الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المداهمات والاعتقالات في منطقة اعزاز

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:01:15

بعد أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر زاد تضيق الأمن ومداهمات على البيوت ليلًا حتى بدأت تنكشف أسماء الأشخاص الذين نظموا التظاهر، وما كانت الأسماء معروفة للناس، وبعد أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر نتيجة الاعتقالات المتكررة للمتظاهرين كل متظاهر يسألوه: من دعاك مين دعاك؟ ومن كان معك؟ فصار عندهم كمية داتا متقاطعة من أعداد المتظاهرين الكبيرة وأسماء كثيرة لمطلوبين، وبعد تشرين الأول/ أكتوبر حملات اعتقال للبيوت ومداهمات، وهذه المداهمات الوضع يسوء بالنسبة لبعض الشخصيات و لا ننام في البيوت حتى لا ننام في الليل نظل طول الليل سهرانين خوفًا من أن يأتوا على بيتك لتهرب بأي طريقه، والاجتماعات الصباحية قلت لك لما نجتمع لا نجتمع أو نلتقي بالبيوت أو بأماكن ضمن المدينة صرنا نلتقي خارج المدينة، ونتيجة هذا الشيء شباب كثيرون تضايقوا وصارت تضييقيات عليهم فصاروا ينامون بمكان، وطبعًا الشباب انقسموا قسمين أحيانًا الشباب ينامون في تل رفعت كونها كانت منطقة نوعًا ما آمنة بالنسبة لنا وشباب تنام في منطقة برصايا في مغارة في الجبل ليأخذوا راحتهم في الاجتماع والتنسيق، و بنفس الوقت لأنهم يخافون من المداهمات بشكل يومي، فصار الشخص يُريد مكانًا لينام فيه ليلة ليريح جسمه.

  فالشباب كانوا مرة بأحد المرات في تشرين الأول/ أكتوبر  2011كان يوم الإثنين حتى كنت سأطلع لعندهم فالشباب حتى كنت وقتها رجعت من الجامعة وتعبان وكنت أول ليلة، وقالوا لي: تعال نسهر لنرتب، فما استطعت أطلع لأنني كنت تعبان قبل ليلة، فالشباب سهرانين في المغارة كانوا 12 شابًا سهرانين منهم حسن القبطور هو الذي اتصل بي، وعلاء عشاوي استشهد بعد معركة اعزاز، و هادي صالو استشهد بمعركة وجنيد جبارة ومحمد حنظل وأكرم بزارة هذا استشهد ولؤي كنو محمد كنو وعادل كلزية  12 شخص موجودين في المغارة، فتفاجؤون الساعة 6:00 صباحًا على ما يبدو غير منتبهين، فكانت إخبارية على المغارة جاءت دورية أمن من حلب دورية ضخمة جدًا أذكر وقتها حتى كان قائد فرع أمن الدولة أو الأمن السياسي موجود ضمن الحملة سيارات من حلب مباشرة على المغارة وجماعة الأمن في اعزز التحقوا فيهم، فعلى ما يبدو كان اختراق ذلك الوقت، والأمن كان يشتغل بشكل رهيب على موضوع تقاطع المعلومات موضوع اختراق الاتصالات على موضوع التجنيد بلعض الأشخاص، فعلى ما يبدو حصّل عنوان المغارة، فالأمن طب عليهم فجأة الساعة 6:00 صباحًا، ولما جاء عليهم الأمن شخصين هربوا علاء عشاوي وأكرم بزارة -استشهدوا فيما بعد- هم كانوا الحرس شعروا بالأمن وهربوا، والشباب النائمة في المغارة دخل الأمن عليهم، والشباب كان معهم مسدسين حتى المسدسات صغيرة وهم منطقة نائية وفيها حيوانات برية وفي الجبل، فالأمن فجأة عندهم واعتقلهم كلهم، وأخذهم في المرحلة الأولى على حلب مباشرة ولم يتوقفوا في اعزاز، والناس لم تخبر، وأذكر لما استيقظنا الساعة 11:00 الهواتف كلها مسكرة والمهزومين لا يتواصلون مختبئين ولا يعرفون أن المنطقة ما زالت مطوقة، وفي اليوم التالي في الليل حتى عرفنا أنهم استطاعوا الهرب.

  وبدأت الأخبار أن الأمن كان في الليل داهم المنطقة وعرفنا أنه داهم المغارة، وأخدوهم على حلب، وفي وقتها كانت ضربة قاسية موجعة لنا أن معظم الشباب الرئيسيين واعتقالهم بهذه الطريقة تُظهر أنه يوجد اختراق، وأشخاص رئيسيين الشباب كانوا الأشخاص الرئيسيين في الحراك، فكانت ضربة موجعة جدًا للحراك عندنا، وطريقة اعتقالهم بهذه الطريقة كان لها مدلولين المدلول الأول الاختراق فهذا صار يُخوفك عن أي تحرك عن أي تواصل، والمدلول الثاني اعتقالهم وأخذهم على حلب  بهذه الطريقة يعني انتهوا وليس بأي طريقة اعتقال عادية، وانقطع عنهم أي تواصل ما عدنا نعرف عنهم أي شيء، فبقينا جمعتين أو ثلاثة جامدين لا أحد يجرؤ يبعث للثاني مرحبًا، وأنه من اخترقنا؟ من خبّر عنا؟ من راقبنا؟

  دخلت المدينة بمرحلة جمود لمدة ثلاثة أسابيع، وبعد ثلاثة أسابيع خرجت دفعة منهم، فتفاجأنا أننا بنينا كل هذه التوقعات  أنهم لن يخرجوا!؟ 

 حتى كمية الاهتمام من الأمن بهم، وقالوا لنا: أنه جاءت الطيارة أخذت قسمًا منهم على الشام وقسم أطلقوا سراحهم بعدها، فلما أُطلق سراح هؤلاء والبقية أخدوهم على الشام قلنا أن الذين أخذوهم على الشام لن يرجعوا، يعني طيارة أخذوهم فيها على الشام معناها لن يتركوهم.

دخلت المدينة تقريبًا من تشرين الثاني/ نوفمبر لغاية كانون الأول/ ديسمبر لغاية خروج الدفعة يعني طلع العدد الكبير منهم أيضًا ثمانية شباب الذين حولوهم على الشام أربع شباب رجعنا تنفسنا وارتحنا أنهم طلعوا الشباب المؤثرين خاصة تلك المرحلة تخسر أشخاصًا رئيسيين محركين كان مشكلة.

 فكانت ثلاثة أسابيع جمود كامل لغاية ما طلعت أول دفعة منهم من السجن تنفسنا أنه طلع الشباب ارتحنا ولازم نرجع، حتى الشباب رجعوا متحمسين لنتفاجأ أنهم كانوا في أمن الدولة أو في السياسية وبعدها على الجنائية، فوضعهم مريح، فترجع لتأخذ بصيص أمل لما تُقمع تخاف فيطلع السجين يقول لك: هو سجن جمعتين ثلاثة وترجع ترتاح.

 وبعد شهرين طلع الشباب من السجن وحتى كانت جديدة أن الذين أخذوهم بالطيارة على الشام بعد شهرين تركوهم رغم أن الشباب الذين حولوهم على الشام اكتشفنا سبب تحويلهم على الشام أنه كان معهم مسدسات، فالشباب اعترفوا المسدسات لمن واعترفوا أجهزة الثريا لمن، وقالوا: جهاز الثريا لفلان والمسدس لفلان نتيجة الضرب، والذين معهم ثريا ومعهم مسدسات حولوهم على الشام وتركوهم بعد شهر ونصف.

 الشغلات المضحكة الأشخاص الذين اعتقلوهم أو حتى في الدفعات التي قبلها، وقلت لك الشاب الذي قتله الأمن باسم مرعنازي في تموز/ يوليو كل شخص يعتقله النظام يُحقق معه أنت قتلت باسم مرعنازي، ومن قتله؟ والمضحك أن الأمن يأخذ المتظاهرين ويعتقلهم ويقتلهم ويُحققوا معهم: من منكم قتل باسم مرعنازي؟ وأنتم خلية قتلتم باسم مرعنازي، وهذا أغلب التحقيق، والشغلات المضحكة ُالأمن ما كان عنده شيء يحقق فيه مع المتظاهرين حتى المتظاهرين الذين يأخذونهم على الجنائية كانت الأسئلة فارغة، والأمن ماذا سيسألك؟ وليس عنده شيء يسألك عنه، فكنت تستغرب نوعية التحقيق هي نفس الروايات الخرافية للتلفزيون كم يُعطوكم على المظاهرة؟ كم تدفعون للعالم على المظاهرة؟ ومن هذه الأسئلة الكوميدية التي كنا وما زلنا نسخر على النظام أنه يرويها، فكان كل تحقيقاته حتى هي من التناقضات حاولنا نسأل شبابًا: هل عرفتم من المخبر؟ فالأسئلة هي خارج نطاق الاعتقال، كم يُعطوكم على المظاهرة؟ ومن قتل باسم مرعنازي؟ وكيف تُطبقون مقاطع للمظاهرات، فتكتشف أن أسئلة المحققين هي من عالم ثاني، فهذا سبب جعل المتظاهرين حتى النظام ما عرف يُدير الأزمة أمنيًا حتى أمنيًا النظام كان غير قادر على التعامل مع الأحداث التي تحصل.

 أنا أذكر وقتها عند الصبح ما عرفت بالاعتقال ولم يكن النت أو الواتس منتشر، وأذكر كنت في السرفيس على جامعة حلب ففتحت غرفة "السكايب" على الطريق وإذ بشخص أرسل لي أن الشباب الذين في المغارة معتقلين، وأنا كنت عند المساء معهم على الهاتف واسمي موجود عندهم بهواتفهم، ولما صارت تصلني الأخبار وأنا على الطريق أنا قلت خلص بدون أن يُحققوا معهم أكيد سيفتحون سجل الهاتف عندهم وسيجدون الاتصال بآخر الليل معي، فلم أُكمل على حلب نزلت على الطريق، واذكر وصلنا لعند حريتين نزلت خفت أن أُكمل على حلب، وقلت: أكيد عُمم إسمي على الحواجز وكان حاجز أمام الكارفور حاجز معروف حاجز أمني وهذا بداية الثورة أمام الكارفور، فهذا كان يُدقق على الأسماء، وأنا ذهب على الجامعة فقلت: أكيد سيعتقلوننا واحدًا واحدًا، فنزلت قبل الحاجز وفورًا ركبت السرفيس ورجعت على حيان حتى ما رجعت على اعزاز، فأردنا أن نفهم القصة، وفي اليوم التالي رجعت على اعزاز رجعت من طريق ثانية كيلا أمر على الحواجز.

 مرت هذه الفترة أول يوم وثاني يوم، وأقول في نفسي: هل سيعتقلوننا أكيد الشباب اعترفوا علينا أكيد فتحوا الهواتف أكيد عرفوا الأسماء التي تتواصل معهم، وبعد عدة أيام لم يحضر أحد، وبعد 15 يومًا عشنا مرحلة ستطلع علينا حملة اليوم أو غدًا أو الدي بعده ستطلع علينا حملة لأن الشباب نفسهم الذين تتواصل معهم اعتقلوا، وبقينا هكذا حتى أطلقوا سراحهم للدفعة الأولى ، ولما أطلقوا سراح الدفعة الأولى نحن ارتحنا قلنا لو أرادوا أخذنا كانوا أخذونا، وليس أنا فقط دخلت المدينة كلها بمرحلة جمود لأننا كنا نتواصل مع بعضنا فالكل أمضينا هذه الفترة 15 أو 20 يوم مختفين لأننا نتوقع ستكون علينا حملة وخاصة النظام جاء بطريقة جديدة، ونحن متعلمين تتجمع السيارات تطلع السيارات يصير لنا خبر أن حملة اعتقالات، وهو جاء كبسة واحدة مباشرة من حلب على مكان معين فقلنا بنفس الطريقة سيعتقلوننا، فلذلك الكل دخلوا بنفس الطريقة أنه سيعتقل، وأغلبنا صرنا نغيب عن البيوت عن بيوتنا صرنا أغلب الوقت نقضيه في الخارج نخاف نتردد على حارتنا دائمًا نُحاول أن نتواجد خارج المدينة أو خارج البيت خوفًا من أي حملة اعتقال بسبب تلك الفترة، واستمرينا حتى أُطلق سراح الشباب رجعت العالم ارتاحت، وأن ذلك الملف طُوي ولن يعتقلوا أحدًا ولن يتوسعوا فيه.

  أنا بصراحة طول هذه الفترة أُحاول دائمًا أ، أُخفي عن أهلي كل هذا الحكي وكل هذا النشاط، أعرف مرحلة الخوف عند أهلي أُحاول أن أُقنن أي معلومة عنهم، ودائمًا كان عندهم حالة خوف وأنا أشعر بهم خاصة لما ينتبهون علي أني سهران في الليل من أجل موضوع حملات الأمن، وحين يسمعون بحملات الأمن أعرف أنهم يقلقون دائمًا لما يأتي خبر حملة اعتقالات يظلون سهرانين.

  و بأحد حملات الاعتقالات مرة أخذوا خالي، وكنت دائمًا كيلا أُخفهم كنت حتى لقاءاتي مع الشباب ما أطلع مع أي شيء من شغلنا حتى مثلا لما اعتقلوا الشباب بحادثة المغارة ما أخبرت أهلي أنني على تواصل معهم وكنا نخاف ألا نضغطهم أكثر، فكانوا دائمًا حتى حالة الرعب موجودة حالة التوتر كانت موجودة بكل البيوت، وحتى أذكر والدي أو أهلي بكل جلسة ابني إذا جاؤوا علينا مباشرة اهرب على سطح بيت عمك الذي وراءك، فهم يعرفون ولكن لا يسألوني خشية على أنفسهم إذا اعتقلوا لا يضطرون أن يحكوا بشيء سمعوه عنا، وأنا لا أتحدث لأهلي عن عملي ولكنهم حين يسمعون بحملة اعتقال ابني إذا جاؤوا على البيت فورًا على بيت عمك - وبيت عمي وراء بيتنا - فورًا عليهم، فحتى أبوك يعرف ما أنت عليه وهو لا يريد أن يعرف عنك أكثر، خاصة الذي يعرف النظام وإجرامه فهو يعرف أنه سيقتلك ليأخذ منك معلومة عن أخيك، وكم هو صعب أن يعترف على أخيه أو أبيه، فالنظام سيعذبك ليأخذ منك معلومة عن ابنك أو أخيك، فأهلك يتعاملون معك بطريقة يساعدوك بدون أن يعرفوا عنك شيئًا أبدًا.

  فكانت كل البيوت تعيش هذا الأمر، وأذكر مثلًا أهلي أو أقاربي أو الشباب الذين أعرفهم أغلبهم كانوا لا ينامون في الليل بسبب موضوع حملات الاعتقال.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/11/09

الموضوع الرئیس

الحراك في حلبالاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/218-09/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

10/11/2011

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-حيانمحافظة حلب-تل رفعتمحافظة حلب-مدينة اعزاز

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة