المقاومة السلمية وبداية ظهور السلاح في مدينة حمص
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:29:10
نحن في شهر نيسان/ أبريل، وأيار/ مايو، بدأت الأمور تتضح قليلًا، يعني يصير فيها وضوح أكبر في مدينة حمص، وبدأنا بتشكيل بعض التنسيقيات في حمص، وصارت كل مجموعة تستلم حيًّا وتكون من أبناء الحي طبعًا، وتكون من أشخاص بعضهم معروفون وبعضهم غير معروفين، طبعًا هناك شخص يجب أن يكون في الواجهة [وهذا] شيء إجباري، وهذا [الشخص] مع الأسف سوف يكون مطلوبًا 100% كان في ذلك الوقت طبعًا بدأنا نعمل على هذا الأساس، ونقاط التظاهر كان يوجد عندنا حي القصور كانت تخرج فيه دعنا نقول مثل مظاهرات طيارة، وفي حي الخالدية كان هناك مظاهرات ثابتة تخرج كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة، وحي باب السباع كذلك الأمر، وفي حي الإنشاءات وحي الحمراء كانوا يخرجون بعد صلاة الجمعة كذلك الأمر، ولكن كانوا يخرجون في مظاهرات طيارة كونه كان يضرب عليهم بالرصاص، وحي بابا عمرو كان تخرج فيه أيضًا مظاهرات، يعني في أغلب أحياء حمص، وهناك أحياء حاولنا أن نجنبها الخروج بالمظاهرات فيها، [لنجعلها] كمناطق آمنة للمصابين فالذي يُصاب نحاول أن نوصله إلى حي القصور ويتم تطبيبه عن طريق مشاف ميدانية، ولكن هي لا يمكننا أن نسميها مشافي ميدانية فعليًّا، طبعًا حي البياضة كذلك الأمر كان يخرج مظاهرات وحي دير بعلبة كان تخرج مظاهرات في تلك الأيام، تقريبًا يمكننا أن نقول أنه كل مدينة حمص كان فيها بقعة جغرافية واسعة كثيرًا تخرج بالمظاهرة.
طبعًا نحن هنا نحكي عن رقعة جغرافية فيما يتعلق بمدينة حمص كمدينة وليس كمحافظة، طبعًا بمحافظة حمص خرجت يومها الغنطو وكذلك الأمر صارت تخرج تلبيسة، وكذلك الأمر الرستن والحولة كمدن رئيسية في مدينة حمص هذا بالنسبة للشمال، ومدينة القصير أيضًا كانت تخرج وما حولها طبعًا كون مدينة القصير هي كانت المدينة المركزية كانت بالريف فيما يحد لبنان، وعندنا أيضًا تلكلخ كانت تخرج وكان أصعب شيء هو خروجهم بالمظاهرات هم [أهالي] تلكلخ بصراحة لأنهم كانوا محاطين يمكننا أن نقول بحاجز من طائفة معينة، فكان خروجهم بالمظاهرات صعبًا كثيرًا، طبعًا لهجوم الشبيحة والأمن عليهم، وهنا طبعًا تطورت بعدها الأمور بخروج مجموعات مسلحة لحماية المظاهرات وتحرير تلكلخ، ويمكن أن أول مدينة في حمص تحررت هي تلكلخ.
ونرجع إلى مدينة حمص طبعًا حاول بعض الشباب في جمعة من الجمع أن يصلوا إلى ساحة الساعة، طبعًا في ذلك الوقت صدر صوت معين: إلى الساعة، إلى الساعة، فالناس كلهم توجهوا إلى ساحة الساعة من طريق حماة، من جانب جامع سيدنا خالد طبعًا، في ذلك الوقت واجهَنا الأمن والجيش ليس برصاص مطاطي، [لكنه] واجهنا برصاص حقيقي طبعًا سقط شهداء في ذلك الوقت، طبعًا هنا أخذنا قرارًا -جميع التنسيقيات- أنه الساعة ساحة الساعة أو ساحة الاعتصام هذه النظام أخذ قرارًا أننا نحن من المستحيل أن نستطيع أن نصل لها، فدعونا نتظاهر في المناطق الخاصة بنا كنقاط جغرافية معينة، ونحاول ألا نصل إلى الساعة لكي لا يسقط شهداء وينزل دم أكثر وأكثر، وطبعًا الكل وافق على هذا الأمر وبقينا نتظاهر مدة يعني مدة كبيرة كثير -أكثر من شهر- بالأحياء ضمن الأحياء فلا نخرج إلى خارج الأحياء، والذي يعرف جغرافيًّا مدينة حمص [جغرافيًّا] طبعًا يعرف أنه في كل حي يوجد عندنا فرع أمن تقريبًا، وإذا لم يكن فيه فرع أمن، فيوجد فيه فرع شرطة أو فرع جنائية -كما يمكننا أن نسميه-.
طبعًا كان صعبًا كثيرًا أننا نلتقي مع بعض يعني مثلًا إذا أهل الخالدية يريدون أن يخرجوا إلى البياضة فيوجد عندنا فرع الجنائية وفرع مكافحة المخدرات، فكان الحاجز بيننا وبين أهالي حي البياضة، فإذا صار هناك التقاء فسوف يصير عندنا إطلاق رصاص كبير جدًّا، وسوف يسبب شهداء كثيرين، فتم تلافي هذا الأمر، وأحياء حمص القديمة حي باب هود وباب الدريب كان هناك إمكانية ولكن أيضًا كانت هذه الإمكانية صعبة جدًّا، بسبب وجود حواجز، يعني هنا بدأ تشكيل بعض الحواجز في بعض المناطق ففي بابا عمرو كان موجودًا بعض الحواجز وفي باب الدريب كان هناك بعض الحواجز وكذلك الأمر في الخالدية باتجاه تقريبًا دعنا نسميها الساقية، ونحن عندنا شيء اسمه الساقية أو باتجاه الكراج القديم صار هناك حاجز، وطبعًا تطورت بعض الأمور وصارت تنتشر الحواجز على أطراف الأحياء من قبل الأمن والجيش، أو يمكننا أن نسميهم الأمن والشبيحة، وهنا الجيش بشكل رسمي لم يتدخل، فهذا منعنا من أن نلتقي في مكان واحد غير ساحة الساعة، وفعليًّا ساحة الساعة هي كانت أكبر ساحة في مدينة حمص، فيعني هي كانت ممكن تجمع أكبر عدد، فكان صعبًا كثيرًا أن نلتقي في ساحة الساعة، ولكن في مرة وحيدة أذكر أننا نجحنا فيها أن نلتقي مع أهالي حي باب السباع عن طريق الحميدية، يعني خرجت مظاهرة من الخالدية وخرجت مظاهرة من باب السباع والتقينا تقريبًا قرب الحميدية، فتظاهرنا وبعدها يعني انفضت المظاهرة هناك، يعني في أرضها (فورًا) قبل أن تكمل نهائيًّا طبعًا بعد شهر تقريبًا بدأ الشبيحة يستفزون الأحياء يعني نكون في مظاهرة فجأة نجد السيارة دخلت إلى الحي وأطلقت الرصاص على المتظاهرين وهربت وهي مسرعة، يعني بالأساس لا تقف، يعني هنا نحكي عن شهر حزيران/ يونيو تقريبًا، فالناس بدأت تتأثر بهذا الأمر وطبعًا النظام حاول أن يسلح الناس بشكل من الأشكال يعني يدفعهم للسلاح وأن يحملوا السلاح بشكل من الأشكال، لأنه في النهاية أي شخص تقترب من أرضه أو تحاول أن تخطف النساء فأنت تجبره أن يحمل السلاح.
بالنسبة لحي الخالدية كانت السيارات تأتي من منطقة قريبة من حي الخالدية اسمها كرم اللوز على ما أذكر، فهذه المنطقة هي منطقة شبه مؤيدة يعني غالبيتها هم مؤيدون فكانت تأتي السيارات من تلك المناطق وتضرب المتظاهرين وتخرج باتجاه تلك المناطق أو تخرج باتجاه حواجز النظام، أيقنا نحن هنا أن هذه السيارات تابعة لشبيحة أو تابعة لقوات أمن ومخابرات وتابعة للنظام السوري ومستحيل لشخص مندس بيننا أن يطلق النار علينا ويخرج إلى حواجز النظام، فهذا شيء يعني كان مستبعدًا بشكل كبير جدًّا.
وهنا في شهر حزيران/ يونيو أذكر أنه صار عندنا حملة أمنية في مدينة حمص جعلت بعض الناشطين يختبؤون، والمظاهرات طبعًا استمرت، ولكن ليس بالزخم الكبير، ولكن ظلت مستمرة.
طبعًا نحن مع الأسف اضطُررنا أننا كمجموعة ناشطين أن نلجأ لطرطوس، طبعًا نحن في ذلك الوقت لم نكن نعرف إذا كنا مطلوبين أم لا ولكن احتياطًا لجأنا إلى طرطوس وكونه صيفًا طبعًا نحن كنا غير معروفين بسبب أننا نلبس أحيانًا -دعنا نقول- قناعًا يظهر عيوننا فقط، فلا ندع الناس أن تعرف من نحن، وفي كل فترة نغير ثيابنا فالثياب التي كنا نلبسها مرة أحيانًا لا نلبسها نهائيًّا من أجل ألا نُمسَك عن طريقها، فكان عندنا حذر شديد جدًّا في هذا الأمر، ونحنا كنا مجموعات لا نثق بأي شخص يأتينا من الخارج، طبعًا هذه يعني كنا نفعلها من مبدأ الأمن الذاتي يعني، وطبعًا ليس كل الأشخاص كانوا يعرفون بعضهم يعني مثلًا شخصان يعرفان شباب الخالدية، والباقي الذين بالقصور لم يكونوا يعرفون شباب الخالدية، فحاولنا أن نؤسس أمنًا ذاتيًّا نحن تلقائيًّا بحيث إنه إذا أُمسك شخص لا يُمسك الكل.
طبعًا غادرنا طرطوس وكنا 6 أشخاص - [على ما] أذكر- وكان معنا عمار عز الدين الذي هو بالأساس قاد هروبنا وخروجنا إلى مدينة طرطوس، طبعًا هو محام، وكان على سيارته أتذكر يعني لاصق نقابة المحامين، وهذه أنقذتنا من الحواجز، فلم نعرف إذا كنا مطلوبين أم لا بسبب هذا الشيء، فعندما يرون السيارة عليها إشارة نقابة المحامين كانوا يتركوننا في ذلك الوقت.
وصلنا إلى طرطوس وأكملنا نشاطنا من طرطوس يعني ننسق عن طريق الإنترنت عن طريق "سكايب"، وقعدنا بمنتجع طبعًا المنتجع الذي قعدنا به لن أذكر اسمه فقعدنا بمنتجع يعني تفاجأنا ونحن قاعدون بالمنتجع بأشخاص من مدينة طرطوس وكانوا مؤيدين للنظام قاعدين هناك، طبعًا عرفناهم من كلامهم، يعني نحن كنا حذرين بشكل كبير جدًّا في مدينة طرطوس، وحاولنا أن نختلط بالناس يعني ونظل بينهم يعني بحيث إننا نحن لا نبدو أننا أشخاص غرباء، من أجل ألا يتم مثلًا إخبار الأمن عنا، وأن هؤلاء قادمون إلى هنا، ولا نعرف من هم، فأخذنا يعني فدخلنا على أننا نحن سياح قادمون فقط لنمضي عطلة الصيف هنا، حتى إننا أخذنا معنا أطفالًا؛ أخذنا أولاد عمار عز الدين معنا، لنبدو أننا عائلة، طبعًا أكملنا نشاطنا هناك، فالشباب الذين كانوا يصورون ظلوا هناك، ويبعثون لنا عن طريق "سكايب" التصوير ونحن نرفعهم للقنوات طبعًا القنوات الإخبارية التي كانت موجودة "شبكة شام" و "فلاش" و"أوغاريت" و"صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد" وأنا أتذكر هناك أول مرة اتصل بي شخص اسمه عمر الحمصي وقال لي: هل أنت جاهز لتخرج في مقابلة مع قناة تلفزيونية؟ قلت له: أنا حاليًّا خارج حمص، قال لي: ألا تعرف الأخبار التي تصير في حمص؟ قلت له: طبعًا عندنا إياها كلها، فقال لي: وهل يمكنك أن تخرج كشاهد عيان؟ قلت له: طبعًا يمكنني أن أخرج [وأتكلم عن] الشيء الذي وثقناه نحن في ذلك الوقت من فيديوهات ومن صور ومن أخبار، يعني نحن واثقون منها، قال لي: حسنًا اخرج، فكانت هذه أول مقابلة لي على قناة تلفزيونية كشاهد عيان باسمي الحقيقي الذي هو سليم قباني.
بصراحة خرجت باسمي الحقيقي ولا أعرف ما السبب الذي جعلني أخرج باسمي الحقيقي، لكن أنا بالأساس [كنت] داخلًا في التنسيقيات باسمي الحقيقي كنت يعني بداية دخولي في التنسيقيات ودخولي في الفيديوهات دخلت باسم الحقيقي، وأنا فعليًّا اسمي هو محمد سليم قباني، فأنا خرجت باسم سليم قباني يعني لو بحثوا عن سليم قباني في حمص لن يجدوه، فمن هذا الباب قلت يعني أنني [خارج] باسمي الحقيقي طالع ومن الممكن أن الناس ستثق بي بشكل أكبر، والأمن سيجد صعوبة كبير جدًّا حتى يجدني بشكل دقيق.
طبعًا بعد انتهاء الحملة بحوالي أسبوع أو 15 يومًا، رجعنا إلى مدينة حمص، وكلٌّ منا راح إلى عمله بشكل طبيعي، طبعًا نحن هنا أعمالنا تضررت بشكل كبير جدًّا، لأنني لم يعد بإمكاني أن أروح إلى عملي [سواء] الذي كان في الشركة أو إلى عملي بالمحل كون المحل يعني لم أعد أستطيع أن أقترب منه، والشركة كان من الصعب أن أنزل إليها كثيرًا، كونها كانت في حي الدبلان وحي الدبلان قريبة منه قيادة الشرطة، فكان هناك خوف إذا كنت مطلوبًا أن يتم إلقاء القبض علي، فبقينا في المقهى، وهناك نقعد ونفتح [الانترنت بشكل] عادي وطبيعي للعالم، ونشتغل شغلنا في الثورة إن كان تنسيقًا أو كان فيديوهات والناس تجيء إلينا يعني، وحتى كان هناك ضباط من المخابرات الجوية يأتون إلينا ويفتحون انترنت، وكنا بشكل طبيعي نشتغل
طبعًا المظاهرات كانت مستمرة، ونحن لم نؤثر بشكل كبير جدًّا على المظاهرات كوننا نحن يعني أغلبنا كان من حي القصور، فنحن يعني في تنظيم المظاهرات لم نكن نتدخل بشكل كبير جدًّا، مثلًا في حي بابا عمرو وحي الخالدية كانت المظاهرات مستمرة، ولكن في ذلك الوقت خف الزخم قليلًا، وخف [عدد] الناس بسبب الحملة الأمنية الكبيرة التي خرجت. طبعًا بعد انتهاء الحملة الأمنية رجع الزخم، وازداد في حمص بعد سماعها بالمجازر في بعض المناطق زاد زخم المظاهرات، وهنا تقريبًا رمضان أتى، فصار يوجد عندنا هنا مظاهرة يومية تخرج بعد صلاة التراويح من كل الأحياء، وهنا شارك حي القصور وحي القرابيص وأحياء حمص كاملة تقريبًا التي هي حي القصور وحي القرابيص وحي الوعر هنا دخل في المظاهرات حي بابا عمرو وحي الإنشاءات وحي الحمراء وأحياء حمص القديمة حي الخالدية والبياضة ودير بعلبة كلها صارت تخرج في مظاهرات سميناها مظاهرات ليلية، بحيث إننا نحن نخرج بعد صلاة التراويح، وأحيانًا نخرج قبل أذان الفجر بقليل -وقت السحور نخرج بمظاهرات-.
طبعًا هنا بدأنا ببعض الأعمال السلمية خاصة في بعض الأحيان يعني أذكر في وقتها كان هناك تركيبة كيميائية معينة تضعها في زجاجة، فتصدر صوت انفجار قوي فنتطوع 3 أو 4 أشخاص يعني بقدر ما نستطيع كنا نقترب من الحواجز الموجودة فنرمي الزجاجة بجانبه ونهرب يعني وصلت مرحلة أن هناك شخص كان يوجد عندنا حاجز في القصور بجانب القدموس، فعندما رمينا عليهم يعني بجانبهم هذه الزجاجة، وسمعوا صوت انفجار قوي، يعني بعد قليل بعثنا شخصًا ليرى ما الوضع فوجدناهم تاركي الحاجز مثل ماهو وهاربين، فحاولنا أن نشتغل معهم بالأعمال السلمية ونرعبهم ونخيفهم يعني منا طبعًا كنا عن طريق التكبير حتى نقترب منهم ونقول: الله أكبر هيا اهجموا اليوم وغير ذلك، طبعًا نحن لم يكن معنا لا سلاح ولا أي شيء، لكن من مبدأ الرعب نحاول أن نخيفهم ونحاول يعني أن نشتتهم بقدر استطاعتنا.
بعد فترة بالمظاهرات عندما كان يحاول الأمن أن يهجم علينا، كمثال يعني من باب النكتة أو من باب الفكاهة الخاصة بالحمصيين فتجد (شخصًا) قد أخرج أنبوب المدفأة ووضع فيه صاروخ فتاش (ألعاب نارية) فيخرج في منتصفهم (بينهم) فيعتقدون أنه آر بي جي ويهربون منه يعني بصراحة، وهو يضرب عليهم الصاروخ فيعتقدون أنه آر بي جي ويهربون منه.
يعني حتى أذكر مرة أنهم أمسكوا [شخصًا] على طريق حماة فعندما أمسكوه صاح شاب له: فجر نفسك فقد أصبحوا كثيرين وهو سلمي وليس معه أي شيء فتركوه وهربوا يعني، وأخذناه والحمد لله هو بخير وسلامة.
ومرة من المرات يعني أذكر أيضًا أنهم اعتقلوا شخصًا، وإذ بنا نجد 25 شابًّا إلى 50 شابًّا فصاحوا: الله أكبر وهجموا على الشبيحة وبينما كانوا يسحبونه على الأرض رأوا الناس قد هجمت فأيضًا تركوه وهربوا، وهنا نحن عرفنا حدودنا وهم عرفوا حدودهم تقريبًا، وإلى الأحياء لم يعودوا يدخلون كثيرًا، ونحن يعني كان بجانبنا -هو قبل جامع سيدنا خالد- جزء صغير من طريق حماة لا لا نتجاوزه، طبعًا كانت تصير أحيانًا اشتباكات بيننا وبينهم ونحن بالحجر وهم أحيانًا بالرصاص المطاطي وبالقنابل المسيلة للدموع، يعني تطورت الأمور بشكل من الأشكال إلى نوع من أنواع المقاومة السلمية، فنحن بالحجر العادي وهم بقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي يعني كنا نستغرب أنه كيف يصير كانوا يستخدمون الرصاص المطاطي؟ طبعًا هم لم يستخدموه كثيرًا، فاستخدموه أسبوعين فقط وبعدها لجأوا إلى الرصاص الحي يعني بحيث نحن لم نعد نقدر أن نخرج يعني حاولنا حتى ألا لم نعد نستطيع أن نخرج من طريق حماة ودعونا نخرج من دوار القاهرة أو من تلك المنطقة، وأيضًا واجهونا بالرصاص الحي فصار عندنا هنا نحن مشكلة كبيرة أنه لم يعد بإمكاننا أن نخرج إلى خارج الأحياء بالمظاهرة.
وبالنسبة للاعتصامات التي كانت تصير في حماة ودير الزور طبعًا كانت تشجعنا بشكل كبير جدًّا أن نخرج، ونحاول أن نجد نقطة بحيث إننا نحن نتجمع فيها بشكل كبير جدًّا، لكن مع الأسف يعني نحن لم نجد نقطة كبيرة تتسع عددًا كبيرًا هائلًا من الناس، وطبعًا لاختلاف الوضع الأمني في حماة ودير الزور عن مدينة حمص، فهذا لم يدعنا نخرج في تجمع كبير جدًّا، طبعًا حاولنا عدة مرات وفشلنا مع الأسف.
طبعًا مع اقتحام مدينة حماة وانتهاء المظاهرات فيها بشكل كامل، كان هناك أثر -دعونا نقول- سلبي على مدينة حمص وعلى الناشطين الموجودين والتنسيقيات الموجودين، ولكن ظللنا مستمرين في المظاهرات لأنها لم تكن عندنا جمعة من الجمع تمر في مدينة حمص إلا ويكون فيها أقل شيء شهيدان أو 3، فهذا كان يجعلنا مستمرين يعني أخذنا وعدًا على أنفسنا أن هذا الدم الذي نزل على الأرض لن يروح هدرًا، وكل الحمصيين [سواء] كانوا ناشطين أو إن كانوا أشخاصًا مدنيين عاديين، فهذا السبب الوحيد الذي جعلنا لا نتوقف نحن.
في شهر تموز/ يوليو، وشهر آب/ أغسطس، هنا يمكننا أن نسميها بداية التسليح في مدينة حمص، فبدأت تخرج مجموعات صغيرة وبصراحة يعني نحن كنا نخاف منها فعليًّا لأنها مسلحة بأسلحة خفيفة مثل البومبكشن أو مسدس، وأحيانًا إن كانت المجموعة متطورة جدًّا نجد معها روسية، وخرج في هذا الوقت شخص اسمه بلال الكن، ويمكن أن أغلب الحمصيين يعرفونه، وهذا الشخص يعني هو مجرم وأخرجه النظام حتى يقف معه (أفرج عن بلال الكن في الشهر العاشر 2010 قبل بداية الثورة، ولم يكن ذلك مرتبطًا بالثورة كما يحاول الشاهد تصويره- المحرر) فاصطف مع الثورة ولم يقف مع النظام وهذا الشخص على أساس [كان يدعي] أنه كان يحاول أن يحمي المظاهرات ولكن هو يعني فعليًّا كان يضرنا أكثر من أن يحمينا بصراحة لأنه يكون نحن مشغولون بالمظاهرة وهو يهجم على بعض الحواجز، فهذا كان يسبب لنا ضررًا يعني لكن نحن بشكل تلقائي الإنسان إذا خرج بمظاهرة وسمع صوت رصاص لحالها [مباشرة] يعني المظاهرة تتفرق، وتهرب الناس خوفًا على حياتها طبعًا، وبعض الأشخاص يبقون، ولكن لا يصير هذا العدد الكبير وهذا الزخم الكبير الذي كان موجودًا، طبعًا هنا صارت بعض الأحياء يصير فيها مجموعات مسلحة، بحيث إنها تحمي مظاهرات غير بلال الكن طبعًا، وكانت يعني وفي ذلك الوقت بدأ موضوع الخطف وهذا الذي جعل الناس يشتغلون بموضوع يعني حمل السلاح وتشكيل مجموعات صغيرة لتتسلح فيها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/07/26
الموضوع الرئیس
المقاومة السلمية في سوريةالحراك العسكري في حمصكود الشهادة
SMI/OH/42-05/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
4-5-6/2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-كرم اللوزمحافظة حمص-مدينة تلكلخمحافظة حمص-منطقة القصيرمحافظة حمص-مدينة الرستنمحافظة حمص-تلبيسةمحافظة حمص-الغنطومحافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
شبكة شام الإخبارية
صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية
شبكة فلاش سوريا