الإضراب في مدينة اعزاز
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:15:22:04
نهاية 2011 وبداية 2012 كان النظام يُشدد على قمع المظاهرات كنا ملتجئين للأساليب الجديدة التي تحدثنا عنها، وهي التظاهر الطيار المناشير ومن ضمنها والذي أعطي نتيجة هو الإضرابات، وموضوع الإضرابات كانت سلسلة اسمها إضرابات الكرامة كانت مثلًا أربعاء الكرامة أحد الكرامة وامتدت بين كانون الأول/ ديسمبر 2011 و كانون الثاني/ يناير 2012 وإضرابات الكرامة كانت في كل المناطق، وبداية كانت تضامنًا مع حمص ثم انتقلت لشيء دوري.
كانت مدينة اعزاز المركز الاقتصادي للمنطقة فيها أسواق تجارية والمديريات المدنية هي المركز الاقتصادي لكل المنطقة، فموضوع الإضرابات شيء مؤثر فيها يعني ممكن المظاهرات تطلع 10 دقائق أو نصف ساعة أو ساعة لا تترك أثر لكن لما يصير إضراب مدينة رئيسية مثل اعزاز هي مركز تجاري لكل المناطق المجاورة وكل هذه المدينة محلاتها مغلقة فهذا يعمل بلبلة للنظام، فبدأنا موضوع الإضرابات كنا نطبع المناشير للإضرابات أذكر كان معنا شاب اسمه وليد العريض استشهد كان إمام مسجد الحمزة في اعزاز ولديه مكتبة في اعزاز، وبوقتها ليس لدينا إمكانيات أو طابعات، وكان لديه مطبعة وبعد الدوام في الليل يأخذ المطبعة ليُظن أنه يعمل لها صيانة أو شيء في البيت لنطبع مناشير التحريض على الإضراب عنده في البيت، وأيضًا دخل معنا في المكتب الإعلامي أو النشاط الإعلامي شاب اسمه عمار بري، فصرنا نطبع الدعوات للإضراب ونُوزعها.
في البدايات الناس تتجاوب معنا، وبنفس الوقت كان الشباب المطلوبين والأمن صار يطلبهم كثيرًا قرروا حمل السلاح ونفس المسار كانوا يُهيئون بداية الهيكل العسكرية "للجيش الحر"، ومن أوائل الشباب كـ"جيش حر" في اعزاز ويُعتبرون من مؤسسي "الجيش الحر" عمار داديخي وحاتم عيسى وخير الدين ياسرجي وشريف دربالة وأحمد عبيد وشريف ياسين دربالة وشريف جعفر دربالة وهؤلاء الشباب كانوا ينامون - خاصة بعد حادثة مداهمة الجبل - في مناطق مثل تل رفعت وعندان، وهذه المناطق نوعًا ما أخذت استقلاليتها صار فيها ظاهرة مجموعات عسكرية أكثر فتُأمن أن تنام فيها حتى الشباب بوقتها بينهم ستة أو سبعة شباب عملوا أول تدريب عسكري في عندان، وهم علاء عشاوي جعفر دربالة وخير الدين ياسرجي وغالب دنون، وهذا كله كان في بداية 2012 وبنفس الوقت كنا نُصعد وتيرة الحراك المدني.
بدأت الناس تستجيب معنا لموضوع الإضرابات، وكان أشخاص موالين للنظام بأول إضراب أو الثاني يرفضون أن يتجاوبوا معنا في الإضراب، ومنهم شخص كان اسمه القرقوبي معروف هو محل الخضروات وهذا صار فيما بعد قائد ميليشيا في حلب اسمه عمر قرقوبي قائد ميليشيا في الشبيحة في حلب الذي تطور وصار الدفاع الوطني، وعمر قرقوبي فبوقتها صار يطلع مع الأمن، والأمن صار يتعامل مع الإضرابات بحدة ويكسر المحلات مرة كسر المحلات المُضربة، والناس كانت نوعين: نوع هو عن قناعة أضرب ونوع خجلًا من أن يُتهم بالموالاة للنظام ونوع خوفُا، لأننا كنا نطبع في المناشير أن الذي لا يُضرب هذا عدو لنا، وبوقتها عمر قرقوبي لأنه يُصر حرقوا له محله، فصارت الناس حتى الذي لم يقتنع خوفًا يُشارك في الاضراب وكانت الغالبية تُشارك في الإضراب، فأعطت مفعولًا واستفز النظام، فالمدينة الرئيسية في الريف الشمالي مدينة تجارية وكل المناطق تعتمد عليها مغلقة، والنظام دائمًا يمشي على رواية ما في شيء فما بالك مثلًا مدينة مثلًا شارع الألبسة التركي تأتيه الناس من كل المحافظات وليس من المنطقة، فيجدوه يوم الأحد مغلق يوم الأربعاء مغلق، فهذا سبب إحراجًا للنظام، ولم يكسر موضوع الإضرابات رغم أنه حاول مرة أو مرتين كسر المحلات كسروا أقفال المحلات ليشجعوا العالم على أنها تفتح، وما نجح بوقف الإضرابات، وبذات المسار الشباب كانوا يتكتلون مع بعضهم من الشباب المطلوبين أخذوا بيتًا في تل رفعت.
موضوع الإضرابات في مدينة مثل اعزاز سبب إحراجًا للنظام، ورأينا الإضراب نفع و وتَّر جو النظام، وخاصة في مدينة هي من الأساس مركز للمدن الثانية وكل الأهالي تأتي على اعزاز لأن فيها أسواق فيها مركز تجاري، فهذا الموضوع سبب الإحراج للنظام، و بنفس الوقت لا يستطيع منعهم، يمنعك أن تتظاهر لكن لا يمنعك أن تُغلق المحلات، ومحاولاته لفش (فتح) المحلات مرة أو مرتين كانت محرجة بالنسبة له خاصة سيكسر أقفال المحل طيب ربما سُرق المحل، فكسروا أقفال المحلات مرة مرتين ما عرف كيف يتعامل مع القضية.
كنا في نفس الوقت كنا مستمرين لما الناس فتحت صرنا نشتغل على موضوع اسمه قائمة العار، وقائمة العار مثلًا نطبع مناشير بأسماء الأشخاص الذين فتحوا المحلات، ونذكر فيها أسماء المحلات التي فتحت في الإضرابات ونكتب قاطعوهم، وكنا نطبعها وننشرها، وحين صار تشهير بالأشخاص الموالين للنظام صار ضغط اجتماعي على الناس، ودائمًا كان صوت الأشخاص المعارضين للنظام أقوى ومحرج من صوت الأشخاص المؤيدين للنظام، فنطبع هذه المناشير ونلصقها، وصار تحريض على مقاطعتها، وأذكر محلات مثل قرقوبي لا تشتروا منه، فيتأثرون اقتصاديًا بهذا الموضوع أن الناس لا تدخل محلي، والناس كلها تلتزم إما قناعة أو خوفًا من اتهامهم بالتعامل مع النظام أو ناس تقول: أنا لن أضع نفسي بأي موقف ثاني، واستمرينا بالإضرابات وأعطى نتيجة لأنه صارت مشاركة واسعة حتى عمل توترًا في البلد أن البلد كلها مغلقة.
كان دورنا أنا والشباب طباعة قوائم العار للأشخاص الذين يفتحون أيام الإضرابات، وكنا نهتم في المقاطع هي موجودة حاليًا على "اليوتيوب" كنا نُصور المحلات المغلقة وننشر المقاطع لأن الفكرة أن توصل الصورة، وأذكر كنا نُصور بوقتها بالكاميرات السرية في شارع الألبسة أو في السوق الرئيسي نُصور كيف المحلات معلقة.
توسع موضوع الإضرابات لينتقل من الإضراب التجاري لإضراب المدارس، وبقيت الأمور طيلة كانون الثاني/ يناير حتى منتصف شباط/ فبراير، وحين يكون إضراب بعد فترة لمدة يومين صرنا نقسمه لمراحل مثلًا الإضراب اليوم للساعة 12:00 لأذان الظهر، ولما الناس تُضرب للساعة 12:00 الناس تظل فاتحة نطلع مظاهرة طيارة وحين نطلع لمظاهرة طيارة الناس تُغلق المحلات أو الشباب يكبرون فتعلق الناس المحلات.
وفي ال إضراب الناس تدخل وتطلع على بيوتها طبيعي لكن الشوارع شبه فارغة خاصة الشوارع الرئيسية إذا المحلات مغلقة، فتمر مثلًا الشارع الرئيسي يكون فترة الظهر مكتظ الساعة 5:00 مساءً السيارات فوق بعضها بسبب كل الناس مغلقة وكلها في بيوتها، فهذه الشوارع تظل فارغة.
كانت الإضرابات في المناطق المجاورة ليست بنفس المستوى بسبب الثقل التجاري، لأنه سابقًا اعتماد الريف كله على مدينة اعزاز لأنها المدينة الرئيسية التي فيها الأسواق، والقرى الثانية الأسواق فيها ضعيفة مثل قرى منغ أو غيرها لأن فيها بعض المحلات وليس فيها ثقل تجاري، وإضافة هناك سبب ثاني مثلًا المدن الثانية مثل تل رفعت مارع هي مدن من الأساس استقلت ذللك الوقت شبه مستقلة وليس فيها أمن، ويمكن أن تتظاهر فما كان فيها الإضرابات لأنه في الأساس تُضرب وتتظاهر فما في داعي للإضراب، فكانت إضرابات مقتصرة على الأيام الرئيسية مثل أربعاء الكرامة هذا يوم معروف إضراب عام، وكانت تلك المدن تُضرب وبالأساس ما في داعي لإضرابها لأنهم كانوا يتظاهرون، ونحن لجأنا للإضراب لأنه كان الوسيلة الوحيدة التي تستفز النظام أو تتحدى فيها النظام بدون أن تُواجهه.
كان يطلع الأمن يظل للساعة 11 في السوق لأنه كانت تطلع إشاعة أنهم يُهددون المحلات، فصار ينتشر الأمن على أمل أن أهل المحلات يأتي أحد يجبرهم أن يُغلقوا محلاتهم، والناس من الأساس لا يأتون على المحلات، فينتشر الأمن للساعة 12 بعدها الأمن يختفي من الشوارع لأنه يصير إحراج لأنه لا يستفيد من وجوده خاصة الناس أغلقت المحلات، فصار الأمن لا يطلع فترة الإضرابات والناس اقتنعت بموضوع الإضرابات، وكل الناس مقتنعة بالإضراب الناس من الأساس لا تذهب لمحلاتها، وكانت تقطعات بموضوع الإضرابات، طبعًا بوقتها بداية الإضراب الناس كلها تُضرب بعدها صرنا نُنظم عملية الإضراب مثلا نكتب الصيدليات تفتح الصيدليات لا تغلقوا، لأنه في البداية التزام تام الأفران والصيدليات كل شيء، وبعدها صرنا نقول مسموح للصيدليات مسموح للأفران ونطلب منهم ليظلوا فاتحين، وبقيت الأمور طيلة كانون الثاني/ يناير حتى منتصف شباط/ فبراير.
بدأت نتائج الإضرابات تظهر منتصف شباط/ فبراير رجعت هيأت الجو 100% وأعطت التأكيد لكل الناس لكل المشاركين، و أساسًا كان المستوى العام لكل الناس، مثلًا بداية الثورة كانت مظاهرات فقط قبل مجازر النظام، وحين تتحدث بداية 2012 كانت الاقتحامات لحمص وكانت الاقتحامات لبانياس فخُلقت حالة عدائية تجاه النظام من كل فئات الشعب، واتسعت دائرة المعارضة وكانت الناس تعيش كذبة ممكن النظام سيغير حاله ويُصلح، فالناس أخذت قرار مواجهة النظام، وجاءت الإضرابات أثبتت أن الكل سيواجه النظام.
بدأت أثار الإضرابات تظهر منتصف شباط/ فبراير بعد شهر من بدء الإضرابات تقريبًا، ولما فعَّلنا التظاهر الناس وصلت لمرحلة أنا سكرت محلي وسكرت رزقي وسكرت كل شيء وسأطلع ضدك، وإذا باب رزقي هو معيشتي دكاني أنا سكرتها وتخليت عنها لمواجهة النظام، فعززت الثبات عند المتظاهرين وعند الناس، وعلى أثرها اندلعت المظاهرات منتصف شباط/ فبراير والنظام لم يستطع السيطرة عليها، وصارت الدعوات لإضرابات الدوائر الحكومية، وصار المتظاهرين يدورون على الدوائر الحكومية ليغلقوها، والموظفون منتصف شباط/ فبراير لا يذهبون على الدوائر الحكومية فشُلت الحركة بشكل كامل، وجعل المتظاهرين يتظاهرون بداية شباط/ فبراير.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/11/16
الموضوع الرئیس
الحراك في حلبكود الشهادة
SMI/OH/218-11/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نهاية 2011 - بداية 2012
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-عندانمحافظة حلب-تل رفعتمحافظة حلب-مدينة اعزازشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الدفاع الوطني - مركز حلب