلى البيت، طبعًا أنا لا أخفيك أبدًا موضوع أنه كانت هناك مشاكل بيني وبين أهلي، والمشاكل كانت عبارة عن أنه دعنا نسميها بين قوسين أنه أنا فاشل، وأنا مثلًا لا أدرس وكل أخوتك.. فأنا مثلًا عندي إخوتي منهم صيادلة وهناك من يدرسون في الجامعات، وأمي قلت لك -رحمها الله- كان معها شهادة من كلية الشريعة، فبحسب وضعنا يجب ألا أكون في معهد، فهذا ليس تقليلًا من قدر أحد، ولكن بحسب البيئة التي أعيش فيها يجب أن أكون قد حصلت أكثر من ذلك، فلم أعط  الاهتمام للدراسة، وليس عندنا أراض حتى نعتمد عليها، فكانت بالنسبة لنا الدرجة الأولى أن تدرس، فالوالدة -رحمها الله-  كانت دائمًا تقول: إن الدراسة هي مثل العمل الصالح يعني لا تذهب، ادرس والشهادة التي تحصل عليها يأتي وقتها، وأنت اعمل ما عليك أن تعمله وبعد ذلك... فرجعت وأخرجت كتب بكالوريا التجارة، وطبعًا هناك كتب جديدة صدرت أيضًا فأحضرتها، وصرت أدرس، صرت أدرس من تاريخ صدور نتائج البكالوريا، بقيت أدرس للسنة التي بعدها، ولكنك تصل لمرحلة مثل الذي يسجل في نادٍ رياضي، فأول شهر تتعب ثم تحس بمتعة، فأنا صرت أحس بمتعة، المتعة كانت بأمرين؛ الأمر الأول كان أنني أحس نفسي أحصل شيئًا من مستقبلي، والمتعة الثانية نظرة أهلي لي اختلفت، فصاروا يقولون لي: عبد الوارث هاهو يقول: والله عبد الوارث  شد عزمه وعرف الصح من الغلط إن شاء الله كذا، فالحمد لله صدرت النتائج، وكان في وقتها ترتيبي الثاني أو الثالث على المحافظة، فمباشرة هنا صدرت القوائم واللوائح، ذهبت إلى حلب بكلية الاقتصاد، طبعًا هذا بالنسبة لي يعني طب فهذا الرقم أو رقم واحد، فوجدت لي اسمًا، سجلت والحمد لله وتمت الأمور ودرست في كلية الاقتصاد واختصصت محاسبة.

  بالنسبة لي كان هذا الحلم والحمد لله حققته، فعندها يصير عندك أمر هو أن الكلام الذي يكون عن النجاح ليس هو كلامًا فقط، فأن يحكي لك أحد عن نجاح فما هو كلام، ويقول لك: من طلب العلا سهر الليالي. هذا الكلام صرت أفكر فيه بطريقة ثانية غير المقولات، وأننا نسطر الكلام تسطيرًا، بالفعل أنا تعبت، أنا في الوقت الذي أنتهي في البكالوريا من قراءة كتاب فأكتب على آخره (آخر صفحة): تم الانتهاء منه في 1 آذار/ مارس من عام 2004، فبعد أن أنتهي منه مرة ثانية أكتب: تم الانتهاء منه مثلًا في 1 أيار/ مايو من عام 2004 كلما أنهيته، فهناك كتاب من الكتب قرأته 14 مرة، قرأته أول مرة وثاني مرة و14 مرة أنا ملأت كل الصفحة الأخيرة أنه تم الانتهاء منه، فأنا تعبت ولكن حصلت على نتيجة، الحمد لله الفكرة التي تجعل عند الشخص هدفًا فلا يوجد شيء مستحيل بكل بساطة، ولكن يصير عندنا نقطتان وهما المخاطر التي تواجهنا، أنا أريد أن أحول لك الموضوع قليلًا، وأريد أن أرجع لعام 2010 يعني آخذك إلى 2010، في 2010 كلنا كانت عيوننا تترقب الربيع العربي بتونس وبمصر، والشعب يطلب شيئًا ويحققه، فالفكرة كانت والله أننا يجب..  ونحن أيضًا شعب والله لا نشكو من شيء، أي قصة نجاح يعني "ستيف جوبز" صاحب "الماك" و"الآبل" في أساسه سوري، أبوه سوري مثلًا: فلان من الناس تجد أن أساسه سوري، ومخترع عظيم تجد أساسه سوري، يقول لك: مع أن المعلومة ربما تكون خاطئة، ولكنه يقول لك: الأبجدية كُتبت مثلًا في دمشق، فالفكرة أنه إلى متى سنظل قاعدين؟! يعني عندنا أساس نحن ليست المشكلة أنه والله ليس لدينا أصل، أقدم عاصمة في الكون هي دمشق، يعني فإن موضوعنا هو أننا لن نخرج عن عبث، فنحن أصحاب حضارة ويجب أن يكون عندنا شيء، يعني أنا أقول لك: نحن عندنا الأولوية أكثر من أهل تونس وأكثر من أهل مصر أن يكون لنا خطوة للأمام، فصارت عندنا خطوة، وقلت لك في حديثي سابقًا: إن كمية الكبت والقهر التي كانت تُمارس علينا حتى من أبنائنا، يعني لا أريد أن أقول لك من أحد غريب يعني لا أريد أن أحكي لك عن روسيا في تلك الفترة، لم تكن عندنا روسيا ولا الإيراني الذي هو ابن دولة ثانية، كان عندنا ابن المنطقة نفسها، ولكنه ركب التيار أنه إذا تكلمت بلهجة مثلًا الساحل أو كذا فإن هذا الموضوع سيكون نقطة قوة لي والناس يخافون مني ويرهبونني، فكان ترهيب الشعب هو الذي كان يشتغل في تلك الفترة.

 الفكرة التي كانت بالنسبة... صار هناك حديث أنه يجب مثلًا أن يكون في سورية شيء وغدًا نحن كان عندنا ولو أردت أن أقول لك هي: أنا أسميها تفكير خاطئ، فنحن ربما نفكر بأنه ربما تحدث تغييرات، هذا الشيء الذي كنا مخدوعين فيه، لمرحلة من مراحل كان كل ظننا أن غدًا بشار الأسد سيعمل تغييرًا، لماذا؟ لأن هذا يا أخي ليس مثل أي رئيس كبير أو رئيس ليس مواكبًا، هذا يجب أن يعمل تغيرات لأنه يعرف وشاهد ما صار بغيره من الرؤساء من الذين  قبله. فالفكرة التي كانت أن هذا الحديث الذي كان يدور في تلك الفترة أنه حتمًا عندما يصير عندنا ثورة لن نصل لمرحلة يصير عندنا مثل ميدان رابعة مثلاً والذي صار بمصر وصار هناك قتلى مثلما الأمن ضرب في مكان آخر.

 الفكرة التي كانت عندنا... أنا متذكر مشهد بن علي هرب حتمًا وبصراحة عندما رأيته تأثرت كثيرًا، وكل أهلي  تأثروا، يعني حتى صرنا نبكي لأنه صار عندنا نوع من أنه لماذا الرئيس فعل بهم ذلك؟!  على أساس أنه حتى قلنا: الله لا يعطيه العافية، لماذا تدعه يصل لهذه المرحلة؟ حتى إن الرجل كبير وكذا وعلى أساس نحن عندنا لا يجوز لا أريد أن أقول لك: كانت عندنا عزة نفس، ولكن كنا نظن، وكنا قد فهمنا الدنيا غلط، قد لا أعرف، فالفكرة كانت أن هذا الرجل ظُلم كثيرًا، وأننا هرمنا لأجل هذه اللحظة التاريخية مثلًا، يعني نحن متنا ولم نصل لها، نحن وصلنا للحدود وراحت الأراضي وراحت الأرزاق وراحت المصاري(الأموال) حتى الآدميون راحوا وماتوا،  وما وصلنا لهذه اللحظة التاريخية.  فآخر شيء نصل لمرحلة نقول فيها: "إنه الله يموتك يا بشار" هذا حديثنا، لم يظل غير الله فقط يؤثر عليه، لمن سأدعو؟ لم تبق عندنا قدرة أن نسقطه بهذه الإمكانية الموجودة بين أيدينا.

   كل الشعب مشحون وكل الشعب...والشعوب العربية كلها تحب الخير لبعضها، ولغة الشعب مفهومة للكل، لغة الشعب أننا عندما نشاهد أحدًا من أي مكان فإنك تحس وتتعاطف معه فقط لمجرد أنك جلست معه بغض النظر عن سياسات الدول، يعني ولو أنا كنت سأحكي لك قصة بسيطة هي أنه في عام 2008 كنت أنا والوالدة -رحمها الله- بالسعودية، رحنا كي نؤدي عمرة برمضان وبالصدفة كنت أنا قاعدًا وكنا في وقتها بالمسجد النبوي لا كنا بمكة وأنا قاعد أسند ظهري على الحائط ونقرأ قرآن حتى يؤذن المغرب وكنا قاعدين وذاهبين كي نؤدي العمرة، فإنه فنقضيها في الذكر، فيمر شخص صدفة من هذا الذي ينزل ترامس (حافظات الماء والسوائل) للماء فهي موضوعة على كرسي الكهرباء على سيارة كهربا لا يصدر لها صوت، فتوقفت السيارة وشخص ما أمسك ترمسًا وسقط من يده  فوقع بجانب قدم الرجل الذي بجانبي يعني بيني وبينه هكذا، فالرجل جفل وأنا صرت أضحك عليه يعني صار موقف مضحك، فهو صار يضحك، تعرفنا على بعضنا وسلم علي، كان الرجل من الشارقة ومن الإمارات قال لي: من أين أنت؟ قلت له: من سورية. قال: حسنًا. وصارت بيننا معرفة، طبعًا الرجل متقاعد، وكان يشتغل في سلك دبلوماسي عندهم بالإمارات وهو متقاعد قديم، قلت له: ماذا تعمل؟ فقال لي: عندي بنايات أؤجرها وهكذا. قلت له: بارك الله فيك. مضت الأيام بعد بفترة وبدأنا بالربيع العربي فأتفاجأ بأنه يتواصل معي، طبعًا خلال هذه الفترة يعني نحن نتحدث من2008 وحتى 2011، كانت هناك تواصلات على العيد، وكانت هناك تواصلات كذا والرجل عنده أشغال فإنه قال لي: أنت والحاجة إن شاء الله ستأتون لتزورونا بالشارقة، وأريد أن أبعث لك فيزا وكذا، فأنا كثيرًا أخجل منه، قلت له؛ أنا عندي دراسة والحاجة كانت تدرّس في الثانوية فإنه ليس عندنا فراغ، يعني لا نستطيع أن نذهب زيارة وكذا، فالسنة التي بعدها ذهبنا إلى العمرة، رجعنا وشاهدناه هناك فصار هناك نوعًا ما علاقة بسيطة، يعني فقط التقينا في مكان بالحرم، فكان لها قدسية معينة، فكانت العلاقة صادقة بصراحة، فلما صار الربيع العربي أتفاجأ بأنه يتواصل معي ويطمئن علي أو يقول لي مثلًا... أو يدعو لي من كل قلبه، يعني هذا دليل... ونحن نريد أن نتحدث عن الأشخاص البعيدين عن السياسة والبعيدين عن وضع أي دولة، يعني لا أريد أن أتكلم عنها كإمارات، ولكن السياسة التي تُمارس مثلًا ضد السوريين من بداية الثورة لحد الآن هي سياسة مزعجة، يعني يجب ألا تكون صادرة من بلد عربي، فترى وتجد الشعب بالقهر نفسه، فيدعو لي بكل حرقة قلب والله لو كان هناك مجال حتى أستطيع أن أصل لعندك، لكان الوضع ربما أفضل لك أو ربما أنا أفكر أن أساعدك أكثر. أنا أقول له: لا أريد شيئًا غير سلامتك. يعني لا يلزمني شيء، ولكنه شخص يحب أن يساعد، ويحب أن يقدم، فالفكرة أننا نرجع لفكرة أن الشعوب عندما شاهدنا الفرحة التي صارت بتونس والفرحة التي صارت بمصر، هذا الكلام يا أخي نحن يجب أيضًا أن نفرح، ومثلما نحن وقفنا مثلًا ولو ضمنيًا مع شعب مصر أو شعب تونس فيجب أيضًا أن يقفوا معنا، فكانت الفكرة أنه: "عقبال (العقبى لنا) عنا عقبال عنا عن جد" والفرح بالداخل كان أنه إلى متى أنا سأبقى هكذا؟ إلى متى سأبقى أفكر أنه غدًا عندما أتخرج من الجامعة سآخد "فيزا"، وأخرج للعمل في السعودية أو أذهب إلى الخليج لأشتغل. الفكرة أنه لماذا؟! لماذا ليست عندي فرصة العمل التي هي موجودة حتى أتخرج وأتوظف مثلًا بنفس بلدي أو أقدم خبرتي بنفس بلدي؟! يعني نحن لسنا جاهلين لا أبدًا، يعني بكل بساطة مثلًا: نحن كنا بالجامعة سنة رابعة فإننا نتحدث بين بعضنا كرفاق: فهذا عند أبيه شركة مثلًا من حلب، وهذا عنده كذا، وهذا عنده كذا، أنا أريد أن آخذ "فيزا" وأسافر إلى السعودية، ما هذا المستقبل؟ ماذا سأفعل في السعودية، فهذه الفكرة بالنسبة لنا أنه كانت فكرة التغيير على كل ابن آدم طبعًا هنا مع غلاء المعيشة مع المشاكل الاقتصادية التي كانت مع كل شيء، مثلًا: الراتب لم يعد يكفي، أي أحد يجب أن يشتغل أكثر من عمل حتى يستطيع أن يعيش، وحتى يستطيع أن يؤمن مستقبله، هذه الفكرة صعبة على أي شخص عنده عائلة وعنده التزامات يجب أن يعمل بها إلى حد يصل فيه إلى مرحلة أنني أن مثلًا هناك أشخاص أعرفهم مثلًا، هناك أخت صديقنا وضعهم المادي صفر، فحصلت على مجموع يؤهلها أن تُقبل في الطب البشري، ولكن ليست عندهم إمكانية أن يجعلوها تدرس طبًا بشريًا، فما هو أسرع شيء وأوفر وأحسن؟ إنه الأدب الإنجليزي، الأدب الإنجليزي لا يحتاج إلى دوام، وغدًا عندما تتخرجي تخضعين لدورات، انظر أنت إلى الإسقاطات، فإذا كان لا يحتاج إلى دوام فمعنى ذلك أنك بالبيت، ومعنى ذلك أننا لن نستأجر لك بيتًا وكذا وكذا، تأتين فقط في الفحص لتقدمي وعندما غدًا تتخرجين تقومين بدورة، تمامًا هذه هي الفكرة بالنسبة لنا.

 أنا في الفترة التي كنت فيها لم تكن هناك جامعة، فيما بعد أنا صرت بالجامعة مثلًا ربما في 2009 أو 2008 صارت هناك جامعة بإدلب، ولكن أنا بالفترة التي كنت فيها مثلًا درست في 2005 و2006 و2007 و2008 في حلب لم تكن هناك جامعة في إدلب، لاحقًا صارت هناك كلية آداب، صار هناك كذا، فهذه الفكرة أنه انظر إلى تفكير ابن آدم أين هو، فهذه البنت التي درست وحتى صارت وقُبلت في كلية الطب يعني حصلت على مجموع تقريبًا شبه تام في البكالوريا(الثالث الثانوي) العلمية، لم تستطع الحصول على هذه الفرصة لسوء الوضع المادي التي تعيشه، فالموضوع بالنسبة لنا أنه يجب أن يكون عندنا تغيير، عندما رأينا أن هناك نوعًا لا نريد أن نقول: استجابة ولكن هناك رد فعل للنظام لأن التحرك الذي يصير في الشارع، فمعنى ذلك أننا قادرون أن نستعمل شيئًا فإن أي ضغط ثان سيشكل حتمًا رد فعل يكون لصالح الوضع أن أي أحد يكون عنده مشكلة معينة، العاقل أنا أريد أحكي لك عن الشخص العاقل الذي تكون عنده مشكلة لا يفتعل مشكلة بل يحتوي المشكلة نفسها؛ لأنه قادر أن يحلها، فإذا أردنا أن نقول أن هذه الثورة بالنسبة للنظام مشكلة فإنه يجب أن يكون محتويها على أقل تقدير، يعني هو بكل بساطة نحن في المظاهرات البدائية وأول مظاهرات كنا في المظاهرات نرفع [شعار] حرية وفقط، كان  نرفع... فكلمة إسقاط النظام لم تكن أساسًا تتواتر بالمظاهرة، ولكن عندما صار عندنا رد فعل للقمع الذي صار فإنه ما عاد يلزمنا هذا النظام الذي سيقوم بأي إصلاح أو يقوم أي شيء لأن الوضع ورد الفعل كان مزعجًا كثيرًا، وحتى كنت البارحة أشاهد لقاء لرياض حجاب فكان يتحدث أنه بأول اجتماع كان مع بشار الأسد في بداية توليه للسلطة طبعًا كانت بالبداية، فكان يتحدث أنه قعد، وكان رياض حجاب يفكر بطريقة كانت كثيرًا لصالح الشعب، أن عندنا مشاكل: واحد، اثنان، ثلاثة، ويجب أن نحلها بطريقة، وكان قد أعطاه بعض الخطوط التي يعمل عليها، هو قاعد مع بشار الأسد فبعد فترة بعد كذا يوم فإن بشار الأسد دعا إلى اجتماع وكان يسمي الحكومة أننا نحن الآن نشكل حكومة حرب، يعني رياض حجاب كان يتحدث قائلًا: أنا عندما شاهدت أن الفكرة كانت غير التي كنا نتحدث عنها فإن الرجل هنا بدأ يشتغل على موضوع أن يترك أو موضوع أنه مثلًا...تلك الفترة بصراحة كانت فترة صعبة، صعب أن تشاهد أحدًا يموت أمامك أو بالنسبة لموضوع دعنا نسميه كانت يعني انتفاضة شعبية لم تكن ثورة بالبداية، فكانت الفكرة أن أحدًا يموت من الذي يقتله؟ هل هو شخص من الأمن؟!  الأمن كل النهار بيننا وكل نهار معنا فعندها يصير عندك برود أعصاب، ويصير عندك أنني هل أظل هكذا؟ يعني يجب أن تكون هناك خطوة ثانية، أنا أساعد بكل جرأة مثلًا الشعب دعنا نسميهم أهالي المنطقة التي نحن نعيش فيها كلها بدون أي تمييز، عندما نخرج إلى المظاهرة مثلًا: أول مظاهرة نحن خرجنا فيها تجمعنا فيها بكفرنبل كانت تقريبًا في شهر آذار/ مارس، ولكن بالضبط لست أتذكر ذلك، ولكنني أتذكر المشهد الذي كان أننا تجمعنا بساحات كفرنبل، وكانت مركزية المظاهرة بمعرة النعمان، أننا نريد أن ننزل على الأوتوستراد، فالذي أتذكره أنا لحد الآن أننا نحنا خرجنا من صلاة الجمعة صار هناك هتاف معين، سارت المظاهرة باتجاه قرية حاس التي هي شرقي كفرنبل فوجدنا الناس أيضًا خارجين من الجامع وهم يمشون، فالمشهد في وقتها لم تكن عندنا أدوات وهواتف لنصور يعني الهواتف لم تكن تحمل، ولكن  المنظر كان لحد الآن مرسومًا بذاكرتي أن سيلًا من الناس الذين يمشون رجال ونساء وصغار وكبار وسيارات لا تحس إلا أنك تبكي، فلماذا كل هذا القهر؟! لماذا الناس..؟ نفس الشعور في الوقت الذي رأينا بن علي هرب ونفس الشعور، أنا أتذكر أننا كنا في حاس وصلنا لكفرومة بجانب حاس كانت امرأة كبيرة تصرخ وتزغرد وتبكي فتنظر هكذا فالمشهد مزعج يجعلك تحزن من كل قلبك.

  وصلنا مثلًا لمعرة النعمان ومعرة النعمان أيضًا المشاركة كانت فيها كبيرة جدًا، اتجهنا نحو أوتوستراد دمشق حلب، فكان المنظر كنا فقط نريد (طائرة مسيرة) لنصور لأننا لاأعرف كيف سأصف لك إياه، آلاف الناس على الذهاب والإياب والهتافات، طبعًا هذا المشهد الذي يضيع عنك  مثلًا كل بيت يضع ترمسًا ماء من أجل المياه الباردة لأن الناس يمشون، نحن طبعًا أنا وإخوتي خرجنا مشيًا يعني من كفرنبل لأوتوستراد المعرة، كانت الفكرة بالنسبة لنا أنه بعيد، وحتى لوكان بعيدًا نذهب ربما 14 كم، يعني مسافة بعيدة كثيرًا، يعني والدنيا نار(الجو حار) يعني في شهر آذار/ مارس الدنيا تقريبًا كانت الحرارة مرتفعة، أتذكر أن هناك  مثلًا من يوزع ماء والذي اشترى خسًا صار يوزع الخس على الناس، ونحن قاعدون فصارت عندنا مثل روح فكاهة أننا نذهب لهناك لنأكل الخس، ننزل إلى المظاهرة صارت بالنسبة لنا شيئًا نشارك فيه ولن نخسر شيئًا، فهناك أشخاص في درعا قتلوا واستشهدوا، فإنه يجب أن تكون لنا مشاركة، يجب أن تكون لنا مشاركة على كل صعيد، طبعًا هذه المشاركة الودية بالنسبة لنا والسلمية، نحن كل ظننا أنني بكل بساطة مبتسم في وجهك وقادم لعندك، يجب ألا أقابل هذا الشيء بالرصاص أو بالنار، فصارت عندنا ردود فعل فهذه التي صارت تشكل... كانت المظاهرة نحن وصلنا لمرحلة أن المظاهرات نبدع فيها، يعني كيف كانت المظاهرات فقط سأقول لك كيف كان منظر المظاهرة منظر المظاهرة أن الناس يخرجون من الجامع ويمشون ويهتفون للحرية، مثلًا: "حرية حرية " كانت العبارات الأولى أو الهتافات تصيح: "حرية" فالمظاهرة التي كانت أول مظاهرة طبعًا أنا لم أكن فيها، أول مظاهرة كان هناك... طبعًا الأشخاص الذين فجروا المظاهرة هم أشخاص يُشهد لهم بقوة القلب؛ لأن الموضوع لم يكن سهلًا أبدًا، فمثلًا كان هناك شخص توفي رحمه الله اسمه محمود القدور وهو صديقنا، فهو الذي كان يريد في الجامع بعد أن ينتهي من الصلاة أن يصيح: "الله أكبر" فهذا الشخص الذي هو أول شخص بكفرنبل صاح بالجامع الكبير بكلمة الله أكبر، وهنا صار طبعًا الناس يقومون ويصيحون: "الله أكبر" ويبقون خارجين وبعد ذلك يصيحون: "حرية" أو يصيحون: "الله أكبر" وكانت العبارات أنه لم يتحدث أحد عن إسقاط نظام أو كذا، هذا في البداية.

 المظاهرة الثانية أو نريد أن نسميها المظاهرات التي بعدها، في مظاهرة أنا شاهدتها، طبعًا أنا كنت فيها وكنا نمشي، مشينا من جانب المخفر هكذا عند مديرية الناحية دعنا نسميها هي والمحفر معًا، فكان هناك عناصر أمن واقفون على الرصيف، وهناك يوجد عناصر أمن واقفون على الرصيف و كان هناك شخص من إدلب كان اسمه نوفل لا أعرف ماهو اسمه، هو عقيد أو عميد أو هكذا رتبة، فهو الذي معهم، طبعًا أنا لا أعرفه الشكل ولكن كل الناس يعرفون أن العميد نوفل مثل العقيد وكان معهم يراقب، فكانت الفكرة بالنسبة لنا أنهم هم ككفرنبل مثلًا إذا خرجت مظاهرة فإنهم حتمًا سيقابلونها بنفس الطريقة لن يكون هناك قمع له، وفي تلك الفترة كان هناك قمع مثلًا في بعض المحافظات، ولكن بالنسبة لنا كانت أنهم كانوا فقط يتفرجون، أنه لم يتكلم أحد، ولم يفعل أحد شيئًا فعندما أنهينا المظاهرة  هب الجميع إلى البيت، طبعًا هنا الأشخاص الذين كانوا لامعين كثيرًا في المظاهرة بدؤوا يبعثون لهم تبليغات من أجل  موضوع... فأنت تعرف هذا أسلوب النظام، وأنه ماذا تريد يا بني؟ وما هو طلبك؟ وعرفت كيف ذلك؟ فالموضوع كان نوعًا ما من نوعية المصالحة أو هكذا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/22

الموضوع الرئیس

الحراك في كفرنبلبداية الثورة في سوريةسياسات النظام الأمنية

كود الشهادة

SMI/OH/125-02/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

الربع الأول 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-كفر نبل

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

فرع الأمن العسكري في إدلب 271

فرع الأمن العسكري في إدلب 271

الشهادات المرتبطة